بوابة الحركات الاسلامية : مع تصدرها التظاهرات في إيران.. المرأة تهز عرش خامنئي (طباعة)
مع تصدرها التظاهرات في إيران.. المرأة تهز عرش خامنئي
آخر تحديث: الخميس 04/01/2018 02:05 م
مع تصدرها التظاهرات
دخلت احتجاجات إيران تدخل أسبوعها الثاني، وسط تصدر المراة الايرانية الصفوف الأولي للتظاهرات ولعب دورا كبيرا في تحرك ضد نظام المرشد الأعلي علي خامنئي. ولعلّ أيقونتهن التي ذاع صيتها وسرت صورتها على وسائل التوصل الاجتماعي تلك الإيرانية التي وقفت في ناصية شارع بمدينة إيرانية وقد رفعت عن رأسها وشاحها الأبيض وسط المتظاهرين ورفعته راية بيضاء علامةً على الاحتجاج السلمي على طغيان نظام ملالي إيران.
ووفق تقارير غير مؤكدة، اعتقلت الفتاة التي لم يتم التعرف عليها، وتحول المكان الذي وقفت فيه إلى شبه مزار موقت، لكن بسبب تشتت المعلومات الواردة من الميدان الإيراني، لا وسيلة موثوقة لتأكيد ذلك.
ولم تكن هذه الفتاة وحيدة في جرأتها إذ شاع مقطع فيديو لفتاة إيرانية أخرى وقفت أمام عناصر الباسيج الإيراني وصاحت "الموت لخامنئي". وفي مقطع ثالث، صرخت متظاهرة بوجه الإيرانيين: "رفعتم قبضاتكم ودمرتم حياتنا (في إشارة إلى الثورة الإسلامية في عام 1979)، والآن نرفع قبضاتنا لإصلاح ما أفسدتم، كونوا رجالًا وانضموا إلينا، وأنا كمرأة سأقف في الصفوف الأمامية لأحميكم".
كما كانت "ندا أغا سلطان" ايقونة تظاهرات 2009؛ اوما يعرف بالثورة الخضراء، فالفتاة الشابة قتلت عن عمر 26 سنة بطلق ناري في 19 يونيو 2009، بالقرب من مظاهرة نظمها مؤيدو مرشح المعارضة آنذاك مير حسين موسوي. 

وضع المرأة في ايران:
تعاني المراة في إيران من التضييقى من قبل قوانين النظام  الديني المحافظ، لذلك يسعن من أجل الحصول علي حقوقهم وحريتهم في ظل النظام الديني القمعي.
وبعد حكم  مؤسس الجمهورية الايرانية  ايه الله الموسوي الخميني 1979 البلاد، حلّ تغيير على الوضع القانوني والاجتماعي للمرأة في إيران، فقد بدأ النظام بفرض الزي النسائي على النساء، ومنع توظيفهن في مناصب معينة، مثل: القضاء. وفي أكتوبر  من العام 1979 قرر مجلس الثورة ملاءمة قوانين الزواج والطلاق للمبادئ الإسلامية. تم تحديد السن الأدنى للزواج بـ 9 سنوات للفتيات، و14 سنة للفتيان. في عام 2002 فقط، وافق "مجلس صيانة الدستور" على رفع السن الأدنى للزواج لـ 13 للفتيات، و15 للفتيان.
كما لا يسمح للنساء بالزواج دون إذن آبائهم إلا في الحالات الاستثنائية وبموافقة المحكمة. في حالة الطلاق يحق للأم الوصاية على أولادها فقط حتى بلوغهم سن 7 سنوات، وبعد ذلك ينتقلون لحضانة الأب. لا يحق للمرأة المتزوجة الحصول على جواز سفر، ولا السفر إلى الخارج دون إذن زوجها. بل يستطيع الزوج منع زوجته من العمل في وظيفة معينة تتعارض، بحسب رأيه، مع مصالح الأسرة أو يمكن لها في نظره أن تشكل خطورة على شرف العائلة.
ووفقا للقوانين الايرانية المرأة في إيران تمثل نصف الرجل ،و هي تفرق بين الجنسين، ما دفع الإيرانيات للنضال من أجل كسب حقوقهن المدنية كالحق في الطلاق أو العمل أو السفر. حقوق يستفدن منها فقط بعد موافقة رجل من عائلتهن.
