بوابة الحركات الاسلامية : مفتي طاجيكستان في حوار خاص لـبوابة الحركات الإسلامية (طباعة)
مفتي طاجيكستان في حوار خاص لـبوابة الحركات الإسلامية
آخر تحديث: الأربعاء 25/10/2017 01:24 م
مفتي طاجيكستان في
• أن حزب النهضة له يد كبيرة في قتل المسلمين، ولهذا قامت المحكمة العليا بوصفه بالحزب الإرهابي والمتطرف
• نحن لا نخرج عن النص القرآني، والأحاديث، وهذا الأمر واضح فنحن نعمل بقال الله وقال الرسول
• الفتاوى تكون حسب الظروف لكل مكان وزمان، وتجديد الفتوى وتجديد النظر للفتوى، لابد أن يكون حسب الظروف
• أن بعض الآيات يكون حكمها مرفوع ولكن تظل الآية موجودة، لأنه من الممكن أن يأتي ظروف فوق المسلمين يحتاجون فيها لهذه الآية أو الآيات
• الأحزاب أو الجماعات المتطرفة والإرهابية يقتلون الجميع ما يطلقون عليهم كفار أو مسلمين
•   حزب النهضة الاسلامية كانوا يريدون أن يبدلوا الأفكار والعقيدة للشعب الطاجيكي

تعمل بعض الحركات والجماعات من أجل مصلحتها السياسية والاقتصادية أو من أجل منفعة القوى التي خلفها فتقوم بعمل بعض الأشياء التي ليست من الدين في شيء ولا من الإسلام وحول هذه الجماعات وما فعلته في آسيا الوسطى خصوصا دولة طاجيكستان كان لنا هذا الحوار مع فضيلة مفتي ورئيس هيئة كبار العلماء في طاجيكستان الشيخ سيد مكرم عبد القادر زادة.
وكانت بداية الحوار حول ما أحدثه حزب النهضة الإسلامي الذي يتبنى منهج وأفكار جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي حيث قال "لابد من الفهم وفيه الخير والفهم الصحيح والقراءة لأشخاص متميز ومفيد ولهم إرادة قوية ولهم خدمة للإسلام.
لابد للشباب أن يقرأوا أفكار هؤلاء العلماء الأجلاء الذين يخدمون الدين دائماً. وهم في الحقيقة يخدمون الدين بنية الخير وإرادة قوية في عمل صحيح الدين.
والشباب عندنا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وكما تعرفون من الزمن الشيوعي لم يكن هناك العلم عن الدين وكان ممنوع تماما في وسائط الأخبار العامة والإعلام، وكانت المساجد محدودة، فلم تكن كثيرة والعلماء ايضاً ما كانوا يستطيعون أن يدرسوا أو يبلغوا الدين للشباب وكان أكثرية الشعب لديهم معلومات قليلة وبسيطة عن الدين وجاء الاستقلال وكانت المشكلة الأخرى من بداية الاستقلال عندنا فأصبح هناك حرب أهلية بين القوى المختلفة والأحزاب السياسية المختلفة، وكل حزب كان يريد أن يأخذ السلطة ويهيمن على الحكومة.
والحرب الأهلية بدأت بجهة الحزب الإسلامي "النهضة" ومشكلة هذا الحزب أن تأسيسه وبرامجه وكل عمله كان من الخارج، فكان تأسيسها في الخارج وأدخل إلى طاجيكستان. وكما انتم تعرفون منذ قرون أو من بداية الاسلام فطاجيكستان ودول أسيا الوسطى كانوا وما زالوا أهل سنة وجماعة ويتبعون المذهب الفقهي الحنفي.
وحزب النهضة الإسلامية كانوا يريدون أن يبدلوا الأفكار والعقيدة للشعب الطاجيكي، لكن الناس ما قبلت هذا. وأصبحت مشكلة كبيرة بين الشعب الطاجيكي وبين هذا الحزب، ودامت الحرب الأهلية خمسة سنوات، في هذه المدة، أجبرت الحكومة أن تتفق مع المعارضين، وجاء الصلح من سنة 1997 من أجل مصلحة الشعب، فقد جلسوا واتفقوا وجاءوا بالصلح، وأجبروا أن يسجلوا رسمياً حزب النهضة، كحزب إسلامي رسمي مع انهم كانوا يعرفون أنهم يقومون بتشويه أفكار الناس والمذهب الحنفي.
