بوابة الحركات الاسلامية : بعد مقتل الشهري.. هل يقف الإخوان وراء حرب اغتيالات السلفيين في عدن؟ (طباعة)
بعد مقتل الشهري.. هل يقف الإخوان وراء حرب اغتيالات السلفيين في عدن؟
آخر تحديث: الأحد 29/10/2017 02:27 م
بعد مقتل الشهري..
حالة من الغموض تسيطر علي عدن في ظل سلسلة اغتيالات لرموز التيار لسلفي، فيما تشير أصابع الاتهام إلي تورط حزب التجمع اليمني للإصلاح الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في استهداف السلفيين خوفا من الشعبية الكبيرة لدي التيار والدور الذي يلعبه في دعم التحالف العربي.

اغتيال الشهري

اغتيال الشهري
اغتيال مسلحون مجهولون، فجر اليوم السبت، الداعية السلفي عادل الشهري بالعاصمة اليمنية المؤقتة  عدن، وهو ثالث إمام سلفي يقتل خلال عشرة أيام.
وذكرت وسائل اعلام أن مسلحين على متن سيارة كورلا أطلقوا النار على الشيخ عادل الشهري وهو إمام وخطيب مسجد سعد بن أبي وقاص بمدينة "إنماء" بالعاصمة عدن أثناء توجهه لأداء صلاة الفجر، وأصابوه بـ6 طلقات نارية واردوه قتيلا في الحال.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن قتل الأئمة الثلاثة لكن مصادر أمنية اشارت في وقت سابق الى تورط حركة الاصلاح، ذراع الاخوان المسلمين في اليمن، بعمليتي الاغتيال السابقتين بهدف اشعال قتال اهلي في عدن، مع غياب اي دور لحركة الاصلاح في اعادة الاستقرار الى جنوب اليمن.

سلسلة اغتيالات

سلسلة اغتيالات
وكان مسلحون مجهولون قد اغتالوا، في 18 أكتوبر2017، فهد محمد قاسم اليونسي إمام وخطيب جامع الصحابة بمديرية المنصورة في عدن لحظة خروجه من منزله لأداء صلاة الفجر في مسجد الصحابة بمديرية المنصورة بعدن.
وفي اوائل أكتوبر الجاري، فجّر مجهولون عبوة ناسفة بسيارة الشيخ ياسين العدني إمام وخطيب مسجد الشيخ زايد بعدن ما أدى إلى مقتله وإصابة نجله.
والعدني هو عضو هيئة التوجيه المعنوي لقوات الحزام الأمني المدعومة من التحالف العربي، و العدني اغتيل غداة القاء محاضرة اتهم فيها جماعة الإخوان بتكفير المسلمين للمصلحة الحزبية، وهو ما يقول سلفيون إن التنظيم الإخواني المتطرف زرع عبوة ناسفة في سيارته انفجرت لتودي بحياته وتصيب نجله، قبل ان يقتل فهد اليونسي وهو رجل دين أخر برصاص مسلحين مجهولين.
كما نجا الشيخ محمد علي الناشري إمام وخطيب مسجد الرحمن بحي اللحوم بمديرية دار سعد في محافظة عدن الاسبوع الماضي من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة زرعت أسفل سيارته.
وقالت مصادر محلية في عدن أن قياديا رفيعا في الأجهزة الأمنية وقائداً سابقاً لـ”قوات الحزام الأمني” نبيل المشوشي نجا من محاولة اغتيال استهدفته في منطقة بئر أحمد في عدن جنوبي البلاد.
وفي أواخر يوليو 2016م، اغتال مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم "داعش" الشيخ عبد الرحمن الزهري إمام جامع الرحمن بمدينة المنصورة في عدن جنوبي اليمن، تلى ذلك اغتيال رجال دين أخرين في حوادث متعددة.
وكانت قوات أمنية تابعة للإمارات اعتقلت في 11 من الشهر الجاري قيادات تابعة لحزب الإصلاح خلال عمليات اقتحام ومداهمة لمقرات الحزب ومنازل قياداته بمدينة عدن واقتادتهم إلى جهات مجهولة.

