بوابة الحركات الاسلامية : دراسة تفضح العلاقات السرية بين إيران والتنظيمات السنية المتطرفة (طباعة)
دراسة تفضح العلاقات السرية بين إيران والتنظيمات السنية المتطرفة
آخر تحديث: الأحد 16/12/2018 12:40 م
دراسة تفضح العلاقات
كشفت دراسة صادرة عن المكتب العربي الأوروبي للأبحاث والاستشارات السياسية، بعنوان "إيران والتنظيمات السنية المتطرفة: الغاية تبرر الوسيلة" عن العلاقات الخفية بين ايران والجماعات السنية المتطرفة وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين الارهابية وجماعة الجهاد الاسلامي وجماعة الترابي في السودان والقاعدة وتنظيم داعش وحركة النهضة في تونس وحماس وغيرها من الجماعات الاسلامية السنية المتطرفة.
وبدات الدراسة بالقاء الضوء علي صفقة الحرام بين تنظيم "داعش" وحزب الله البناني" في أكتوبر 2017، وقالت الدراسة أثارت مسألة قافلة داعش المنسحبة من الحدود اللبنانية وتعاطف حزب الله الإنساني معها تساؤلات عن حقيقة العلاقة بين التنظيمين الإرهابيين وهما المتناقضان ظاهريا من الناحية المذهبية والعقائدية، والمتقاتلان في الكثير من مناطق القتال في سوريا.
وتابعت الدراسة ان المسألة تعود إلى أبعد من الأزمة السورية وحتى العراقية،  وهما الساحتان اللتان ظهر فيهما تنظيم داعش ( الدولة الإسلامية في العراق والشام) ، لا بل تتجاوز كل الحدود ، لأنها تشير إلى موقف سياسي إيراني،  كرس منذ ثورة الخميني، مبدأ التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ونقل النموذج الإيراني إليها، ومن أجل تحقيق هذه الغاية الإستراتيجية،  يبرر الولي الفقيه الوسيلة،  وهي التحالف مع الحركات المتطرفة والإرهابية داخل الطائفة السنية،  باستخدام مخادع لشعار الوحدة الإسلامية.
جماعة الجهاد الاسلامي
واوضحت ان تاريخ العلاقات التي ربطت طهران بالتنظيمات السلفية والأصولية والتكفيرية الإرهابية في مقدمتها الجهاد الإسلامي في مصر والتي تعود العلاقات بين الجانبين منذ 1979، فقد سعت إيران بقوة منذ نجاح ثورة الخميني عام 1979 إلى توثيق صلاتها بالحركات الإسلامية في مصر وفي مقدمتهم جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية والجهاد، وهو ما ظهر بقوة خلال زيارة وفد التنظيم الدولي للجماعة بقيادة رجل الأعمال يوسف ندا لطهران وتقديمه التهنئة للخميني بنجاح الثورة.
وواصلت إيران محاولات توثيق صلاتها بالجماعة الإسلامية، إلا أن هذه المساعي لم يكتب لها النجاح بسبب الشكوك والمخاوف من قبل الجماعة من الأجندة الطائفية لحكام إيران بشكل حجَم من هذه العلاقات، إلا أن إيران سعت وعبر مخابراتها والحرس الثوري لتوثيق صلاتها مع جماعة الجهاد مستغلةً وجود نوافذ لعلاقات قديمة مع عدد من رموزها.
وعملت إيران بقوة عبر رمزين فلسطينيين كانا يقيمان لفترات متباعدة في مصر وهما: محمد سالم الرحال أحد المتهمين في قضية إرهاب في مصر، والدكتور فتحي الشقاقي زعيم جماعة الجهاد الفلسطينية للارتباط بجماعة الجهاد في مصر وإن ظلت العلاقة بين الطرفين تمر بحالة شد وجذب ورفض وتأييد بين رموز الجهاديين في مصر لتوثيق الصلات مع طهران.
وكانت فكرة التقارب والتنسيق بين الطرفين بدأت قبل أحداث مقتل الرئيس السادات في العام 1981 عبر ثلاثة من رموز الحركات الإسلامية هم سالم الرحال وفتحي الشقاقى ونبيل نعيم.
أما عن المرحلة الثانية، فقد عمل الدكتور أحمد حسين عجيزة القيادي البارز في الجماعة على توثيقها في تلك الفترة ما أثار استهجان باقي قيادات الجماعة، وعلى رأسهم أيمن الظواهري مما تترتب على ذلك حدوث انشقاق داخل التنظيم وتمرد عجيزة وتأسيسه طلائع الفتح الجناح العسكري للجماعة.ولكن في العام1991، أي بعد سنتين فقط من قيام حكم الولي الفقيه، وبعد تسلمه زعامة الجماعة في العام نفسه زار الظواهري إيران طالبًا من الإيرانيين تقديم الدعم لجماعته لإسقاط الحكم في مصر، ووفقًا لاعترافات أحد مسؤولي  تنظيم القاعدة  (لاحقا) فإن الإيرانيين ضمنوا مطالب الظواهري وبدؤوا بتدريب جماعته داخل الأراضي الإيرانية والسودانية، كما منحت إيران دعمًا ماليًا للجماعة بمليوني دولار.