مع كل هذه المشكلات وافقت الحكومة على تسجيل الحزب بشكل رسمي كحزب معارض حتى قبل سنتين كان للنهضة ممثلين من البرلمان وكانوا يعملون. ولكن في هذه المدة من 1997 إلى السنة الماضية 2016 هم حاولوا مرات الانقلاب على الحكومة وهم خلطوا الدين بالكذب والخيانة ومن سنة 2008 و 2012 قتلوا بعض الأبرياء من المسلمين من شرق طاجيكستان، ثم قبل عامين قام نائب وزير الدفاع المنتمي لحزب النهضة الذي كان يشارك في الحكم ضمن سنة 30% للمعارضة حيث قام بعمل انقلاب عسكري، ومع الأسف الشديد قتل الكثير من المسلمين. وليست هذه المرة الأولى التي يقتل فيها حزب النهضة المسلمين ففي كل مرة يقومون بقتل المسلمين حيث ان نسبة المسلمين في طاجيكستان 98% ومن أجل هذا قامت الحكومة والمحكمة العليا في 2015 والتفتيش والمعاينة واكتشاف أن حزب النهضة من كل هذا الاقتتال الذي مر على الطاجيك في هذه السنوات له يد كبيرة من قتل المسلمين، ولهذا قامت المحكمة العليا بوصفه بالحزب الإرهابي والمتطرف. كذلك العديد من المنظمات الدولية التي وضعته ضمن قوائم المنظمات الإرهابية.
ورغم كل هذه المشكلات فالشعب الطاجيكي خاصة العلماء الربانيون الذين لديهم الفهم ونية الخير دائماً ما يحترمون الأزهر ومصر لها احترام كبير، وأنا شخصياً جاء سفري إلى مصر للقاء شيخ الأزهر وفضيلة المفتي الدكتور شوقي علام والتشاور وأخذ المعلومات والاستفادة من العلماء الأجلاء، وان الشعب الطاجيكي وأهل العلم عندنا يحترمون المؤسسات الدينية في مصر.
وحول قرار الحكومة التونسية والذي أيدته دار الافتاء التونسية حول مساواة المرأة والرجل من المواريث قال: "نحن لا نخرج عن النص القرآني، والأحاديث، وهذا الأمر واضح فنحن نعمل بقال الله وقال الرسول، ولا نعرف هل هؤلاء مضطرون لهذا أو مختارين له وأنا بعيد عنهم، ولكن على كل حال إذا نظرنا إلى الواقع لا يوجد مصارعة بين الرجال والنساء؟ فلا يوجد أبدا هذا النوع من المصارعة، صحيح موجود بين النساء وموجود بين الرجال. والكل يعترف بان قوة المرأة لا تساوي قوة الرجل، واذا قلت هناك للمرأة ان تعترف بالقوى الجسمية التي خلقها الله عليها، فلماذا تقترف بكل هذا الجانب ولا تعترف بما قاله الله سبحانه وتعالى. فما الفرق بين قول الله وعمله. وأنا في الحقيقة أتعجب من هذا. على أي حال كان لابد كمسلمين نعترف بما قاله الله وقاله الرسول.
نحن نعترف بدور المرأة كأم فالجنة تحت أقدام الأمهات و نحترمهم ونجلهم، وكل الناس مرأة ورجل متساوين في العبادات لله سبحانه وتعالى، وهناك فروقات قالها الله سبحانه وتعالى وبعض الاختلافات، التي تميز بين الرجال والنساء من الله سبحانه وتعالى، اذا واحد من العلماء بحث في الآيات والأحاديث الموجودة والتي تتحدث عن الفرق بين الرجال والنساء، فإنه سوف يجد المئات من الحكم يكتشفونها فلابد من التدريس والتشخيص والعمق في المسألة.
