بوابة الحركات الاسلامية : تفكيك خلايا ارهابية بالمغرب.. والتنسيق مستمر مع السلطات الأوروبية (طباعة)
تفكيك خلايا ارهابية بالمغرب.. والتنسيق مستمر مع السلطات الأوروبية
آخر تحديث: السبت 14/10/2017 09:15 م
تفكيك خلايا ارهابية
كشفت السلطات المغربية اليوم عن تفكيك "خلية إرهابية" موالية لتنظيم "الدولة الإسلامية" داعش تضم 11 شخصاً كانوا يعدون لعمليات خطيرة بالمملكة، والتأكيد على أن المقبوض عليهم "خططوا لتنفيذ عمليات إرهابية بالغة الخطورة كانت تستهدف مواقع حساسة وذلك بإيعاز من منسقين بأحد فروع داعش"، وأنهم كانوا ينشطون بمدن فاس ومكناس وخريبكة والدار البيضاء وزاوية الشيخ وسيدي بنور ودمنات وسيدي حرازم.

تفكيك خلايا ارهابية
وتمت الإشارة إلى أن أحد أعضاء الخلية "يمتلك خبرات عالية في مجال صناعة المتفجرات والتفخيخ" وأنه أمكن اعتقال العقل المدبر للخلية وشريك له بأحد "البيوت الآمنة" في فاس، وصادرت السلطات كذلك أسلحة نارية وذخيرة حية وقنابل مسيلة للدموع ومواد يمكن استعمالها في صناعة المتفجرات وكذلك أسلحة بيضاء.
أظهرت تسجيلات مصورة بثتها وسائل إعلام مغربية صباح السبت فريقاً من المكتب المركزي للأبحاث القضائية يحاصر مبنى في أحد أحياء فاس، كما تم الاشارة إلى أن الحكومة المغربية تنتهج خطة أمنية استباقية تقيه العمليات الإرهابية. وقد أعلن تفكيك العشرات مما وصفها بالخلايا الإرهابية منذ التفجيرات الانتحارية التي هزت الدار البيضاء في 2003 واتهمت فيها السلطات جماعات إسلامية متشددة.
وشددت السلطات المغربية إنها فككت نحو 170 خلية إرهابية منذ عام 2002، منها نحو 50 خلية قالت إنها على صلة وثيقة بجماعات إرهابية في سوريا والعراق. ومنذ تأسيس "المكتب المركزي للأبحاث القضائية" في مارس عام 2015، ازدادت حالات الكشف عن خلايا تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" واعتقال مجندين مشتبهين.
يذكر أن المملكة المغربية تعرضت لاعتداء في 2003 أسفر عن مقتل 45 شخصاً في الدار البيضاء، ثم في 2011 أدى هجوم آخر إلى مقتل 17 شخصاً في مراكش.
وسبق أن فككت المغرب الشهر الماضي بالتعاون مع السلطات الاسبانية خلية إرهابية جهادية تضم ستة أفراد، أحدهم أوقف في مليلية وخمسة في المغرب".، وأظهر التحقيق الذي أجرته المديرية العامة في المغرب أن المجموعة خططت لهجمات إرهابية واسعة النطاق وعقدت اجتماعات ليليلة سرية قامت خلالها بدورات تدريب ومحاكاة عمليات قتل عبر قطع الرأس".
وقالت وزارة الداخلية المغربية أنه "في إطار التعاون الأمني بين الأجهزة الأمنية المغربية ونظيرتها الإسبانية في مجال مكافحة الجرائم الإرهابية، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من تفكيك خلية إرهابية" مؤلفة من خمسة عناصر موالين لتنظيم "الدولة الإسلامية".، وتمت الاشارة إلى  أن المشتبه بهم أوقفوا "ببني شيكر نواحي مدينة الناظور، من بينهم إسباني من أصل مغربي يقيم بمدينة مليلية".، وهذه "العملية الاستباقية تزامنت مع قيام المصالح الأمنية الإسبانية بمليلية بإيقاف شريك آخر لعناصر هذه الخلية الإرهابية، والتي أكدت التحريات بشأن أعضائها أنهم كانوا ينشطون في استقطاب وتجنيد شباب لفائدة "داعش".
 وتابع "كما كشفت التحريات الأمنية أن أفراد هذه الخلية خططوا لتنفيذ عمليات إرهابية نوعية بكل من المغرب وإسبانيا، حيث انخرطوا في عقد اجتماعات سرية ليلا إضافة لقيامهم باستعدادات بدنية وتدريبات على كيفية تنفيذ عمليات الذبح باستعمال أسلحة بيضاء".

