بوابة الحركات الاسلامية : خبير ألماني: "ألمانيا قادرة على التوسط بين إسرائيل وإيران" (طباعة)
خبير ألماني: "ألمانيا قادرة على التوسط بين إسرائيل وإيران"
آخر تحديث: الثلاثاء 13/02/2018 09:44 م
خبير ألماني: ألمانيا
وصل النزاع الإسرائيلي الإيراني بعد الهجمات الجوية الأخيرة إلى درجة تصعيد جديدة، كما يقول خبير شؤون الشرق الأوسط جيل مورسيانو الذي أوضح أيضا أن سوريا قد تتحول إلى مسرح لهذا النزاع في حوار مع  دويتشه فيله.
استاذ مورسيانو، إسرائيل قصفت في نهاية الأسبوع الماضي قاعدة تشتبه بانها إيرانية في سوريا، فجرى خلال الغارة إسقاط مقاتلة إسرائيلية. هل تتحول سوريا إلى مسرح لمواجهة مفتوحة بين إسرائيل وإيران؟
في سوريا تتحول فوضى الحرب الأهلية إلى نظام جديد تحاول فيه إيران جني الثمار وتقوية تأثيرها. إيران تريد بناء قواعد بحرية وجوية في سوريا وتقوية حزب الله. وفي الجانب الآخر نجد أن الإسرائيليين راهنوا في زمن الفوضى على عدم التدخل، إلا أنهم يجدون أنفسهم الآن في مواجهة وضع جديد يجعلهم ضعفاء من الناحية الاستراتيجية. فلأول مرة يجدون أنفسهم فيما وراء الحدود في مجابهة عدوهم اللدود إيران التي تعمل على تحويل سوريا إلى قاعدة للعمليات ضد إسرائيل. والآن يغير الإسرائيليون كليا سياستهم ويخاطرون من أجل وقف ديناميكية هذه الأحداث.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لا يستبعد القيام بعمليات عسكرية إضافية. إلى أي مدى يمكن لإسرائيل أن تتحرك؟
في نهاية هذا الأسبوع شاهدنا استعداد إسرائيل لمهاجمة قوات إيرانية. وإلى حد الآن حاول الإسرائيليون دوما تفادي مواجهة مباشرة مع الإيرانيين. إذن هذه درجة جديدة، وبها تزيد إمكانية أن تتحول الحلقة المفرغة من عمليات عسكرية وردود فعل إلى تصعيد مفتوح. ومن وجهة نظر إسرائيلية لا يدور السؤال حول هل ستأتي درجة التصعيد المقبلة، بل فقط متى.
ما هو عدد القوات الموجودة في سوريا التي تقع حاليا تحت إمرة إيران؟
فيما يتعلق بالميليشيات الموالية لإيران، فإننا نتحدث عن 7000 إلى 10.000 مقاتل. ويضاف إليهم بضع مئات الخبراء الإيرانيين من الحرس الثوري وفيلق القدس. لكن ما يثير قلق الإسرائيليين هو تغير مركز السلطة بين إيران ونظام بشار الأسد المضيف. فقبل الحرب الأهلية كان بإمكان نظام الأسد مراقبة قوة التأثير الإيراني في سوريا. والآن يبقى وجوده مرهونا بإيران التي يمكن لها تحقيق مصالحها الذاتية. كتشييد قواعد فوق التراب السوري يمكن لاحقا شن عمليات انطلاقا منها ضد إسرائيل وإدماج عسكريين إيرانيين في داخل الجيش السوري ليتمكنوا من إرسالهم فيما بعد إلى الحدود الإسرائيلية.
ولكن هل نظام الأسد فعلا مستعد لإتاحة المجال لإيران لشن حرب ضد إسرائيل انطلاقا من الأرض السورية؟
يبدو في الغالب أن إيران ونظام الأسد يتحدثان بكلمة واحدة. لكن هناك تحت السطح خلافات: فقبل شهور تقدم قائد إيراني إلى سوريا بلائحة من الطلبات في مجال الاقتصاد والأمن شملت فيما شملت حقوق التنقيب واستخراج اليورانيوم وكذلك بناء قواعد لعمليات عسكرية. والسوريون عارضوا هذه الطلبات الإيرانية و نجحوا في رفضها. فنظام الأسد يحاول في هذا الوضع الهش تفادي المواجهة المباشرة مع إسرائيل ومحاصرة تأثير إيران. وهذا ما يحاوله الروس أيضا .
ما هو إذن موقف روسيا من النزاع بين إسرائيل وإيران؟
الروس يوافقون على الضربات الجوية لإسرائيل، لكنهم يسمحوا أيضا بأنشطة إيران في سوريا. هم يحاولون بصفة عامة الحفاظ على الحياد. ومصلحتهم الرئيسية تتمثل في مساندة نظام الأسد ليستعيد طاقته الذاتية والمستقلة. والروس لم يعد لهم ما يكسبونه في سوريا، حيث يهتمون بالحد من حجم الخسارة. وفي المستقبل أعتقد أنهم سيركزون على عدم مساندة أي طرف.
هل بإمكان إسرائيل أن تعول على دعم الولايات المتحدة الأمريكية في حال نشوب مواجهة مباشرة مع إيران في سوريا؟
في الماضي كان الأمريكيون يشكلون عاملا هاما في سياسة إسرائيل تجاه سوريا ولبنان. واليوم نشاهد بأن الولايات المتحدة الأمريكية عندما يتعلق الأمر بسوريا غائبة. فالأمريكيون يتركون الساحة للروس. وهذا أحد الأسباب التي تجعل إسرائيل تمارس منذ سنتين دبلوماسية نشطة تجاه روسيا. فالسياسة الأمريكية لا تشمل تغطية قضية سوريا.
هل بوسع الأوروبيين التدخل كوسطاء؟
أعتقد أن الاتحاد الأوروبي وفي هذه الحالة بوجه خاص ألمانيا تملك قوة خاصة. فألمانيا من جهة تمثل شريكا استراتيجيا لإسرائيل ومن ناحية أخرى لها منفد نحو إيران وتتمتع بثقتها. فألمانيا هي الفاعل الوحيد في العالم الغربي الذي له تجربة في التوسط في تفاهمات غير رسمية بين إسرائيل وإيران وحزب الله. وهنا أعني تبادل الأسرى الذي كانت فيه ألمانيا المفاوض والوسيط الرئيسي. فهي تملك الوسائل والإمكانيات ـ ومصلحة كبيرة في كسر الحلقة المفرغة للتصعيد، لأن صدمة حرب ثالثة في هذه المنطقة سيكون لها مفعول يتجاوز البحر المتوسط. وفي لبنان يعيش في النهاية 1،5 مليون لاجئ قد يقرعوا في حال الحرب أبواب أوروبا.
حوار لدويتشه فيله