بوابة الحركات الاسلامية : موسكو تشكك فى نوايا واشنطن تجاه سوريا.. وانقسامات داخل صفوف المعارضة (طباعة)
موسكو تشكك فى نوايا واشنطن تجاه سوريا.. وانقسامات داخل صفوف المعارضة
آخر تحديث: الإثنين 23/10/2017 08:26 م
الفصائل المسلحة
الفصائل المسلحة
أكدت موسكو أنها لاحظت في الآونة الأخيرة "أمورا غريبة" في تصرفات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في سوريا، مما يستدعي أيضا تساؤلات جدية، والتأكيد فى الوقت نفسه على بقاء اتصال وثيق على مستوى وزارتي الدفاع والخارجية الروسية مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتسوية السورية.
من جانبها شككت هيئة المفاوضات العليا المنبثقة عن منصة الرياض للمعارضة السورية في جدوى ضم وفدين من منصتي موسكو والقاهرة إلى وفد موحد سيمثل المعارضة في مفاوضات جنيف حول سوريا، وقال يحيى العريضي، مستشار الهيئة العليا للمفاوضات، ، ردا على سؤال حول جاهزية الهيئة لاستيعاب ممثلين عن مجموعتي موسكو والقاهرة لتشكيل وفد مفاوض موحد إلى جنيف: "نرحب بأولئك الذين يمثلون، بالفعل، مصالح الشعب السوري ويسعون لبناء سوريا حرة ومستقلة، وإذا كان ممثلو مجموعتي موسكو والقاهرة يؤيدون هذه المبادئ، سنرحب بهم".
لافروف
لافروف
شدد على أن "من يدعمون نظام الرئيس السوري بشار الأسد ويسعون إلى بقائه في السلطة بغض الطرف عن قتله آلاف المدنيين"، لا مكان لهم في وفد المعارضة الموحد، وأكد العريضي أن موعد إجراء مشاورات في الرياض حول تشكيلة الوفد لا يزال قيد المناقشة، مثلما مسألة من سيترأس هذا الوفد.
وسبق أن أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، الأسبوع الماضي، أن الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف ستجري في نوفمبر المقبل.
كان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أشار إلى أن عدم إحراز تقدم ملحوظ في جنيف مرتبط بمحاولات عدد من ممثلي المعارضة السورية "وضع شروط مسبقة، كرحيل الرئيس الأسد عن الساحة السياسية، وهو ما يخالف قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي وضع معايير عملية جنيف".  بينما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في بداية الشهر الجاري، إن الرياض تأمل في تشكيل وفد موحد إلى جنيف، مشيرا إلى أن إطلاق العملية السياسية بفعالية في سوريا على أساس القرار 2254 يتطلب توحيد المعارضة، وهو ما تريده جميع دول مجموعة "أصدقاء سوريا"، بما فيها السعودية وروسيا والولايات المتحدة ومصر.
ودعت موسكو مجموعات المعارضة السورية إلى التوحد قبل انطلاق الجولة الجديدة من جنيف للانتقال إلى عملية التفاوض المباشر بين المعارضة والحكومة السورية.
معارك الرقة
معارك الرقة
وفى سياق متصل أعلنت "الهيئة العليا للمفاوضات" السورية المعارضة، اليوم الاثنين، عن رفضها المشاركة في "مؤتمر شعوب سوريا" المتوقع تنظيمه في قاعدة حميميم الروسية بمحافظة اللاذقية، وقال يحيى العريضي، مستشار الهيئة التي تتخذ من الرياض مقرا لها، قوله إن الهيئة لا تعتزم المشاركة في المؤتمر المقبل لأنه يعقد من قبل الحكومة السورية وبدعم من روسيا.
وسبق أن أكد السياسي السوري وائل مرزا، أحد المدعوين للمؤتمر، في حديث إلى وكالة "نوفوستي" الروسية، عن تأجيل موعد انعقاد المؤتمر من 29 أكتوبر الجاري إلى ما بين 7 و10 نوفمبر القادم.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ذكر قبل أيام أن عقد هذا المؤتمر هو الخطوة التالية بعد إنشاء مناطق خفض التوتر في سوريا، وسيشمل الهيكل الجديد ممثلين عن الحكومة السورية والفصائل المعارضة، وكذلك عن جميع الطوائف العرقية والدينية في البلاد. 
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، تعليقا على ما ذكره الرئيس بوتين، إنه من السابق لأوانه الحديث عن عقد مؤتمر كهذا.
على الجانب الأخر نفت وزارة الخارجية الروسية نيتها رفض تمديد مهمة الآلية الدولية المشتركة للتحقيق في حوادث استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، إذا كانت نتائج التحقيق موجهة ضد دمشق، وقالت الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة تصر على تمديد مهمة الآلية المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة، إلا أنها تشوه موقف موسكو بهذا الشأن.
أشارت الخارجية الروسية إلى عدم صدور أي تقرير عن الآلية الدولية المشتركة، معربة عن استغرابها بشأن سعي واشنطن لتمديد مهمة الآلية المذكورة في هذه الظروف، وتمت الإشارة إلى "قلنا دائما ونكرر من جديد أن موقفنا حول تمديد مهمة الآلية المشتركة للتحقيق سيتوقف على جودة التحقيق ومطابقته لمتطلبات اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وليس على الجهة التي ستوجه إليها اتهامات".
أضافت الخارجية الروسية أنه يجب في البداية دراسة التقرير الذي سيصدر عن الآلية الدولية المشتركة، ثم النظر في تمديد مهمتها، داعية إلى التهدئة في هذا المجال.
المعارضة السورية
المعارضة السورية
وتمت الإشارة إلى أن موسكو أصرت من البداية على ضرورة زيارة موقع الحادث في خان شيخون وكذلك قاعدة الشعيرات السورية، إلا أن الآلية المشتركة اعتبرت في نهاية المطاف أن مثل هذه الزيارة غير ضرورية، والتأكيد على أنه من الصعب في هذه الحالة أن تكون نتائج التحقيق على المستوى المناسب من الجودة.
من ناحية أخري أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن وجود تساؤلات لدى موسكو بشأن "النهج الأمريكي الجديد" في سوريا، ونوّه بحدوث "أمور غريبة" في مناطق سيطرة التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وأكد أن روسيا طالبت الولايات المتحدة مرارا وعلى مستويات مختلفة بتحديد هدف عملياتها في سوريا، وكان دوما الجواب التقليدي "القضاء على داعش".
أشار لافروف إلى أن موسكو لاحظت في الآونة الأخيرة "أمورا غريبة" في تصرفات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في سوريا، مما يستدعي أيضا تساؤلات جدية.
نوه لافروف على أن موسكو تبقى على اتصال وثيق على مستوى وزارتي الدفاع والخارجية مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتسوية السورية وتأمل في الحصول على توضيحات صريحة من قبل واشنطن بخصوص تساؤلاتها.
يذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن السبت الماضي عن قرب إطلاق مرحلة جديدة في السياسات الأمريكية تجاه سوريا، ستتمثل بدعم القوات المحلية وخفض مستوى العنف وتوفير ظروف السلام في سوريا.