بوابة الحركات الاسلامية : مع اقتراب اعياد الميلاد.. الارهاب يستهدف المسيحيين في باكستان (طباعة)
مع اقتراب اعياد الميلاد.. الارهاب يستهدف المسيحيين في باكستان
آخر تحديث: الأحد 17/12/2017 12:06 م
مع اقتراب اعياد الميلاد..
مع اقتراب أعياد الميلاد عند المسيحيين، باتت الأجهزة الامنية في حالة استنفار قصوي مع وقوع عمليات ارهابية تستهدف لمصليين في الكنائيس ، حيث تعرضة الكنيسة الميثودية" بيتا" في عاصمة اقليبم بلوشستان الباكستاني مدينة" "كويته " للهجوم  انتحاري ، مما ادي الي وقوع 8 ضحايا واكثر من 40 مصاب .
وذكرت وسائل اعلام باكستانية إن هجوم انتحاري استهدف كنيسة على طريق زارغون بمدينة كويته أسفر عن 8  ضحايا على الأقل، وإصابة 40آخرين، لافته الي انه كان هناك نحو 400 شخص داخل الكنيسة.

الكنيسة الميثودية أو المنهاجية

الكنيسة الميثودية
 هي طائفة مسيحية بروتستانتية ظهرت في القرن الثامن عشر في المملكة المتحدة على يد جون ويزلي، وانتشرت في بريطانيا ولاحقا من خلال الأنشطة التبشيرية في المستعمرات البريطانية حتى الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكر وزير داخلية إقليم بلوشستان باكستان، سارفراز بوغتي، إن "الهجوم تم تنفيذه من خلال انتحاريين اثنين اقتحما الكنيسة، قٌتل أحدهم بالرصاص عند المدخل، والآخر فجر نفسه داخل الكنيسة".
وأضاف الوزير إن "المهاجمين كانوا يحملون أسلحة"، مشيرا إلى أن "عدد من يحضرون إلى هذه الكنيسة يوم الأحد في العادة  يٌقدر بين 300 إلى 400 شخص".
استهداف المسيحيين ليس الاول من نوعهن حيث شنت حركة طالبان، في مارس 2016 هجوما  في مدينة لاهور ضد المسيحيين، مما ادي الي سقوط 74 قتيلاً و342 جريحاً .
كما قتل نحو 100 شخص في هجوم استهدف كنيسة مسيحية في العام 2013 في «بيشاور» الواقعة شمال غرب الباكستان .
وفي منتصف شهر آذار من العام 2015 تعرض المسيحيون الى تفجير كبير في منطقة «يوحنا اباد» في لاهور يومها سقط نحو مئة بين قتيل وجريح.
مع اقتراب اعياد الميلاد..
ويعتبر المسيحيون ثاني أكبر أقلية بعد الهندوس في باكستان فيما يحتل المسلمون الاغلبية بالبلاد، ويراوح عدد المسيحيين الباكستانيين بين مليونين وسبعة ملايين فالرقم غير دقيق اذ هناك من يقول بأن نسبتهم 2.2% من مجمل الشعب الباكستاني، وسواه يقول بأنهم نحو 4% علماً ان عدد سكان الباكستان حالياً يفوق الــ200 مليون.
ويوجد عدد كبير من المسيحيين في كراتشي، جنوبي البلاد، كما توجد كثير من القرى المسيحية في البنجاب ومدينتي لاهور وفيصل أباد.
وثمة أيضا عدد كبير يقطن أقليم خيبر باختونخوا شديد التحفظ، شمالي غربي البلاد، خاصة في مدينة بيشاور.
وكانت باكستان قبل التقسيم مكانا شديد التنوع، لكن نزعة التسامح تراجعت بعد أن أصبح المجتمع متشددا إسلاميا وأكثر تجانسا.
وقبل التقسيم، كانت نسبة الأقليات 15 في المئة من تعداد السكان، لكنها تراجعت حاليا لتصل إلى 4 في المئة.
