بوابة الحركات الاسلامية : الحرس الثوري و«حروب الوكالة واللاتناظرية».. الأسباب والأهداف (طباعة)
الحرس الثوري و«حروب الوكالة واللاتناظرية».. الأسباب والأهداف
آخر تحديث: الثلاثاء 06/03/2018 08:28 م
الحرس الثوري و«حروب
بعد أيام قليلة من شهادة قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فوتيل أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي، في السابع والعشرين من فبراير الماضي، بأن إيران تستثمر في حروب الوكالة في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن وتيرة تلك العمليات تسارعت بعد الاتفاق النووي، ضبطت السلطات الإيرانية شبكة إرهابية تضم 116 عنصر بإيعاز من إيران لنفيذ أهداف تخريبية في الداخل البحريني، وأضاف الجنرال فوتيل، في شهادته: "إيران تستثمر في تسليح وتدريب قوات تعمل بالوكالة في العديد من مناطق الشرق الأوسط، ونشر موقع لجنة القوات المسلحة بـ"النواب الأمريكي" مقطع فيديو لشاهدة فوتيل، التي أوضح فيها أن قوات الحرس الثوري الإيراني مسؤولة مباشرة عن تقديم الاستشارات العسكرية لـ"الميليشيات الشيعية" حول العالم.
مما لا ريب فيه أن الدولة الإيرانية تُصرّ على الاستمرار في تنفيذ خططها التخريبية في كل بقعة تستطع الوصول إليها في الشرق الأوسط من المحيط إلى الخليج، وهذا ما كشفت عنه السلطات البحرينية مرتين الأولى بنجاحها في احباط المخطط الإيراني الطائفي عام 2011،  والثانية عندما نجحت سلطات الأمن والأجهزة المسئولة في البحرين في السنوات الأخيرة  من الكشف عن عدد لا يستهان به من شبكات وخلايا الإرهاب المرتبطة بنظام الملالي وأذرعه الإرهابية في المنطقة، وهذا ما تؤكده التقارير الغربية التي صدرت مؤخرًا عن تدخلات إيران ومخططاتها الإرهابية في البحرين.
أخر هذه المحاولات، ما أعلنت عنه السلطات البحرينية السبت الماضي، عقب اعتقال 116 شخصا على خلفية اتهامهم بالانتماء إلى مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني تخطط لاستهداف قيادات في الأجهزة الأمنية،  بحسب بيان رسمي نشرته وكالة البحرين الرسمية للأنباء.
وجاء في البيان أن الأجهزة الأمنية أحبطت خلال العملية عددا من الهجمات وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات، وأن الخلية كانت تخطط لاستهداف "قيادات ومنسوبي (عناصر في) الأجهزة الأمنية والدوريات وحافلات نقل رجال الأمن، بالإضافة إلى منشآت نفطية وحيوية، بغرض الإخلال بالأمن والنظام العام وضرب الاقتصاد الوطني وتعريض أمن وسلامة البلاد للخطر".
كما اتهم المعتقلون بأنهم أعضاء في خلية شكلها الحرس الثوري الإيراني، وأورد البيان أن 48 منهم تلقوا التدريب العسكري في إيران والعراق ولبنان، وأشار البيان إلى أنهم تلقوا التدريب على استخدام المتفجرات والأسلحة الخفيفة والقاذفات، كما صادرت السلطات 42 كيلو جرام من المواد شديدة الانفجار، و757 كيلو جرام من المواد المستخدمة في تصنيع المتفجرات، وعددا من بنادق الكلاشنيكوف والقنابل، بحسب البيان.
وبجانب ما سبق - ووقع حديثًا - نذكر هنا أن البحرين تشهد توترات واضطرابات متقطعة منذ فشل حركة احتجاج طائفي في فبراير 2011 في خضم أحداث ما يسمى بـ "الربيع العربي"، وهو ما نضعه إلى جانب التفاصيل التي أعلنتها وزارة الداخلية البحرينية، عن منظمة الإرهاب الإيرانية الجديدة، ليبدو ان هناك ثمة تكتيكات جديدة بدأت دولة الملالي وحرسها الثوري بتبنيها، فما كشفت عنه المعلومات يشير إلى أن هذه المنظمة الإرهابية تأتي في إطار مخطط عملت عليه إيران بتوحيد عدد من التنظيمات الإرهابية في تنظيم إرهابي واحد كبير، وذلك على ضوء النجاحات التي حققتها أجهزة الأمن في البحرين من كشف وتفكيك عديد من هذه التنظيمات.
