بوابة الحركات الاسلامية : صحيح البخاري.. نهاية أسطورة (طباعة)
صحيح البخاري.. نهاية أسطورة
آخر تحديث: الثلاثاء 14/11/2017 05:15 م
صحيح البخاري..  نهاية
ما زال سدنة التراث يحرمون الباحثين في التراث حق البحث ويضيقون عليهم حفاظا على قداسة أشخاص وكتابات تم انتاجها في سياق تاريخي واجتماعي وثقافي لا يمت لحاضرنا بصلة، وأصبحت تلك الكتابات والأشخاص في مكانة مقدسة يمنع الاقتراب منها او مناقشاتها لو بشكل علمي، فتم الحجر على العقل من الانفلات من براثن التراث وما يحمله من 
صحيح البخاري..  نهاية
شبهات أسطورية وخرافية تجعل هذا العقل العربي وان شئنا الاسلامي يغط في سبات عميق ولا يأخذ من سبل الحضارة والتطور الا ما يتم استهلاكه من منتجات علمية او تكنلوجية دون ادنى استعداد لصناعة حاضره، ليس في مصر فقط بل في المغرب العربي أيضا، ورغم ان قلعة الوهابية الماضوية والتشدد الاسلامي تحاول الان الانفلات من هذا الوضع الا ان سدنة الوهابية في المغرب يقفون امام التجديد ومحاولة قراءة التراث هذا ما يحدث مع الباحث المغربي   رشيد إيلال صاحب كتاب «صحيح البخاري نهاية أسطورة» الكتاب الذي كان يفترض أن تحتضن قاعة الاجتماعات الكبرى التابعة للمجلس الجماعي لمراكش حفل توقيعه في النصف الثاني من اكتوبر الماضي 2017، إلا أن منتدى المغرب المتعدد، الجهة المنظمة للحفل، فوجئت بمنع استغلال القاعة، رغم استكمال كل الإجراءات الإدارية من أجل الحصول على الترخيص.
وخلق منع النشاط جدلاً قوياً داخل مواقع التواصل الاجتماعي، التي اعتبرت أن المنع نابع من خلفيات إيديولوجية يمثلها رئيس المجلس الجماعي لمراكش محمد العربي بلقايد المحسوب على حزب العدالة و التنمية، ذي المرجعيات الإسلامية ، نظرًا لما يمثله الكتاب من حساسية كما اعتقد المسؤولون.
وقال مؤلف الكتاب رشيد إيلال في اتصال مع "إيلاف المغرب"، إن الجهة المنظمة والمتمثلة في منتدى المغرب المتعدد قامت بكل الإجراءات القانونية المتعلقة بالحصول على الإذن باستغلال قاعة الاجتماعات الكبرى التابعة للمجلس الجماعي لمدينة مراكش، بما فيها أداء الواجبات الجبائية للاستفادة من قاعة عمومية من حق كل المواطنين، شريطة أن تكون مذيلة بإشعار من السلطات المحلية بالقيام بالنشاط الذي يفترض أن تحتضنه القاعة، وهو ما تم بالفعل، إلا أنها فوجئت بتراجع وكيل المداخيل يرفض منحها الترخيص بحجة أن رئيس القسم الثقافي راسله بشأن النشاط وطلب منه عدم منح الترخيص.
وانتقد إيلال أن يمنع المسؤولون بالمدينة حفل توقيع كتاب لم يقرأوه و لم يدركوا مضامينه، معتمدين على استنتاجات استخلصوها من عنوان الكتاب، الذي بدا أنه يتضمن هجومًا على « صحيح البخاري ، وأضاف الكاتب أن الجهة المنظمة والمدعوين فوجئوا بإغلاق القاعة في وجوههم، وأنه عندما أراد استفسار الأمر، أخبره عمدة المدينة بلهجة حادة بأن القاعة لن تمنح وانتهى الكلام. وأمام هذا الوضع لم يجد المنظمون من وسيلة إلا التوجه لأقرب مقهى على حافة الشارع المقابل لقاعة الاجتماعات لتنظيم الحفل وتوقيع الكتاب. واستبعد الكاتب أن يكون المنع صادرًا عن السلطات بدليل أن مسؤولين محليين حصلوا على نسخهم موقعة، وأنهم تعاملوا معه بكامل الاحترام الواجب.

