أوكلت الجماعة الإرهابية الأكثر دموية في أفريقيا «بوكو حرام» مهمة تنفيذ 56 في المئة من عملياتها الإرهابية إلى نساء، فيما تنوعت أماكن استهدافها، بين تجمعات عسكرية ومساجد ومواقف حافلات، وذلك وفق ما كشف عنه المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، الذي أفصح عن أهم المواقع الجغرافية التي استهدفتها الجماعة في أفريقيا، والتي تأسست في كانون الثاني (يناير) العام 2002 على يد محمد يوسف، الذي أعدمته الشرطة النيجيرية في العام 2009، إلا أنها كثفت نشاطها ونفذت عمليات إرهابية عدة خلال السنوات الأخيرة، ما وضعها في مواجهة مع الجيش والحكومة النيجيرية وعدد من دول العالم التي صنفتها بأنها «جماعة إرهابية» محظورة.
وكشف مركز «اعتدال» عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، عن تنفيذ «بوكو حرام» الإرهابية 534 عملية انتحارية، منذ نيسان (أبريل) 2011 وحتى حزيران (يونيو) 2017، من بينها حوالى 244 عملية نفذتها نساء في أماكن مختلفة.
وكشفت دراسة نفذها مركز مكافحة الإرهاب في جامعة ويست بوينت الأكاديمية العسكرية الأميركية، أن 56 في المئة من الجرائم المتنوعة التي نفذتها الجماعة، كان للنساء دور محوري فيها.
واتهم المركز العالمي لمكافحة التطرف (اعتدال)، الذي افتتحه الملك سلمان بن عبدالعزيز مع عدد من قادة العالم، وفي مقدمهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أيار (مايو) العام 2017، أن الجماعة ارتكبت عدداً من الجرائم ضد النساء غير استخدامهن في العمليات الإرهابية، وتنوعت هذه الجرائم بين اختطاف واغتصاب وزواج قسري، إضافة إلى استخدام النساء قنابل بشرية.
وكشف المركز عن توسع جغرافية العمليات الانتحارية لدى «بوكو حرام» ما تسبب في انعدام الأمن في شمال شرقي نيجيريا، إضافة إلى انتشار هذه الجماعة في تلك المناطق، مشيراً إلى ما سماه «تضاريس الموت»، والتي استهدفتها الجماعة بعمليات انتحارية متتالية.
واعتبر مركز «اعتدال» ولاية بورنو الواقعة في شمال شرقي نيجيريا «ساحة الكارثة» للعمليات الانتحارية، مشيراً إلى أنها الأكثر حصاداً للضحايا، إذ بلغ مجموع الهجمات فيها 47 في المئة، أي ما يعادل 113 هجوماً انتحارياً.
وحظيت ولاية يوبي بنسبة 21 في المئة، أي 29 هجوماً انتحارياً، ونفذت الجماعة 22 هجوماً انتحارياً في جمهورية الكاميرون، تعادل 9 في المئة من إجمالي الهجمات، ومعدل 22.1 في المئة في مختلف المناطق.
وقال مركز «اعتدال» إن جماعة «بوكو حرام» أكثر جماعة إرهابية في التاريخ توظف النساء في هجماتها، وذلك استغلالاً لعدم تفتيش النساء في النقاط الأمنية وسهولة إخفاء القنابل تحت الملابس أو الحقائب أو حتى مع الأطفال الرضع، مشيراً إلى أن أول عملية استخدام للفتيات الصغيرات لقنابل في تاريخ «بوكو حرام» كان في تموز (يوليو) 2014، إذ اختطفت الجماعة 276 طالبة من مدرسة ثانوية في تيشيبوك، وجندتهن واستخدمتهن لتنفيذ عمليات انتحارية.
وجاء في تغريدات نشرها «اعتدال» ومقره الرياض، أن التقديرات تشير إلى أن إيرادات «بوكو حرام» السنوية في العام 2016، بلغت 25 مليون دولار، لافتاً إلى أنه «رقم لافت للنظر بالنسبة لجماعة إرهابية متطرفة لا تملك هياكل تمويل متطورة ولا مصادر دخل ثابتة».
وأشار المركز إلى أن مصادر تمويل الجماعة هي الاختطاف والابتزاز والسرقات المصرفية، إضافة إلى تجارة المخدرات والتحالفات مع تنظيمات إرهابية أخرى.
يذكر أن العمليات العسكرية للجماعة بدأت في العام 2009، واستهدفت مراكز الشرطة ومؤسسات حكومية من خلال سلسلة هجمات نفذتها في مدينة مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو. ويتزعم الجماعة أبوبكر شيكاو بعد إعدام يوسف.
ومنعت «بوكو حرام» ممارسة أي تقليد غربي وفرضت تطبيق «الشريعة» في مناطقها، وتعتبر التصويت في الانتخابات وارتداء الأزياء الغربية وممارسة أي تقاليد على علاقة في الغرب «حراماً»، فيما تعتقد أن القيم الغربية سبب رئيس للكثير من المشكلات في البلاد، مثل الفساد المستشري والفقر. وتصنف الولايات المتحدة هذه الجماعة «منظمة إرهابية» منذ العام 2013، واعتبرت زعيمها شيكاو «مجرماً دولياً». ورصدت واشنطن مكافأة بلغت سبعة ملايين دولار لمن يقدم أي معلومات تؤدي إلى القبض عليه. وقالت «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» (سي آي إي) إن الجماعة لديها حوالى ستة آلاف مقاتل متشدد يسعون إلى إقامة «دولة إسلامية» في شمال شرقي نيجيريا. وتسببت الجماعة بمقتل 17 ألفاً وتهجير حوالى 2.5 مليون شخص من مناطقهم، بحسب إحصاءات الحكومة النيجيرية.
(الحياة اللندنية)