بوابة الحركات الاسلامية : "إيران والعرب نحو مستقبل مشترك".. جماعات الاسلام السياسي تبحث المستقبل (طباعة)
"إيران والعرب نحو مستقبل مشترك".. جماعات الاسلام السياسي تبحث المستقبل
آخر تحديث: الإثنين 22/01/2018 12:40 م
إيران والعرب نحو
شهدت العاصمة اللبنانية بيروت، يومي 17 و18 يناير2018، مؤتمرا لبحث العلاقات بين ايران والعرب في المستقبل بعنوان "إيران والعرب نحو مستقبل مشترك" حيث خلف علي طبيعة الحضور اعضاء التنظيم الدوي للإخوان بالاضافة الي عددا من  لمحسوبين علي نظام المرشد لأعلي علي خامنئي فيث الدول العربية، والمؤتمر رغم ما حمله من أفكار إلا أنه يغلب عليه طابع "الاسلام السياسي" ومستقبله في الشرق الاوسط.
وشاركت في المؤتمر نخبة من المفكرين والباحثين والمختصين من العالم العربي والاسلامي ولبنان، ومسؤولون للاحزاب اللبنانية الفصائل الفلسطينية، تقدمهم وزير الشباب والرياضة البناني محمد فنيش، السفير الايراني محمد فتح علي، السفير السوري علي عبد الكريم علي، الوزير السابق عدنان منصور، الدكتور كمال خرازي مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي، الملحق الثقافي في المستشارية الثقافية الايرانية في بيروت الدكتور محمد علي شريعتمدار، والقيادي الاخواني السابق ومؤسس حزب مصر القوية عبد المنعم ابو الفتوح، و عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات الدولية لحركة حماس أسامة حمدان.
وترأس المحور الأول في الجلسة الأولى "نحو استراتيجية إقليمية لمواجهة قرار ترامب بخصوص القدس" مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام وتحدث عن انتصارات العام 2000 و2006 ضدّ العدو الإسرائيلي وعام 2017 ضد الإرهاب، مهنئاً للبنان على هذه الانجازات التي تحققت، كما تحدث عن مخاطر التقارب بين بعض الدول العربية والكيان الإسرائيلي. 

كمال خرازي

وفي كلمات الافتتاح، شدّد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني كمال خرازي في كلمة له اليوم الأربعاء، في مؤتمر "إيران والعرب نحو مستقبل مشترك في لبنان"، على أهمية الدور التي لعبته إيران في منع سقوط بغداد ودمشق في أيدي الجمعات التكفيرية، داعياً إلى نشر رؤية استراتيجية حول التطورات المنطقة على أسس علمية بعيداً عن العواطف وكذلك لتحديد النقاط المشتركة للحوار بين إيران والعرب وأولها كيفية مواجهة العدو الصهيوني "كونه العدو الوحيد في المنطقة".
وعرض خرازي مراحل التعاون الإيراني العربي وتوّقف عند العلاقات الإيرانية العراقية، متطرقاً إلى مشاريع إسرائيل وترويجها لما يسمى "الهلال الشيعي" لأحداث الشرخ بين إيران والعرب في الوقت الذي وصلت فيه إيران دعمها للفلسطينيين.
وعن المساعدة الإيرانية لسوريا والعراق أوضح خرازي بأن الحكومتين السورية والعراقية "طلبت المساعدة من إيران لمنع سقوط بغداد ودمشق"، لافتاً إلى التكاليف الباهظة التي تحملتها إيران لمنع سقوط البلدين بأيدي الجماعات التكفيرية، وأشار إلى أن ممارسات هذه المجاميع التكفيرية قد أساءت للإسلام وحولته إلى منحى عنيف وسفك للدماء حيث "كنا نسمع صرخة الله أكبر مع سفك الدماء والذبح".
وأكد خرازي أنه "لو سقطت سوريا والعراق لكانت إسرائيل هي الرابح الأكبر، وأنه على الرغم من التكاليف والضغوط الباهظة التي تحملتها إيران لمساعدة العراق وسوريا كانت أيضاً لمواجهة إسرائيل".
وأردف رئيس المجلس "أن تشكيل المجاميع الإرهابية في العراق وسوريا وركوب موجة نضال الشعب السوري السلمي إضافة إلى الدعم المقدم من السعودية وقطر وأميركا وإسرائيل، حيث قدمت الأخيرة المساعدة لهذه المجاميع وكذلك قدمت المساعدة لجرحى هذه الجماعات".
وأوضح أنه اليوم وبعد سنوات على النكبة العربية والتدخلات التي شهدته هذه النكبة وما "شهدناه من ظهور الجماعات الإرهابية التكفيرية ودور إسرائيل وزعماء عرب تابعين للغرب في إيجاد هذه المجموعات تحت شعار جميل وهو الالتقاء على النضال السياسي للشعب فقد بات في الامكان تحليل وتفسير هذه الأحداث بشكل أفضل".
وكشف خرازي عن ظهور مستندات ووثائق بأن السعودية عبر دعمها للانقلاب في مصر وتدخلها العسكري في البحرين والعدوان على اليمن قامت بحرف مسار الصحوة الإسلامية عن مسلكها، لافتاً إلى أن شعب البحرين واليمن لا يطمحان إلا للمشاركة السياسية في بلديهما وأن المصالحة المعقولة والمنطقية لحكومتي هذين البلدين مع شعبيهما كان بإمكانها أن تفرز نتائج ايجابية جداً.
وأضاف أن عملية ضخّ الأموال إلى سوريا والعراق قد وفرّت الظروف المناسبة للجماعات التكفيرية ممارسة القتل المروع للأبرياء وتدمير البنى التحتية فيهما وتقسيم بلدين كبيرين في المنطقة وتحقيق مصالح إسرائيل الاستراتيجية، وأنه "مما لا شك فيه لو كان العرب يمتلكون رؤية استراتيجية حيال التطورات في المنطقة لما اتخذوا مواقف عاطفية".
وأكد خرازي أن بيروت يمكن أن تكون حلقة وصل بين العرب والإيرانيين وأن تشكل منصة مناسبة لانطلاق هذا الحوار لأنها كانت دائماً مكاناً لتلاقي الآراء والأفكار وفي الوقت عينه هي مكان للتلاقي والتعايش بين مختلف الطوائف والمذاهب. مشيراً على ما تتمتع به من مجتمع صحافي وإعلامي وامتلاكها الأرضية اللازمة لفتح مثل هذا الحوار الاستراتيجي.

