بوابة الحركات الاسلامية : التوصل لاتفاق تشكيل إئتلاف حكومي في ألمانيا... هل مازالت ميركل امرأة حديدية؟ (طباعة)
التوصل لاتفاق تشكيل إئتلاف حكومي في ألمانيا... هل مازالت ميركل امرأة حديدية؟
آخر تحديث: الأربعاء 14/03/2018 08:17 م
التوصل لاتفاق تشكيل
رسالة برلين - بوابة الحركات الإسلامية

أبصر الائتلاف الحكومي بين الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي النور بعد مخاض دام نحو نصف عام، حيث نجح التحالف المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي في التوصل لاتفاق بشأن تشكيل حكومة ائتلافية جديدة. جاء ذلك بعد مفاوضات شاقة اجراها الطرفان بشأن الخطوط العريضة التي ستحكم التحالف وتوزيع الحقائب الوزارية، اضطرت ميركل خلالها إلى تقديم تنازلات من أجل التوصل إلى تشكيل ائتلاف حكومي مع الاشتراكيين الديمقراطيين. 

فقد وقع قادة الأحزاب والكتل البرلمانية للتحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنغيلا ميركل، والاشتراكي الديمقراطي أمس الاثنين (12 مارس 2018) الاتفاقية التي تم التفاوض عليها مطلع فبراير الماضي لتشكيل ائتلاف حاكم في ألمانيا. وشارك في مراسم التوقيع التي جرت في مبنى "باول لوبه" بالبرلمان الألماني المستشارة الألمانية ورئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي أنغيلا ميركل، والرئيس المؤقت للحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس، ورئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري هورست زيهوفر.
وفي مؤتمر صحفي جمعها مع شولتس وزيهوفر، قبيل التوقيع قالت ميركل نقلا عن موقع "شبيجل اونلاين".  "لقد حان الوقت للبدء بالعمل". وذلك بعد حوالي ستة أشهر من الانتخابات التشريعية. وأضافت ميركل أن الهدف "أن يصل خير بلدنا إلى الجميع في ألمانيا". ورغم الصعوبات التي واجهت تشكيل تحالف كبير من جديد بدت المستشارة ميركل متفائلة في مهمتها الرابعة بمنصب المستشارية.
ويصوت البرلمان الألماني يوم الغد الأربعاء ميركل مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. وبذلك ستبقى أنجيلا ميركل، 63 عاماً، على رأس الحكومة للمرة الرابعة على التوالي. وقد حصلت ميركل في التصويت الذي جرى في الفترة التشريعية السابقة على نسبة 4. 74% من أصوات نواب البرلمان؛ وهي أعلى نسبة يحصل عليها مستشار لألمانيا. كما من المقرر تنصيب مجلس الوزراء الجديد أمام الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير يوم غدا الأربعاء أيضا.
وقد كان طريق ميركل لولاية رابعة طويلاً وصعباً منذ أعلنت نيتها في مؤتمر صحفي في الـ 20 نوفمبر 2016 الترشح لولاية رابعة ولو أنهت ميركل ولايتها الرابعة ستكون قد حطمت الرقم القياسي في مدة الحكم لـ14 عاما في المانيا الذي سجله المستشار كونراد أديناور بعد الحرب العالمية الثانية. لكنها ستعادل سلفها وراعيها السياسي هلموت كول الذي بقي مستشارا لـ16 عاما.
حيث بدأ الصراع في الـ 24 من سبتمبر 2017 عندما اسفرت الانتخابات عن نتائج سيئة لحزبي الائتلاف الحكومي المسيحي والاشتراكي بشكل غير مسبوق. وعلى إثر هذه النتائج بأقل من 20 في المائة من الأصوات، أعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أنه سيكون في صفوف المعارضة، فيما أعلن الحزب الليبرالي والخضر أنهم مستعدون لتشكيل ائتلاف مع حزبي الاتحاد المسيحي.
وفي أكتوبر 2017 بدأت مشاورات ما يُسمى بتحالف جامايكا، بين الحزب المسيحي والليبرالي والخضر. واتضح أن هذه المشاورات كانت صعبة للغاية. ورغم التوصل في البداية إلى نتائج مرضية، فإنها لم تكن كافية لتشكيل تحالف جامايكا.
وبعد أسابيع من المشاورات، خرج رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي كريستيان ليندنر في الـ 19 من نوفمبر للإعلان أمام الصحافة أن حزبه ينسحب من مشاورات جامايكا، وبات المستقبل السياسي في ألمانيا غامضا ، لاسيما وأن الحزب الاشتراكي الديمقراطي كان يرفض المشاركة في حكومة مع ميركل ولا كن بعد تدخل الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بإجراء مفاوضات مع رؤساء الأحزاب وبعد أخذ ورد داخلي أعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أخيراً أنه مستعد للدخول في مفاوضات مع حزبي الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل لتشكيل حكومة ألمانية. وبدأت هذه المفاوضات في الـ 7 من يناير 2018  التقى زعماء حزبي الاتحاد المسيحي أنجيلا ميركل وهورست زيهوفر والحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتس ليعلنوا الشروع في مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي موسع، بالرغم من وجهات النظر المختلفة في كثير من القضايا.
وبالفعل لقد نجح الاشتراكيون في التفاوض بنجاح مع حزبي الاتحاد المسيحي، فحصلا على عدة تنازلات في مجالات شتى مثل الصحة والوظائف، وفازا بست وزارات للحزب بينها وزارات هامة كالعدل والخارجية .
الا ان ملف اللاجئين  مازال معلقا بشكل او بأخر لأسباب كثير مختلفة فقد أثير  جدل في الأونة الاخيرة  حول حجم ووجهة المساعدات الألمانية لسوريا، وكثرة المطالبات  بتشديد سياسية اللجوء في الحكومة المقبلة.