وتم توقيف أكثر من 20 شخصًا وفتح تحقيق في ممارسات الشرطة في كاندي، آخر المناطق التي امتدت إليها أعمال العنف الطائفي والاثني.
وكان عدد من مثيري أعمال الشغب قد أحرقوا محلات يملكها مسلمون وهاجموا مسجدًا في شرق البلاد الأسبوع الماضي بعد اتهام زعيم مسلم بإضافة مواد مانعة للحمل على الأطعمة المباعة للسنهاليين.
ورفضت الحكومة الاتهامات وقالت إنها لا أساس لها، وأمرت بتوقيف مثيري الاضطرابات في المنطقة.
واندلعت في نوفمبر الماضي أعمال عنف في جنوب الجزيرة أدت إلى مقتل شخص وإلحاق الأضرار بمنازل وسيارات.
وفي يونيو 2014 اندلعت أعمال عنف بين بوذيين ومسلمين أوقعت أربعة قتلى والعديد من الجرحى.
وأطلق شرارة أعمال العنف مجموعة بوذية متطرفة يحاكم عدد من زعمائها بتهمة إثارة النزاع الطائفي.
والمحير في الأمر ان المبدأ الأكثر رسوخا لدى الرهبان البوذيين هو عدم المبادرة بقتل نفس. وعدم اللجوء الى العنف وهو ما يميز جوهر التعاليم البوذية مقارنة بأي دين اخر.
ما يجعلنا نتساءل من، لماذا يلجأ الرهبان إلى استخدام خطاب الكراهية ضد المسلمين بل الانضمام الى جماعات من الغوغاء خلال أعمال تسفر عن سقوط عشرات القتلى؟
ففي سريلانكا باتت قضية ذبح الدواجن والماشية على الطريقة الإسلامية مثار خلاف بقيادة رهبان وأعضاء البودو بالا سينا - أحد الألوية البوذية - عن طريق تنظيم مسيرات والدعوة الى تحرك مباشر ومقاطعة أنشطة الاعمال التي يديرها مسلمون إلى جانب الشكوى من زيادة حجم الأسر المسلمة.
ولعل من الأمور ذات الدلالة والمغزى أن أعمال العنف ضد المسلمين تبدأ في متاجر، حيث تستغل الحركات حالة التذمر الاقتصادي على نحو يجعل الاقلية الدينية دوما كبش فداء للآمال والطموحات المحبطة للأغلبية.
وتتنافى جميع الافكار العدوانية مع كافة التعاليم البوذية. فالبوذية يوجد من بين تعاليمها ما يكفل القضاء على العدوانية، فمن خلال التأمل ينمو التعاطف تجاه جميع الكائنات.
وبغض النظر عن كيفية بدء الديانة، فإنها في مرحلة لاحقة تدخل في اتفاق مع سلطة الدولة. ولهذا لجأ الرهبان البوذيون للملوك، الذين كانوا دائما المسؤولين عن العنف، من اجل الحصول على الدعم والتأييد الذي لا يستطيع سواهم تقديمه لهم، في حين لجأ الملوك الى الرهبان لاصباغ صفة الشرعية الشعبية التي لا تمنحها الا هذه الرؤية الاخلاقية السامية.
وأحد أشهر الملوك في تاريخ سريلانكا هو دوتوجامانو، الذي تروي ملحمة ماهافامسا تاريخ توحيده للجزيرة في القرن الثاني قبل الميلاد.
وتروي الملحمة أنه انتقى 500 راهب وخاض بهم حربا ضد ملك غير بوذي.
ونهضت البوذية بدور رائد في الحركات الوطنية التي ظهرت في سريلانكا بغية التحرر من نير الامبراطورية البريطانية. واحيانا ما أفضى ذلك الى اعمال عنف.