الإخوان والسلفيين

الإخوان والسلفيين
وللتيار السلفي تاريخ من التوظيف الصراع ضد التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان المسلمين، ولذلك يري مراقبون أن سلسة الاغتيالات في لمشايخ السلفية يقف ورائها الإخوان انتقاما من وقوف السلفيين الي جانب التحالف ضد جماعة الإخوان.
وتشير اصابع الاتهام الي تورط حزب الاصلاح في اختيال مشايخ التيار السلفي، رغم مشاركة إخوان اليمن في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، إلاّ أنهم يشعرون بتجاوز الأحداث لهم، إذ لم يساهموا بفعالية في تحرير مناطق البلاد ومن ضمنها عدن من سيطرة الحوثيين، بل كثيرا ما كانوا عاملا لتعطيل عملية التحرير التي تمت بجهد أساسي من قوى محلية مؤطّرة من قبل التحالف العربي.
كما أنهم لم يشاركوا في إعادة الاستقرار إلى عدن وتطبيع الحياة فيها وهي العملية التي تمت بجهد كبير من قبل التحالف العربي حيث سهرت دولة الإمارات العربية على تدريب وتسليح القوات المنوط بها تأمين المناطق وحماية المرافق الحيوية، وهو ما أدى إلى بروز قوات الحزام الأمني كأقوى الأذرع الأمنية القادرة على ضبط الأوضاع وإنهاء الفوضى التي سادت بعد استعادتها من المتمرّدين الحوثيين.
ويعتقد خبراء في شؤون الجماعات الاسلامية في اليمن إن تنظيم الإخوان هو المستفيد الأول من تصفية السلفيين، خشية ان يأخذوا مكانة الحزب السياسية اثر بروز السلفين في الحرب ضد الحوثيين ، وهو ما دفع الإخوان الى اغتيالهم خشية تقليص نفوذهم.
ويحظى السلفيون بشعبية واسعة خاصة في جنوب اليمن حيث يقول خبراء “إن السلفيين لا يرتبطون بماضي دموي مثل الاخوان وتنظيم القاعدة الذي شارك في الحرب الأولى على عدن منتصف تسعينات القرن الماضي”، وهو ما يضع السلفيين المعتدلين والذين يحرمون الحزبية في مصاف الجماعات الإسلامية الأكثر حضورا في عدن.
احد رجال الدين السلفيين قال إن المتهم الرئيس في قتل رجال الدين السلفين هم (الإخوان المسلمين) الذين قال ان الشيخ مقبل الوادعي كان يصفهم بالإخوان المفلسين والذين يحللون ما حرم الله ويبيحون دماء المسلمين من أجل المناصب والرتب.
وتربط الإخوان بالتنظيمات الإرهابية علاقة قوية، حيث ان تنظيم القاعدة في اليمن يعد الجناح المسلح الذي كان يعتمد عليه الرئيس اليمني السابق علي صالح في تصفية خصومه السياسيين وخاصة اصحاب الحزب الاشتراكي اليمني صاحب الميول اليسارية.
واعترفت جماعة الإخوان المسلمين في اليمن بمعاداتها للسلفيين بتهم أنهم يريدون اقصاء الحزب الإخواني، حيث تقول وسائل إعلام الإخوان ان السلفيين باتوا ينصابون العداء للتنظيم الإخواني في اليمن.
ويقول موقع اخباري اخواني تموله الدوحة ” إنه في الآونة الأخيرة ارتفعت حدة الخطاب العدائي لبعض مكونات الحراك الانفصالي الجنوبي ضد حزب الإصلاح، خاصة من قبل المكون أو الفصيل الذي يتزعمه محافظ عدن المقال من منصبه عيدروس الزبيدي، بالإضافة إلى بعض الجماعات السلفية الجنوبية الانفصالية، والتي يتزعم أبرزها هاني بن بريك.
وتعتقد مصادر أمنية يمنية إلى ان لجوء الإخوان الى تصفية رجال الدين السلفين جاء في اعقاب فشلها في احتواء الجماعة غير المتحزبة عقب الاطاحة بنظام صالح.
وحاول التنظيم احتواء السلفيين من خلال تأسيس احزاب إخوانية باسم السلفية وابرزها حزب الرشاد وحزب التنمية والسلم وحزب النهضة، وهي احزاب إخوانية حاولت احتواء السلفيين الذين ينبذون الحزبية بدعوى انها حرام ولا يجوز التحزب... فهل يسعي الإخوان الي التخلص من التيار السلفي في عدن؟