ينحدر أغلبية المسيحيين الباكستانيين من الطبقة الهندوسية الدنيا الذين اعتنقوا للمسيحية إبان الاستعمار البريطاني لباكستان، وهو ما يرجع جزئيا إلى محاولة الهروب من تدني الأوضاع.
وكان الكثير منهم يعملون في بلدات ضمن الحاميات العسكرية. وكذلك في كل مدينة ضمن الحاميات العسكرية كانت هناك مناطق تُعرف باسم لال كورتي، كان سكانها عادة من المسيحيين.
غير أن المجتمعات المسيحية باتت منحصرة في أفقر قطاعات المجتمع وتعمل في أدنى الوظائف. وكانت قرى بأكملها في مناطق في البنجاب يقطنها مسيحيون يعملون كعمال ومزارعين.
ويري " Kantara قنطرة " موقع  أن «المسيحيين في باكستان كثيراً ما يتعرضون للتمييز أثناء بحثهم عن فرص عمل» وأن الــ 86 % من المسيحيين في باكستان يعملون كعمّال نظافة للصرف الصحي والمجاري وكخدم في المنازل أو إنهم يعملون في السخرة لتسديد ديونهم (...) وتكفي شائعة مغرضة واحدة حتى يتعرض المسيحيون الى اعتداءات رهيبة كما حدث في العام 2009 عندما أحرق متشددون 76 منزلاً لمسيحيين في مدينة غوجرات في ولاية البنجاب".
وهناك قطاعات من المجتمع المسيحي ميسورة الحال تتمتع بتعليم جيد واستقرار في مدينة كراتشي، وهي قطاعات جاءت من ولاية غوا الصغيرة في الهند أثناء الاستعمار البريطاني.
والأمر المشترك بينهم جميعا هو الشعور بالضعف، نظرا لهجرة عدد من المسيحيين الأكثر ثراء إلى كندا واستراليا بعد أن أصبح جو انعدام التسامح في باكستان لا يطاق.
مع اقتراب اعياد الميلاد..
أما عن أقليم بلوشستان، فهو  أكبر الأقاليم الباكستانية الأربعة، ويشكل نحو 40 % من البلاد، عاصمة الإقليم كويته وتعد أكبر مدنه. يحتوي الإقليم على معظم أراضي منطقة بلوشستان التاريخية، ويرجع مسمى المنطقة إلى البلوش. يقع شمال الإقليم مناطق القبائل ذات الحكم الفدرالي وأفغانستان، أما من الشرق فيجاور الإقليم كل من إقليم السند والبنجاب وإلى الغرب نجد محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية. أما من الجنوب فيقع بحر العرب. 
واقليم "بلوشستان"  ينحدر منه مخطط هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وفي عاصمة الاقليم "كويته" تم القبض عن المنظر السلفي- الجهادي أبو مصعب السوري عام 2005، والأهم أن غالبية قاطني هذا الإقليم هم من قومية البلوش، والذين يتبنون حركة احتجاج تتراوح ما بين مطالب بالعدالة والمطالبة بالاستقلال أو الانفصال عن الدولة الباكستانية.
الملاحظة الأهم، أن الضغط الذي مارسته الحكومات المتعاقبة على الحركة القومية في بلوشستان، صب لصالح الحركات الإسلامية، وكما أن بعض الحكومات الباكستانية دعمت المجموعات الإسلامية لاضعاف الحركة القومية، فإن القرب من أفغانستان أيضاً، جعل للإيديولوجية السلفية - الجهادية مكاناً في المنطقة.
الهجوم علي كنيسة "بيتا" في مدنية "كويته" عاصمة القليم بلوشستان الباكستانين يشكل  جزء من صراع العنف والتشدد في باكستان التي تي تعاني من مخاطر الجماعات الارهابية في عدة مناطق بالدولة، وهو ما يجب علي الدولة الباكستانية العمل من أجل مواجهة اسباب العنف والتطرف والقضاء عليالجماعات الارهابية وتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد وخاصة في اقليم بلوشستان.