وخلال السنوات الماضية شهدت ايران عشرات الحركات الاحتجاجية علي وسائل التواصل الاجتماعي تنديدا بالقمع والتضييق علي حريات المراة الايرانية في الملابس والعمل والبيت والسفر.
ويعتبر ارتداء الحجاب إحدى القواعد الإسلامية الإلزامية للنساء في إيران، وحذر 3.6 ملايين من الإيرانيات، وتعرضن لغرامة مالية وحبسن في 2015 بسبب عدم ارتداء الحجاب الذي طالما أثار جدلا في إيران.
وفي يناير 2016، لاقت حملة قيادة السيارة دون حجاب في إيران رواجا وترحيبا كبيرين على الشبكات الاجتماعية من قبل المرأة الإيرانية التي يلزمها القانون بارتداء الحجاب أثناء القيادة وإلا تعرضت للعقاب.
وأظهرت لقطات فيديو إيرانيات يقدن سيارات دون حجاب كنوع من الاحتجاج على قوانين ارتداء الحجاب بالكامل أثناء قيادة السيارة، وذلك ضمن حملة لخلع الحجاب تقودها الصحفية الإيرانية ماسيه ألينجاد التي تعيش في نيويورك.
وحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، تقوم الصحفية منذ مايو 2014، بتشجيع النساء على نشر صورهن بينما يضربن عرض الحائط قواعد ارتداء الحجاب وسط العامة.
كما أنشأت ألينجاد صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعنوان "حريتي المسروقة" منذ ذلك الحين، وحظيت بنحو مليون متابع.
ونشرت الناشطة الإيرانية فيديو لمجموعة من النساء داخل سيارة أثناء قيامهن بخلع الحجاب والكشف عن رؤوسهن بينما كنّ يضحكن ويلبسن تنورات قصيرة.
وتشكل المرأة الإيرانية أكثر من 70 في المئة من عدد الإجمالي  الصفوف التعليمية في جمهورية خامنئي.
وفي 2012  قامت شرطة الآداب الإيرانية بإغلاق 53 مقهى و87 مطعما فى طهران، والسبب فى ذلك هو تقديم الخدمة لزبائن ترتدين حجابا غير لائق، أو اتهامات أخرى تتعلق بالاختلاط بين الجنسين، مثل السماح للنساء بتدخين الشيشة.
وبالإضافة إلى القيود القانونية المفروضة عليهنّ، تقف النساء الإيرانيات في مواجهة صعوبات اقتصادية قاسية، حتى بالمقارنة مع الرجال. وتشير معطيات البطالة التي نشرتها مؤخرًا منظمة الإحصاءات الإيرانية إلى أن معدل البطالة لدى النساء في شهر أيار لعام 2013 كان 26.8% مقابل 14.2% بالنسبة للرجال. إنّ تفاقم الصعوبات الاقتصادية يساهم في زيادة الظواهر الاجتماعية الخطرة بالنسبة للنساء، بما في ذلك الجريمة والدعارة والإدمان على المخدرات.
ولا تصمت النساء الإيرانيات في ضوء هذا التمييز المستمر والمبادرات التشريعية المثيرة للجدل. وقد اتسع نطاق صراعهنّ من أجل المساواة في الحقوق بشكل كبير منذ سنوات التسعين، وتلعب النساء دورًا مركزيًا في الحركة الإصلاحية وفي منظمات المجتمع المدني.
التشريع الإيراني لا يتسامح مع ما يسميه تمردا للنساء الإيرانيات اللائي يدفعن كل مرة الثمن غاليا، فنرجس محمدي تدهورت صحتها وراء القضبان وناسرين سوتودي قضت إحدى عشرة سنة في السجن وكذلك الشأن بالنسبة لــشيفا نازاهاري وجيلا باني يعقوب اللواتي حكم عليهن بأحكام سجن متعددة، وهن مناضلات من أجل حقوق المراة في  جمهورية أيات الله.
ومع كل هذا، استطاعت المرأة الإيرانية فرض نفسها في المجتمع الإيراني، فهي تزاول المعاهد والجامعات وتشارك في المظاهرات والاحتجاجات كما اقتحمت عالم الشغل وحتى البرلمان الإيراني. نساء قمن أيضا مؤخرا بإطلاق حملة لتغيير القوانين الحالية. ما دفع الحكومة الإيرانية للتضييق الخناق عليهن من خلال قوانين جديدة كتلك التي تمنع النساء العازبات الأقل من أربعين عاما من مغادرة الأراضي الإيرانية من دون موافقة أباءهن أو إخوانهن. قانون حظي بدعم البرلمانيات الإيرانيات.