وفي هذه الزيارة استطاع الظواهري الالتقاء بعماد مغنية، الذي صار  القيادي العسكري الأبرز في حزب الله فأثمر اللقاء عن ترتيب تدريبات لأعضاء من جماعة الجهاد الإسلامي المصرية في لبنان.
إيران والقاعدة:
مع مبايعة جماعة الجهاد المصرية  زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، استغل الظواهري علاقاته بإيران ليبدأ اجتماعات مهعم أفضت إلى عقد اتفاق غير رسمي بين هذا التنظيم الإرهابي، وإيران بتقديم الدعم للقاعدة ولو اقتصر ذلك على التدريب فقط مبدئيًا لتنفيذ عمليات تستهدف في المقام الأول الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل.
بعد عودة القاعدة إلى أفغانستان عام 1996، ساهمت إيران في تقديم الدعم اللوجستي وتدريب أعضاء من التنظيم لتسهيل إنشاء شبكة لها في اليمن، وكثيرًا ما منح المسؤولون الإيرانيون أذونات الدخول لأعضاء من القاعدة  أثناء خروجهم ودخولهم إلى أفغانستان، باعتبار إيران معبر تنقلهم إلى العالم، حتى أن سيف العدل أحد كبار قيادات القاعدة، كتب في توثيقه لسيرة الزرقاوي أن القاعدة اقترحت إقامة بيوت ضيافة في مدينتي طهران ومشهد لتسهيل وصول المقاتلين إلى معسكرات التدريب التابعة للزرقاوي، وكان المقاتلون يعبرون الحدود الإيرانية دون ختم جوازاتهم بتعليمات عُليا صادرة إلى حرس الحدود.
وقد أقر سليمان أبو غيث الناطق الرسمي باسم تنظيم القاعدة أثناء التحقيق معه من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، بوجود مئات الجهاديين السلفيين في إيران من تنظيم القاعدة وغيرهم وكان من بينهم أبو مصعب الزرقاوي وأبو مصعب السوري.
تزعم الأوساط الإيرانية أن المساعدة المقدمة للقاعدة كانت بسبب الغزو الأمريكي لأفغانستان ولكن الحقيقة أن التعاون بين ايران والتنظيم الإرهابي يعود لسنوات بعيدة قبل الغزو، وحتى قبل إقامة طالبان إمارتها الإسلامية في أفغانستان عام 1996، وبما أن هذا البلد تحول مع سيطرة طالبان إلى مركز للوجود السلفي الجهادي على أراضيها، وانتشرت فيها مخيمات التدريب العسكرية التابعة للقاعدة،  فلماذا استمر التحالف مع إيران؟
أتاحت مساحة الحرية العالية التي منحتها إيران لقيادات تنظيم القاعدة في إيران الفرصة لإنشاء "مجلس إدارة عُليا" في عام 2002 لرفد القيادة في باكستان بالدعم الإستراتيجي، وضم المجلس سيف العدل، أبو الخير المصري، أبو غيث، أبو محمد المصري، أبو حفص الموريتاني، سعد بن لادن نجل أسامة بن لادن، واللافت أن هؤلاء القياديين المنحدرين من دول عدة صاروا لاحقا مسؤولين عن التمدد الإرهابي في بلادهم.
عقد عز الدين عبد العزيز خليل وشهرته ياسين السوري كبير مسيري ومنسق نشاطات تنظيم القاعدة والرجل المقيم في إيران صفقة مع السلطات الإيرانية كمفوض عن تنظيم القاعدة، بأن تمتنع القاعدة بشكل تام عن تنفيذ عمليات تستهدف إيران كما تمتنع عن تجنيد أي عناصر لها داخل إيران مع ضرورة إبقاء السلطات الإيرانية على علم بنشاطات التنظيم كافة.
وفي المقابل منحت السلطات الإيرانية حرية تسيير وتشغيل شبكة القاعدة العالمية من خلال مقرها في إيران، بالإضافة إلى منح تنظيم القاعدة الحرية المطلقة للسفر عبر أراضيها لتنظيم القاعدة ويشمل ذلك عائلاتهم أيضًا والمتحالفين مع التنظيم أو المقربين منه.
هذه العلاقة بين تنظيم القاعدة وإيران جزم بحقيقتها ومدى عمقها أبو محمد العدناني الناطق الرسمي باسم تنظيم داعش والذي قُتل في شهر آب لعام 2016، ففي تسجيل صوتي للعدناني تحدث بصراحة عن سبب امتناع داعش توجيه أي ضربات لإيران وذلك "امتثالًا لأمر القاعدة للحفاظ على مصالحها وخطوط إمدادها في إيران" على حد تعبيره، وبهذا التصريح نهجت داعش ما ورثته عن رحم أمها القاعدة في تحالفها مع إيران.
