بوابة الحركات الاسلامية : مع "اسبوع الالام "بصمات داعش تدمي قلوب المسيحيين في باكستان (طباعة)
مع "اسبوع الالام "بصمات داعش تدمي قلوب المسيحيين في باكستان
آخر تحديث: الأربعاء 04/04/2018 01:53 م
مع اسبوع الالام بصمات
يتذكر المسيحيين هذه الايام  الالام التى عانها السيد المسيح حيث يعرف هذا الاسبوع ب "اسبوع الالام " وفي باكستان تحول  الاسبوع الرمزي الي واقع معاش  .الامر الذى يتكرر دائما قبل او مواكبة  مع الاعياد المسيحية فكما حدث هجوم انتحاري قبل عيد الميلاد في ديسمبر الماضي  تم قتل أربعة مسيحيين بالرصاص واصيبت طفلة في جنوب غرب باكستان، في هجوم جديد لتنظيم داعش على الأقلية المسيحية مواكبا للاحتفالات العالمية باسبوع الالام وعيد القيامة  وقع  الهجوم في حي غالبية سكانه من المسيحيين في مدينة كويتا عاصمة ولاية بلوشستان في جنوب غرب البلاد.
وقال قائد الشرطة في الولاية معظم جاه انصاري إن "ثلاثة اشخاص من أسرة واحدة بينهم امرأة قتلوا حين تعرّضت عربة يستقلونها لهجوم" بالرصاص.
وتابع أن "سائق العربة وهو مسيحي أيضًا قتل" في الهجوم.
وأصيبت طفلة في الهجوم وهي تتلقى العلاج في مستشفى المدينة، بحسب ما قال مسؤولون.
لكن المسؤول المحلي غلام علي بلوش قال إن اصابتها ليست بالغة. وأفاد انصاري أن "التحقيقات المبدئية تشير إلى أن الضحايا تعرّضوا لهذا الكمين بسبب ديانتهم".
وأعلن فرع تنظيم الدولة الإسلامية في افغانستان وباكستان، المسمى تنظيم الدولة الإسلامية - ولاية خراسان، مسؤوليته عن الهجوم، على ما ذكر مركز سايت الاميركي لرصد المواقع الجهادية.
واستهدفت الحركات الإسلامية المسلحة في الماضي المسيحيين والاقليات الدينية الأخرى في بلوشستان.
وفي ديسمبر الماضي  هاجم انتحاريان تابعان لتنظيم داعش يوم عيد الميلاد كنيسة ميثودية – طائفة انجيلية  في كويتا، في اعتداء أسفر عن تسعة قتلى وثلاثين جريحا.
والمسيحيين يشكلون 1.6% من سكان باكستان، أي حوالي 2.8 مليون شخص،] وهي ثاني أكبر أقلية دينية بعد الهندوسية في المجتمع الباكستاني. نصف مسيحيي باكستان يتبعون الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والنصف الآخر الكنائس البروتستانتية. غالبيّة المجتمعات المسيحية الباكستانية تنحدر من المتحولين الهندوس أبناء الطبقات السفلى من منطقة البنجاب، في عهد الإستعمار البريطاني.
وهم يعانون من التمييز والتهميش، وتقتصر وظائفهم على الأعمال المتدنية الأجر، فيما يتعرّضون احيانًا لاتهامات بالتجديف والكفر. كما يشكلون منذ سنوات الى جانب اقليات دينية اخرى هدفا للاسلاميين. ففي العام 2013 قتل 82 شخصا عندما استهدف انتحاريون كنيسة في مدينة بيشاور.
وتواجه الشرطة والجيش في باكستان  من حين لاخر الحركات المتشددة  في بلوشستان الغنية بالموارد المعدنية، والتي تشهدت هجمات واعمالا تخريبية ضد البنى التحتية وخطوط نقل الطاقة.
وتاريخيا فحسب التقليد السرياني في الهند فإن المسيحية وصلت هناك عن طريق نشاط توما، أحد تلامذة المسيح الإثنا عشر، حيث قام بناء سبع كنائس خلال فترة تواجده هناك. غير أن أقدم ذكر لهذا التقليد يعود إلى القرن السادس عشر. وبحسب كتاب أعمال توما الذي كتب بالرها بأوائل القرن الثالث فقد ذهب توما إلى منطقة نفوذ الملك جندفارس الواقعة في باكستان حاليًا. بينما يصف عدة كتاب ومؤرخون مسيحيون توما الرسول برسول الهنود.وفي القرن السادس عشر وصل الرهبان  الجزويت  من غوا والتي كانت مستعمرة برتغالية يقيمون إلى لاهور، وقاموا ببناء أولى الكنائس الرومانية الكاثوليكية في البنجاب، وذلك في عام 1597، بعد عامين من منحهم الإذن من قبل الإمبراطور أكبر، وقد هدمت هذه الكنيسة في وقت لاحق، ربما خلال حقبة أورانغزب. وفي وقت لاحق، جلبت المسيحية في المقام الأول من قبل الحكام البريطانيين في الهند في القرن الثامن عشر والتاسع عشر. وتجلى حضور المسيحية في المدن التي أنشأها البريطانيون، مثل مدينة كراتشي الساحلية، حيث بنيت كاتدرائية سان باتريك، إحدى أكبر الكنائس في باكستان، والكنائس في مدينة روالبندي، حيث أنشأ البريطانيون حاميات عسكريَّة، وكان الكثير من المسيحيين يقطنون في بلدات ضمن الحاميات العسكرية. وكذلك في كل مدينة ضمن الحاميات العسكرية كانت هناك مناطق تُعرف باسم لال كورتي، كان سكانها عادة من المسيحيين.