وتقول "فوكس نيوز" في تقرير نشره موقعها الإلكتروني إن النسوة الإيرانيات لا يتزين بالقبعات الوردية ولا بالملابس الثمينة، بل يتعرضن للاعتقال والتنكيل على مرأى العالم ومسمعه، لكن لم يحظين بأي دعم من الحركة النسائية الناشطة على التواصل الاجتماعي وخصوصًا من أمثال تاميكا مالوري وكارمن بيريز وجاناي إنغرام وليندا صرصور، ولم يتم التغريد إلا مرة واحدة عن الاحتجاجات، وجاءت التغريدة من صرصور لكن لا علاقة لها بنساء إيران المحتجات على الإطلاق، بل بالرئيس ترمب: "هل يبدو لي أن ترمب يشيد بالمتظاهرين الإيرانيين وفي الوقت نفسه يمنع الإيرانيين من دخول الولايات المتحدة الأميركية؟"

الهروب من جمهورية خامنئي:
ما يبدو أنه فات السيدة صرصور، بحسب تقرير فوكس نيوز، هو أن هؤلاء النساء يخاطرن بحياتهن حاليًا ولا يحتجن إلى الحق في القدوم إلى الولايات المتحدة، ولكن إلى الحق في العيش بحرية في بلدهن إيران.
يقول ستيفن ميلر، كاتب التقرير: "أنا أتعاطف مع صرصور والحركة النسائية اليسارية السياسية ومآزقها المفاجئة بدعم هذه النساء الشجاعات. فالنساء في إيران يتخلصن من حجابهن بينما تحاول الحركات النسائية التقدمية في الولايات المتحدة الاحتفاظ به كرمز للتمكين والنسوية".
يضيف: "تتحدى المرأة في إيران الدعم المالي الذي يقدمه النظام إلى حزب الله وحماس بدلًا من الأجور العادلة وحقوق الإنسان. لكن بالنسبة إلى الجماعات النسائية التقدمية، معارضة حماس في مواجهة هذه الاحتجاجات تعني التخلي عن دعم الفلسطينيين".

المرأة سيدة المشهد

في هذه الاحتجاجات، خلافًا للثورة الخضراء في عام 2009، للمرأة دور قيادي، إذ أشار موقع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلى أنه على الرغم من المناخ القمعي للتظاهر في الشوارع، خرج قرابة 10 آلاف إيراني إلى الشوارع، لافتًا إلى أن دور المرأة الإيرانية في التظاهرات كان حاضرًا بقوة.
ولفت الموقع إلى أنه على الرغم من اعتقال عدد كبير من السيدات الإيرانيات، فإنهن لم يستسلمن، بل ظللن صامدات، واصفا الوضع بالآتي: "المرأة سيدة المشهد."
وبحسب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فإن السمة البارزة لتلك التظاهرات كانت قمع السيدات بصورة أكبر من الرجال، مؤكدًا أن النساء يقدن التظاهرات تحت قيادة مريم رجوى، زعيمة المعارضة الإيرانية.
وتجلى دور النساء في أكثر من 40 مدينة إيرانية، تحولت تظاهراتها إلى أعمال عنف. ففي قم الدينية، أهم مركز ديني في إيران، لم تكتفِ النساء بالمشاركة فحسب، بل دعت المارة للانضمام إلى الاحتجاجات. وذكر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن طالبات جامعة طهران شجعن الطلاب الآخرين على المشاركة في الاحتجاجات وعدم الخوف، وضرورة الحفاظ على وحدتهم.
وفي محافظة كرمان، جنوب شرقي إيران، قادت النساء الاحتجاجات وهتفن "الموت للديكتاتور". وفي محافظة أصفهان، وسط إيران، واجهت شابات قوات الأمن، وأخذن يهتفن في الحشود. ودعت المتظاهرات إلى الإطاحة بالنظام، وهتفن مباشرة ضد مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي والرئيس حسن روحاني.
مزقت المتظاهرات صور خامنئي، وهتفن بشعارات تدعو الملالي إلى التنحي أو رد الأموال "المسروقة"، متعهدات بالاتحاد في مواجهة قوى قمع النظام. كما تنشط النساء في نشر صور فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر التظاهرات في المدن الإيرانية. في رشت، شمال البلاد، اعتدت قوات الأمن على المتظاهرات.