بوابة الحركات الاسلامية : هل يتم إخلاء سبيل "أبو ولاء العراقي" رأس تنظيم داعش في ألمانيا؟ (طباعة)
هل يتم إخلاء سبيل "أبو ولاء العراقي" رأس تنظيم داعش في ألمانيا؟
آخر تحديث: الأربعاء 14/03/2018 08:19 م
هل يتم إخلاء سبيل
رسالة المانيا - بوابة الحركات الإسلامية
تدرس محكمة ألمانية طلب إخلاء سبيل الداعية والقيادي السلفي، أبو ولاء العراقي نقلا عن صحيفة "دي فيلت" الألمانية، المشتبه بأنه رأس تنظيم داعش في ألمانيا، من الحبس الاحتياطي. وذكرت متحدثة باسم المحكمة الإقليمية العليا في مدينة تسيله الألمانية الاسبوع الماضي ، أنه لم يتم البت حتى الآن في طلب الدفاع بإخلاء سبيل أبو ولاء.
وقد برر الدفاع طلبه، بعد مرور خمسة أشهر ونصف من المحاكمة والسماع لشهادة شهود إثبات أساسيين، بأنه ليس هناك اشتباه إجرامي ملح. وأضاف أن شاهد الإثبات الأساسي، الذي تم استجوابه طوال أسابيع والتي تستند إليه بشكل قطعي لائحة الاتهام ضد الداعية العراقي وأربعة آخرين مشتبه فيهم، غير قابل للتصديق، موضحاً أن هناك أوجه تعارض عديدة بين أقوال الشاهد أمام المحكمة وصحيفة الدعوى.
يشار إلى أنه يتم محاكمة أبو ولاء وأربعة متهمين آخرين منذ شهر سبتمبر الماضي، بتهمة دعم تنظيم داعش والعضوية بها. ويشتبه بأنهم ساعدوا على تجنيد شباب، في منطقة الرور بولاية شمال الراين- فيستفاليا غربي ألمانيا ومنطقة هيلدسهايم في ولاية سكسونيا السفلى وسط ألمانيا، للتطرف الإسلاموي وأرسلوهم إلى المناطق التي يقاتل بها تنظيم "داعش". 
وقد مثل أحمد عبد العزيز عبد الله (33 عاماً) الشهير بأبي ولاء أمام القضاء الألماني في مدينة تسيله في ولاية سكسونيا السفلى شمال البلاد، بالإضافة إلى شركائه الأربعة: حسن كيلينك وهو تركي الجنسية (51 عاماً)، وبوبان سيميونوفيك وهو ألماني- صربي (37 عاماً)، وحامل الجنسية الألمانية محمود عميرات (28 عاماً) بالإضافة إلى أحمد فيفس يوسف(27عاماً) وهو من الكاميرون. وقد تصل الأحكام التي ستصدر بحق المتهمين إلى عشر سنوات وفق قانون الجنايات.
وتحدث تقارير إعلامية في ذالك الوقت عن تقديم شبكة "أبو الولاء" المساعدة للمجندين مالياً ولوجستياً للسفر إلى سوريا والعراق. ووصفت السلطات الألمانية "أبو ولاء العراقي" بأنه "الأخطر" من ضمن الشبكة. وقال المدعي العام الاتحادي، فرانك بيتر، بأن هذا الأخير هو "الرأس المدبر" للشبكة. و"أبو ولاء العراقي" مصنف من قبل السلطات الألمانية ومنذ سنوات كشخصية رئيسية بين الإسلامويين في ألمانيا. وتتحدث مصادر إعلامية عن تصنيف وزارة الداخلية الألمانية له منذ عام 2012  كـ"شخص متآمر".
ويتحدث أبو ولاء العراقي، الذي وصل إلى ألمانيا كطالب لجوء في 2001، اللغة الألمانية بطلاقة. وأشارت مجلة "شبيغل" الألمانية إلى أنه متزوج من امرأتين وأب لسبعة أطفال، وسافر وأقام بطريقة غامضة مرات عدة في العراق.
وحسب تقارير إعلامية، فقد ساهمت اعترافات أحد العائدين من القتال في صفوف "داعش"-بشكل جزئي- في إلقاء القبض على "أبو ولاء العراقي". وحسب ما قاله الشاب العائد من القتال في سوريا والبالغ من العمر 22 عاماً، فقد انضم لصفوف "داعش" في سوريا لعدة أشهر ثم هرب إلى تركيا، وهناك أعطى مقابلة إعلامية. ثم عاد نهاية سبتمبر الماضي إلى ألمانيا. وفي المقابلة وصف الشاب "أبو ولاء العراقي" بأنه "رجل داعش الأول في ألمانيا".