داعش:
أسس أبو مصعب الزرقاوي الذي كان مقيما لفترة طويلة في إيران، وقاد من هناك عددا من العمليات الإرهابية في دول عدة،  فرع تنظيم القاعدة في العراق لقتال الأميركيين ونال دعما إيرانيا كبيرا،  ولاحقا انشق عن التنظيم وتحول مع جماعات أخرى إلى تنظيم داعش، وحقق بقيادة أبو بكر البغدادي سلسلة انتصارات مكنته من السيطرة على ثلثي مساحة العراق ومحافظتين كبيرتين وبعض المناطق في سوريا ، وأعلن الأخير ما يسمى الخلافة الإسلامية.
كيف تمكن هذا التنظيم الناشىء من التمدد والتضخم بهذه السرعة ؟ الإجابات موجودة في عدد من الوقائع وتقف خلفها كلها طهران .
انسحب الجيش العراقي بأمر من عميل ايران نوري المالكي من الموصل ومناطق أخرى، فسيطر عليها داعش من دون جهد،  كما أطلق بشار الأسد قيادات سلفية متطرفة من سجونه وأمدها بالدعم اللازم لتؤسس فرعا لداعش في سوريا تولى لسنوات طويلة قتال التنظيمات المعارضة الأخرى،  ولم يحدث أي اشتباك مع الجيش النظامي .
في العراق أوهمت طهران قيادة داعش أنها لا تمانع من إقامة إقليم سني، وجعلت تابعها العراقي نوري المالكي يسحب الجيش والقوى الأمنية كلما تقدم داعش عسكريا ، وشارك الأسد في سوريا في اللعبة يعدم ممانعته ضم بعض المحافظات إلى هذا الإقليم.
بعد وصول داعش إلى مشارف بغداد وكربلاء، واقترابها لمسافة 200 متر فقط عن مقام الإمام الشيعي حسن العسكري في سامراء، أطلق المرجع الديني الشيعي الكبير السيستاني فتوى الجهاد وهو الذي كان يعارض الاقتتال الشيعي السني، فوجدت إيران ضالتها بتأسيس الحشد الشيعي،  كما تدخلت عسكريا بشكل مباشر، ففرضت سيطرتها الكاملة على العراق.
وفي سوريا وقع التدخل العسكري الروسي الشامل بعد أن ظهر أن الأسد سيسقط بعد هزيمة جيشه والحرس الثوري الإيراني وحزب الله  في سلسلة من المعارك،  كما احتشد التحالف الدولي لقتال داعش واختلطت أوراق الأزمة السورية ، ليصير نظام الأسد بعد ثلاث سنوات شريكا في قتال الإرهاب ما أجهض الثورة  الشعبية السورية نهائيا.
قدم داعش الخدمة الكبرى للمحور الإيراني السوري بأن فتح بولفارا يبدأ من الأراضي الإيرانية مرورا بالعراقية وصولا إلى سوريا ولبنان ، وهو نفسه الهلال الشيعي الذي تحدث عنه ملك الأردن منذ سنوات طويلة .
حسن الترابي-السودان:
نجحت طهران في مد جسور التواصل مع الحركة الإسلامية السودانية بقيادة حسن الترابي، وأمنت لها التمويل والترويج السياسي والإعلامي، وفي المقابل روّجت الحركة لإيران داخل السودان، وخصوصا بعد أن وصل الترابي  بجماعته إلى الحكم في السودان، عقب الانقلاب العسكري في العام 1989، وسجلت الحركة "إعجابها" الشديد بثورة الخميني وكانت ترى فيها مصدر إلهام كبير لها، هذا السلوك الذي وصف يومها بأنه براغماتي ويأتي ضمن سياقات سياسية مصلحية، شكل خطرا كبيرا على السودان وعلى وحدة مجتمعه الإسلامي.
بررت الحركة الإسلامية تحالفها مع إيران بوصفها قوة داعمة في مواجهة "الاستكبار العالمي"،  وهي علاقة بين حركة سياسية راديكالية إسلامية سنّية، وبين حركة سياسية راديكالية شيعية، ولكن في الواقع فالعلاقة بينهما ليست راسخة على الرغم مما يُطلق عليه: "الخاصية الإسلامية الراديكالية المشتركة بين السودان وإيران"، ويُرجع السبب إلى غياب الإجماع السوداني في ما يتعلق بهذه العلاقة ، فالأوساط الشعبية السودانية لم تستسغ هذه العلاقة ، كما أن ثمة قيادات داخل الحركة الإسلامية نفسها عارضتها.