صحيح البخاري..  نهاية
وذكر المؤلف أن خطيب مسجد الوحدة الخامسة بحي الداوديات بمراكش، ندد بالكتاب ومؤلفه أثناء خطبة الجمعة، كما أشاد بموقع عمدة مراكش بالقول «منعك الله من نار جهنم كما منعت كتاب «صحيح البخاري نهاية أسطورة »، وهو ما اعتبره المؤلف تحريضاً صريحاً ضده وضد مؤلفه، ينبغي فتح تحقيق بشأنه. وقال الكاتب إنه سيسلك كل السبل القانونية وسيلجأ للقضاء ليقول كلمته بخصوص منع اعتبره غير قانوني، على اعتبار أن القاعة عمومية ومفتوحة في وجه العموم، و لا ينبغي مصادرة الفكر بهذا الشكل، مؤكداً أن كتابه لا يتضمن هجوما على « صحيح البخاري »، كما يعتقد المسؤولون، بل هو دراسة كوديكولوجية تدخل في علم المخطوطات.
من جهته، قال يونس بنسليمان نائب عمدة مراكش في اتصال هاتفي مع " إيلاف المغرب"، إن المجلس الجماعي ليس من اختصاصه المنع أو الترخيص، لأن الأليات في هذا الشأن واضحة، فبعد أن يتقدم أي فرد أو جهة بطلب الاستفادة من قاعة الاجتماعات الكبرى، ينظر ما إذا كانت القاعة فارغة في التاريخ المحدد، ويطلب منه تقديم وصل بإشعار السلطة المحلية بالإضافة لأداء الواجب الجبائي، وهو الأمر الذي لم يتم في حالة المعنيين بالأمر.
ونفى نائب العمدة وجود أي نية مبيتة لمنع أي نشاط من هذا النوع، مضيفاً أنه لا علم للمجلس بحقيقة الكتاب المزمع توقيعه أصلا، حيث انه مع احترام المساطر الجاري بها العمل لا يحق للمجلس الجماعي أن يغلق القاعة في وجه أي كان.
في يوم الجمعة 27 اكتوبر الماضي 2017، قال رشيد أيلال، مؤلف "صحيح البخاري.. نهاية أسطورة"، إنه يتعرض لحملة تكفير واسعة من قبل بعض الجهات التي لا تقبل الاختلاف، وصلت إلى حد تهديده بالتصفية الجسدية.
وأوضح أيلال، في تصريح لهسبريس، أنه بمجرد صدور كتابه في المكتبات وتناوله من قبل وسائل الإعلام بدأت تنهال عليه حملة شعواء لا يعرف مبرراتها، وأشار إلى أنه توصل برسائل خاصة جاء فيها: "دمك أرخص من دم بعوضة"، ويجب إحراقك أنت وكتابك"، و"دعوات لسفك دمه ونفيه من المغرب، كما حكى رشيد أيلال أن إماما بأحد مساجد مدينة مراكش بعدما أنهى خطبة الجمعة ليوم 13 أكتوبر الماضي، اتهمه من فوق المنبر بالإلحاد بينما وجه كلمة شكر في حق عمدة مراكش المنتمي إلى "البيجيدي" الذي منعه من توقيع كتابه، ومما جاء في الدعاء حسب المتحدث ذاته: "منع الله جسدك من النار، يا عمدة مراكش، كما منعت كتاب "صحيح البخاري.. نهاية أسطورة".
من جهة ثانية، استغرب صاحب الكتاب المثير للجدل من الانتقادات التي توجه إليه من قبل شيوخ السلفية، بالرغم أنهم لم يقرؤوا بعد مضمون هذا الكتاب، وأكد أن عمله هو "دراسة تاريخية لا علاقة لها بالطعن في رسول الله أو القرآن الكريم، بل بمناقشة كتاب ألفه بشر ومحاولة لكشف مدى التناقض الذي جاء في أحاديث صحيح البخاري مقارنة مع النص القرآني".
صحيح البخاري..  نهاية
وعن الأحاديث التي تعارض النص الديني، أشار أيلال إلى أنها كثيرة، ومن أبرزها قوله تعالى "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" بينما نجد حديثا في "صحيح البخاري" منسوب إلى الرسول يقول: "جئتكم بالذبح"، أو قوله تعالى: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"، أو: "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر"، وأجد حديثا آخر في "صحيح البخاري" ينسب إلى الرسول يقول: "أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله".
واعتبر مؤلف "صحيح البخاري.. نهاية أسطورة"، والذي سبق أن كان فقيها على حد قوله، أن صحيح البخاري "يتناقض مع العلم والعقل ويتضمن العديد من الخرافات"، وخير دليل على صحة ما يقول هو الحقيقة العلمية التي تؤكد أن "تعاقب الليل والنهار يأتي نتيجة لدوران الكرة الأرضية حول نفسها، في المقابل نجد أن البخاري ينسب في أحاديثه كلاما إلى الرسول يعتبر فيه بأن "الشمس تذهب وتسجد عند عرش الرحمان في الغروب 
وتظل ساجدة حتى يأذن لها الله تعالى بأن ترفع رأسها لتعلن عن شروق الشمس".
