وأثارت تصريحات حسين الشيرازي جدلًا واسعًا، حتى استدعته المحكمة الدينية، ثمّ أفرجت عنه في يناير 2018من ولكن عادت السلطات الإيرانية واعتقلت "الشيرازي الإبن" أوائل شهر فبراير الماضي، كما تم استدعاؤه إلى مديرية الاستخبارات الإيرانية لأكثر من مرة خلال الأعوام الماضية، مع تعرضه المستمر للإهانة والتهديد بسبب مشكلة نظام الحكم في إيران مع المرجعية الشيرازية كونها مرجعية مستقلة وتدعو إلى استقلال الحوزة العلمية والمراجع العظام عن الحكومات.
ولكن سرعان ما اعتقلته قوات من عناصر الاستخبارات الإيرانية في 5مارس الماضي للمرة الثانية على التوالي، السيد حسين الشيرازي نجل المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد الصادق الحسيني الشيرازي من أمام منزله، بسبب محاضرة دينية اعتقدت السلطات أن «الشيرازي» قصد كما يسمى ولاية الفقيه خامنئي، حيث تحدث عن الظالمين وحكمهم الجائر في بلاد الإسلام.
وكان اعتقال السيد حسين الشيرازي مختلف حيث تم التعدي عليه وضربه بصاعق كهربائي مما أسقطه أرضا واعتقل على اثرها الى جهة غير معلومة.
وعقب اعتقال «الشيرازي» انطلقت عشرات الاستنكارات من مختلف دول العالم لمقلدي المرجع الشيرازي آية الله السيد صادق الشيرازي استنكارا لاعتقال ابنه السيد حسين الشيرازي.
و اندلع عدد من الاحتجاجات الغاضبة ضد السلطات الإيرانية في كل من الكويت والعراق وفي العاصمة البريطانية لندن، تنديداً بقيام الاستخبارات الإيرانية بمهاجمة موكب المرجع الشيعي آية الله الشيرازي، واقتياد ابنه السيد حسين الشيرازي بطريقة مهينة.
وانطلقت حملة احتجاجات غاضبة أمام السفارة الإيرانية في الكويت، التي يقطنها عدد كبير من متبعي المرجع العراقي المقيم في لندن. وتحظى مرجعية الشيرازي بتقدير كبير وسط الشيعة في الخليج وكربلاء العراقية، مسقط رأس الأسرة الشيرازية، التي تعاقبت على المرجعية، ولا تزال تحتفظ بنفوذ وازن هناك.
وفي العراق وتحديدا منطقة كربلاء خرجت مظاهرة أمام الملحقية الإيرانية التابعة للسفارة الإيرانية، احتجاجا وتنديدا بالاعتقال السافر الذي تعرض له السيد حسين الشيرازي، فيما تداعى المئات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإقامة مظاهرات يومية أمام السفارة الإيرانية احتجاجا على قيام السلطات بظلم وإهانة الرموز الدينية.
ودعا الشيخ ناصر الأسدي، المتحدث باسم المرجع الإيراني صادق الشيرازي في محافظة كربلاء العراقية، في البيان له، السلطات الإيرانية إلى إطلاق سراح الشيرازي ومعالجة الخلافات عبر الحوار، مشيرا إلى أن "أسلوب القسوة والقسر يؤدي إلى المزيد من تمزيق الساحة الإسلامية والشيعية وتعقيد الأزمات".
وصف المتحدث باسم المرجع الإيراني صادق الشيرازي، النظام الإيراني بالجائر، مؤكدًا أن “هذا النظام منذ أن وصل إلى السلطة مارس أنواع الظلم والتعسف ومصادرة الرأي الآخر”.
وقال الشيخ ناصر الأسدي في بيان صحافي له احتجاجًا على اعتقال السلطات الإيرانية الثلاثاء “حسين الشيرازي” نجل المرجع المعارض صادق في مدينة قم وسط إيران بعد عودته من الكويت “منذ انهيار النظام الاستبدادي الشاهنشاهي في إيران وتصدي نظام ولاية الفقيه لهذا الشعب المغلوب على أمره، مارس الحكام الجُدد مختلف ألوان الظلم والتعسّف ومصادرة الرأي الآخر الحر وأكثر الشرائح التي لحقها طغيان دكتاتورية ولاية الفقيه هم رجال الحوزة العلمية وفقهاء الأمة لاسيما أعلام الأسرة الشيرازية الصامدة التي أبت إلا التمسّك بمبادئ الدين الحنيف والدفاع عن مصالح الأمة ومبادئ وشعائر الإمام الحسين”.
واعتبر الأسدي “الهجوم المسلح من قبل عناصر ولاية الفقيه على سين الشيرازي في مدينة قم بعد خروجه مع والده من درسه حلقة من مظالم النظام الديكتاتوري على العلماء ومراجع الدين”.
وحمل ممثل المرجع الشيرازي النظام الإيراني مسؤولية كل المآسي التي حلت بشعب إيران خلال أربعين عامًا من الحكم، محملاً المرشد علي خامنئي مسؤولية سلامة حسين الشيرازي”.
ووجه زعماء عشائر من العراق بينهم عشيرة آل بودراج، إلى المرشد الإيراني علي خامنئي بالإفراج عن نجل المرجع الشيرازي، متهمين خامنئي بالوقوف وراء اختطاف السيد حسين الشيرازي. ويحتفظ التيار الشيرازي بمرجعية السابق محمد الشيرازي والحالي صادق الشيرازي بخلاف مستحكم مع السلطات الإيرانية، وسبق أن وضع المرجع الراحل آية الله الشيرازي تحت الإقامة الجبرية في مدينة قم، كما اعتقل نجله السيد مرتضى، وتعرض لتعذيب شديد.
وفي العاصمة البريطانية لندن، تمكنت جماعة تطلق على نفسها “خدام المهدي” وهي من أتباع المرجع صادق الشيرازي، من اقتحام السفارة الإيرانية في لندن، الجمعة 9مارس، وإنزال العلم الإيراني وترديد شعارات مناهضة للمرشد علي خامنئي.