بوابة الحركات الاسلامية : كيف تعاملت اجهزة الإستخبارات الأوروبية مع انماط المقاتلين الأجانب؟ (طباعة)
كيف تعاملت اجهزة الإستخبارات الأوروبية مع انماط المقاتلين الأجانب؟
آخر تحديث: الإثنين 12/02/2018 06:36 م
كيف تعاملت اجهزة
عنوان الكتاب: الإستخبارات الأوروبية : معالجات ناقصة لظاهرة المقاتلين الأجانب
الناشر: رؤية الاخبارية 2018
الباحث جاسم محمد هو واحد من المتخصصين في قضايا الإرهاب والاستخبارات ومعني بشؤون الهجرة غير الشرعية الى اوروبا واللاجئين، وله عدد من المؤلفات في اللغة العربية والانجليزية في هذا المجال. ويعد هذا الكتاب استمرار لمشواره في قراءة الحركات الإرهابية ودور الاجهزة الاستخباراتية في مكافحتها حيث سبق هذا الكتاب مكافحة الارهاب : السياسات والاستراتيجيات في مواجهة المقاتلين الاجانب وكتاب : اجهزة استخبارات اوروبا في مواجهة خلايا داعش.
وفي هذا الكتاب يناقش الباحث جاسم محمد مدى فاعلية وقدرات اجهزة الاستخبارات الاوروبية في مواجهة المقاتلين الاجانب على الاراضي الاوروبية. حيث استعرض الباحث في الباب الأول، السياسات والاجراءات والقوانين التي اتخذتها الحكومات الاوروبية لمواجهة المقاتلين الاجانب ووصفها بانها غير كافية امام تحديات المقاتلين الاجانب التي باتت تهدد عواصم اوروبا. فما زالت اجهزة الاستخبارات تعاني من نقص في الامكانيات البشرية والموارد المالية واحيانا بالخبرات في متابعة المقاتلين الاجانب ومكافحة الارهاب. لكن الباحث جاسم محمد اكد بان الإستخبارات الأوروبية حققت نجاحات نسبية خلال الربع الاخير من عام 2017، وجعل أوروبا ساحة نظيفة من العمليات الإرهابية خلال احتفالات اعياد الميلاد وراس السنة الميلادية.
ويعتقد الباحث بان الجهود التي بذلتها دول اوروبا، غير كافية ولا ترتقي الى حجم التحديات، فما زالت هناك ثغرات لم تسد، رغم نجاح الاستخبارات الاوروبية بالحد من دعاية التنظيمات المتطرف والايدلوجية المتطرفة على الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال عقد اتفاقات مع محركات وشركات تجهيز خدمة الانترنيت.
وقد قام الباحث بلفت الانتباه إلى مشكلة معقدة، وهي عدم قدرة اجهزة الاستخبارات على مستوى دول الاتحاد الاوروبي، واوروبا على ايجاد تعاون استخباراتي وتقاسم المعلومات بين اجهزة الاستخبارات للدول او مابين المؤسسات الامنية للدولة الواحدة. ويعتقد الباحث ان دول اوروبا لاتستطيع ان تصل الى “امن موحد” بسبب عدم الثقة واختلاف الاولويات، رغم ماحققته من تقدم نسبي في موضوع التعاون الامني.
وناقش الباحث في الباب الثاني هاجس دول اوروبا حول عودة المقاتلين الاجانب. حيث استعرض طرق ومسالك عودتهم، وكيفية تعامل اجهزة الاستخبارات معهم. وكذلك تكتيك تنظيم داعش “الذئاب المنفردة” ووصفه بانه ارهاب لامركزي وبدون قيادة، واعتبره سمة مميزة لعمليات التنظيم. واعتبر ان اكثر من 70% من منفذي العمليات الإرهابية الأخيرة غير مرتبطين بالتنظيم ولم يتسلموا تعليمات او دعم لوجستي من التنظيم، وان نسبة عالية جدا منهم يعانون من الاضطرابات النفسية وربما لديهم دوافع سياسية بتنفيذ العمليات من وحي تنظيم داعش اكثر من “الايمان” بالايدلوجية المتطرفة او “عقيدة داعش”.
وفي قراءته لمشهد العمليات في اوروبا، يعتقد ان مثل هذه العمليات لايمكن التنبوء بها ولايمكن ايقافها، معتمدا على تصريحات كبار المسؤولين في اجهزة الاستخبارات الاوروبية.
وقام الباحث في الباب الثالث بمناقشة قضية الهجرة غير الشرعية الى اوروبا وازمة اللاجئين، واعتبرها واحدة من القضايا التي سببت الانقسام داخل الاتحاد الاوروبي، ومازالت تمثل تحديا لها. حيث تسعى دول الاتحاد الاوروبي والمفوضية الأوروبية لللاجئين، لايجاد حلول لهذه القضية، من منظور ان مشكلة الهجرة واللجوء ربما تتعلق بعامل التنمية والاقتصاد. لذا تحاول دول الاتحاد الاوروبي الى ايجاد اتفاقات مع دول شمال افريقيا وخاصة مع ليبيا لايقاف قوارب الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط الى السواحل الايطالية.
وقد تبنى الاتحاد الاوروبي اجراءات ابرزها تسريع ترحيل اللاجئين المرفوضة طلباتهم الى اوطانهم او دولة ثالثة. كذلك عمدت المفوضية الاوروبية ودول الاتحاد الاوروبي على تسيير سفن حربية في المتوسط للحد من الهجرة عبر السواحل الليبية الى ايطاليا.
وأوضح جاسم محمد، ان هناك بعض العناصر من تنظيم داعش تتسلل إلى أوروبا مع موجات اللاجئين، لكنه حذر من تعميم ذلك على اللاجئين الهاربين من مناطق النزاع والصراعات، وطلب الفصل بينهما. ويعتقد الباحث  ان الاتحاد الاوروبي، بدأ يتراجع امام التزاماته القانونية والاخلاقية امام قضية اللاجئين، وهذا مايتناقض مع روح الاتحاد الاوروبي.