قبل ذلك أطلق الترابي بناء على طلب إيراني المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي، ووجه الدعوة لحضور اجتماعه التأسيسي في عام 1991 في الخرطوم ، وقد احتشد فيه كل “الإرهابيين”، حسب وصف صحافية أمريكية في “نيويورك تايمز″، فمن بين الحاضرين كان زعماء التنظيمات الفلسطينية، وقلب الدين حكمتيار، وصبري البنا (ابو نضال)، وفتحي الشقاقي أمين عام حركة الجهاد الإسلامي، والشيخ عبد المجيد الزنداني، والشيخ يوسف القرضاوي، ووفد يضم الحزب المصري الناصري بقيادة عبد العظيم المغربي، وأيمن الظواهري، ورفاعي طه، (الجماعة المصرية)، والداعية يوسف إسلام ، ومرشد الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف،  وعماد مغنية قائد الجناح العسكري لـ”حزب الله” ... وأسامة بن لادن .
المؤتمر عقد جلسة افتتاحية ثم جلسة أخرى في السنة التالية وتوقف بعد ذلك، صحيح أن الحضور الإيراني لم يكن ظاهرا، ولكن الوقائع بينت في السنوات اللاحقة أن طهران نسجت تحالفات مع كل مكونات هذا المؤتمر، وأهمها تنظيم الإخوان المسلمين .
بالنسبة للسودان، فقد انتفضت المؤسسات الدينية السنية لاحقا ضد تغلغل طهران، فالإيرانيون بعد أن تغلغلوا في المجتمع توسعوا في الدعوة إلى التشيع عبر عشرات المراكز الثقافية والدعوية دون مراعاة أن السودان بلد سني، ما حدا بالرئيس عمر البشير بعد فك تحالفه مع الترابي إلى إقفال كل هذه المراكز.
الإخوان المسلمون:
تتعدد أواصر العلاقة بين ايران والإخوان المسلمين بجميع فروعها في البلدان العربية حيث تنتشر هذه الجماعة المتطرفة في دول عديدة من العالم، ومن بينها إيران التي للإخوان فيها جماعة ناشطة يترأسها عبد الرحمن بيراني ، وعلاقتها ممتازة بالنظام الإيراني، وبعد خلع الرئيس محمد مرسي في مصر سمحت السلطات الإيرانية للإخوان الإيرانيين بالاحتفال في أحد أشهر ميادين طهران، رافعين شعار رابعة،  ومنددين بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
للإخوان المسلمين علاقة وطيدة بإيران، ولم تكن ثورة الربيع العربي بمصر إلا إزالة القناع حيث أظهر الإخوان حقيقة علاقاتهم بإيران، وأكد ذلك تصريح مرشد الإخوان السابق مهدي عاكف، في معرض تعليقه على كشف السلطات الأمنية المصرية خلية حزب الله  إذ قال: من واجب مصر أن تشكر حزب الله لا أن تحقق معه، معتبرا أن من حق إيران أن تفعل أي شيء، كما تجلت حقيقة العلاقة بين الإخوان وإيران، خلال زيارة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد لمصر بدعوة من الرئيس المعزول محمد مرسي، ومنح نجاد فرصة أن يخطب في جامع الأزهر الشريف،  هو دليل آخر على قوة العلاقة بين الجانبين،  كما أن زيارة مرسي لطهران عام 2012 ، كان أول رئيس مصري يزورها بعد 34 عاما، دليل آخر على الصلة الوثيقة بين الطرفين.
 العلاقة بين الإخوان وإيران لها جذور تاريخية تعود لتأسيس هذه الجماعة، حيث تمثلت العرى الوثقى بين الجانبين بما جمع بين حسن البنا وتقي القمي من الجهة المصرية، وآية الله كاشاني ونواف صفوي وآية الله الخميني من الجهة الإيرانية ،والأخيرون هم أبطال غزو الشيعة للعالم السني، فقد قامت بينهم علاقات سرية، لا يعرف عنها الكثيرون شيئا، إلا قيادات الإخوان أنفسهم، وليس قاعدة الجماعة، وقد اقترب حسن البنا كثيرا من الشيعة الصفوية بشكل كبير، وهو ما أثار غضب علماء السنة، حتى أن أقرب المقربين منه اتهموه بخيانة عقيدته مقابل دراهم معدودة.
في ثلاثينيات القرن الماضي، وتحديدا في العام 1983 الذي شهد زيارة روح الله الموسوي الخميني الذي أصبح بعد ذلك الإمام آية الله الخميني - مفجر الثورة الايرانية-  لمصر، حيث زار مقر جماعة الإخوان هناك ، وعقد لقاء خاصا مع المرشد الأول للجماعة حسن البنا ، وقامت بعدها علاقات سرية طويلة وممتدة بين الرجلين.
