بوابة الحركات الاسلامية : تونس تعلن عن مشروع "الـيـد في الـيد لمقاومة التطرف" (طباعة)
تونس تعلن عن مشروع "الـيـد في الـيد لمقاومة التطرف"
آخر تحديث: الثلاثاء 26/12/2017 01:05 م
تونس تعلن عن مشروع
نظّم مركز دراسة الإسلام والديمقراطية ملتقى كبيرا لتقديم مشروع اليد في اليد لمقاومة التطرف والإرهاب والخوض في الشّأن الدّيني، بنزل المشتل بتونس العاصمة. حضرعدد هامّ من الأئمّة والإطارات الدينيّة والشخصيات السياسية.
 احتوى اللقاء جلسة أولى حول تقديم مشروع اليد في اليد لمقاومة التطرف، أدارها الدكتور رضوان المصمودي .
تونس تعلن عن مشروع
وقد حضر الجلسة كل من رئيس ديوان وزير الشؤون الدينية في تونس طارق الحرابي، كارول ماكوين سفيرة الكندا بتونس، و رئيس الهيئة التوجيهية للمشروع "احميده النيفر" والمكلف بمكتب العلاقة بالجمعيات بوزارة الشؤون الدينية بالمجتمع المدني محمد بن علي.
 بعد الترحيب بالحضور الكريم، استهل الدكتور رضوان كلمته بتقديم المشروع كما شكر السفارة الكندية على منح ثقتها للمركز وتوجه بالشكر إلى وزارة الشؤون الدينية على تعاونها ورعايتها للمشروع. 
أمّا السيد طارق الحرابي فقد أشار إلى حيادية وزارة الشؤون الدينية من كل التّجاذبات السياسية والعقائدية والفكرية، مثمّنا جهود المركز في تكوين وتدريب الأئمة قصد التصدّي لظاهرة التطرف و”الإرهاب الذي مسّ كل مناطق العالم وليس حكرا على تونس” على حدّ تعبيره. وبالنّسبة إلى السيدة كارول ماكوين فقد أشادت بعمل المركز على مستوى تنفيذ مشروع اليد في اليد معبرة عن رضا السفارة بما يقدّمه المركز من جهود كمساهمة منه في إصلاح الشأن الدّيني. 
وتلت المداخلات تقديم مشروع اليد في اليد من طرف كلّ من السيدة آمنة النيفر والسيدة آمنة الحنزولي باللغتين الفرنسية والعربية.
 وتلت تقديم مشروع اليد في اليد ندوة بعنوان “إصلاح الشأن الدّيني ودور الأئمة في مكافحة التطرف”. وقد أثّث هاته الندوة كل من  احميده النيفر رئيس رابطة تونس للثقافة والتعدّد، وصلاح الدّين الجورشي رئيس تحرير موقع شبيبة.تي آن، السيد الهادي روشو مدير المعهد الأعلى للشريعة التّابع لوزارة الشؤون الدّينيّة والسيد سامي ابراهم عن مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية بتونس.   
تونس تعلن عن مشروع
أشار  احميده النيفر من خلال مداخلته ، الثلاثاء 12 ديسمبر 2017 ، إلى مفهومي الشأن الدّيني ودور الأئمّة خلال السّياق التونسي لما لهما من أهمية دلاليّة في هدا المجال. ما المقصود بالشأن الدّيني حتى نتحدّث عن إصلاحه؟ ملمّحا لتأثير الخطاب الدّيني الوافد من العالم الإسلامي أو مختلف بلدان العالم ككلّ. كما نوّه بضرورة تغيير نظرة الإمام وتوجيه اهتمامه إلى دوره الهامّ الدّيني والاجتماعي في محيطه الّذي من خلاله يمكن التصدّي لظاهرة التطرف والإرهاب. وفي آخر مداخلته، قام السيد النيفر برصد تاريخي لمختلف المراحل التي وقع فيها تجمّد الخطاب الدّيني على فهم ما يجري.
 أمّا الهادي روشو فقد تعرّض إلى برنامج تكوين الإطارات الديّنيّة بالمعهد الأعلى للشريعة حيث تتمثل المهمة العامة التي يضطلع بها المعهد الأعلى للشريعة في التكوين المستمر للإطارات الدينية من أجل قيامها بعملها على أحسن وجه. كما يساهم في إعداد برامج وتنظيم ندوات ودورات تكوينية على المستويين الجهوي والمحلي لفائدة متفقدي الشعائر الدينية والوعاظ والأئمة.  بالإضافة إلى تكوين المكوّنين المكلّفين بالإشراف على الندوات والدورات التكوينية التي تقام على المستويين الجهويّ والمحلّي وتمكين الإطارات الدينية من المعارف والمناهج التي تدعم تكوينها في مجالات العلوم الإسلامية. وفي آخر كلمته، أكّد السيد روشو على أنّ الميزانية المرصودة للبرنامج التكويني تبلغ 50 مليون دينارا وهو ما يُعدّ غير كاف للقيام بهذه المهمّة.
تونس تعلن عن مشروع
دارت كلمة السيد صلاح الدّين الجورشي حول الإطارات الدّينيّة والمرحلة الصّعبة. وقد أشار إلى ضرورة وعي الفاعلين الدّينيّين بالمرحلة الصّعبة التي يمرّ بها الشّأن الدّيني بتونس وقدم التوصيات والتساؤلات التالية. أوّلا، يجب أن يكون الإطار الدّيني قادرا على التواصل مع مختلف الفئات. ثانيا، ضرورة دعم الأئمة لمسار الانتقال الديمقراطي طارحا السؤال الآتي هل الإطارات الدينية مهيأة لكي تنجز مثل هاته المهام. ثالثا، يعدّ القطاع الدّيني قطاعا صعبا ومعقدا يحتاج إلى طول نفس. رابعا، يعترض الإطار الدّيني وضعا اجتماعيا قاسيا نظرا لانخفاض المنح والأجور. خامسا، إنّ الوضع العلمي والمعرفي للإطار الدّيني يحتاج إلى إعادة نظر.سادسا، ضرورة التفكير في مرتكزات الخطاب الدّيني الموجّه للشّباب ليكون أقرب لطريقة تفكير الفئة الشبّابيّة. سابعا، من الواضح أنّ الإطار الدّيني يرغب في التّغيير وذلك ممكن مادامت الإرادة موجودة ومتوفّرة. ثامنا، هناك حاجة ملحة وسريعة لإعادة بناء الخطاب الديني، حيث لا يمكن مواجهة التطرف والإرهاب من دون الاستعداد لها وذلك يُعدّ “كالدّخول في حرب الكواكب بأسلحة تقليديّة” على حدّ تعبيره.