بوابة الحركات الاسلامية : مجددًا.. مزاعم تركيا بأن عملية «عفرين» تمنع الإرهاب نحو أوروبا وأميركا (طباعة)
مجددًا.. مزاعم تركيا بأن عملية «عفرين» تمنع الإرهاب نحو أوروبا وأميركا
آخر تحديث: الأحد 08/04/2018 03:09 م
مجددًا.. مزاعم تركيا
بعد نحو ثلاثة أشهر علي اطلاق تركيا، لعملية "غصن الزيتون" العسكرية للسيطرة على مدينة "عفرين" السورية التي يتمركز فيها مواطنين أكراد، زعم وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو، أن العملية التي تجريها قوات بلاده في منطقة عفرين السورية و تساهم في إحلال السلام بالمنطقة، وتحول دون توسّع الإرهاب باتجاه أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وتجدد أنقرة محاولات بث أكاذيبها في أن عملية عفرين لمكافحة الإرهاب في حين أنها عملية قد تحقق لتركيا تواصلًا جغرافًيا على جميع المناطق الحدودية الواقعة بين البحر المتوسط ومدينة جرابلس غرب الفرات.
وجاء في مقال لمجلة "فورين بوليسي Foreign Policy " الأمريكية، أن عملية "غصن الزيتون" هي قبل كل شيء، خطوة للدفاع عن النفس ضد الهجمات الإرهابية المنظمة على الأراضي التركية.
وقال جاووش إن تركيا التي تحتضن 3.5 ملايين سوري، تهدف من خلال العملية العسكرية إلى إزالة عوائق إحلال السلام التي يضعها المعارضون لمستقبل سوريا الموحدة مؤكدا على أن معسكرات منظمة "PKK/YPG " الإرهابية الموجودة قرب الحدود التركية، تخدم هدفين اثنين، يتمثل الأول في فتح جبهة إضافية لعمليات "PKK" الإرهابية إلى جانب شمالي العراق، وربطها لتكون حزاما إرهابيا دائما، موضحًا أن الأسلحة والبنية التحتية العسكرية التي ضبطتها تركيا في عفرين تثبت وبشكل قطعي ذلك التقييم.
ووفق المعلن عنه، فإن الدوافع وراء العملية العسكرية منع الأكراد من تشكيل "حزام إرهابي" بوصف أنقرة على حدودها، إلى جانب حماية الأمن القومي التركي.
وكما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، فلا يمكن الفصل بين العملية وما يجري في الداخل التركي، حيث يرى البعض أن للعملية أهداف تتعلق بالداخل التركي، حيث قد تكون محاولة من أردوغان للقفز إلى الأمام والهروب من الأزمة الاقتصادية وتراجع مستوى الديمقراطية وارتفاع نبرة الانتقادات الدولية لسياسات الفصل والإقصاء بحق المعارضين، وهو ما يريد أردوغان تجاوزه بانتصارات حتى وإن كانت وهمية ومؤقتة.
ويبدو أن أردوغان يعتمد استراتيجية  تقوم على خلق تهديد خارجي لمواجهة التحديات الداخلية، وهو ما ثبت قبيل استفتاء تعديل الدستور في تركيا، الذي جرى في 2017، مع التصعيد الإعلامي بين تركيا وألمانيا ودول أوروبية أخرى.
جاووش، لفت خلال تصريحاته لمجلة "فورين بوليسي"، إلي أن الهدف الثاني للمعسكرات الإرهابية، هو تأسيس مواقع آمنة من أجل دويلتهم الصغيرة التي يرغبون في إقامتها على أنقاض سوريا والعراق وفي المناطق التي أخلاها تنظيم "داعش "الإرهابي.
وزير الخارجية أكد أن عملية "غصن الزيتون" تعرضت لحملة تشويه وافتراءات واسعة، الا ان الحقيقة أن تركيا توخت الحذر بشكل كبير لمنع تضرر المدنيين في المنطقة وكانت العملية من أكثر العمليات نجاحا في العالم.
ودعا وزير الخارجية إلى تجنب إظهار عملية "غصن الزيتون" على أنها هجوم تركي ضد الأكراد، لأن إرهابيي "PKK" و"YPG " لا يمثلون الأكراد إطلاقا.