تزدحم المحطات التاريخية بالشواهد التي تؤكد الصلة العضوية بين فكر الملالي وولاية الفقيه، وفكر "الإخوان المسلمين "، وقد تجددت علاقة الإخوان مع إيران فعليا في العام 1979، في أعقاب إعلان دولة إسلامية، تطبق الإسلام وتتخذه دستورا لحكمها، وهو ما كان ينادي به الإخوان في دعوتهم لإعادة الحكم الإسلامي للأنظمة السياسية في البلاد العربية والإسلامية.
 كان من أهم محطات التقارب السياسي بين الإخوان وإيران الحرب العراقية الإيرانية حيث وقف الإخوان إلى جانب ايران،  كما أيدوا غزو العراق للكويت واحتلالها، وبالتزامن مع تأسيس إخوان اليمن رسميا فرعا للجماعة تحت اسم  "حزب التجمع اليمني للإصلاح "،  بالاتفاق مع  علي عبد الله صالح ، أيد الحزب الغزو أيضا ، وأخرج صالح مسيرات في شمال اليمن لهذا الغرض، لتدعو أيضا العراق إلى غزو السعودية.
كذلك ظهرت العلاقة الثلاثية بين إيران والإخوان والقاعدة في منتصف التسعينات حين قبضت المملكة العربية السعودية على كثير من العناصر الإرهابية، عند وقوع تفجير مبنى الحرس الوطني بحي العليا في الرياض في العام 1995، وحينها خرج أسامة بن لادن قائد تنظيم القاعدة من السعودية إلى السودان التي كانت تسيطر على الحكم فيه جماعة الإخوان المسلمين وحسن الترابي، ومن هناك بدأ هجوم بن لادن على السعودية والذي اتخذ خطين متوازيين، إذ شكل هجوم الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة الأمريكية في هجمات غير مسبوقة حدثا عالميا، نتج عنه إعلان حرب دولية ضد الإرهاب وسقطت معه دولتان هما أفغانستان والعراق، وسعوديا أعلنت المملكة بكل قوة وقوفها ضد هذا العمل الإرهابي وأدانته وأعلنت المشاركة في الحرب على الإرهاب، وهنا اختارت جماعة الإخوان سياسة إنكار الحدث لتقدم نفسها كبديل عن " القاعدة " .
 بعد 2003  و2004 وتفجيرات الرياض، قدم الإخوان المسلمون خطابا يشبه خطاب جناح سياسي يدافع عن جناح مسلح (الإرهاب ) وأظهروا مراوغات مستمرة في مواقفهم السياسية،  يومها نشأ محوران، الأول ما يسمى محور الممانعة، والثاني محور الاعتدال العربي، وكان الأول يضم إيران وبعض القوى السياسية من جماعات الإسلام السياسي ممثلة في حزب الدعوة والمجلس الإسلامي الأعلى، أو النسخة الشيعية لجماعة الإخوان، والتي استولت على الحكم في العراق لاحقا، وسوريا وحزب الله في لبنان، وحركة حماس الإخوانية الفلسطينية، وكان الثاني يضم السعودية ومصر ودول الخليج والأردن، وقد انحازت جماعة الإخوان الأم في مصر، إلى المحور الإيراني ضد السعودية وحلفائها.
ثمة أدلة راسخة على أن علاقة الإخوان بإيران لا تقتصر على الجانب السياسي، فقد أعلنت وزارة الداخلية المصرية في العام 2017 عن ضبط ألغام مضادة للأفراد تحمل  كتابات فارسية، وقنابل F1 يدوية، وكميات كبيرة من القطع الحديدة صغيرة الحجم، وبعض المكونات التي تستخدم في تجهيز العبوات الناسفة، كما جرى اعتقال 13 عنصرا إخوانيا إرهابيا يحملون أسلحة إيرانية في محافظتي دمياط والإسكندرية .
ونتيجة للتحقيقات تبين للسلطات المصرية أن طرق تهريب السلاح من إيران للإخوان تتم عبر الحوثيين بحرا ومن خلال شواطىء غزة، أو عبر الأنفاق بين غزة وسيناء، وخلال السنوات الماضية اكتشف الأمن المصري سفنا محملة بالأسلحة الإيرانية كانت مهربة عبر البحر في طريقها إلى ليبيا وسيناء.
اشتهرت الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش بأسلوب التفجيرات والاغتيالات واستخدام السيارات المفخخة، وهو أسلوب اتخذته جماعة الإخوان المسلمين، ومن قبلها إيران، فهذا المنهج في التفخيخ والتفجير هو في الأساس منهج إيراني مارسته طهران عبر ذراعها العسكري الحرس الثوري في العراق ولبنان وسوريا واليمن، ولم تسمع به الدول العربية من قبل، فسياسة الاغتيالات بالتفجيرات والسيارات المفخخة هي وسيلة الحرس الثوري لتصفية خصومه، ولإشعال الفتن والاضطرابات والحروب الأهلية لتفكيك الدول وتقسيمها مذهبيا ومن ثم السيطرة عليها .
