بوابة الحركات الاسلامية : التغطية الأجنبية للحرب السورية بين المهنية وتبنى خطابات المعارضة المسلحة (طباعة)
التغطية الأجنبية للحرب السورية بين المهنية وتبنى خطابات المعارضة المسلحة
آخر تحديث: الخميس 22/02/2018 09:54 م
التغطية الأجنبية
اهتمت الصحف الأجنبية بما حدث فى الغوطة الشرقية بسوريا، فى ضوء اشتداد المعارك المسلحة بين الجيش السوري وفصائل المعارضة المسلحة من جانب، وزيادة الضربات الروسية للارهابيين من جانب أخر، وسط أبواق اعلامية وحقوقية مرتبطة بفصائل المعارضة والارهابيين تعمل على تزييف الحقائق، فى محاولة للتعتيم على المحاولات التركية لادخال مزيد من العناصر الارهابية إلى سوريا، وضخ مزيد من الأسلحة والمعدات العسكرية للفصائل المسلحة المقربة من تركيا وقطر..

البراميل المتفجرة:

البراميل المتفجرة:
من جانبها اهتمت الجارديان البريطانية بما يحدث من تطورات فى الغوطة الشرقية، ووصفت ما يحدث بـ"مذبحة لا يمكن للمرء أن يتصورها"، والإشارة إلى أن الغوطة عاشت أياماً صعبة في السابق، وتعرضت للقصف بالقذائف والبراميل المتفجرة، وعانت من الجوع إلا أنها استطاعت الصمود وتحمل معاناتها المستمرة، وبالرغم من حصار المدينة إلا أن الأهالي كانوا يحصلون على المواد الغذائية والأدوية والأسلحة والأموال عن طريق التهريب.
ولم توضح الصحيفة المصادر التى اعتمدت عليها فى الحديث عن هذه المعاناة، خاصة وأنها رصدت أن تدفق هذه المواد الأساسية المهربة بدأ يخف تدريجياً في نهاية العام الماضي،  بعد أن أغلقت قاعدة عسكرية أمريكية في الأردن كانت تزود فصيلين من المعارضة بالأسلحة، كما توقف التحويلات المالية المنتظمة التي كانت ترسل إلى الداخل السوري.
وكان من الملاحظ اشارة الصحيفة المستمر  إلى استخدام البراميل المتفجرة دون الكشف عن مصادرها، يشير بأصابع الاتهام إلى الجماعات الحقوقية، وخاصة المرصد السوري لحقوق الانسان المقرب من الفصائل المعارضة المسلحة، الذى اعتاد تأليب الرأى العام الغربي ضد الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد، فكثيرا ما يصدر المركز بياناته زاعما استخدام الحكومة السورية للبراميل المتفجرة واستهداف المدنيين، لتخفيف الانتقادات لفصائل المعارضة، ومنحها غطاء سياسي يسمح لها بالحصول على مزيد من الأسلحة..  
ونوهت الصحيفة إلى أنه "في الوقت الذي تستعد فيه القوات السورية لشن هجوم نهائي بري على الغوطة الشرقية، فإن الأهالي ينتظرون مصيرهم المجهول بعد أن تخلت عنهم القوى الإقليمية. ".
ونقلت الصحيفة عن عدنان شملي، وهو مقاتل سابق في صفوف المعارضة، قوله إن "الدول العربية التي التقينا بهم في الأردن، أغدقوا علينا بالوعود، وأنا نادم لغاية الآن لأني تركت بيتي إذ كان من الأفضل لو مت مع أصدقائي".
كما اهتمت الصحيفة بتصريحات لأحد المتحدثين باسم فيلق الرحمان الذي يقاتل في الغوطة الشرقية إن" الطيران السوري يستهدف المدنيين في الغوطة الشرقية بطريقة منهجية والمنطقة كأنها جهنم مفتوحة بشكل لا يمكن تصوره"، مضيفاً أن قطر توقفت عن تمويلهم من دون إعطاء أي مبرر إلا أننا نأمل بأن يعودوا عن قرارهم"!

عفرين والغوطة:

عفرين والغوطة:
فى حين ركزت مجلة "دير شبيجل" الألمانية على إنه ليس من قبيل الصدفة أن تتصاعد العمليات القتالية في عفرين والغوطة الشرقية في آن واحد، وخاصة وأنها تأتى قبل الانتخابات الرئاسية الروسية في الـ 18 من مارس يريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقديم نجاح إضافي في الحرب في سوريا لناخبيه، ولذلك يرفع الجيشان السوري والروسي من حدة الهجمات على الغوطة الشرقية، وإذا سقطت الضواحي مجدداً في يد الحكومة السورية، فإن بشار الأسد سيبسط سيطرته بعد أكثر من خمسة أعوام على المدن حول العاصمة. 
نوهت المجلة فى تحليل لها على أن هذا الصمت ليس وحده ما يوحي بوجود ترتيبات سرية بين تركيا وروسيا، فأنقرة تسمح بالهجمات على المجموعات المتمردة في الغوطة الشرقية المتحالفة في الحقيقة مع تركيا، فى حين تقبل موسكو ودمشق الغزو التركي في عفرين، الثلاثي الأسد وأردوغان وبوتين هم المستفيدون، من بين آخرين في الوقت الحالي على الأقل، من إراقة الدماء في سوريا".

