بوابة الحركات الاسلامية : ألمانيا الحائرة بين أزمات اللاجئين ونقص الأيدي الماهرة (طباعة)
ألمانيا الحائرة بين أزمات اللاجئين ونقص الأيدي الماهرة
آخر تحديث: السبت 20/01/2018 07:48 م
ألمانيا الحائرة بين
محاولات الاستفادة من امكانيات اللاجئين والمهاجرين فى المانيا مستمرة، بالرغم من الصعوبات التى تحيط بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والتى كثيرا ما تشير إلى حاجة برلين إلى أيدي عاملة ماهرة مختصة من أصحاب الكفاءات العالية، لسد النقص فى الاحتياجات لهذه النوعية من المهارات.
ويري محللون أن البطاقة الزرقاء الأوربية ربما يمكن ان تكون مدخلا مناسبا لوضع حلول لمواجهة هذه الأزمات، وتنظيم عملية منحها على خطى  البطاقة الخضراء الأمريكية "جرين كارد"، إذ أنها تسمح لحاملها من مواطني الدول الأخرى ممن لا يحملون جنسية إحدى دول الاتحاد الأوروبي بالعمل والإقامة في دول الاتحاد باستثناء الدنمارك وبريطانيا وإيرلندا.
ويشير متابعون إلى أن السند القانوني لهذه البطاقة هو الأمر القانوني  الصادر من مجلس الاتحاد الأوروبي عام 2009. ولتطبيق هذا الأمر أصدرت ألمانيا عام 2012 قانونا خاصا لإصدار البطاقة وجذب الأيدي العاملة التي تحتاجها من ذوي الكفاءات العالية في اختصاصات محددة. ويتضمن هذا القانون الشروط التي يجب توفرها لدى الراغبين في الحصول على البطاقة الزرقاء، وأولها شرط الشهادة الجامعية المعترف بها في ألمانيا وراتبا سنويا لا يقل عن 50800 يورو.
وتشير التقارير إلى أن بعض المهن والوظائف والتخصصات مثل المعلوماتية والرياضايات والعلوم الطبيعية والطب البشري، التي تعاني من نقص حاد في عدد المؤهلين لشغلها، فيكفي أن يصل الراتب السنوي إلى 39624 يورو ليستفيد صاحبها من مزايا البطاقة.

ألمانيا الحائرة بين
وكان المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا، أعلن عن بعض الأرقام مؤخرا، والإشارة إلى إنه تم منح 11034 بطاقة زرقاء خلال النصف الأول من عام 2017 حصل أصحابها على وظائف. وعلى ما يبدو فإن البطاقة تزداد شهرة ويزداد عدد الراغبين في الحصول عليها من ألمانيا، حيث تم منح 17362 بطاقة خلال عام 2016. وبالمقارنة بين النصف الأول من 2017 وكامل عام 2016، نرى أن هناك زيادة تصل إلى 25 بالمائة، وفي عام 2013 أي العام التالي لإصدار البطاقة في ألمانيا حصل عليها 11290 شخصا من خارج دول الاتحاد الأوروبي..
كما أجرى المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين دراسة حول البطاقة الزرقاء، كانت نتائجها مرضية حسب ما أفاد به رئيس المكتب آنذاك فرانك يورجن فايزيه، الذي قال إن "الدراسة أظهرت أن ألمانيا تقدم إمكانيات هجرة جذابة لأصحاب الكفاءات العالية الذين هناك حاجة لهم".
وخلال الدراسة أجرى المكتب استطلاعا للرأي شارك فيها 4340 شخصا ممن يحملون البطاقة الزرقاء وحصلوا على وظيفة بموجبها، تبين من خلال الاستطلاع أن 89 من هؤلاء يعملون في مجالات الهندسة والعلوم الطبيعية والمعلوماتية والطب البشري. وقال نحو ثلثهم إنهم ينوون الاستقرار بشكل دائم في ألمانيا، في حين 39 بالمائة يريدون البقاء 10 سنوات على الأقل و22 بالمائة فقط يريدون البقاء ما بين 5 و10 سنوات.
وتمت الاشارة إلى أن صحيفة "راينيشه بوست" الألمانية عن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين أن النسبة الأكبر 22,8 بالمائة من حاملي البطاقة أتوا من الهند، وبعد الهند أتت على التوالي: الصين في المرتبة الثانية ثم روسيا، أوكرانيا، سوريا، خلال زيارتها التفقدية لمدرسة لتعليم وتدريب اللاجئين على البرمجة، قالت المستشارة الألمانية إن اللاجئين يمكنهم المساهمة في سد نقص اليد العاملة الخبيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات.
ألمانيا الحائرة بين
وسبق أن أكدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن اللاجئين بإمكانهم الإسهام في التقليل من نقص العمالة المتخصصة في ألمانيا،  والتأكيد على تفقدها لمدرسة البرمجة للاجئين في برلين: "ألمانيا تحتاج في مجال تكنولوجيا المعلومات إلى كل عمالة متخصصة، هذا يعني أن فرص العمل في هذا المجال كبيرة للغاية بالطبع"
أضافت ميركل في إشارة إلى اندماج اللاجئين: "علينا بالطبع حل مجموعة من المشكلات"، موضحة أن هناك تقدماً ملحوظاً في كثير من المجالات في إطار مساعي إدماج اللاجئين الذين لديهم فرص للبقاء هنا.
تجدر الإشارة إلى أن خبراء متطوعين يقدمون في مدرسة البرمجة المعروفة باسم "مدرسة ReDI للاندماج الرقمي" تدريبا للاجئين منذ فبراير عام 2016 في مجال برمجة الحواسب، كما يوفرون للطلاب طرقاً للتواصل بشركات كبيرة وناشئة لتسهيل التحاقهم بوظائف فيها. ويتولى تمويل هذه المدرسة الخيرية شركات مختلفة. وينحدر غالبية طلاب المدرسة البالغ عددهم حالياً 135 طالبا من سوريا، كما تضم المدرسة أيضا لاجئين من أفغانستان والعراق وإريتريا، ويعمل بعض هؤلاء الطلاب بالفعل في شركات أو أسسوا شركات خاصة بهم.