بوابة الحركات الاسلامية : الحب والقتل والعنصرية.. كلمات ترتبط باللاجئين فى أوروبا (طباعة)
الحب والقتل والعنصرية.. كلمات ترتبط باللاجئين فى أوروبا
آخر تحديث: الخميس 11/01/2018 09:20 م
الحب والقتل والعنصرية..
أزمات اللاجئين فى اوروبا لا تنتهى، والانتقادات تتواصل وتتوسع لتطال عديد من الدول وليس ألمانيا فقط، وهو ما بدا فى الانتقادات التى تعرض لها مؤخرا وزير الداخلية النمساوي من عدة أحزاب بسبب استخدامه مصطلحا نازيا، بعد اقتراحه بـ"تجميع" طالبي اللجوء في مراكز كبيرة في المستقبل، ليعيد إلى الأذهان معسكرات الاعتقال والإبادة النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
أعرب اليساريون والليبراليون عن صدمتهم من تصريحات الوزير، المنتمي لحزب الحرية اليميني المتطرف، التي تستحضر ذكريات معسكرات الاعتقال النازية. وقالت ماريا فاسيلاكو، السياسية المنتمية لحزب الخضر والتي تشغل منصب نائب رئيس بلدية فيينا، "إن هذه العبارة المتعمدة لا تثير المخاوف بين السكان فحسب، بل هي أيضاً طريقة غير مقبولة في التعامل مع أكثر الحقب سواداً في تاريخنا".
قال كيكل إن الانتقال من المساكن الصغيرة إلى مراكز أكبر لطالبي اللجوء سيسمح للسلطات بمعالجة مطالبهم بسرعة أكبر، وأضاف إن ذلك سيزيد أيضاً من الأمن في النمسا. وعندما سأله الصحفيون عن اقتراحه بـ "إبقاء طالبي اللجوء محتجزين في مكان واحد"، نفى كيكل أن يكون في نيته إثارة أي استفزاز.
الحب والقتل والعنصرية..
على الجانب  الأخر أثار إعلان شرطة هامبورج فى ألمانيا بحثها عن فتاة تحولت إلى الإسلام وهربت من منزلها كثيراً من الجدل في ألمانيا، خاصة بعد أن كشفت وسائل إعلام ألمانية مختلفة أن الفتاة التي تبلغ من العمر 16 عاما كانت على علاقة عاطفية مع طالب لجوء جزائري رحّل عن ألمانيا مؤخرا بسبب رفض طلب لجوئه.
وحسب ما قدمته الشرطة من معلومات فإن الفتاة الألمانية واسمها يوليانه باولينا ريتا هيبيل شوهدت آخر مرة في الثاني من ديسمبر الماضي قبل أن تسجل العائلة اختفائها، وذكرت والدة الفتاة أن يوليانه اتصلت بها هاتفياً في الثامن من ديسمبر المنصرم إلا أنها لم ترد الإفصاح عن مكانها.
وأثار اعلان شرطة هامبورج عن اختفاء  الفتاة وطلب المساعدة في البحث عنها جدلا في ألمانيا، خاصة أن الشرطة  نشرت صورا لها وهي محجبة، وفيما  قال البعض إن الفتاة قد تكون هربت إلى الجزائر ، لتلحق بصديقها الذي رُحّل عن ألمانيا، أكدت شرطة هامبورج في تقرير بثته  DWأن تحقيقاتها تشير إلى وجود الفتاة في محيط مدينتي هامبورغ وهانوفر، كاشفة أن اسم الفتاة لم يظهر في أي من المعابر الحدودية، كما أن لديها معلومات قوية أن الفتاة ما زالت موجودة في ألمانيا.
كانت صحيفة بيلد قد نشرت تحقيقا عن الموضوع بعنوان "أحبت! غيرت دينها! اختفت!"، وأجرت الصحيفة الالمانية لقاء مع والد الفتاة المختفية جاء فيه أنه بعد ترحيل صديقها الجزائري الذي يدعى مرشد أمل أن تعود ابنته إلى سابق عهدها، إلا أنها اختفت بعد ذلك. وقال إن ابنته تركت مفتاح البيت وهاتفها المتنقل إلا أنها أخذت بعض المجوهرات المتعلقة بالعائلة.
 وكانت هناك تغريدة نشرت على موقع تويتر ربطت بين إختفاء الفتاة واعتناقها الإسلام " فتاة في السادسة عشرة من هامبورج اعتنقت الاسلام بسبب شاب ثم اختفت".
الحب والقتل والعنصرية..
وعلى ذكر هذه الأزمة، اشتد الجدل مؤخرا داخل المجتمع الألمانى  بعد عرض  فيلم وثائقي يدعى "نظرة على عالمي: مالفينا، ضياء والحب"، الذي عرضته قناة "كيكا" المخصصة للأطفال مؤخرا، يلقي الضوء على قصة حب بين لاجيء سوري وفتاة ألمانية، وسرعان ما أثير جدل حول الفيلم سببه قيام محطة التلفزة المعنية بتصحيح عمر اللاجئ السوري استجابة للنقد الذي وجهه كثير من المشاهدين حول حقيقة عمره. فقد عرضت القناة في البداية أن العاشقين في عمر متقارب، بمعنى أنّ ضياء في حدود السابعة عشرة من عمره، فيما تبلغ مالفينا السادسة عشرة. ثم تلا ذلك تصحيح عمر اللاجئ من قبل القناة ليصبح 19 سنة.
وتساءلت أغلب وسائل الإعلام الألمانية، لاسيما وأن قناة "كيكا" تتلقى تمويلها من دافعي الضرائب الألمان، وعلق عضو البوندستاج الألماني ديرك سبانيل من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي قائلاً: "هذا الفيلم يمثل استغلالاً غير مسؤول لصغار المشاهدين!"، مذكراً بجريمة اللاجئ الافغاني في كاندل، ومنهياً تعليقه بالقول: "هذه بروباجندا خطيرة لا تطاق من طرف الإعلام العائد للدولة". 
وخلال الفيلم، تروي مالفينا بعضاً من الصعوبات الناجمة عن تباين الثقافات، والتي تمر بها علاقتها باللاجئ القادم من حلب في سوريا. فتقول على سبيل المثال إنه - أي ضياء - لا يسمح لها بارتداء تنورة قصيرة ولا يسمح لها أن تعانق صديقها باسكال، ناقلة عنه قوله: "إنها  مالفينا لي، وأنا لها، هكذا هي القاعدة بالنسبة لي".

وأثناء سير وقائع الفيلم، تكرر مالفينا مقولة: "مشكلتي معه دائماً أنه يريدني أن أكون في اتجاه لا أريد أن أضع نفسي فيه، فليس بوسعي ارتداء ملابس قصيرة ، بل عليّ ارتداء ملابس طويلة دائماً، فبالنسبة له الملابس حدّها الركبة ولا يجوز أن تكون أقصر من ذلك. لكن لم يساورني أي خوف في أنه سيجبرني على ارتداء البرقع". وهنا تتدخل أم مالفينا، التي ترى الأمر من زاوية أخرى، قائلة: "من جانبي يساورني هذا الخوف، بل يلازمني، وهو أمر غير مقبول وغير ممكن قط".