بوابة الحركات الاسلامية : التصعيد الحذر للبيت الأبيض ضد «طهران».. رهانات على الطاولة الإيرانية (طباعة)
التصعيد الحذر للبيت الأبيض ضد «طهران».. رهانات على الطاولة الإيرانية
آخر تحديث: الخميس 11/01/2018 05:42 م
التصعيد الحذر للبيت
عقب صدور تقارير جديدة تفيد بأن النظام الإيراني قام على بتعذيب و قتل بعض المتظاهرين أثناء احتجازهم، أعربت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قلقلها العميق إزاء التقارير التي تفيد بأن النظام الإيراني سجن الآلاف من المواطنين الإيرانيين في الأسبوع الماضي لمشاركتهم في احتجاجات سلمية، مما جعل الإدارة الأمريكية أكثر قلقا، بحسب بيان صحفي صادر عن البيت الأبيض - حصلت بوابة الحركات الإسلامية على نسخة منه – 
التصعيد الحذر للبيت
أكد أن ترانب لن يلتزم الصمت بينما تقوم الديكتاتورية الإيرانية بقمع الحقوق الأساسية لمواطنيها وسيحمل القادة الإيرانيين المسؤولية عن أي انتهاكات. حيث إن المتظاهرين في إيران يعبرون عن مظالم مشروعة، بما في ذلك المطالبة بإنهاء قمع حكومتهم وكذلك الفساد وإهدار الموارد الوطنية على المغامرة العسكرية. بينما يدعي النظام الإيراني دعم الديمقراطية، ولكن عندما يعبر شعبه عن تطلعاته إلى حياة أفضل وإنهاء الظلم، فإنه يظهر مرة أخرى طبيعته الوحشية الحقيقية. وتدعو الولايات المتحدة إلى الإفراج الفوري عن جميع السجناء السياسيين في إيران، بمن فيهم ضحايا حملة القمع الأخيرة، بحسب تعبير البيان.
وفي المقابل، يسعى النظام الملالى لتصدير صورة مغايرة للمعطيات التي فرضتها الاحتجاجات الداخلية من خلال الترويج بأنها تعكس مخططا خارجيا لتقويض دعائم النظام، خاصة بعد التدخل السريع من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومحاولة الولايات المتحدة نقل ملف الاحتجاجات إلى مجلس الأمن الدولي، إلا أنه يمكن القول إن ثمة دوافع داخلية تسببت في تصاعد تلك الإدعاءات وانتقالها من مستوى الحديث والخطابات الشفهية؛ إلى مستوى الخطوات التصعيدية التى إتخذها النظام ضد تلك الإحتجاجات بداية من مشهد وصولا إلى العديد من المحافظات والمدن الإيرانية الأخرى. 

التصعيد الحذر للبيت

ونذكر هنا، أن مثل تلك الإحتجاجات لم تكن الأولى فى تاريخ طهران، بما يعني أن للنظام الإيراني القائم دراية مسبقة بكيفية التعامل معها، فقد سبق أن شهدت محافظة "مشهد" احتجاجات مماثلة قبل25 عامًا، وفي عام 1992، جرى إعدام سبعة محتجين على خلفية مسؤوليتهم عن احتجاجات مشهد بقرار من محمد يزدي، الذي كان يرأس السلطة القضائية في ذلك الوقت، كما شهدت مدينة قزوين احتجاجات شبيهة أثناء رئاسة هاشمي رفسنجاني، وفي عام 1994، شهدت مدن شيراز، ومشهد، وأراك احتجاجات مماثلة جرى قمعها. وفي عام 2001، شهدت إيران احتجاجات المعلمين ضد حكومة خاتمي، وفي عام 2015، جرت احتجاجات لعمال المناجم على خلفية إغلاق عدد من المناجم وضياع حقوقهم، إلى أن تجدد المشهد مرة أخرى  فى 2017 بورقة إقتصادية أستدعى عدد من السيناريوهات المُحتملة إنعكاسا لدلالات لتلك الإحتجاجات وتداعيات إستمرارها على نظام الملالى الداخلى بطهران.

التصعيد الحذر للبيت
إتبع النظام الداخلى فى طهران عدد من الخطوات لمواجهه مثل تلك الإحتجاجات ، حيث إتخذت إما خطوات سلمية وذلك بنشر لغة الحوار مع تقديم الوعود حول "إعادة" النظر فى الموازنة التى قدمها الرئيس روحانى والعمل على تحسين الأوضاع الإقتصادية بالداخل، والخطوات الآخرى تمثلت فى التصعيد المضاد؛ بداية من تصاعد حالات الإعتقالات والعنف ضد المتظاهرين وصولا إلى التهديد بالإستعانة بالملشيات المسلحة، ولعل أهم آليات المواجهه التى إتخذها النظام الإيرانى، منها  الاتهامات بالعمالة، و تهديد المتظاهرين، والمواجهة العنيفة، وتشوية صورة المحتجين، وتطويق المحتجين، وإستدعاء الميليشيات، وحجب "التواصل الاجتماعي"،وخطوات للتهدئة.
ورغم كون الاحتجاجات تُعد مؤشرًا هاماُ على التحولات التي يشهدها المجتمع الإيراني، وما قد يعكسه مستقبلًا على شكل وبنية النظام القائم وأطرافة المختلفة، إلا أنه لازال هناك عدد من السيناريوهات المُحتملة حال تصعيدها، إما باستراتيجية الإحتواء ، بأن يقوم روحانى بإحتواء تلك الإحتجاجات وتفريغها من مضمونها، وذلك بالقيام بإصلاحات اقتصادية ولوعلى المستوى الجزئي والمناطقي ببؤر الإحتجاجات، مع إطلاق خطط تنموية جديدة وصولاً إلى الإصلاحات الهيكلية، أو من خلال خطة لتحجيم الحرس الثورى وأذرعة الخارجية، وفي كل الحالات يصعب حتى الأن التنبؤ بمصير هذه الإجتجاجات، رغم أن الشواهد العامة تؤشر إلى أن شرعية النظام تتآكل، ولكن الواقع يؤكد على أن قدرته على الاستمرار لم تنفد بعد.