فمن جانبها تسعي حكومة طبرق المقيمة في الشرق والموالية لجيش خليفة حفتر، إلي السيطرة علي مقرات حكومة الوفاق الليبية المقيمة في طرابلس، كذلك تسعي الأخيرة إلي فرض هيمنتها علي زمام الأمور في المدينة.
جدير بالذكر أن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، نجح في تحرير مدينة بنغازي من قبضة العناصر الإرهابية، في يونيو الماضي، بعد العقبات التي واجهها في المعركة.
كانت لعبت الإمارات دور الوساطة بين كل من المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني لتوحيد الصف فيما بينهما، لكن لازال الطرفين كل منهما يغرد منفردًا خارج السرب ويسعي لمصالحه الخاصة دون الأخذ في الاعتبار مصلحة البلاد.
ويرفض "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني المدعومة دولياً، والتي تتخذ من طرابلس مقراً لها، ويسيطر حفتر على فصائل شرق ليبيا التي رفضت حكومة الوفاق الوطني، ما أسهم في عدم قدرتها على توسيع سلطتها في طرابلس وخارجها، وتدعم فصائل أخرى مسلحة في الغرب حكومة الوفاق الوطني.
واستضافت أبو ظبي في مايو الماضي لقاء بين السراج وحفتر، وهما الطرفان الرئيسيان في النزاع الليبي، واتفقا خلاله على العمل من أجل حل الأزمة من دون إعلان إجراءات ملموسة.
وتتواصل الاتهامات المتبادلة بين القوات الأمنية التابعة لحكومة الشرق والأخرى الموالية لحكومة طرابلس، وهي تطورات تؤذن بصدام سياسي وعسكري جديد بين الطرفين المتنازعين.
واستهدف الجيش الليبي، منذ يومين، مقر كتيبة أمنية تابعة لحكومة الوفاق في بنغازي بقذائف الهاون، أسفرت عن مقتل بعض الأمنيين وجرح آخرين، ما أدي إلي تصعيد الموقف بين طرفي النزاع، وذلك بعد أيام على محاولة اغتيال تعرّض لها وكيل وزارة الداخلية بحكومة الوفاق فرج قعيم في مدينة بنغازي إثر استهدافه بسيارة مفخخّة.
وفرضت قوات حفتر، سيطرتها على مقار وكيل وزارة الداخلية، واتهم قعيم، المشير خليفة حفتر، بالوقوف وراء محاولة الاغتيال التي تعرض لها الأسبوع الماضي بواسطة سيارة مفخخة، والوقوف وراء عمليات الخطف والقتل والإرهاب في المدينة.
وكان المجلس الرئاسي عيّن فرج قعيم مطلع شهر سبتمبر الماضي وكيلا لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق، ويعتبر قعيم أحد أبرز القادة السابقين لعملية الكرامة قبل انشقاقه عن حفتر، وهو ينتمي لإحدى أكبر قبائل الشرق الليبي وهي قبيلة العواقير، وقد اتخذ من مدينة بنغازي مقرا لعمله.
وأعلن أقعيم الحرب على حفتر الذي وصفه بأنه خائن، وطالبه مع كل من يحمل صفة في جيش حفتر مثل سليم الفرجاني وعون الفرجاني وعلي الفرجاني بمغادرة بنغازي خلال 48 ساعة، وقال: دق الطبل في إشارة إلى الحرب.
ودعا أقعيم كل الكتائب في بنغازي الى تسليم اسلحتها وتفويض قائد قوات الخاصة الصاعقة ونيس بوخمادة زمام الأمور الأمنية في بنغازي من اجل تأمينها وإخراجها من هذه المرحلة ومن المأزق الذي تعيشه، مضيفًا أن بوخمادة من القادة الشرفاء في الجيش الليبي الذين لم تلطخ يداهم بالدم مثل عبدالرزاق الناظوري ومفتاح شقلوف وسالم رحيل، وهو يحارب الإرهاب ولا يحاول الحصول على مناصب نريد بناء دولة مؤسسات، وليس دولة مليشيات.
ومن جهته، شدد رئيس الأركان العامة للجيش الليبي عبد الرازق الناظوري، على أن القيادة العامة للجيش حذرت أكثر من مرة من التعامل مع أي جسم تابع للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير المعتمدة، التي وصفها بغير الدستورية.
واتهم الناظوري، حكومة الوفاق غير المعتمدة برئاسة السراج، بمحاولة زعزعة الاستقرار وشق الصف في ليبيا، مشيرا إلى أن الجيش الليبي ليس طرفًا في الصراع السياسي.