عبد الحليم فضل الله

بدوره، أشار رئيس المركز الاستشاري للدراسات السيد عبد الحليم فضل الله في كلمته الافتتاحية للمؤتمر إلى المتغيرات والتحولات التي شهدها العالم منذ عقد المؤتمر الأول قبل عام.
وأضاف فضل الله "وجدنا أن التفاصيل والقضايا المحلية والاقليمية بحاجة إلى مزيد من النقاش والتعمق"، مطالباً سعي المؤتمرين إلى تكريس الحوار كآلية وحيدة، مشيراً إلى أن المؤتمر لا ينطلق من فراغ.
وأكد فضل الله "أنه يجب التفكير بالبناء السياسي والجيوسياسية لإدامة الحوار والتلاقي وذلك على المستويات كافة ليضمن الأمن والاستقرار والرفاهية للمنطقة وكذلك التحديد من أين نبدأ وعلى أي مستوى".
وقال إنه "لم يكن من الممكن مواجهة مشاريع التقسيم في سوريا والعراق من دون التعاون العربي الإيراني وأن هذا التعاون مطلوب اليوم لمواجهة مشاريع القرن وتصفية القضية المركزية أي فلسطين".
ولفت إلى أنه بين المؤتمر الأول والحالي تم "القضاء على الحركات الإرهابية موضحاً أنه تم القضاء على الاستثمار الأجنبي والاقليمي لهذه الحركات الإرهابية وكانت هناك نتائج طيبة".
وختم فضل الله "يجب تحديد المصالح الاقليمية المشتركة وهي جزء لا يتجزأ من المصلحة العالمية وكذلك التفكير بحل المشاكل عبر بناء الثقة والتأكيد على النقاط التي يتم التوافق عليها وأولها القضية الفلسطينية".

قائد حماس:

قائد حماس:
من جهته، قدّم و عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات الدولية لحركة حماس أسامة حمدان مداخلة رأى فيها أن هناك إعادة رسم خرائط في المنطقة بما يسمح بوجود الكيان الصهيوني كعضو طبيعي فيها.
وقال حمدان إن "خطوة تراب الأخيرة تمثل خطراً على المنطقة بأسرها، ولمواجهتها لا بدّ من تبني مشروع المقاومة، وبناء كتلة إقليمية تتبنى المقاومة ضدّ الكيان الصهيوني.
وأضاف مسؤول العلاقات الدولية لحركة حماس ، أن "استقرار المنطقة مصلحة جماعية تتحقق من خلال حالة التكامل وليس التنافس وضمن رؤية استراتيجية جامعة تعتبر اسقاط قرار ترامب نجاح للمنطقة". 
من جهته، رأى مسؤول دائرة العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر أن قرار ترامب الأخير حول القدس ازاح القناع عن حقيقة السياسة الأميركية المخادعة، وكشف الرجعية العربية التي كانت تصور أنها مع فلسطين ومع القدس .
ودعا الطاهر إلى إعادة الاعتبار لشعار تحرير فلسطين كل فلسطين، مشدداً على أنه لم يبق أي خيار أمام الفلسطينيين سوى المواجهة وتفعيل الانتفاضة.