طريق التعصب 
كانت باكستان ( البنجاب  والسند )قبل التقسيم مكانًا شديد التنوع، لكن نزعة التسامح تراجعت بعد أن أصبح المجتمع متشددًا إسلاميًا وأكثر تجانسًا. وقبل التقسيم، كانت نسبة الأقليات 15% من تعداد السكان، لكنها تراجعت حاليا لتصل إلى 4%. عندما حققت باكستان استقلالها في عام 1947، تغير تنظيم وأنشطة المجتمع المسيحي تغيرًا جذريًا. وكان المسيحيون في البنجاب والسند نشطين جدًا بعد عام 1945 من خلال دعمهم للعصبة الإسلامية ومحمد علي جناح، وكان العديد من كبار المسيحيين الهنود مثل بوثان جوزيف قد قدموا خدمات قيمة للعصبة الإسلامية. وعد محمد علي جناح مرارًا وتكرارًا المساواة الكاملة لجميع المواطنين في باكستان، ولكن هذا الوعد لم يحافظ عليه خلفاؤه. وأصبحت باكستان جمهورية إسلامية في عام 1956، مما جعل الإسلام مصدر التشريع وحجر الزاوية في الهوية الوطنية، مع ضمان حرية الدين والمواطنة المتساوية لجميع المواطنين. خلال التبادلات السكانية الجماعية التي وقعت بين باكستان والهند بعد الاستقلال بسبب الصراع بين المسلمين والهندوس، هرب معظم الهندوس وجميع السيخ تقريبُا من البلاد. ويشكل المسيحيين في البنجاب الباكستاني أكثر من 2% من مجمل السكان، مع عدد قليل جدًا من الهندوس. بعد الاستقلال قدم المسيحيون بعض المساهمات في الحياة الوطنية الباكستانية. وكان أول رئيس غير مسلم للمحكمة العليا في باكستان القاضي ألفين روبرت كورنيليوس. كما شغل العديد من المسيحيون الباكستانيون كطيارون مقاتلون في القوات الجوية الباكستانية، وكان أبرزهم كل من سيسيل شودري، وبيتر أوريلي، وميرفن ل ميدلكوت. كما ساهم المسيحيون كمعلمين وأطباء ومحامين ورجال أعمال. في بريطانيا شغل مايكل نذير علي منصب أسقف روشستر وهو من أصول مسيحيَّة باكستانيَّة.
ووفقًا للصحفية باميلا كونستابل، في الثمانينيات والتسعينات من القرن العشرين بدأت التوترات بين المسيحيين والمسلمين في باكستان "تتفاقم". حيث أدّى صعود الدكتاتور العسكري الجنرال محمد ضياء الحق، وتأثير التعاليم الدينية الأكثر صرامة القادمة من دول الخليج كعامل محفز للتغيير. بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2011 على الولايات المتحدة، ازدادت الأمور سوءًا مع رؤية "العديد من المسلمين الباكستانيين" الرد الأمريكي على الهجمات "كمؤامرة خارجية لتشويه سمعة إيمانهم". فهاجر  الكثير من المسيحيون من باكستان، وخاصًة مع تزايد العنف تجاه المسيحيين مع بدء الحرب على الإرهاب عام 2001 ، وتركت الهجرة المسيحية تأثير سلبي على حياة المجتمع المسيحي الباكستاني نظرًا لهجرة عدد من المسيحيين الأكثر ثراء إلى كندا وأستراليا بعد أن أصبح جو انعدام التسامح في باكستان لا يطاق. وطورت الجماعة المسيحية الباكستانية "شعورا متناميًا بالقلق"، خاصًة فيما يتعلق بقوانين التجديف الصارمة التي تقيد أي إهانات ضدالاسلام ورموزه  للعقاب بالإعدام، والتي اعتبرها العديد من النشطاء "أداة لإستهداف الأقليات الدينية"، في التسعينيات تم القبض على بعض المسيحيين بتهمة التجديف، واحتجاجا على هذا القانون انتحر جون جوزيف وهو أسقف في فيصل أباد، احتجاجًا على إعدام مسيحيًا بتهمة التجديف
في عام 2009 أودت سلسلة من الهجمات إلى مقتل ثمانية مسيحيين في غوجرا بما في ذلك أربع نساء وطفل. وفي عام 2013، أدّى تفجير انتحاري في كنيسة في بيشاور إلى مقتل أكثر من مئة شخص، كما أسفرت سلسلة من الهجمات على الكنائس في لاهور في عام 2015 عن مقتل أربعة عشرة شخصًافي 27 مارس من عام 2016 قتل أكثر من سبعين شخصًا عندما هاجم انتحاري استهدف مسيحيين يحتفلون بعيد القيامة في لاهور. في عام 2016، أفيد بأن هيئة تنظيم الإعلام الإلكتروني الباكستانية حظرت جميع محطات التلفزيون المسيحية. وسمحت الهيئة فقط  ببث رسائل المسيحية فقط في عيد القيامة وعيد الميلاد.