بوابة الحركات الاسلامية : قمة الظهران.. القادة العرب في مواجهة "وباء" الإرهاب (طباعة)
قمة الظهران.. القادة العرب في مواجهة "وباء" الإرهاب
آخر تحديث: الأحد 15/04/2018 03:33 م
قمة الظهران.. القادة
تواصل الدول العربية مساعيها للوصول إلي حلول جذرية في مواجهة أزمات المنطقة بأكملها، حيث انطلقت اليوم الأحد 15 أبريل 2018، أعمال الدورة العادية الـ29 للقمة العربية بمدينة الظهران شرقي السعودية، والتي باتت محط أنظار العالم إذ تعقد في ظروف إقليمية ودولية معقدة.
ووفق تقارير إعلامية فإن كافة قضايا المنطقة العربية وتحدياتها ستكون مدرجة على جدول أعمال القمة سواء الأزمات التراكمية أو الطارئة.
ويتباحث الزعماء العرب خلال 4 جلسات، اثنتان منها مغلقتان حول حزمة من الملفات أبرزها التدخلات الإيرانية التركية والحرب على الإرهاب، بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" بالظهران.

الإرهاب محور المباحثات

ومن أبرز الملفات التي تناقشها القمة العربية، الملف السوري، الليبي، اليمني، القضية الفلسطينية، التدخلات الإيرانية والتركية، وملف مكافحة الإرهاب.
وتتطرق القمة إلى التدخلات الإيرانية في الدول العربية، وتستنكر الهجمات الصاروخية على المملكة العربية السعودية، وتطالب إيران بوقف مد الميليشيات الحوثية بالصواريخ والأسلحة، ومساعدة اليمنيين على حل أزمتهم بعيدًا عن تدخلاتها. 
وبحسب مصادر دبلوماسية عربية، كما ذكرت وكالة رويترز، ستكون قمة الظهران بداية لإعلان الموقف العربي الجماعي النهائي من النظام الإيراني، كما أفادت المصادر ذاتها، بأن التصحيح من الداخل العربي سيكون طريقاً جديداً للمواجهة الشاملة مع نظام ولاية الفقيه الطائفي والميليشيات الحزبية الإرهابية التي يدعمها، خصوصا ميليشيات الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان.
ووفق نفس المصادر، ففي إطار المنظومة العربية الشاملة لم يعد مقبولًا ولا يجوز السكوت عن تدخلات النظام الإيراني، خصوصاً أن أهم دولة عربية وإسلامية السعودية تتعرض لتهديد الصواريخ الحوثية الباليستية المصنوعة في طهران.
كما تبحث القمة قضية جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى المتنازع عليها بين إيران والإمارات في الخليج العربي، و"التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية وسبل حشد موقف عربي موحد إزاءها"، إضافة إلى قضايا حماية الأمن القومي العربي.

الأزمة السورية
ويأتي انعقاد القمة بالتزامن مع توجيه ضربة جوية أمريكية- بريطانية- فرنسية على مواقع عسكرية سورية، حيث تفرض الأزمة السورية نفسها على رأس قائمة القضايا التي ستبحثها القمة العربية في الظهران إثر التصعيد الأخير، والعدوان الغربي الذي تعرضت له سوريا، ومن المتوقع أن يبحث القادة العرب الأزمة السورية بكافة جوانبها بما فيها التطورات الأخيرة.
وبين القضايا المطروحة، طلب المغرب الحصول على الدعم العربي لاستضافته بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026، ودعم النازحين في كافة الدول العربية، وفي مقدمتهم النازحين العراقيين.
واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الوفود المشاركة من القادة والرؤساء والملوك والأمراء العرب.
وتهدف القمة لبحث سبل تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك والتصدي للتحديات والتهديدات التي تتعرض لها المنطقة العربية.
وتتصدر القضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي والانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة أجندة القمة.
وتعمل على متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية وتفعيل مبادرة السلام، ودعم موازنة دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني، والجولان العربي السوري المحتل، والتضامن مع لبنان ودعمه.

ملك السعودية
وافتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبدأت مراسيم تسليم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني رئاسة القمة، إلى خادم الحرمين الشريفين، ثم ينتقل القادة إلى الاجتماعات المغلقة لبحث جدول أعمال القمة التي ستمتد حتى غد، وتختتم بعرض عسكري كبير يحضره قادة الدول العربية إلى جانب خادم الحرمين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
وقال الملك سلمان، إن القضية الفلسطينية قضيتنا الأولى ونؤكد تمسكنا بحصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه، وأن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية.
وأكد علي ضرورة حل الأزمة اليمنية ووصول المساعدات الإنسانية، قائلا: ملتزمون بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله
 ورحب الملك سلمان، بالبيان الصادر عن مجلس الأمن الذي أدان بشدة إطلاق ميليشيات الحوثي الإرهابية صواريخ باليستية إيرانية الصنع تجاه المدن السعودية.
وفيما يخص الأزمة الليبية، أكد  علي أن دعم مؤسسات الدولة الشرعية والتمسك باتفاق الصخيرات هما الأساس لحل الأزمة الليبية.
وجدد إدانته الشديدة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة، رافضًا تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية
 كما رحب بما توافقت عليه الآراء حول القمة العربية، قائلا: نحن آملين أن تسهم في دفع عجلة الثقافة العربية الإسلامية.

