بوابة الحركات الاسلامية : "التبو" و"أولاد سليمان".. "صراع" "العصبية" الذي لا ينتهي في الجنوب الليبي (طباعة)
"التبو" و"أولاد سليمان".. "صراع" "العصبية" الذي لا ينتهي في الجنوب الليبي
آخر تحديث: الخميس 01/03/2018 02:51 م
التبو وأولاد سليمان..
بعد مرور نحو عام علي تهدئة الأوضاع بين قبيلتي التبو وأولاد سليمان بالجنوب الليبي، تجددت بمدينة سبها، الاشتباكات المسلحة بين القبيلتين، رغم اتفاق المصالحة الذي راعته إيطاليا بين الطرفين في أبريل من العام الماضى.
التبو وأولاد سليمان..
وبدأت الصراعات بين قبلتي التبو والأولاد سليمان في عام 2012، عندما قتل مسلحون من التبو أحد قادة أولاد سليمان في منطقة قرب سبها.
وأعلن اللواء السابع مشاة، التابع لوزارة الدفاع بحكومة الوفاق الوطني الليبية، عن إرسال قوات إلى مدينة سبها (جنوب)، التي تشهد اشتباكات بين قبيلتي التبو وأولاد سليمان.
وسقط قتيلان و3 جرحى، وفق مصادر طبية، في تجدد للقتال، ، بين القبيلتين اللتين يقاتل مسلحون من كل منهما مع قوات حكومة الوفاق (مقرها بالعاصمة طرابلس- غرب)، وقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في شرق البلاد.
وأضاف اللواء السابع مشاة، في بيان له ، أن إرسال القوة إلى سبها جاء بعد التعدي على حدود الوطن، وانتهاك أراضيه، وقتل الناس الأبرياء، والاحتلال البغيض لتراب ليبيا من بعض المرتزقة.
وكان رئيس المجلس البلدي لسبها، حامد رافع الخيالي، قال إن المنطقة العسكرية في المدينة (تضم مقارًا عسكرية) تعرضت لهجوم من مجموعات مسلحة أجنبية ترفع علم تشاد.
وأوضح اللواء السابع مشاة أن القوات التي تم إرسالها إلى سبها تتألف من 25 دبابة، و9 مدافع هاوتزر، و352 جنديًا.
وحذر رئيس التجمع الوطني التباوي، آدم ارمي، أمس، المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق من تداعيات دعمه أيًا من طرفي الصراع في سبها.
 ودعا ارمي المجلس الرئاسي إلى العمل بجدية لمعرفة حقيقة الصراع، قبل اتخاذ أي خطوات، ومن ثم العمل على التهدئة، وتشكيل لجان لدراسة المشكلة بعمق وبروح وطنية خالص.
واتهم المتحدث باسم حكماء قبائل التبو في سبها إبراهيم عثمان، بعض من أبناء أولاد سليمان، بالسعي لبسط سيطرتهم، وحكم سبها، والمنطقة الجنوبية بالكامل معتبرا أن  ما يحدث الآن هو محاولة التخلص من التبو.
ومن جانبه نفى رئيس مجلس حكماء أولاد سليمان في سبها السنوسي مسعود، في تصريحات إعلامية أن يكون الصراع على السلطة، هو سبب الاشتباكات التي تشهدها مناطق الجنوب، مؤكدا أن قبيلة أولاد سليمان، همها الوحيد هو الدفاع عن الأراضي الليبية.
وطالبت عدد من الأطراف الاجتماعية والسياسية، ومنظمات المجتمع المدني، أطراف النزاع بضرورة الاحتكام لصوت العقل وحل كل المشاكل بالحوار، وتجنيب المنطقة الحرب، والاقتتال.
التبو وأولاد سليمان..
وأفادت مصادر محلية، أن المدينة شهدت عمليات عسكرية نفذتها وحدات تابعة للجيش الليبي (الكتيبة 116 مشاة، والكتيبة 205 دبابات) أدت إلى السيطرة على قاعة الشعب الواقعة بالقرب من مقر اللواء السادس مشاة، وعلى معسكر التجنيد.
من جهته أكد المتحدث باسم اللواء السادس الرائد سعد بوعوينة، في تصريحات صحافية أن اشتباكات تجري بين قوات الجيش وفصائل المعارضة التشادية في سبها بمحلات الـ24، مشيرا إلى أن القوات تمكنت من التقدم في مدينة سبها والسيطرة على عدة مواقع هامة كانت تسيطر عليها فصائل تابعة للمعارضة التشادية منها حي الطيوري، وقاعة الشعب، وعمارة بكر السنوسي، كما تعرف بالمدينة.
وتشهد منطقة جنوب ليبيا عدم الاستقرار تحت وطأة النزاعات الأهلية، ونقص الخدمات الأساسية، وانقسامات هذه المنطقة على هامش الحياة السياسية في ليبيا.
وكانت رعت إيطاليا، في أبريل  2017، توقيع القبيلتين على اتفاق مصالحة في روما، ونص الاتفاق على الصلح الشامل والدائم، وتعويض المتضررين من الطرفين، على أن تتكفل إيطاليا بدفع قيمته.
كما نص الاتفاق على "معاملة الذين سقطوا من الطرفين معاملة متساوية واعتبارهم شهداء" إضافة إلى رفع الغطاء عن المجرمين".
وجاء تدخل روما بين القبيلتين ضمن مساعيها لضبط حدود ليبيا الجنوبية، في إطار جهودها لمكافحة الهجرة غير الشرعية، إلى أوروبا، وخاصة إيطاليا، التي استعمرت ليبيا بين عامي 1911 و1951.
ورغم توقيع الاتفاق، فإن الإشتباكات لم تتوقف بين الطرفين، وقد شهدت المدينة طيلة السنوات الماضية اشتباكات من هذا النوع.
وقال مصدر أمني من سبها إن "الاشتباكات لم تتوقف بين التبو وأولاد سليمان، منذ عام 2012، إلا أنها تشهد أحيانا توقفا مؤقتا"، مضيفا أنها "تجددت بين الطرفين، عقب التأخر في دفع التعويضات المنصوص عليها في اتفاق روما.
وتعاني ليبيا من أزمات طاحنة في أعقاب سقوط معمر القذافي 2011، حيث استغلت الجماعات الجهادية حالة الفوضي التي تشهدها البلاد وتوغلت إلي أراضيها.
ويشهد الجنوب الليبي بين الحين والآخر اشتباكات قبلية، لا سيما أن المنطقة تضم قبائل عربية وغير عربية كالطوارق وأمازيغ الصحراء، بالإضافة إلى التبو الذين يعيشون في جنوب شرق ليبيا وشمال النيجر وشمال تشاد.
وتعد مدينة سبها عاصمة الجنوب الليبي وإحدى أهم ثلاث مدن في البلاد، تقع في الجزء الجنوبي الغربي من ليبيا على بعد 750 كلم تقريبا من العاصمة طرابلس، يحدها من الشمال منطقة زلاف الصحراوية وأودية الشاطئ وعتبة والآجال ومناطق مرزق والقطرون، وتقدر الدوائر شبه الرسمية عدد سكانها بحوالي 400 ألف نسمة.