 في العام 2009 حين واجهت السعودية اعتداءً مسلحا من جماعة الحوثي التابعة لإيران على حدودها ودخلت معهم في مواجهة مفتوحة وقفت جماعة الإخوان المسلمين ضد السعودية وانحاز مرشدها حينها مهدي عاكف إلى جانب إيران والحوثيين وزعم أن السعودية تمول حينذاك علي عبد الله صالح ، ثم أصدرت الجماعة بيانا أيدت فيه الحوثيين وأدانت السعودية. 
منذ انطلاق التحالف العربي، أظهر حزب الإصلاح،  وهو الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين موقفا متذبذبا من تأييد عاصفة الحزم التي انطلقت لمنع إيران من السيطرة على أهم ممر مائي دولي في عدن وباب المندب، ودفاعا عن شرعية السلطة في مواجهة الانقلابيين الحوثيين وعلي عبد الله صالح، ورغم إعلان حزب الاصلاح تأييده لعاصفة الحزم بقي هذا الدعم إعلاميا خجولا ولم يتجسد على أرض الواقع والميدان، وامتنع الإخوان عن مواجهة التوسع الإيراني وسمحوا للانقلابيين بالتمدد في كل المحافظات الشمالية، وأيدوهم في التوسع إلى عدن والمحافظات الجنوبية، وهو ما يدل على عمق العلاقة بين الإصلاح والحوثيين كامتداد لعلاقة الإخوان بايران .
راشد الغنوشي-تونس:
في فبراير 1979 استقبلت تونس المتحسِّسة من أيّ نظام يحمل صِفةً دينية، الثورة الايرانية بنوع من القلق الشديد، ومما زاد من تخوف النظام التونسي هو زيادة نشاط حركة الاتجاه الإسلامي ثم إعلان إنشاء حركة النهضة الإسلامية في يناير 1981، ليتبين لاحقا أنه تم بايعاز إيراني حيث لم يخفِ زعيم النهضة الشيخ راشد الغنوشي إعجابه بالإمام الخميني، إذ قال يومها : «لقد جاءت الثورة الخُمينيَّة في وقت مهم جداً بالنسبة إلينا، إذ كنا بصدد التمرد على الفكر الإسلامي التقليدي الوافد من المشرق.. فجاءت الثورة الإيرانية لتعطينا بعض المقولات الإسلامية التي مكنتنا من أسلمة بعض المفاهيم الاجتماعية اليسارية" .
وسريعا توطدت علاقات النهضة بطهران وأجهزتها الأمنية، حتى بات أعضاء هذه الجماعة  يطلق عليهم آنذاك اسم «الإيرانيين». من قبل الحكومة التونسية، وكان من الطبيعي أن تتعاطف الحركة مع «حزب الله» بشكل مُعلنٍ وواضح، بعد أن تكثفت زيارات أعضائها إلى لبنان حيث كانت تتم اجتماعات علنية وسرية مع مسؤولي الحزب.
 الغنوشي برر تحالفه مع إيران باعتباره "أنه بنجاح ثورة الخميني بدأ الإسلام دورة حضارية جديدة، وأن مصطلح الحركة الإسلامية «ينطبق على ثلاثة اتجاهات كبرى: الإخوان المسلمون، الجماعة الإسلامية بباكستان، وحركة الإمام الخميني في إيران، وذهب أبعد من ذلك بالقول  في مقال تحت عنوان "الرسول ينتخب إيران للقيادة " جاء فيه: "إن إيران اليوم بقيادة آية الله الخميني القائد العظيم والمسلم المقدام هي المنتدبة لحمل راية الإسلا"م ". ويبدو واضحاً أن دولة شيعية قوية ستولد في إيران وستكون طرفاً أساسياً في تحديد مصير المنطقة فلا مناص من مد الجسور الإسلامية المشتركة للتعاون معها".
هذه المواقف تتناقض مع تاريخ الغنوشي ومواقفه السابقة لمرحلة التحالف مع إيران، فهو رغم اعتباره أن الخلاف بين السنة والشيعة ما هو إلا خلاف وهمي، كان قد اتخذ مواقف متشددة  أثناء حكم زين العابدين بن علي ، إزاء المد الشيعي بتونس وبدول شمال إفريقيا بما فيها مصر، حيث حذر من خطورة هذا المد الشيعي ، وحذر الحكومة التونسية من خطورة هذا الانفتاح الواسع على الدولة الإسلامية الإيرانية، إذ شدد على ضلوع جهات محسوبة على إيران، تقف وراء هذه المتغيرات المهددة لسلامة التدين الشعبي التونسي.