مستشار الامن القومي العراقي:

ودعا مستشار الأمن الوطني العراقي، فالح الفياض، إلى بناء شراكة واقعية بين أبناء المنطقة، مؤكداً أن إيران شريك في الاستقرار وتفاعل المصالح بين دولها، لا كما يريد البعض اعتبارها عدواً، ولفت إلى أن الكيان الصهيوني يمثّل تحدياً وجودياً للعرب، داعياً إلى الحوار والتركيز على المشتركات بين إيران والعرب.
ونوه "بالمرجعية الدينية في العراق ودورها في حماية الارث العراقي وتراث شعبه وفي دوره بهزيمة داعش".
واكد "ان الشعب العراقي تجاوز الصراعات الطائفية لان داعش لا بمثل طائفة او مذهبا، اضافة الى انه ألحق الاذى بجميع الطوائف".
وشدد على "ضرورة ان تعيش هذه المنطقة الرشد السياسي لتجنب الخلافات"، داعيا الى "عدم اعتبار ان الجمهورية الاسلامية في ايران عدو وليس اسرائيل"، مؤكدا ان "ايران مؤهلة ان تكون شريكا في الاستقرار وتفاعل المصالح بين دول المنطقة".
واكد "ان المقاومة فعل واقعي، مشددا على دور الشعوب كما حصل في الثورة الاسلامية في ايران ، وفي دور الشعب التركي احباط انقلاب 15 تموز وان الواقعية ان نعمل على تجنب الأخطار واسرائيل تمثل تحديا وجوديا للعرب بعكس ما هي عليه ايران وتركيا".
ووصف "دور العراق بأنه مؤهل ان يكون جسر وصل وتواصل".
وختم آسفا "لان منطقتنا لا تدار بأيديها، مشددا على الحوار والبحث عن المشتركات مع ايران وتركيا والعرب، ولان الحرب على ايران لا تحل المشاكل".

عبد المنعم أبو الفتوح:

عبد المنعم أبو الفتوح:
وندّد رئيس حزب مصر القوية عبد المنعم أبو الفتوح بمحاولات تشويه الإسلام من خلال التيارات التكفيرية، التي نشأت بعد ما سمي “الربيع العربي”، مؤكداً أن الشعب العربي يرفض التطبيع مع العدو الصهيوني رغم توقيع بعض الدول العربية اتفاقات منفردة معه.
و قال القيادي السابق بجماعة الإخوان:" للاسف لقد بات عندنا صهاينة عرب، منتقدا انعقاد مؤتمر القدس تحت ظل الازهر الشريف، منددا بمحاولات تشويه الاسلام من خلال التيارات التكفيرية التي نشأت بعد ما أسمي بالربيع العربي".
ورأى "ان امتنا العظيمة لا يمكن اختزالها بالأنظمة التي باعت نفسها للشيطان، مؤكدا ان "الشعب العربي والشعب المصري رفض ويرفض التطبيع على رغم توقيع بعض الدول العربية اتفاقات صلح مع اسرائيل".
وشدد على "اننا في حاجة الى التواصل بين شعوب هذه المنطقة لمواجهة هذا الفكر المتطرف الذي تقف اسرائيل وراءه، معلنا ان التيارات التكفيرية في سيناء لا هم لهم الا قتل المصريين كما انهم لم يقتلوا اي اسرائيلي الى اليوم". وأبرز اهمية "المثلث العربي الايراني تضاف اليه تركيا كمحاولة لارساء التعاون والاستقرار".