ويعتمد ملف الادعاء بشكل أساسي على شهادة مخبر في جهاز الاستخبارات الألماني الداخلي، جمع مؤشرات وأدلة ضد الداعية العراقي. ومن المفترض أن يتم إعفاء هذا الشاهد من الإدلاء بأقواله علنا، حفاظاً على سلامته.
ويخطب "أبو ولاء العراقي" ويعطي دروساً دينية في مسجد بمدينة هيلدسهايم في ولاية سكسونيا السفلى. ويلقب "أبو ولاء العراقي" نفسه بـ"شيخ هيلدسهايم". وقال وزير داخلية الولاية، بوريس بيستيروس نقلا عن دويتشه فيله، إن "المسجد تحول لـ"بؤرة لالتقاء السلفيين والمتطرفين، ليس فقط من ولاية سكسونيا السفلى، بل من خارجها أيضاً".
وقد تأسس المسجد عام 2012، وقد وضعت السلطات الأمنية المسجد تحت المراقبة منذ ثلاث سنوات. وحسب وزير داخلية ولاية سكسونيا السفلى فإن المسجد يدعو "للكراهية ضد غير المؤمنين". وعلى الأقل فقد سافر 26 شاباً من مدينة هيلدسهايم ومحيطها إلى مناطق الحروب. وحسب تقديرات المخابرات الداخلية الألمانية في تقرير لها في مايو الماضي فإن ولاية سكسونيا السفلى تشمل 550  متطرفاً إسلاموياً، وقد سافر من الولاية ما يقارب 75 شخصا "للجهاد" في سوريا والعراق.
وبحسب مذكرة الادعاء، كانت مهمته إلى جانب شركائه، تغذية المجندين بالفكر المتطرف وإرسالهم إلى الأراضي التي يسيطر عليها تنظيمداعش . لكنه خطط أيضاً في المسجد لتنفيذ اعتداءات. ومن بين الأشخاص الذين تربطهم علاقة بهذه الشبكة، واحد على الأقل من بين المراهقين الثلاثة الذين لا يتعدى عمرهم 16 عاماً والذين وضعوا عبوة ناسفة في أبريل 2016 في معبد للسيخ في ألمانيا، متسببين بإصابة ثلاثة رجال أحدهم جروحه كانت خطرة. وحكم على المراهقين الثلاثة بعقوبات بالسجن في مارس 2017.
ولم يقتصر نشاط "أبو ولاء العراقي" على العالم الواقعي الفعلي فقط، بل تعداه إلى الفضاء الافتراضي، حيث حظي بحضور قوي على شبكة الإنترنت. وكانت له أيضاً قناته الخاصة على اليوتيوب وفيها الكثير من الفيديوهات. ولا يظهر وجهه في الفيديو، بل يدير ظهره للكاميرا. ومن هنا أُطلق على أبو ولاء لقب "الداعية الذي لا وجه له" لأن تسجيلات الفيديو المنتشرة لدى شبكات متطرفة لا تُظهر وجهه. وكان يوجد تطبيق باسمه "Abu Walaa" في "متجر أبل"، حيث كان بإمكان لمستخدمي الهواتف الذكية تتبع نشاطاته. كما بلغ عدد المعجبين بصفحته على الفيسبوك حوالي 25 ألفاً. ودخل "أبو ولاء العراقي" في سجال مع الداعية السلفي الألماني، بيير فوجل، حيث كان هذا الأخير قد أدان - وبشكل علني- الهجمات الإرهابية ضد الغرب.

وفي سياق متصل  قضت محكمة ألمانية أمس  بسجن ثلاثة سوريين لعدة سنوات بتهمة الانتماء لتنظيم داعش  بعدما سافروا من ألمانيا إلى سوريا عام 2015 وانضموا للتنظيم الإرهابي حيث تدربوا على أساليب شن هجمات إرهابية. وقد ثبت لدى المحكمة أن الرجال الثلاثة سافروا في نوفمبر عام 2015 من سوريا إلى ألمانيا بتكليف من "داعش" لإعداد أنفسهم لشن هجمات وقال رئيس المحكمة نقلا عن دويتشه فيله إن المتهمين كانوا "خلايا نائمة" في ألمانيا في انتظار أوامر من "داعش". وكان المتهم الذي يبلغ من العمر 27 عاماً هو الوحيد الذي اعترف قبيل انتهاء المحاكمة بانتمائه لتنظيم داعش، بينما التزام المتهمان الآخران الصمت.