عاهل الأردن
من جهته، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني رئيس القمة العربية السابقة على الحق الأبدي للفلسطينيين والعرب والمسلمين في القدس، قائلا: "واجبنا الوقوف مع الفلسطينيين في صمودهم لتحقيق دولتهم".، معتبرا أن القضية الفلسطينية قضيتنا الأولى ويجب حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه.
وأضاف: لقد سخرنا خلال رئاستنا القمة الماضية كل جهودنا لخدمة القضايا العربية وخاصة الفلسطينية، لأن الفلسطينيون دعاة سلام وعلينا الوقوف معهم في صمودهم لتحقيق دولتهم،  مؤكدًا أن أستانا ليست بديلا عن جنيف في التسوية السورية.
وعقدت القمة العربية السابقة في 29 مارس 2017، بمنطقة البحر الميت في الأردن، بمشاركة جميع الدول باستثناء سوريا، التي علقت جامعة الدول العربية عضويتها منذ العام ٢٠١١.

أمين الجامعة العربية
من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن الأزمات المشتعلة في المنطقة تزعج كل عربي.. واستمرارها تضعفنا جميعا، موضحًا أن دعم الرئيس الفلسطيني أمر ضروري.
وأشار أبو الغيط، إلي أن النظام السوري يتحمل مسؤولية كبيرة في انهيار الوطن العربي وفقدان الكرامة.
ولفت إلي أن إيران دعمت ميليشيات وعصابات مارقة في اليمن لتهديد أمن المملكة.
فيما أكد أمين منظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، أن الدول العربية تنبهت منذ وقت مبكر لآفة الإرهاب، مدينا استهداف السعودية وأراضيها ومواطنيها بصواريخ الحوثي ومن يمده بالسلاح.

أمير الكويت
 الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير الكويت، قال: الأمن ما يزال بعيد المنال عن عدد من الدول العربية"، مضيفا "مطالبون ببذل جهود مضاعفة لحل الخلافات في العالم العربي، مضيفًا: "مطالبون بتدارس الآليات لتحديد الخلل والقصور الذي يعتري القضايا العربي.
وأضاف "التصعيد في سوريا أدى إلى كارثة إنسانية"، مشيرا إلى أن مجلس الأمن عجز عن إيجاد حل سياسي للأزمة.

موجريني

وقالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية، فيديريكا موغيريني، يجب محاسبة المسؤولين في سوريا على استخدام الأسلحة الكيمياوي، مؤكدة علي أن القدس الشرقية عاصمة فلسطين.
وتابعت "يشرفنا التعامل مع الأمم المتحدة حول مستقبل سوريا، وقضينا على إرهاب داعش بالتعاون المشترك.
وأضافت "يشرفنا استقبال الاجتماع السادس مع جامعة الدول العربي بشأن القدس"، متابعة "نسعى لإيجاد حل بين الفلسطينيين والإسرائيليين تحت مظلة الأمم المتحدة".
كما لفتت إلى أن "العالم العربي يمكن أن يتحول لمنطقة ذات رفاهية ورخاء".
ويعتبر حضور موغيريني القمة العربية فرصة للتباحث مع القادة العرب حول آخر التطورات التي طرأت في المنطقة العربية والتحديات التي تواجه استقرارها.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقيه، "أفريقيا والعالم العربي بحاجة ماسة لتفعيل القرارات، منددًا باستخدام السلاح الكيميائي في سوريا ونطالب بحل سياسي للأزمة السورية".
وتابع: الإرهاب والتطرف الغلو الديني أكبر خطر في عالمنا اليوم.