حزب الله:

من جانبه  رأي القيادي بحزب الله ووزير الشباب والرياضة اللبناني محمد فنيش، أن "هذا المؤتمر يسعى الى التوصل إلى السبل الناجحة لحل النزاعات المحتدمة في منطقتنا واعتماد الديبلوماسية طريقا ينظم اختلافاتنا الداخلية".
وقدم عرضا للوضع في المنطقة"، مشيرا إلى "خشية دول عربية من التغيير الداخلي وتركيزها في سياستها على التدخل وشن حرب على بلد عربي فقير كاليمن وغزو آخر كالبحرين".
ورأى أن "إصرار البعض على السياسات الأميركية والارتهان لها وتحويل وجهة الصراع مع العدو الأساسي للعرب والمسلمين لا يخدم إلا مصلحة الكيان الصهيوني ولا ينتج إلا تضييعا للحق وتدنيسا للمقدسات واستخفافا بشعوبنا وأوطاننا وأمتنا". 
وأكد أنه "لا يمكن أن يطمس الزمن حق شعب فلسطين ولن تستطيع الضغوط أن تدفع حتى السلطة الفلسطينية الى أن توفر غطاء لتضييع القدس وتشريع الاستيطان وتهويد فلسطين". 
ورأى أن "فهم هذه الحقائق واستعداد إيران لمد يد الحوار والتعاون استنادا إلى أولوية صراعها مع السيطرة والسياسة الأميركية في المنطقة ينبغي أن يدفع بعض الدول العربية الى أن تدرك مصلحتها وملاقاة هذا الاستعداد ووقف حروبها العبثية والتفكير باستقرارها ووحدتها ووحدة الدول العربية واعتماد منهج جديد يقوم على أولوية الصراع مع المحتل الصهيوني واحترام إرادة الشعوب واعتماد الحوار والحلول السياسية للأزمات".
وسأل: "هل يمكن أن نأمل في عودة التعقل الى من لم يثبت أنه يملك الحد الأدنى من حرية الإرادة والتجربة والخبرة؟ هل يمكن أن نتوقع إدراكا لخطورة المضي في استنزاف الثروة واسترضاء الإدارة الأميركية وكسر حواجز المقاطعة والترويج لثقافة شرعنة إسرائيل وحقها في فلسطين وعدم العداء معها؟".
ورأى ايضا أن "الوصول إلى مستقبل مشترك آمن ومستقر يسوده التعاون بين العرب وإيران في حاجة الى قوى ضغط ومثقفين متحررين ومجتمعات حرة وإرادة مستقلة في موازاة الجهاد في مواجهة الهيمنة الأميركية وربيبتها إسرائيل في عالمنا العربي والإسلامي".

سعيد خطيب زاده

ثم تحدث رئيس مركز الدراسات السياسية والدولية الدكتور سعيد خطيب زاده، فتقدم بالشكر من لبنان الذي استضاف هذا المؤتمر.
وعدد عوامل خارجية في المنطقة وقال: " نشهد استمرارا للازمات وتصاعدا لها في المنطقة من فلسطين الى اليمن مرورا بالبحرين، ونشهد مزيدا من التدخل الغربي في شؤون المنطقة، كما نشهد اندلاعا هائلا للعنف في المنطقة، ونشهد ايضا مزيدا من العسكرة في المنطقة وبيعا للاسلحة الاميركية وطفرة الحركات التكفيرية".
وذكر اسبابا داخلية لها علاقة، هي: "هناك تآكل وفشل للدول من الداخل ايضا ومحاولة اسرائيلية لتحويل الانتباه عن قضية فلسطين تجاه قضايا اخرى.اما الاهداف الاستراتيجية لذلك فهي تحويل التركيز عن فلسطين ليتسنى لاسرائيل ان تنفذ اهدافها في المنطقة. وان موقف ايران كان واضحا من البداية لدعم ومساعدة الشعوب في فلسطين والعراق وسوريا، لقد حاولنا مساعدة قطر عندما تعرضت للاعتداء". وأكد ان "سياسة ايران الثانية هي حسن الجوار والحفاظ على الاستقرار الامني ووحدة الاراضي، رفض ومحاولة منع التدخل الخارجي".
وختم: "ايران تؤمن بالحوار وسيلة لحل المشاكل في المنطقة وبيد دولها. ونركز على موضوع الامن ركيزة اساسية وعدم استثناء احد ونعتقد ان منتدى الحوار الاقليمي بين جميع دول المنطقة هو الاساس من دون استثناء احد. ويجب ان نؤسس او تحويل هذا المؤتمر الى منتدى اقليمي للحوار، او منتدى بحثي دائم يطرح الحوار والتقارب اسلوبا لحل النزاعات والخلافات".

