بوابة الحركات الاسلامية : تقرير حقوقي: الغرب تقاعس عن مساعدة مسيحيي العراق وتركهم فريسة لداعش (طباعة)
تقرير حقوقي: الغرب تقاعس عن مساعدة مسيحيي العراق وتركهم فريسة لداعش
آخر تحديث: الأربعاء 11/04/2018 06:55 م
تقرير حقوقي: الغرب
نشر معهد "جيت ستون" الأمريكي، للسياسة الدولية، تقريرًا مطولًا بعنوان "اختفاء 80% من مسيحيي العراق"، للكاتب الإيطالي جوليو ميوتي، الصحفي بجريدة "لو فيجيليو"، يتناول فيه اضطهاد المسيحيين في العراق، التقرير الذي ترجمته بوابة الحركات الإسلامية.
وينقل الكاتب في تقريره - عن وضع المسيحيون في العراق - مقولة أحد المنظمات الحقوقية قائلة: "إن اضطهاد المسحيين اليوم أسوأ مما كان عليه في أي وقت مضى في التاريخ"، معتبرة أن سلسلة القتل الممنهجة ضد المسيحيين في المنطقة اتخذت من العراق "نقطة الصفر" من أجل "القضاء" على المسيحيين.
من جانبه يقول الأب بيوس قاشا من كنيسة مريم في بغداد: "لقد ارتدى رجال الدين المسيحي في العراق مؤخراً علامة سوداء كرمز للحداد الوطني، وذلك حزنًا على آخر ضحايا العنف ضد المسيحيين، بعدما قتل عامل شاب وعائلة كاملة من ثلاثة أفراد، مما يعني أنه لا مكان لنا هنا".
الأمر الذي تكرر قبل بضعة أيام ، إذ اكتشف رجال المليشيات الشيعية مقبرة جماعية لـ40 مسيحيًا قرب الموصل، معقل الدولة الإسلامية، وعاصمة المسيحيين في العراق، أغلبهم من النساء والأطفال، وللأسف لم يكتب الإعلام الغربي مقالًا واحدًا عن التطهير العرقي، من جانبه وجه الحاخام الأكبر حاييم كورسيا، نداءً عاجلاً لأوروبا والغرب للدفاع عن غير المسلمين في الشرق الأوسط، الذين شبههم بضحايا الهولوكوست.
وفي نفس السياق كشف تقرير جديد لمنظمة حقوق الإنسان العراقية، أن الأقليات العراقية، مثل المسيحيين واليزيديين والشبك، هم الآن ضحايا "الإبادة الجماعية البطيئة"، في هدم واضح لتلك المجتمعات القديمة إلى حد اختفائها، إذ يرصد التقرير الحقوقي اختفاء 81٪ من مسيحيي العراق، أما العدد المتبقي فمن الصابئة، وهي جماعة قديمة مكرسة للقديس يوحنا المعمدان، بينما تشير تقارير أخرى أن 94٪ اختفوا من العراق. بينما اليزيديين البالغ نسبتهم 18٪ فقد منهم من غادر البلاد ومنهم من قُتل، وقالت منظمة "حمورابي" المهتمة بحقوق الإنسان، إن تعداد المسيحيون في بغداد حتى 3 سنوات مضت كان يبلغ 600 ألف، أما اليوم فلا يوجد سوى 150 ألف.
الإحصاءات التي دفعت تشارلز دي ماير، رئيس جمعية "انقذوا مسيحيو الشرق"، SOS Eastern Christians ، قد تحدث للتو عن "انقراض المسيحيين"، مستشهدًا بكلام الأب سالار كاجو، من لجنة إعادة إعمار الكنائس في نينوى، عن إمكانية "أن تختفي المسيحية من العراق".
إذ تم تدمير العديد من الكنائس والمواقع المسيحية القديمة من قبل المتطرفين الإسلاميين، مثل كنيسة "القديس جورج" في الموصل، كنيسة "مريم العذراء الكلدانية"، التي تعرضت لهجوم بسيارة مفخخة، كذلك الكنيسة الأرمينية المحروقة في الموصل، كما تم تجريف مئات المنازل لمسيحيي الموصل، حيث قام الجهاديون أيضاً بإسقاط أبراج الجرس والأعقاب، مما دفع رجال الدين العراقيين مؤخرا لإطلاق استغاثة  "الكنائس في خطر".
ويشير جيلو ميوتي، كاتب المقال، إلى أن المسيحيين الذين يعيشون في الأراضي التي تخضع رسميا لسيطرة تنظيم داعش، قد تعرضوا للخيانة بشكل مأساوي من قبل العديد من الجهات الفاعلة، إذ تجاهلت الحكومات الغربية مصيرهم المأساوي، خاصو وأن العديد من الأساقفة في كثير من الأحيان لم يكن بمقدورهم الإعلان عن الاضطهاد الذي تعرض له المسيحيون على يد التنظيم، بينما تعاملت وسائل الإعلام كما لو كانوا هؤلاء المسيحيين عملاءً للاستعمار يجب أن يتم تطهيرهم من منطقة الشرق الأوسط، فضلًا عن تخلي المنظمات المدعية إنها تدافع عن "حقوق الإنسان"، حتى الرأي العام الأوروبي الذي من المفترض أنه مستعد دائماً للحشد ضد العنصرية والتمييز ضد الأقليات، وقف ساكنًا في الحرب ضد مسيحيي العراق. 
من جانبه يقول البطريرك السرياني الأرثوذكسي أغناطيوس أفريم الثاني، إن هناك "خطر حقيقي" لمستقبل المسيحية، وأن تصبح منطقة الشرق الأوسط، "متحفا" لهم، مشيرًا إلى أن العراق فقد ما بين 80-90٪ من سكانه المسيحيين.
يذكر أن القليل من القرى المسيحية بدأت في عملية إعادة الإعمار البطيئة، بأموال تبرعت بها منظمات الإغاثة الدولية مثل فرسان كولومبوس الأمريكية، وجمعية "ساعدوا الكنائس المحتاجة"، وقد وعد نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس مؤخرا بمساعدة هؤلاء المسيحيين، وإن كان يجب تتبع مصير المسيحيين الفارين الذين نجوا من داعش.
وكانت المجر هي الدولة الأوروبية الوحيدة من بين الدول التي اتخذت موقفًا إيجابيا لحماية مسيحيين العراق، إذ أعلنت التزامها بإنقاذهم من الإبادة الجماعية، كما قامت مؤخرًا بفتح مدرسة للمسيحيين النازحين من أربيل، بحضور وزير الموارد البشرية في المجر، زولتان بالوج.
المشكلة هنا أن الغرب لم يكن مستعدًا لإعطاء ملجأ لمسيحيي العراق عندما بدأ تنظيم داعش في تصفيتهم وإبادتهم