خطايا المعارضة:

خطايا المعارضة:
"بينما ركزت إذاعة ألمانيا" على توجيه الاتهامات للمعارضة السورية المسلحة، موضحة أن الفصائل المسلحة بعضهم من الجهاديين، وطرأ منذ فترة تطور راديكالي في مواقف معارضي النظام في الغوطة الشرقية، كما أنهم يقصفون عشوائياً بصواريخ مدينة دمشق ويقتلون هناك بشراً.
وكانت اذاعة ألمانيا أكثر ميلا إلى التغطية المهنية مقارنة بالصحف والأبواق الاعلامية الأخري، حين أشارت فى تقرير لها أن المواطنين فى الغوطة أغلبهم لا يريدون شيئاً آخر سوى العيش مع عائلاتهم في سلام، وليس تحت  حكم الرئيس السوري، والكثيرون لا يريدون العيش تحت حكم المتطرفين أيضاً، فهم أناس عاديون، آلاف البشر وجدوا مصادفة في سوريا، وفي الغوطة الشرقية تحديداً، ويكابدون الخوف من الموت. 

"جهنم على الأرض"

جهنم على الأرض
على الجانب الأخر انتقدت صحيفة التايمز ما يحدث في الغوطة موجهه اتهام مباشر للرئيس السورى بشار الأسد باعتباره هو المسئول عما يحدث من اضطرابات فى سوريا، وخاصة فى الغوطة الشرقية.
أشارت الصحيفة إلى أن الأسد بقساوته يحول الغوطة إلى جهنم على الأرض، مشيرة إلى أن الأطباء وسائقي سيارات الإسعاف وعمال الإنقاذ يحاولون إنقاذ أطفال في الغوطة الشرقية.
كما نوهت الصحيفة إلى أن أحد منازل متطوعي الخوذ البيضاء في الغوطة الشرقية تعرض للقصف وكان داخلها أطفاله، إلا أنه لم يتمكنوا من الوصول اليهم لمعرفة إن كانوا أحياء أو أموات.

مساومات كبري:

على الجانب الأخر رصدت صحيفة "دي تسايت" الألمانية أن سوريا أصبحت محل مساومة بين العواصم الغربية، وأن الكل يبحث عن مصالحه، وتدعيم نفوذه على الأراضي السورية، بعيدا عن وضع حلول قابلة للتحقيق تسمح بوضع حد لإراقة الدماء.
نوهت الصحيفة فى تحليل لها على أن السوريين أصبحوا محل  مساومات كبرى ولا يملكون أدنى تأثير على مصيرهم، ولم يبقى للناس أي أفق إذا ما انتهت الحرب، لأن سوريا لن تصبح أبداً من جديد الدولة المركزية التي كانت موجودة. وذلك حتى وإن أعاد الأسد فرض سيطرته من جديد على جميع البلاد. 
نوهت على أن ما يجري في سوريا محل نزاع بين ميليشيات ومجموعات أخرى، يحرك فيه وكلاء حسب رغبتهم أشخاصاً ويفرضون مصالحهم، وهو  نفس ما يحدث في ليبيا أيضا.

دعوات للتدخل الأممي

فى حين اهتمت صحيفة "زودويتشه تسايتونج" الألمانية بضرورة تدخل الأمم المتحدة فى النزاع السوري، والعمل على وقف إراقة الدماء بشكل عاجلن فى ظل اشتداد المعارك بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، وسط اتهامات متبادلة بين الجانبين باستهداف المدنيين.
أكدت الصحيفى فى تقرير لها على أنه لا يحق للمجتمع الدولي أن يكون له مكان في الوجود، فإذا فشل مجلس الأمن بهذا الشكل الفاضح مثل ما يحصل منذ سنوات في سوريا، فيمكن للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ينتمي إليها جميع دول الأرض تقريباً أن تدعو لجلسة خاصة، "متحدون من أجل السلام"، كما تُسمى لجنة الطوارئ هذه منذ اجتماعها لأول مرة منذ 1950 في حرب كوريان فهذه اللجنة، كشكل ما من برلمان عالمي، تجسد إرادة الإنسانية، وبشكل أفضل من مجلس الأمن الذي يضم في عضويته فقط 15 دولة. 
نوهت الصحيفة على أن لجنة "متحدون من أجل السلام" يمكن أن تقدم للجمعية العامة ولمجلس الأمن اقتراحات لكيفية وضع حد للحرب في سوريا. وهذا من شأنه تكوين ضغط سياسي قوي، لاسيما على القوى التي تملك حق الفيتو وتشل مجلس الأمن،  وفي حال عدم فعل المجلس أي شيء، عندها يتوجب على الجمعية العامة التدخل.
شددت الصحيفة على أن الجمعية العامة بإمكانها تفويض المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندة، لمطاردة مجرمي الحرب في النزاع السوري ومعاقبتهم.