وانتقل فضيلته إلى اختلاف الفتوى من زمان لزمان ومن مكان لمكان حيث قال: "هناك اختلاف في النظر من الجزئيات الفقهية، استنبطوا من الآيات والأحاديث. ولكن ليس هناك خلاف حول الآيات والأحاديث الصحيحة. هناك من الأفكار والآراء بعض الجزئيات الفقهية التي اختلف حولها الفقهاء، وهذا شيء طبيعي يحدث، حسب ظروف المنطقة، ولكن الخلاف المباشر حول آية أو حديث صحيح لم يحدث في تاريخ الفقه الاسلامي، واذا كانوا من تونس مضطرين فلكم دينكم ولي دين. ولكن إصدار الفتوى مقابل أية أو حديث صحيح فهذا مدهش.
والفتاوى تكون حسب الظروف لكل مكان وزمان، وتجديد الفتوى وتجديد النظر للفتوى، لابد أن يكون حسب الظروف، وعلى كل حال لابد لنا أن نعرف جزيئاتها أو مبرراتهم لإصدار مثل هذه الفتوى.
وحول تجديد الخطاب الديني والمؤسسات الدينية. وما هو الثابت والمتغير في الفقه الإسلامي قال: "الفقه هو الفهم. حسب الظروف لكنه لا يخرج عن دائرة الشريعة، وحسب الظروف يختلف الخطاب الديني والفهم الفقهي، ومطابقة الدين بالواقع الحقيقي الموجود. وأرى أن تغيير الخطاب الديني تصرف اولا ما معناه وكيف يكون. وحينما نتطرق للآيات المنسوخة هي فعلا نسخت ولكنها موجودة، لماذا، لأن حياة الإنسان المسلم تختلف من زمان إلى زمان، مثلاً نحن كنا قابعين تقريبا 70 سنة او اكثر تحت سيطرة النظام الشيوعي، كنا نأخذ من بعض الآيات التي موجودة، بعض العلماء يقولون منسوخة لكننا كنا نعيش بها، "قل يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون"، فهناك حكمة من أن بعض الآيات يكون حكمها مرفوع ولكن تظل الآية موجودة، لأنه من الممكن أن يأتي ظروف فوق المسلمين يحتاجون فيها لهذه الآية أو الآيات. فلا يمكن أن تقول أن ما يطلقون عليه آية السيف قد نسخت كل آيات السماحة .. والصفح في القرآن فالدين المحبة والأخوة. ولابد أن نأخذ بكل القرآن ولابد أن نرى القرآن من أوله لأخره ونأخذ بكل القرآن فإذا أخذنا جزء منه وتركنا جزء منه نفشل.
كما نرى الآن في الأحزاب أو الجماعات المتطرفة والإرهابية فهم يقتلون الجميع ما يطلقون عليهم كفار أو مسلمين وهم من كل مكان يقتلون المسلمين. فقد قتل في الحرب الأهلية عندنا بين 1992 و 1997 ، 150 ألف مسلم على يد حزب النهضة الإسلامي ومن معظم الدول العربية ان من يقتل هم المسلمين حتى في مصر "سيناء".
وأضاف فضيلته أن "فتوى التترس لابن تيمية لا تصلح الآن، لأن الإسلام والمسلمين ضعاف جداً. تطرفهم وغلوهم خسارة للمسلمين في كل مكان في العالم، سواء من أمريكا أو من أوروبا ومن فرنسا كان الناس يدخلون الاسلام والان فإذا حدث، لا يدخلون الاسلام. فهذه مصيبة كبيرة، والإسلام في عصرنا الحاضر لا يحتاج إلى التطرف وتلك العمليات الإرهابية ولا الغلظة ولا الشدة فالإسلام دين سمح ودين محبة ورحمة، ولابد أن  نظهر الإسلام بهذه الصفات.
واستطرد قائلا: لابد من تجديد النظر للتراث الإسلامي. ولابد من خلق أفكار جديدة، لقيادة الشعب إلى الصواب، وأنا أرى إذا كان المسلمون والعلماء خاصة علماء الدين إذا اتفقوا على منهج تجديد النظر وإظهار حقيقة الدين للناس مسلمين وغير مسلمين في مجتمعنا الحاضر، هذا هو المفيد وهذا يكون رابح للإسلام والمسلمين إنما التطرف والتشدد يضر المسلمين.