وما صدر عن البيان يؤكد أن هذه المنظمة تمتلك كم كبير من الأسلحة والمتفجرات التي تم ضبطها في مستودعات ومخازن تابعة لهذه الشبكة.. كمية كبيرة من المواد الشديدة الانفجار والقنابل والرشاشات وغيرها، مما يوضح أنه كان من المحتمل تنفيذ عمليات إرهابية نوعية جديدة تتجاوز في خطورتها ما عرفته البحرين من عمليات إرهابية طيلة السنوات الأخيرة، وهو ما يعني أيضًا أن أذرع إيران الإرهابية في المنطقة، وخصوصا حزب الله في لبنان وعصائب أهل الحق في العراق وغيرهما، مستمرة في لعب دورها النشط المعروف في المخطط الإرهابي الايراني، وفي عمليات التجنيد للإرهابيين في البحرين وتدريبهم.
الكونجرس الأمريكي والتصدي لتحركات إيران الخبيثة
الحرس الثوري و«حروب
ضبط المنظمة الإيرانية في البحرين، تزامن مع مؤتمر صحفي لعضو الكونجرس الأمريكي النائب ليندسي جراهام، عقده بمشاركة زميله البرلماني الأمريكي كريس كونز لعرض نتائج زيارتهما للشرق الأوسط خلال الشهر  الماضي، حذر فيه من استدراج إيران لمنطقة الشرق الأوسط لحرب وشيكة، وإن إيران تمهد لحرب بأفعالها الخبيثة في لبنان، بدعمها لمصنع صواريخ تحت سيطرة حزب الله، يقوم بتصنيع الصواريخ التي يستخدمها حزب الله في استهداف الموانئ والمطارات الإسرائيلية.
وتحدث السيناتور الأمريكي عن تأثره بزيارة للشرق الأوسط، مما دفعه للقول بأن جهود إدارة الرئيس ترامب في ردع توسع النفوذ الإيراني بالشرق الأوسط غير كافية، ويجب اتخاذ المزيد من الإجراءات الرادعة للنظام الإيراني وأعوانه في أقرب فرصة"، كما كشف البرلماني الأمريكي عن نية الجانب الإسرائيلي للتحرك عسكريا في حالة عدم وقف العمل بمصنع صواريخ حزب الله بلبنان، ناصحًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يدرك أنه أصبح من الضروري استغلال الوجود العسكري الأمريكي في سوريا حاليا في التصدي لخطر إيران بعد التخلص من شوكة داعش.
 ويذكر أن البحرين اتهمت الحرس الثوري الإيراني – في فبراير 2013-  بتشكيل خلية متشددة لاغتيال شخصيات عامة في المملكة الخليجية ومهاجمة المطار ومبان حكومية، وقالت السلطات البحرينية وقتها، إنها اعتقلت ثمانية بحرينيين من الخلية وان لهم صلات بإيران والعراق ولبنان بهدف تشكيل خلية إرهابية كنواه لتأسيس ما يسمى بـ"جيش الإمام"، وكان من يدير هذه العملية هو شخص إيراني يكنى (أبوناصر) من الحرس الثوري الإيراني، 
التحقيقات تقول أن الحرس الثوري يمول كل خلية صغيرة  بمبالغ تتراوح من 80 إلى 100 ألف دولار، توجه إلى جمع المعلومات وتجنيد الاعضاء وتجهيز مخازن للاسلحة في مكان تمركزها، بعد فترة تلقت فيها التدريب في معسكرات يديرها الحرس الثوري داخل إيران وبعض المعسكرات التي يديرها حزب الله العراقي في بغداد ومدينة كربلاء العراقية.
وفي منتصف نوفمبر 2017، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية، إلقاء القبض على إرهابي متهم بتنفيذ تفجير حافلة لنقل الشرطة، فيما أشارت إلى فرار إرهابي آخر إلى إيران شارك في استهداف حافلة الشرطة، وتابعت الوزارة في بيان لها، الخلية الإرهابية المسؤولة عن استهداف حافلة الشرطة تجمعها علاقات وثيقة مع الحرس الثوري الإيراني، مؤكدة  على أن الكشف عن الخلية الإرهابية ساهم في إحباط مخطط كبير كان يستهدف شخصيات في الدولة، وكانت الخلية الإرهابية تخطط لاستهداف 3 أنابيب نفط، وتلقت تدريبات مكثفة على يد الحرس الثوري الإيراني، الذي وفر التدريب والتمويل والمواد المتفجرة للخلية الإرهابية، بعد عودتهم من سوريا عام 2011 وإيران لتباشر نشاطاتها الإرهابية في البحرين.