الرئيس المصري
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مصير الشعب السوري ومستقبله بات رهنا بلعبة الأمم وتوازنات القوى الإقليمية والدولية، مضيفًا  أن  دول عربية تواجه للمرة الأولى منذ تأسيسها تهديدات لوجودها.
وأضاف، أن جيش دولة أجنبية موجود على أراضي دولتين عربيتين، قائلا: دول إقليمية تحاول إنشاء مناطق نفوذ في الدول العربية
ولفت السيسي، إلي أن الحق العربي في القدس ثابت وأصيل وغير قابل للمساومة، موضحًا أن خطر التنظيمات الإرهابية والكيانات الطائفية يهدد دولا عربية عدة.
وأعرب السيسي عن أمله في أن يعود البعض من الواقفين في الجانب الخاطئ من التاريخ عن دعمهم الإرهاب.
وقال السيسي إن الحفاظ على وحدة اليمن ووحدة ليبيا مسؤوليتنا، مضيفًا لا يجب السماح باتخاذ الانقسام الفلسطيني ذريعة لتكريس الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلي أن مصر لن تقبل بقصف عناصر يمنية الأراضي السعودية، وأنه لا مستقبل في اليمن إلا بحل سياسي.
طالب السيسي  بتحقيق دولي شفاف حول استخدام أسلحة محرمة في سوريا، قائلا: سوريا أرض عربية ولا يجوز أن تحل الأزمة فيها إلا وفقا للشعب السوري، ولقد آن الأوان لوقف نزيف الدم السوري.
وأكد الرئيس السيسي علي أن الإرهاب خطر تواجهه كل الدول العربية، مضيفًا أن
المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية الكاملة لمواجهة مخططات مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني.
وتابع: القضية الفلسطينية تبقى قضية العرب المركزية، وأن الأمن القومي العربي يواجه تحديات غير مسبوقة، قائلا: هناك دول إقليمية تحاول إنشاء مناطق نفوذ في الدول العربية.
وتابع: هناك جيش دولة أجنبية موجود على أراضي دولتين عربيتين.

ملك البحرين
وقال ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، إن "المجتمع الدولي مطالب بالقيام بدور أكبر في تنفيذ قراراته، مضيفا: ترأس المملكة العربية السعودية للقمة سيعود على بلادنا بالخير، مضيفا "متمسكون بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".
كما أكد أن "الدول العربية بحاجة مزيد من التكاتف لمواجهة التدخلات الخارجية".

الرئيس الفلسطيني
الرئيس الفلسطيني محمود عباس: قال إن القدس تشهد هجمة استيطانية غير مسبوقة بدعم من الإدارة الأمريكية، مضيفًا أن إعلان الولايات المتحدة القدس عاصمة لإسرائيل جعلها طرفا في الصراع وليست وسيطا.
وأضاف عباس، أن الحديث عن خطة سلام أمريكية بات أمرا غير ذي مصداقية، وأن القدس الشرقية كانت وستبقى إلى الأبد عاصمة لدولة فلسطين.
وأكد علي عدم رفض المفاوضات يوما واستجبنا لجميع المبادرات التي قدمت لنا، مشيرا إلي أن حماس تتحمل مسؤولية محاولة اغتيال رئيس الحكومة ورئيس جهاز المخابرات
وأضاف: مساعينا لتحقيق المصالحة وتوحيد أرضنا وشعبنا لم ولن تتوقف، قائلا: لم ولن نتخلى عن شعبنا في غزة وقدمنا نصف موازنتنا الحكومية لشعبنا في غزة 
وتابع: سنعقد المجلس الوطني نهاية الشهر الجاري على أرض فلسطين لتعزيز صمود شعبنا وتمتين جبهتنا الداخلية.
وقال: طرحنا في شباط الماضي خطة سلام في مجلس الأمن تستند في الأساس إلى المبادرة العربية.
وأوضح أن خطة السلام تدعو لعقد مؤتمر دولي للسلام عام 2018 وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف لرعاية مفاوضات جادة.
وقال الرئيس الفلسطيني، سنواصل الصمود والبناء دفاعا عن فلسطين وعاصمتها القدس ومقدساتها وحق شعبنا في الحرية والاستقلال.
وأكد علي ضرورة الدعوة لتشجيع زيارة القدس وفق ما أقره مجلس الجامعة العربية.

موقف ضد إيران

ويرى مراقبون أن السعودية ستدفع خلال أعمال القمة باتجاه اعتماد موقف أكثر حزما ضد إيران المتهمة أيضا من قبل المملكة بدعم الحوثيين في اليمن المجاور بالسلاح، الأمر الذي تنفيه طهران.
وتسعي السعودية التي تتدخل عسكريا في اليمن منذ عام 2015 لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، إلى اقناع شركائها ضد ما تصفه "بالعدوان المباشر" من جانب إيران المتهمة بأنها تزود الحوثيين بمعدات متطورة، لكنّ طهران تنفي دعم الحوثيين عسكريا.
وتتمتع إيران بنفوذ كبير في الشرق الأوسط وتدعم مجموعات شيعية مسلحة موالية لها في عدد من دول المنطقة، على رأسها حزب الله اللبناني.
وعقدت أول قمة عربية في 28 مايو 1946 ، بدعوة من ملك مصر فاروق الأول (1936- 1952) في قصر أنشاص شمالي البلاد، وحضرها رؤساء حكومات الدول السبع المؤسِسة للجامعة العربية (1945) وهي: مصر وشرق الأردن والسعودية واليمن والعراق ولبنان وسوريا، وأكدت القمة -التي صنفها مراقبون ضمن القمم الطارئة- على عروبة فلسطين وأن مصيرها هو مصير كل دول الجامعة.