تفكيك خلايا ارهابية
ويري مراقبون أنه في السنوات القليلة الماضية بات كل من المغرب وتونس من الدول الرئيسية التي ينحدر منها أو يعود إليها أصول منفذو الهجمات الإرهابية التي تقض مضاجع أوروبا، والتي كانت من بينها اعتداء برلين وآخر حلقاتها اعتداءات برشلونة وكامبرليس في إسبانيا وتوركو في فنلندا.
وتمت إثارة ملف تطرف الشباب المغاربة، ومن يعود إلى أصل مغاربي، في أوروبا، والتاكيد على أن "أبناء المهاجرين المغاربة من الجيل الثاني والثالث الذين ولدوا في البلدان الأوروبية، يحتاجون إلى عناية خاصة تجنبهم السقوط في براثن الإرهاب، خاصة داخل المساجد غير المراقبة ومن طرف بعض الأئمة المتطرفين".
وكانت هناك تقارير تشير إلى أن المغرب ينسق جهوده الأمنية والاستخباراتية مع إسبانيا في سياق محاربة الإرهاب والفكر المتطرف، وأحرزت الرباط تقدما في التخفيف من خطر التهديدات الإرهابية.
من جانبه وصف عبدالحق الخيام، مدير المركز القضائي للأبحاث القضائية، التعاون الأمني والاستخباراتي مع الأجهزة الأمنية الإسبانية بـ"الممتاز”"، معتبرا أن المغرب دائم التعاون مع إسبانيا وعندما نصل إلى معلومة حول أي تهديد لإسبانيا، نبلغهم في الحين" مضيفا بقوله، "التحقيق مع أقارب خلية برشلونة في المغرب وجيرانهم وأصدقائهم لم تثبت وجود صلات بالجماعات المتطرفة لدى محيطهم".
رفض الخيام توجيه الاتهام للمغرب كلما نفذ مواطن من أصول مغربية اعتداء إرهابيا بأوروبا، وأشار إلى أن السلطات يجب أن تراقب المساجد والأئمة في إسبانيا.

تفكيك خلايا ارهابية
وركز المحققون الإسبان أثناء تحقيقهم مع إدريس أوكابير، أحد المتهمين بتنفيذ هجوم برشلونة، حول تحركاته في المغرب قبل الاعتداء. وكشفت التحقيقات أن أوكابير حصل على تذكرة ذهاب وإياب بين مطاري برشلونة وطنجة بين 9 و12 أغسطس الماضي، من أجل قضاء عطلة بعيدا عن أجواء برشلونة.
وأعلن المغرب، إثر هجوم برشلونة، حالة الاستنفار في صفوف رجال الأمن للتحقيق في الاعتداء الذي شهدته المدينة الإسبانية. وأكد مصطفى الخلفي، المتحدث باسم الحكومة المغربية، أن الإجراء جاء بتعليمات ملكية.
وقال مراقبون إن السلطات الإسبانية تحاول إلقاء مسؤولية ما حصل في برشلونة على المغرب باعتبار أن أعضاء الخلية التي نفذت الهجمات من أصول مغربية، وتسعى الأجهزة الأمنية الإسبانية إلى ترحيل أعضاء الخلية المعتقلين إلى المغرب.
بينما اكد أكد إدريس الكنبوري الباحث في الجماعات المتطرفة والفكر الديني، أن الحكومة الإسبانية تريد التخلص من الجهاديين بترحيلهم إلى المغرب لأنها متخوفة من أن يكون اعتقالهم في إسبانيا فرصة لنشر الفكر الجهادي داخل السجون.