الدكتور سعدالله زارعي

ثم القى رئيس مركز "سازان بور" الدكتور سعدالله زارعي، متمنيا في بداية كلمته "ان يشكل هذا المؤتمر نقطة انطلاق لحوارات حول مزيد من التعاون بيننا".
وذكر "انه يلقي كلمته التي تعبر عن وجهة نظر المركز الذي يشرف عليه، واصفا مضمون كلمته بأنه "سيكون ذا طابع فكري".
ورأى "ان عالمنا اليوم عانى الامن الذي اعتمد على الماديات"، مشيرا الى "معتقدات اسلامية حولت الامن الى الامن القائم على الاصلاح"، لافتا الى "ارادة الاصلاح وان هذه الفكرة هي مفتاح حل للمنطقة في المجالين العربي والايراني وهي كانت فكرة للامام الخميني".
ووصف "منطقتنا حاليا بأنها تعيش حالة هرج ومرج وفوضى اجتماعية وسياسية"، مشيرا الى "دور اميركا واسرائيل والتكفيريين الملوث للمنطقة".
وتابع: "ان المعرفة المشتركة ان الثبات والاستقرار والامن تتطلب ازالة الجدران بيننا، من دون ان يمنع اي واحد منا ان يكون له بيته، ولكن اقصد جدران الكراهية"، داعيا الى "تحويل التنوع في المنطقة الى معرفة وليس الى جدران"، نافيا ان تكون ايران قد قبلت برفع الجدران في الأعوام الماضية".
ودعا الى "الا يكون الحوار من نقطة الصفر، انما نريد الوصول الى اجراءات جمعية وفردية، وفادة من امكاناتنا"، مطالبا ب"تجديد التعريف بالنفس والاخر لشعوب منطقتنا وعلينا رسم الآخر ومعرفته". 
ورأى "انه اذا تم تنفيذ سياسات اسرائيل والصهيونية نكون ضربنا وحدتنا الاسلامية"، آسفا "لوقوع بعض الدول في هذه الدائرة ومنها ظنونهم ان العالم يعيش ضمن اقطاعية اميركا".
أكد الباحث سعد محيو، ان “العرب استفادوا بالمطلق من ايران، خاصة عندما نتذكر أيام الشاه حيث كان هناك تحالف استراتيجي مع اسرائيل، وتحولها الى داعم لفلسطين، اضافة الى المقاومة في لبنان”.
واضاف لكن “إيران خسرت في الداخل العربي حيث تتعرض يوميا لضغوطات، وان كانوا يعملون على التمدد الاستراتيجي، خاصة ان قوتهم التفاوضية مع اوروبا ازدادت. ولكن الضغوطات الداخلية المتمثلة في التحركات الشعبية تسأل عن اهمية النفوذ الاقليمي مقارنة بالقدرات الموجودة لدى إيران. ولا يمكن نسيان لعب السعودية ضد ايران، والاقصاء الدولي لها عبر خفض سعر برميل النفط، رغم ان السعودية نفسها قد تأذت، لكن ليس بالمقدار الذي تأذت فيه ايران ذات الـ90 مليون نسمة، مقابل 20 مليون سعودي”.
“وقد بدأ الايرانيون بممارسة سياسة الدفاع عن الثورة، وهي عكس ما قيل عن فكرة تصدير الثورة. وهو نوع من دفاع بدل الهجوم. وقد استمرت الحرب على ايران اقتصاديا، فكانت فكرة تصدير الثورة نوعا من دفاع وليس هجوما”.
كما “كان لافتا عدم تعاون الحركات الاسلامية السنيّة مع ايران، كما ان الغرب وقف بمواجهتها، ولم يتوقعوا ان يحاربهم العرب بعد سنتين من تسلمهم النظام في حرب دامت 8 سنوات. وربما يعود السبب الى العامل المذهبي والانشقاق المذهبي التاريخي”.
فيما يبدو ان مؤتمر "إيران والعرب نحو مستقبل مشترك" جاء من اجل طرح تصورات  متعددة ومتباينة بشأن  حضور حكومات وجماعات الإسلام السياسي في منطقة الشرق الاوسط، في ظل الانتكاسات القوية التي شهدها تيار الاسلامي السياسي وتراجع البيئة الشعبية الخاصة لتيار الاسلامي السياسي في الشارع العربي، وتراجع حضور ايران وتركيا ايضا في الشارع العربي مع التداخلات الواضحة لدولتين في الشؤون العربية لذلك جاء المؤتمر في توقيت مهم لحكومات وجماعات الاسلام السياسي من أجل بحث ووضع رؤية لمستقبل التيار خلال السنوات القادمة والصمود امام تغيرات الاجيال وثورة الانترنت.