بوابة الحركات الاسلامية : بعد فشل مفاوضات "جامايكا"..ألمانيا تحت الصدمة (طباعة)
بعد فشل مفاوضات "جامايكا"..ألمانيا تحت الصدمة
آخر تحديث: الثلاثاء 21/11/2017 12:40 م
بعد فشل مفاوضات جامايكا..ألمانيا
فشل مفاوضات تشكيل حكومة جديدة في ألمانيا، يضع المستشارة أنجيلا ميركل أمام أكبر تحد لها منذ توليها منصبها الحالي فمستقبلها السياسي على المحك ويدخل ألمانيا في حالة من التراجح وعدم الاستقرار. فلم يتوقع أحد  فشل  تلك المفاوضات ، والآن أصبح الغموض السياسي سيد الموقف، وكل السيناريوهات مفتوحة  بدءا من تشكيل حكومة أقلية إلى الدعوة الى انتخابات جديدة. 
وفي أعقاب نتيجة مخيبة للآمال بالنسبة للتحالف المسيحي بزعامة أنجيلا ميركل في انتخابات سبتمبر الماضي، اضطرت المستشارة الألمانية للدخول في مفاوضات لتشكيل ائتلاف ثلاثي يجمع تكتلها المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر وأطلق على الائتلاف الثلاثي اسم ائتلاف "جامايكا"، لأن الألوان المميزة للأحزاب المشاركة هي نفس ألوان علم دولة جامايكا، ممثلة في التحالف المسيحي بزعامة ميركل، (اللون الأسود) وحزب الخضر (اللون الأخضر) والحزب الديمقراطي الحر (اللون الأصفر). وبفشل مفاوضات الائتلاف، تواجه ميركل حاليا أصعب أزمة في تاريخ توليها منصب المستشارية منذ 12 عاما.
وكان الحزب الديمقراطي الحر أعلن في وقت متأخر من أول أمس الأحد  أن المحادثات لتشكيل ائتلاف "جامايكا" قد فشلت حيث قال رئيس الحزب كريستيان ليندنر إن المحادثات انهارت بسبب عدم بناء الثقة بين الأحزاب المتفاوضة. وقال إن أطراف التفاوض فشلوا أيضا في الاتفاق على رؤية لتحديث ألمانيا، وأضاف: "من الأفضل ألا نحكم بدلا من أن نحكم على نحو خاطئ".
وبذلك فشلت أنجيلا مركيل ـ على الأقل حاليا ـ في ألمانيا المستقرة والقوية اقتصاديا، البلد الواقع في قلب أوروبا ومحرك الاتحاد الأوروبي مرت ثمانية أسابيع على الانتخابات التشريعية، ومازال من غير الواضح بشكل كلي كيف ستسير الأمور. 
من جهتها أعربت ميركل سابق اليوم عن أسفها لقرار الحزب الديمقراطي الحر بالانسحاب من محادثات ائتلاف "جامايكا". وقالت ميركل للصحفيين في برلين: "اعتقدنا أننا كنا على طريق يمكن التوصل فيه إلى اتفاق". وأضافت "يؤسفني، مع الاحترام الكامل للحزب الديمقراطي الحر، أننا لم نتمكن من التوصل الى اتفاق متبادل
أما الحزب اليميني الشعبوي"البديل من أجل ألمانيا"  والذي حقق مفاجئة في الانتخابات فقد ابدى أرتياح لفشل مفاوضات تشكيل الحكومة. وقال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، ألكسندر جاولاند، أمس الاثنين في برلين: "نجد عدم تشكيل ائتلاف جامايكا أمرا جيدا، لأنه كان سيصبح ائتلافا يبقى الوضع كما هو عليه". وذكر جاولاند أنه تبين الآن بالنسبة له أن المستشارة ميركل لا يمكنها أن تصبح رئيسة الحكومة المقبلة، وقال: "ميركل فشلت". وردا على سؤال حول ما إذا كان حزب "البديل من أجل ألمانيا" يتصور نفسه في ائتلاف مع الحزب المسيحي الديمقراطي بدون ميركل، قال غاولاند إن هذه التكهنات  سابقة لأوانها.
أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي حسم في هذا الأمر بعدما قرر بالإجماع عدم الدخول في ائتلاف حاكم مجددا مع التحالف المسيحي، الذي تنتمي إليه المستشارة أنغيلا ميركل، مؤكدا استعداده لخوض انتخابات مبكرة. وعلمت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من مصادر مطلعة في الحزب أن هذا القرار اتخذه مجلس قيادة الحزب بالإجماع  يوم أمس الاثنين نقلا عن دويتشه فيله ، وذلك في أعقاب إعلان فشل المفاوضات وبذلك يكون الحزب الاشتراكي الديمقراطي قد تمسك بالالتزام الذي قطعه على نفسه في ليلة الانتخابات التشريعية قبل ثمانية أسابيع بالتوجه لقيادة المعارضة. 
ويبقي خيار تشكيل حكومة أقلية ضعيفاً، لأنه في الأوقات غير الهادئة سياسياً، سيكون صعبا على المستشارة الألمانية أنجيلا مركيل في كل مرة البحث عن مساندة كتل المعارضة للتصويت على القوانين التي تسنها الحكومة. ولهذا صرحت المستشارة مباشرة بعد الانتخابات التشريعية أنها "تعتزم تشكيل حكومة مستقرة في ألمانيا"، فيما يرفض الحزب الاشتراكي الديمقراطي من جانبه تأييد حكومة أقلية بزعامة ميركل.
وطبقا للمادة  63  من الدستور الألماني تحدد ما يلي: على الرئيس أولا اقتراح شخص ما لشغل منصب المستشار. وهذا الشخص سيصبح مستشارا في حال ما صوت أكثر من نصف مجموع أعضاء البرلمان لصالحه. وإذا لم يحصل الشخص المقترح من الرئيس على الأغلبية، تبدأ مرحلة الانتخابات الثانية. هنا يكون أمام البرلمان مهلة أسبوعين للتوافق على مستشار بمنحه الأغلبية المطلقة من بين عدة مرشحين لهذا المنصب. وإذا لم يحصل ذلك في غضون أسبوعين تبدأ مرحلة الانتخابات الثالثة. وفي هذه المرحلة يكفي حصول أحد المرشحين على أغلبية نسبية، حيث يُنتخب إذن من يحصل من بين المرشحين على أغلب الأصوات. بعد ذلك يأتي دور رئيس البلاد من جديد، حيث يعين الشخص المنتخب بأغلبية نسبية من طرف البرلمان مستشارا لحكومة أقلية أو يحل البرلمان. وفي هذه الحالة يتم تنظيم انتخابات جديدة في غضون 60 يوما.
ويبقى هذا الخيار مستبعدا على الأقل في الوقت الحالي، حيث أعلن الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس أنه غير مستعد للدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة في الوقت الحالي، داعيا الأحزاب في بلاده إلى بذل الجهود مجددا من أجل تشكيل ائتلاف حاكم للدورة التشريعية المقبلة.