وهنا يمكن القول إن إيران لديها أجندة لتقويض الأمن والاستقرار في البحرين. اعمال التخريب والإرهاب التي ترعاها في البحرين هي أداة إيرانية لتحقيق أهداف بعيدة المدى، كبناء قاعدة أكبر من الموالين لإيران في البحرين، ومحاولة تأسيس قوة شيعية اكبر سياسيا، وعسكريا أيضا، والسعي إلى اسقاط نظام الحكم في البحرين، وإقامة نظام شيعي موال لإيران، ولكن قوة الدولة البحرينية، ومحدودية التأييد المحلي يمنعان ما تسعى إليه دولة الملالي. 
اليمن.. دعم وتمويل الحوثيين من الألف إلى الياء
ومن البحريبن إلى اليمن، ففي الوقت الذي يمضي خلاله التحالف العربي إلى إعادة الأمل والشرعية للشعب اليمني، كشفت الكثير من الأحداث، جرائم إيران في اليمن، ودعمها لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بالمال والسلاح والتكنولوجيات العسكرية، وهو ما يلفت النظر إلى المساعي الإيرانية الخبيثة في تدمير اليمن بترسانة أسلحة للانقلابيين، في محاولة عابثة لنقل الحرب لدول الخليج العربي.
إيران تعاملت مع اليمن كما تعاملت مع دول عربية أخرى بالدمار والتهجير وإنشاء دولة داخل الدولة تحت إمرة الولي الفقيه، فلم تعطِ اليمين غير ما أعطت للعراق وسوريا ولبنان، وأشعلت الفتن بحجة مكافحة الإرهاب ومقاومة إسرائيل وأمريكا، عبر حروب بالوكالة جندت لها عشرات الآلاف من عناصر الميليشيات الشيعية، ودعمت بالتمويل والتدريب ولدفعها للقتال عنها بالوكالة.
وفي هذا الصدد، يرى المراقبون، أن إيران خلال بداية احتلال الحوثي لصنعاء كانت ترسل يومياً 17 طائرةً مليئةً بالأسلحة والمتفجرات، بدلاً من إرسال المعونات لليمنيين، كونها تهدف إلى تدمير اليمن، لا سيما تزويد الجماعات الإرهابية بتكنولوجيا إطلاق الصواريخ، حيث تسخر كل ما تملكه لهذه الأغراض، والمشكلة الأخطر هنا ليست في الدعم ولكن بإمكانية الإرهابيين تطوير هذه الصواريخ بأي مكان، ونقلها لأي وجهات أخرى، بما يلزم ضرورة استدعاء انتباه المجتمع الدولي.
وبات من المعلوم أن تكتيك ميليشيا الحوثي في استخدام الصواريخ هو نفس التكتيك العسكري الذي تستخدمه إيران، عن طريق الصواريخ الباليستية المتهالكة التي تدخل عليها تطويرات لتعديل مداها، ويمد النظام الإيراني الميليشيات الانقلابية بنوعيات قديمة من الألغام مهربة على متن سفن الإغاثة، وهي من نوعية الألغام الطافية على أمل أن تصطدم بسفن التحالف، ناهيك عن استخدام الحوثيين لقوارب إيرانية انتحارية لاستهداف قطع التحالف بالبحر الأحمر. وفي تقرير مركز أبحاث النزاعات المسلحة بلندن، أكد تحويل الإيرانيين للتكنولوجيا للانقلابيين، ومساعدتهم على استخدام طائرات بدون طيار، أطلقوا عليها اسم قاسم واحد، كنسخة من جيل أبابيل واحد المصنع في إيران.
الحروب اللاتناظرية.. الأسباب والأهداف
بواسطة الحرس الثوري، وحزب الله اللبناني، والحوثيين في اليمن، وسرايا الأشتر وائتلاف 14 فبراير وغيرها في البحرين، وميليشيات في قطاع غزة، وعصابات في دول القرن الإفريقي وغرب إفريقيا، و40 حركة وكتيبة مسلحة تحت ما يسمى بالحشد الشعبي في العراق، استطاعت إيران استغلالهم في "حروب بالوكالة" التي نفذتها على الأرض، تشكيل ما يعرف بالجيش الإلكتروني، التي استثمرته فيما سمى بـ«الحروب اللاتناظرية»، ونجحت من خلالهم في تنفيذ هجمات إلكترونية على 50 مؤسسة في 16 دولة بالعالم، اختراق كافة حسابات المعارضة الإيرانية وعزلها عن العالم، السيطرة على 300 ألف جهاز كمبيوتر داخل إيران عام 2009، تنفيذ عملية قرصنة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، القرصنة على موقع بايدو «محرك البحث الصيني» وموقع صوت أمريكا. وفي هذا السياق، يجدر القول، بإن إيران استخدمت تكتيكات حرب العصابات بعد أن باتت لها ميليشيات في منطة الشرق الأوسط وبعض المناطق في أفريقيا، وكذلك نجحت في تشكيل السلاح الإلكتروني.