500 مؤسسة فى 28 بلدًا أوروبية تحت غطاء العمل الدعوى
القيادات الهاربة تجمع التبرعات للإنفاق على الأنشطة الإرهابية
يمثل الجانب الاقتصادي لأي تنظيم سياسي سببًا لضمان بقائه، وهو ما أدركه مؤسس جماعة الإخوان الصادر في حقها حكم قضائي مصري بإدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية، إذ سعى منذ اليوم الأول للجماعة على جمع التبرعات من عناصرها بغرض تغطية احتياجاتها.
وبدأت الجماعة في تأسيس اقتصاد خاص بها، منذ الخمسينيات، عندما وصلت إلى أوروبا هاربة من مصر وسوريا، وعملت قياداتها الفارة على إقامة اقتصاد للتنظيم الإخواني يصرف على أنشطتها بخلاف الاعتماد على أموال الدعم والتبرعات التي يحصلون عليها من الحكومات، ولا تتورع الجماعة عن ممارسة عمليات غسيل أموال السلاح والمخدرات، وحتى الفساد الحكومي، انطلاقًا من أن هذه الجريمة حلال ما دامت تستهدف إقامة الخلافة المزعومة.
وتقول التقارير الراصدة للجماعة من الداخل أن هذا الاقتصاد يكفي الجماعة حال رفع أي من الدول الداعمة لها يديها عنها، وهو ما يسمى بـ«الاقتصاد الاحتياطي للإخوان».
لا يوجد أرقام شبة مؤكدة بشأن أموال الإخوان في أوروبا، فطبقًا لتصريحات صادرة عن مسئول في الحكومة الأمريكية أن أصول الجماعة دوليًا تتراوح ما بين ٥ إلى ١٠ مليارات دولارات، فاستطاعت الجماعة بالتوازي مع بداية ظاهرة البنوك الإسلامية الحديثة، في بناء هيكل متين من شركات «الأوف شور»، التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من قدرتها على إخفاء ونقل الأموال حول العالم، فهي شركات يتم تأسيسها في دولة أخرى غير الدولة التي تمارس فيها نشاطها، وتتمتع هذه الشركات بغموض كبير يجعلها بعيدة عن الرقابة.
وتمكنت الإخوان خلال العقود الماضية من تكوين إمبراطورية مالية ضخمة يتزعمها رجال أعمال ينتمون للجماعة، وتنتشر الشبكة الاقتصادية للإخوان في عدد كبير من الدول الأوروبية، منها مؤسسة دار المال الإسلامي في سويسرا وشركة «الأوف شور» التابعة للمؤسسة في «ناسو» بجزر الباهاما، وبنك التقوى الذي يمتلك حصة فيه كل من يوسف ندا ويوسف القرضاوي في ناسو، فضلًا عن عدد كبير من الشركات والمؤسسات المالية في جزر فيرجن البريطانية وجزر كايمان، وسويسرا وقبرص والبرازيل والأرجنتين وباراجوي.
التنظيمات الإخوانية فى أوروبا
العمل الدعوى للإخوان فى أوروبا مكنهم من تأسيس خمسمائة مؤسسة فى ثمانية وعشرين بلدًا أوروبية، وذلك عن طريق «اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا»، الذى يقع مقره فى بروكسل، والذى كان يديره لفترة طويلة البريطانى العراقى الأصل أحمد الراوى.
وتنقسم المنظمات الإخوانية فى أوروبا إلى نوعين، الأول: هو منظمات أو جمعيات عامة تتولى الأنشطة الدينية والاجتماعية والتعليمية، وتربطها علاقات تختلف فى قوتها بجماعة الإخوان، فهى إما جمعيات دعوية، وإما جمعيات متعاطفة، وإما جمعيات منتمية بشكل رسمى للإخوان، والنوع الثانى، هو كيانات أخرى أكثر تخصصا مكملة لشبكة الدعوة الإخوانية، مثل جمعيات الشباب والطلاب «جمعية الطلبة المسلمين»، جمعيات المرأة «المنتدى الأوروبى للنساء المسلمات»، وجمعيات إنسانية «الإغاثة الإسلامية»، وجمعيات فلسطينية «لجنة إغاثة ودعم فلسطين»، وجمعيات طبية «ابن سينا».
وتعتبر الجماعة الإسلامية فى ألمانيا GID، والتى تأسست عام ١٩٥٨، الفرع الألمانى للإخوان المسلمين فى أوروبا، الذى أسسه سعيد رمضان عام ١٩٥٨، والذى يرأس أيضًا «المركز الإسلامى» بميونخ، ومنسق أنشطة الندوة العالمية للشباب الإسلامى بأوروبا، كما أنه عضو بمجالس إدارات معظم الهيئات التابعة للإخوان (مثل هيئة الإغاثة الإسلامية فى برمنجهام ببريطانيا والمعهد الأوروبى للعلوم الإنسانية فى بورغون بفرنسا).
