يبدو أن تنظيم داعش سوف يحول منطقة البوكمال رأس حربه جديدة له فى سوريا فبعد ساعات من إعلان الرئيس السورى فلاديمير بوتين سحب قواته من سوريا تمكن تنظيم داعش من السيطرة على عدة مناطق في ريف مدينة البوكمال بعد معارك مع قوات النظام السوري والميليشيات الأجنبية المساندة له. يأتي ذلك على الرغم من التصريحات الروسية والإيرانية التي تؤكد القضاء على التنظيم في دير الزور بشكل كامل.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن سحب قسم كبير من قواته المتواجدة في سوريا بعد أن أنهت مهمتها في "محاربة الإرهاب" بحسب قوله كما سبق وأعلن قائد ميليشيا "فيلق القدس الإيراني" قاسم سليماني قبل نحو شهر استعادة كامل البوكمال من التنظيم، سبقه إعلان مماثل لوزارة الدفاع التابعة لنظام الأسد.
يذكر ان مدينة "البوكمال" لها اهمية استراتيجية كبيرة حيث تقع هذه المدينة في ريف محافظة دير الزور شرقي سوريا، على بُعد 8 كيلومترات من الحدود مع العراق، وتتوسط بادية الشام والجزيرة الفراتية، حيث يمر بها نهر الفرات القادم من تركيا، وتقع على الضفة الغربية منه، وهي آخر نقطة للنهر في سوريا، قبل أن يدخل الأراضي العراقية.
يبلغ عدد سكان مدينة "البوكمال" 50 ألفا طبقا للتقديرات المنشورة في يونيو 2016، وأغلبهم من "عشيرة البوكمال" العربية، وتحظى بمكانة تجارية مهمة، كونها مدينة حدودية تمر بها طريق دولية على مجرى الفرات تصلها بدير الزور في الشمال وبالحدود العراقية في الشرق، وتتوسطها سوقا رئيسية وأسواقا ثانوية تعج كلها بالحركة التجارية النشطة.
تأسست مدينة البوكمال عام 1864م، بعد أن كانت قرية صغيرة تسمى النحامة وتقع في منطقة سهلية على الضفة اليمني لنهر الفرات، في الجهة الشرقية من سوريا وترتفع عن سطح البحر بمقدار 165 مترا، وعلى خط عرض 532 شمال خط الاستواء، ومناخها شبه صحراوي ومعدل أمطارها السنوي 150 مم ومساحتها 2000 هكتار.
ونظراً لما تتمتع به المدينة من أهمية استراتيجية بالنسبة لتنظيم "داعش" الإرهابي، لوقوعها على الحدود السورية العراقية، وخاصة بعد سيطرة "داعش" على مدينة القائم العراقية المواجهة لمدينة البوكمال، بالإضافة إلى عدد من المحافظات العراقية، سيطر التنظيم الإرهابي على المدينة، اعتبارا من عام 2014، وجاءت سيطرة التنظيم بعد معارك شرسة استمرت 4 أيام وقد أصبحت المدينة هدفا للقصف المتكرر من طيران "التحالف الدولي"، كما صارت هدفا للطيران الحربي الروسي بعد تدخل روسيا في سوريا.
مما سبق نستطيع التأكيد على انه بالرغم من ان الجيش السوري حرر المدينة وانت آخر معقل له على الأراضي السورية ولكن يبدو انه عاد اليها مجددا ليستخدمها كرأس حربه فى صراعه فى سوريا