كما كان يدافع عن موقف القرضاوي من الامتداد الشيعي بمجتمعات عرفت عبر التاريخ نوعا من الاستقرار العقائدي (نهج السنة)، مشيراً إلى أن القرضاوي: عبر عن شعور عام في عالم السنة بالسخط على اختراقات، حتى وإن تكن محدودة، قد فتحها بعض دعاة التشيع في جسم الوحدة الوطنية لأكثر من قطر من الأقطار السنية، خصوصا تلك التي برئت من الصراعات المذهبية.
والى الغنوشي إيران وارتضته ولكن حين لاحت لها فرصة لنشر التشيع في تونس والحصول على دعم تونس للمشروع النووي الإيراني طردت الغنوشي صديقَها القديم وتغنت بمحاسن "بن علي", ومنع الغنوشي من دخول ايران من عام 1990 الى عام 2009، ومع ذلك ظل الغنوشي ملتصقا بطهران حتى أنه خفف موقفه السابق من نشر التشيع لاسترضائها فكتب في 2009 يقول :"إن اتخاذ إيران عدوا هو قرار غير مسؤول وغير حكيم" ، وتطرق إلى عملية التشييع الواسعة والممنهجة من إيران في المنطقة ، أي التبشير لمذهب في جمهور مذهب آخر يشبه تماما إخراج مسلم من غرفة يقيم فيها داخل دار الاسلام إلى غرفة أخرى في الدار نفسها وأن ذلك فقط مضيعة للوقت والجهد.
حماس والجهاد-فلسطين:
تأسست حركة الجهاد الاسلامي بُعيد انطلاق ثورة الخميني في ايران عام 1979، في حين أعلنت حماس عن نفسها في العام1987، على يد فتحي الشقاقي –المتأثر أيضا بتلك الثورة رغم أن بناءها العقائدي انطلق متأثرا بفكر الإخوان المسلمين القائم على المذهب السنيّ، وهذه هي المفارقة الأولى.
ومع أن المبادئ الدينية للحركتين هي أفكار وكتب وتعليمات كل من حسن البنا وسيد قطب، إضافة إلى ابن تيمية من الإسلاميين الأوائل، فإن إيران وجدت فيهما موطىء قدم كبيرة في الساحة الفلسطينية، فنسجت معهما علاقات وثيقة وعلنية، وخصصت لهما ميزانية سنوية مكنتهما من استقطاب العناصر والمقاتلين .
كما أمنت طهران  تدريب مئات النشطاء الفلسطينيين في معسكرات الحرس الثوري في إيران،  ومعسكرات حزب الله في لبنان، على مختلف الوسائل والأساليب القتالية، وتهريب الوسائل القتالية، بما فيها الصواريخ  التي يتم إطلاقها باتجاه المدن الإسرائيلية، وتأهيل ونقل العلم والمهارات التكنولوجية-التنفيذية لاستخدامهما في إنتاج وتطوير الوسائل القتالية التي تمتلكها، بما فيها توسيع الطاقة الفتاكة التي تحتوي عليها العبوات الناسفة الموضوعة على جانب الطرقات، وتوسيع نوعية الصواريخ المنطلقة اتجاه المناطق الإسرائيلية، وتحسين قدراتها على تنفيذ عمليات ضد إسرائيل ، إلى جانب تعزيز البنية التحتية العسكرية لها في غزة، وتطوير نسبة المناعة الموجودة لدى الفصائل، وقدرتها على الصمود أمام أي مواجهة مستقبلية مع إسرائيل، بإتقان نشطائها عبر هذه التدريبات لمهاراتهم القتالية، وممارسة التدريبات في مجال التكتيكات التي يتميز بها القتال الميداني، وكيفية تفعيل الوسائل القتالية، ويعودون إلى غزة، مكتسبين المهارات في المجالات التكنولوجية المتطورة، وإطلاق الصواريخ وتفعيل العبوات الناسفة والقناصة، وتكتيكات أخرى.
استمرت علاقة إيران بحماس والجهاد الإسلامي دون اضطراب حتى قيام الثورة السورية عام 2011 إذ وقفت إيران بقوة مع حليفها السوري ورفضت انهياره، في حين رفضت حماس تأييد ما يقوم به بشار الأسد ونظامه، الأمر الذي جعلها تخرج من سوريا لتبتعد بنفسها عن هذه الجدلية، لكن إيران حاولت بكل الطرق والأساليب إقناع حماس بغير ذلك حتى تدهورت الأوضاع إلى حدٍّ كبير، رغم ذلك استمرت العلاقة الإيرانية بحركة الجهاد الإسلامي حتى اختلت هي الأخرى في بدايات 2015 خصوصاً مع أخذ المعارك في المنطقة منحى جديداً وحاولت إيران اختراق صفوف حماس والتواصل مع جناح دون آخر إلا أن حماس كانت متنبهة لذلك.