كما أشار جاووش أوغلو إلى قيام "YPG " بتهجير حوالي 400 ألف كردي من الأراضي الخاضعة لسيطرته في سوريا وهؤلاء لا يستطيعون العودة إلى أراضيهم بسبب ممارسات التنظيم الإرهابي.
وقال وزير الخارجية إن تركيا تتمنى أن يعيش جميع الأكراد بسلام ووئام في كل البلدان، وإن إرهاب وقومية "PKK" تلحق الضرر بالجميع، بما في ذلك الأكراد.
وعن التوتر في العلاقات التركية الأمريكية، قال جاووش أوغلو إن من بين نقاط الخلاف بين الجانبين هو سياسة الولايات المتحدة في تسليح تنظيم "YPG / PKK" رغم تاريخه الإرهابي، والمتواصل منذ الإدارة السابقة برئاسة باراك أوباما.
كما أعرب وزير الخارجية عن أمله أن يكون تصحيح العلاقات بين البلدين أولوية بالنسبة إلى نظيره الأمريكي الجديد مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي الجديد للبيت الأبيض جون بولتون.
ودعا جاووش أوغلو إلى حماية الشرق الأوسط من خطر الطائفية والإمبريالية الجديدة، ومناطق النفوذ وصراعات العائلات المالكة، وجميع أشكال التطرف الديني وغيره، مؤكدًا على أن مقومات خارطة الطريق بشأن مستقبل ناجح في المنطقة قد بدأت تظهر بقيادة تركيا، معربا عن أمله أن تستغل الولايات المتحدة هذه الفرصة وتتجه لدعم رؤية السلام.
كما أعاد جاووش اوغلو الى الاذهان مزامع بعض الأطراف بشان أن عملية غصن الزيتون عطلت الحرب ضد "داعش" بسبب تركيز إرهابيي "YPG" على صد التقدم العسكري التركي مبينا عن اعتقاده أن هذا الأمر يدل على حماقة أي استراتيجية تعتمد على هؤلاء الإرهابيين، مشيرًا إلى أن تنظيم داعش منب بالهزيمة إلى حد كبير، الا ان ذلك لم يتحقق فقط عن طريق المجموعات المدربة والمسلحة على يد الولايات المتحدة.
وقال إن  "داعش" هُزم بفضل جهود بذلها الجيش العراقي وتحالف عالمي يعمل من تركيا التي أثبتت الجوانب الضعيفة للتنظيم عبر تدخلها المباشر في مدينة "جرابلس" شمالي سوريا.
ولفت وزير الخارجية الانتباه إلى أن تركيا تمتلك أوسع قائمة حظر للمقاتلين الإرهابيين الأجانب، وهي الدولة التي تنفذ أكبر عملية أمنية ضد "داعش" في العالم.
كما أكد جاووش اوغلو على أن تركيا لن تسمح بتجمع تنظيم "داعش" مجددا وستعمل مع الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الصدد.
كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن مارس الماضي، أن قواته سيطرت على مدينة عفرين ورفعت العلم التركي، وقال أردوغان، أنذاك إن وسط مدينة عفرين بات "تحت السيطرة تماما"، وإن الأعلام التركية رفعت في المدينة الواقعة في شمال سوريا.
بحسب التقارير المختلفة فإن أنقرة ترى في عفرين الخاصرة الفيدرالية الرخوة لشمال سوريا، فهي غير متصلة بالمناطق الفيدرالية الأخرى، كما أنها معزولة في الزاوية الغربية، وتحاصرها الكتائب المسلحة الموالية لأنقرة.
وتتمثل أهمية منطقة عفرين في كونها تفصل بين مناطق سيطرة ميليشات "درع الفرات" في مدن جرابلس والباب وإعزاز إلى الشرق من عفرين، ومحافظة إدلب في الغرب، وبالتالي فالسيطرة على عفرين قد تحقق لتركيا تواصلًا جغرافًيا على جميع المناطق الحدودية الواقعة بين البحر المتوسط ومدينة جرابلس غرب الفرات، ويعني هذا القضاء على أي إمكانية لتحقيق التواصل الجغرافي بين المناطق الكردية، والحيلولة دون ضمها لمناطق فيدرالية شمال سوريا، ومنع التواصل الجغرافي بين مقاطعات الفيدرالية السورية الشمالية.