«رابطة مسلمى بليجكا» (LMB) القناة التاريخية للحركة فى بلجيكا فهى ممثلة جماعة الإخوان هناك، وأسس الرابطة عام ١٩٩٧ كل من منصف شاطار وكريم عزوزى، وزعيمها الروحى هو باسم حتاحت. وتملك الهيئة عشرة مساجد ومقرات بعدة مدن، منها بروكسل وأنقير وجراند وفرفييه، ويديرها كريم شملال من مدينة أنقرة، وهو من أصل مغربى ويعمل طبيبًا فى مجال علم الأحياء.
وتمثل جماعة الإخوان المسلمين فى هولندا، رابطة المجتمع الإسلامى «التى أسسها فى لاهاى يحيى بويافا المغربى الأصل عام ١٩٩٦، وتضم الرابطة عدة منظمات منها «مؤسسة اليوروب تراست نيديرلاند» ETN والمعهد الهولندى للعلوم الإنسانية والإغاثة الإسلامية.
أما «الرابطة الإسلامية في بريطانيا» (MAB) فهي ممثلة الإخوان هناك، وقد أنشأها كمال الهلباوى عام ١٩٩٧ الذي ظل لوقت طويل ممثلًا للجماعة فى أوروبا، ويعمل حاليًا مستشارًا لقضايا الإسلام والجهاد، على غرار المتحدث الرسمي السابق عزام تميمي الذي ألف العديد من الأعمال الجامعية عن الإسلام المعاصر مثل «الإسلام والعلمانية في الشرق الأوسط» الصادر عن دار النشر البريطانية «هيرست»، ثم تولى إدارة الرابطة الإسلامية في بريطانيا بعد ذلك أنس التكريتي العراقي الأصل وأستاذ الترجمة بجامعة «ليدز»، وذلك حتى عام ٢٠٠٥، وقد تولى الإخوان المسلمون إدارة مسجد فينسبيرى بارك تحت رعاية الحكومة البريطانية.
ويعتبر «اتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية في إيطاليا» (UCOII)، أيضًا الممثل الرسمي للإخوان المسلمين في إيطاليا، وقد تأسس عام ١٩٩٠، ويديره محمد نور داشمان السوري الأصل. ويضم الاتحاد ما يقرب من مائة وثلاثين جمعية، ويتحكم في ثمانين بالمائة تقريبًا من المساجد في إيطاليا، كما يمتلك الاتحاد فرعًا ثقافيًا وفرعًا نسائيًا وآخر شبابيًا، وبالإضافة لداشمان والأمين العام الأول أبي شويمة، إمام «المركز الإسلامي» بمنطقة سيغراتي، فإن اثنين من معتنقي الإسلام حديثًا يلعبان دورًا مهمًا في قلب المؤسسة، وهما عبدالرحمن روساريو باسكيني الذي يتولى المركز الثقافى فى سيغراتى وإصدار مجلة «رسول الله»، وحمزة روبرتو روزاريو، سكرتير الاتحاد والمتحدث الرسمي باسمه وأحد مؤسسيه، وهو صحفي يساري سابق وصاحب دار نشر «الحكمة».
وفي سويسرا، فإن الإخوان ممثلون من خلال «رابطة مسلمي سويسرا» (LMS)، التي أسسها عام ١٩٩٤ التونسي محمد كرموس، المقرب من الحركة الإسلامية التونسية والذي انضم أولًا إلى اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا قبل أن يستقر في سويسرا عام ١٩٩١، محمد كرموس هو أستاذ بكلية الهندسة وصاحب رسالة علمية في الفيزياء، ومؤسس مقر الرابطة في بلدية بريلي بالقرب من مدينة لوزان، حيث يجرى إنشاء مركز ثقافي إسلامي كبير.
وفي فرنسا، يتمثل الإخوان المسلمون في «اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا»، وتظل فرنسا مركزا للأيديولوجية الإخوانية، إذ بها ما يقرب من مائتين وخمسين جمعية ومائة مكان للعبادة خاصة بالإخوان «في لاطورنوف وديجون ومارسيليا وليل وبوردو وغيرها».
وكان «اتحاد المنظمات الإسلامية» يخضع في البداية لإدارة نشطاء تونسيين ينتمون لحزب النهضة الإسلامي.
(البوابة نيوز)