وأضاف: "قطر اتخذت العديد من الخطوات التي كانت تعد الأكثر صعوبة منذ 20 عاماً. كان الاستثمار بالغاز السائل والنفط والصناعات المرافقة له هو الأساس، أما اليوم فإننا بدأنا نستثمر بالتعليم والثقافة والعديد من الأمور الأخرى.
وبحسب العمادي، فإن الحصار المفروض على قطر دفعها إلى اتخاذ سلسلة من القرارات الصعبة، ومنها تحرير قوانين الإقامة الدائمة، وإسقاط متطلبات التأشيرة لأكثر من 80 دولة، وأيضاً منح الشركات تخفيضاً على الإيجارات يصل إلى النصف.
وختمت الصحيفة اللندنية بالقول: "الخطة القادمة لقطر هو أن تتحول إلى مركز تجاري للشركات الراغبة بالتجارة مع الكويت وإيران والعراق وباكستان وعمان؛ فهناك حقبة جديدة، ويبدو أن قطر مصممة على تحويل الحصار إلى نعمة.
ومنذ بدء الأزمة في 5 يونيو الماضي تلعب الكويت دور الوساطة لحل الأزمة بين الدول الأربع وقطر، والتي تعد أسوأ أزمة دبلوماسية تعصف بمنطقة الخليج منذ سنوات، والتي كان أخرها مساعي الشيخ صباح الخالد الصباح وزير الخارجية الكويتي، الذي أبلغ أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بأن عليه الإقدام على خطوة إيجابية في اتجاه المملكة العربية السعودية في حال كان يريد انعقاد القمة الخليجية الدورية في الكويت في ديسمبر المقبل.
ونقل وزير الخارجية الكويتي، رسالة إلي أمير قطر أول أمس الخميس، من أمير دولة الكويت الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصباح الذي زار السعودية الأحد الماضي والتقى الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأوضح أن فحوى الرسالة أن لا تراجع سعوديا عن الشروط التي وضعتها الدول الخليجية الثلاث ومعها مصر على قطر كي تنهي مقاطعتها لها.
وأبلغ الوزير الكويتي، إلي الأمير تميم، بأن الشيخ صباح لم يجد أي مرونة في اللقاء مع الملك سلمان، بل مزيدا من التشدّد.،على العكس من ذلك تبين له أن السعودية مصرّة، أكثر من أيّ وقت، مع دولة الإمارات والبحرين، على مقاطعة القمّة الخليجية في حال حضور قطر من دون رضوخها لشروط دول المقاطعة.
من جانب أخر ذكرت مصادر أن أمير قطر علي استعداد للتفاوض مع دول المقاطعة في ظلّ الإجراءات التي أخذت في حق البلد، وتشمل استمرار إغلاق المعبر البري بين السعودية وقطر.
ويري متابعون للشأن الخليجي، أن تصلب الموقف السعودي سيدفع الكويت إلي التركيز على قطر لتقديم التنازلات اللازمة بما يسمح بإشاعة أجواء إيجابية قد تمهد لعقد القمة الخليجية في موعدها المحدد، وهو الهدف الذي تركز عليه الدبلوماسية الكويتية، بما في ذلك جهود الوساطة بين الرباعي العربي وقطر.
ويري مراقبون أن العرض الكويتي سيكون بمثابة الفرصة التي لا تتكرر لقطر كي تعدّل مسارها تماما وأن تعود إلى عمقها الخليجي بعد أن تتراجع عن السياسة التي تعتمدها والتي تقوم على الإضرار بهذا العمق مثل إيواء منظمات متشددة.
ومع محاولات الكويت، كذلك تسعي أمريكا للتوسط ، حيث يبدأ وزير الخارجية ريكس تيلرسون جولة خارجية تستمر أسبوعا تشمل 5 دول على رأسها السعودية وقطر.
وأعلنت إدارة واشنطن في بيان للخارجية الأمريكية الخميس الماضي، أن تيلرسون سوف يتسهل زيارته بالسعودية، حيث يتلقي هناك عدد من القادة السعوديين، ويشارك في الجلسة الافتتاحية لمجلس التنسيق السعودي العراقي، ثم يتوجه بعد ذلك إلى قطر.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعهد من قبل في عدد من تصريحاته بالتوسط لحل الأزمة بين الدوحة وجيرانها من الدول الرافضة دعمها للإرهاب.