لقد طلبت إيران صراحة من الجهاد الإسلامي في لقاء جمع رمضان شلح بالقيادة الإيرانية، مشاركة الجهاد بعناصر للقتال بجانب (الأسد) في سوريا إلا أن الأخير رفض، كما طلبت منها بياناً واضحاً ينتقد السعودية والدول المشاركة في عاصفة الحزم فلم توافق حركة الجهاد على ذلك، ما أدى إلى تأزم الأمور.
أوقفت ايران دعمها المالي للفصيلين متذرعة، خصوصاً للجهاد الإسلامي، بعدم قدرتها على إيصال الدعم لأسباب فنية متعلقة باشتداد الحصار عليها، ولكن في الوقت نفسه استمر الدعم الايراني "حركة الصابرين" التي يصلها المال شهرياً دون تأخير وبأرقام كبيرة، وهذه الحركة الصغيرة يتزعمها القيادي السابق في حركة الجهاد الإسلامي (هشام سالم) الذي انشق عن الجهاد وأسس تنظيمه الذي تقوم بنيته الأساسية على أفراد زاروا إيران وتأثروا بالفكر الشيعي.
وتولي إيران سالم وتنظيمه الصغير أهمية كبيرة جداً وتمنحه رعاية خاصة رغم حداثته ذلك أنها ترى فيه تبعية كاملة وتقارباً مذهبياً في ظل الفكرة السائدة عن تشيع أعضاء "الصابرين" وتراه أملاً لوكالة جديدة لها على أرض فلسطين، وفرصةً جديدة في ظل تراجع العلاقة مع حماس واختلالها مع الجهاد .
ختاما
ورات الدراسة انه أن ما يسمى بالجمهورية الإسلامية الإيرانية تنكرت منذ تأسيسها عام1979 لهذا الأمر الإلهي، ومارست التقية في علاقاتها بالدول العربية المجاورة والبعيدة ، فأعلنت انتسابها إلى الأمم المتحدة والتزامها بالمواثيق الدولية ، وأهمها عدم التدخل في شؤون الدول الاعضاء، وأقامت العلاقات الدبلوماسية مع جيرانها ، ولكنها عملت سرا على اختراق هذه الدول عبر إقامة علاقات مشبوهة مع فئات من المرتزقة والمضللين بشراء ذممهم، واستخدام كافة وسائل التحريض ضد أنظمة الحكم القائمة.
واضافت أن إيران لم تدخل الدول العربية من أبوابها، بل لجأت إلى شقوق ضيقة في جدران الأمن القومي العربي، فتسللت عبرها، واستهدفت كامل البنيان العربي بالتخريب والتدمير.
في المقابل لم يسجل التاريخ الحديث والمعاصر أي محاولة عربية للتسلل إلى الداخل الإيراني، وإنما على العكس سعت الدول العربية إلى إقامة أفضل العلاقات مع طهران.
نعتقد أنه آن الأوان لانخراط كل العرب حكاما وشعوبا وهيئات وشخصيات، في معركة مواجهة التغلغل الإيراني السرطاني، من خلال تحصين ساحاتنا الوطنية، وحث الشعب في كل بلد بمختلف فئاته وتلاوينه المذهبية، على اقفال الشقوق التي يمكن أن تتسلل منها المشاريع التفتيتية، وتحصين الوحدة الوطنية في كل بلد عربي، من خلال الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني، والالتزام التام بالقوانين وبطاعة أولي الأمر.
هذه الوحدة الوطنية في كل بلد عربي هي شرط أساسي لحماية الأمن القومي العربي من الاختراقات، وهي خير رد جامع على مشاريع التفتيت والفرز الطائفي والمذهبي .
وقالت إن نظام ولاية الفقيه يستغل الدين الإسلامي بأبشع صورة، فهو يتحدث بلغة مذهبية فاقعة ومستنكرة عندما يريد استقطاب الجماعات الشيعية هنا وهناك، ويقدم نفسه كوريث لأهل البيت، وهم منه براء، ويستخدم شعار الوحدة الإسلامية في مواجهة "الاستكبار العالمي"،  عندما يريد استقطاب الجماعات السنية، وهذا أخطر، لأن طهران عندما تتحدث مذهبيا فإنها على الأقل تبدو منسجمة مع نفسها، ولكنها عندما تتوجه إلى أهل السنة في بعض البلاد العربية، فإن كل خطابها قائم على الكذب والنفاق .
وفي كل الاحوال فإن هدف الخطابين واحد، وهو الاختراق الفارسي لبلاد العرب بالمفرق، ومن ثم بلعها بالجملة.
إن من شروط المواجهة الناجحة لهذا المشروع، العمل على الخطابين الموجهين إلى كل من السنة والشيعة، وتوحيده لمصلحة خطاب إسلامي عربي حقيقي،  يبحث عن وحدة المسلمين في تنوعهم، وعن مشروع سياسي يوحدهم، ليحفظ مصيرهم.