فقد خسر حزب العدالة حزب العدالة والتنمية، جميع المقاعد الأربعة التي كانت شاغرة في البرلمان المغربي، خلال الانتخابات التكملية (الجزئية) التي جرت الخميس الماضي، والتي لم يحصل فيها  ممثل الاخوان على أي مقعد في كل من مدن أغادير وتارودانت وبني ملال، حيث كان التصويت لملئ أربعة مقاعد نيابية، فاز حزب التجمع الوطني للأحرار(ليبرالي) بثلاث مقاعد ليصل الي 40مقعدا بالبرلمان، فيما حصل حزب الأصالة والمعاصرة (وسط اليسار)،علي مقعد الرابع ليرفع عدد مقاعده في البرلمان المغربي الي 103 مقعدا من أصل 395 مقعدا.

كما اكتسح حزب الأصالة والمعاصرة(معارض) نتائج الانتخابات الجزئية بدائرة بني ملال، بحصوله على المقعد البرلماني المخصص لهذه الدائرة بفارق كبير على أقرب منافس له المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية.

وفي أكتوبر الماضي فاز حزب العدالة والتنمية بـ 125 مقعدا في البرلمان من أصل 395 مقعدا، حسبما أعلنت وزارة الداخلية المغربية، ليتمكن الحزب من تشكيل الحكومة المغربية باعدة احزاب ائتلافية.

والنتائج اشارت الي تراجع حزب العدالة والتنمية في معقله بمدينة "سوس ماسة"حيث اثارت غضبا اعضاء الحزب.

ووصفت عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب المغربي أمينة ماء العينين، نتائج الانتخابات الجزئية بأكادير بـ"الكارثية"، معتبرة كل تبرير بمنطق خصوصية الانتخابات الجزئية لن يفيد الحزب في شيء، "إلا إذا أردنا أن نتحول إلى مثل تلك الأحزاب التي تصور للناس انهزاماتها المريعة في شكل انتصارات حتى أشرفت على الاندثار".

وأوضحت ماء العينين، في تدوينة لها على صفحتها الشخصية على الفايسبوك، أن مرجعية الحزب و"منهجه" يفرض عليه الصراحة والوضوح وإجراء النقد الذاتي اللازم أمام المواطنين الذين منحوه ما منحوه إياه في 7 أكتوبر، متسائلة "هل نحتاج لشيء آخر لنعترف جميعا أن الأمور ليست بخير، وأن المسار ليس قويما وأن خطاب المراجعة والنقد هو خطاب ذو مصداقية دون تشنج أو اصطفاف؟".

من جانبه، قال المحلل السياسي المغربي ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية و المؤسساتية، محمد بودن ، لـ"البوابة نبوز" أن نتائج الانتخابات الجزئية فيالمغرب تشير الي أن حزب العدالة والتنمية يمر بأزمة تنظيمية خانقة وصراع قوي بين جناحين وهذه عوامل تجعل الحزب أمام حقائق الراهن والمرهون،ولكن وجب تسجيل ملاحظة أساسية تتجلى في ان حزب العدالة والتنمية لم يربح مقعدا و لم يخسر مقعدا من كتلته النيابية بمجلس النواب.

واضاف:"بالرغم من ان طرح تراجع حزب العدالة والتنمية جدير بالفهم العميق والمتأني،لأنه ثمة حجج موضوعية تؤكد أن علاقة حزب العدالة والتنمية بكتلته الناخبة الوفية ليست على ما يرام،فضلا عن نتائج غياب رئيس الحزب عبد الإله بنكيران عن الحملة الدعائية لمرشحي الحزب، ادت الي أن عددا من الناخبين لم يصوتوا ابدا للحزب.

من جانبه اعترف المدير العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الحق العربي، بخسائر الحزب وترادع شعبيته في الشارعا لمغرب ، قائلا إن نتائج الانتخابات الجزئية الأخيرة "بعثت برسائل قوية جدا"، مردفا أن العزوف في التصويت يبين أن الناخب "خاب ظنه وانتظاراته من العملية السياسية برمتها".

و اشار القيادي الإخواني المغربي، إلى أن هذا يشكل فقدان الثقة في العدالة والتنمية".