وردا على من يُطالب بمنع كتابه من التوزيع، أوضح أن الجهة الوحيدة المخولة لها القيام بذلك هي القضاء؛ لأنه قام بجميع الإجراءات القانونية التي تنظم قانون طباعة الكتب في المغرب.
في المقابل، قال لحسن بن إبراهيم سكنفل، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات – تمارة، إن هذا الكتاب يأتي في وقت تكالب فيه كل من يعادي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه تجريح لرجال علم الحديث منذ وجد هذا العلم، وضرب لمصداقية علماء هذا العلم الشريف الذي حفظ للأمة سنة نبيها عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
واعتبر سكنفل، ضمن تصريح لهسبريس، أن "الكتاب طعن في مجهودات رجل شهد التاريخ بأنه كان من أدق الناس وأحرصهم على تنقية السنة النبوية الشريفة بشروطه المعروفة لقبول الحديث النبوي والتأكد من صحته".
وزاد المتحدث: "لقد حاول المفترون من المستشرقين ومن سار على نهجهم هدم هذا الصرح، فلم ينجحوا وبقي صحيح البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى.. وقبل هذا وبعده، فإن الدراسة العلمية لأي مؤلف لا بد أن تلتزم بالمنهج العلمي الذي وظفه علماء ذلك الفن؛ حتى تبتعد عن الخطأ، وحتى لا تقع في الزلل"، يقول رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات – تمارة وخطيب الجمعة الشهير بمسجد العكاري بالرباط.
صحيح البخاري..  نهاية
ونجد ان كلام لحسن بن إبراهيم سكنفل مردود عليه ليس من الستشرقين او الباحثين الجدد على حد زعمه بل من معاصرين البخاري واساتذته انفسهم فهذا هو محمد بن يحيى الذهلي شيخ وإمام وعالم نيسابور وأحد أئمة الحديث وشيخ البخاري أيضاً، قال عن البخاري كما في (مقدمة فتح الباري ص492): وقال أبو حامد بن الشرقي سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق ومن زعم لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع لا يجالس ولا يكلم ومن ذهب بعد هذا الى محمد بن إسماعيل فاتهموه! فإنه لا يحضر مجلسه إلاّ من كان على مذهبه، وقال الحاكم: ولما وقع بين البخاري وبين الذهلي في مسئلة اللفظ انقطع الناس عن البخاري إلا مسلم بن الحجاج وأحمد بن سلمة قال الذهلي: إلا من قال باللفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنا فأخذ مسلم رداءه فوق عمامته وقام على رؤوس الناس فبعث إلى الذهلي جميع ما كان عنه على ظهر جمال.
قلت (إبن حجر): وقد أنصف مسلم فلم يحدث في كتابه عن هذا ولا عن هذا.
وهذا الإمام مسلم من الصق تلاميذه وأتبعهم له ومع ذلك لم يرو عنه ولا حديث واحد تصوروا! ثم ذكر ابن حجز عن الحاكم بسنده الى أحمد بن سلمة (الذي لازمه هو ومسلم فقط دون أحد غيرهما) قال: ... ثم قال لي (البخاري): يا أحمد إني خارج غداً لتخلصوا من حديثه لأجلي (أي كلام الذهلي عليكم بسببي).
وقال الحاكم أيضاً عن الحافظ إبن الاخرم قال: لما قام مسلم بن الحجاج وأحمد بن سلمة من مجلس محمد بن يحيى (الذهلي) بسبب البخاري قال الذهلي: لا يساكنني هذا الرجل في البلد فخشى البخاري وسافر.
وبعد طرده من نيسابور ومرو رحل الى الري فترك أئمة الحديث والسنة حديثه! فقد روى الذهبي في (سير أعلام النبلاء 12/462) قال: وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في (الجرح والتعديل): قدم محمد بن اسماعيل (البخاري) الريّ سنة خمسين ومئتين وسمع منه أبي وأبو زرعة وتركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى أنه أظهر بنيسابور أن لفظه بالقرآن مخلوق.
فها هما إماما الجرح والتعديل أبو حاتم وأبو زرعة يتركان التحديث عن البخاري بسبب عقيدته وبدعته ومخالفته كما ترك التحديث عنه مسلم بن الحجاج تلميذه وملازمة!!
وبعد طرده من الري طُرد من عقر داره ووطنه (بخارى)! بعد أن كتب الذهلي إلى أمير بخارى بأن هذا الرجل قد أظهر خلاف السنة . فقرأ كتابه على أهل بخارى فقالوا: لا نفارقه. فأمره الامير بالخروج من البلد فخرج.
فنقد البخاري ليس جديد ولم يقدسه السلف والعلماء الأول كما نقدسه نحن الان .