بوابة الحركات الاسلامية : تونسيون وفلسطينيون شاركوا في الهجوم على معسكر الجيش المصري/القضاء يلغي إدراج 97 «إخوانياً» ضمن قوائم الإرهاب/ملاحقة خلايا «داعش» في نينوى وصلاح الدين والأنبار (طباعة)
تونسيون وفلسطينيون شاركوا في الهجوم على معسكر الجيش المصري/القضاء يلغي إدراج 97 «إخوانياً» ضمن قوائم الإرهاب/ملاحقة خلايا «داعش» في نينوى وصلاح الدين والأنبار
آخر تحديث: الإثنين 16/04/2018 09:40 ص
تونسيون وفلسطينيون
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات عربيًا وعالميًا بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم الاثنين الموافق 16-4-2018

تونسيون وفلسطينيون شاركوا في الهجوم على معسكر الجيش المصري

تونسيون وفلسطينيون
أكد مصدران مصريان أن فلسطينيين شاركوا في الهجوم على معسكر الجيش في «القسيمة» في وسط سيناء أول من أمس، وأن قتلى بين الإرهابيين ليسوا مصريين.
وكان الجيش أعلن قتل 14 إرهابياً بينهم 4 انتحاريين هاجموا معسكراً له في وسط سيناء، بعدما تصدت لهم قوة حراسة المعسكر، ففجر الانتحاريون أنفسهم، وتسبب تطايراً لشظايا في مقتل 8 عسكريين وجرح 15 آخرين.
وقال الخبير في شؤون الحركات الإسلامية ناجح إبراهيم لـ «الحياة»، إن بين القتلى الإرهابيين فلسطينيين وتونسيين ومصريين، فيما أكد مصدر مصري مطلع وجود جثامين لفلسطينيين بين القتلى.
وهجوم القسيمة هو أول هجوم ضخم يُنفذه إرهابيون في سيناء منذ انطلاق العملية العسكرية الشاملة في شباط (فبراير) الماضي.
ولوحظ أن الهجوم نُفذ في منطقة القسيمة البعيدة عن مركز عمليات تنظيم «داعش» في المثلث الجنوبي لمدن شمال سيناء (العريش- الشيخ زويد- رفح)، وهي منطقة هادئة تكثر فيها المزارع، علماً أن «داعش» تبنى الهجوم.
وقال ناجح إبراهيم لـ «الحياة»، إن معسكراً لتدريب عناصر هذا التنظيم ضبط في القسيمة، حفرت فيه أنفاق تحت الأرض. ولفت إلى أن «داعش» ربما بدأ يلجأ إلى تكتيك «الخلايا العنقودية» التي تتشكل من أعداد قليلة ولا توجد علاقات بين أفرادها، بهدف تفادي استهداف بنية التنظيم في شكل جماعي ضمن العملية العسكرية الشاملة.
وأضاف إبراهيم أنه لوحظ أخيراً أن عدد المسلحين الأجانب، ضمن خلايا «داعش» في سيناء في ازدياد، موضحاً أن معلومات أكيدة دلت على وجود فلسطينيين وتونسيين ضمن قتلى هجوم «القسيمة».
وذكر أن المسلحين إما أتوا من الخارج، تحديداً من المنطقة الغربية أو من قطاع غزة، وإما أنهم كانوا ضمن هيكل «داعش» الرئيس في شمال سيناء، ومع الضغط العسكري على التنظيم فر مسلحوه إلى الأطراف في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه قوات الجيش والشرطة على التنظيمات المتطرفة في شمال سيناء.
ولم يستبعد إبراهيم أن يكون مسلحون ضمن المهاجمين أتوا من سورية والعراق، عبر مسارات تهريب من المنطقة الغربية خصوصاً، لافتاً إلى تحليلات تُرجح أن ينتقل المسلحون من سورية والعراق إلى صحراء سيناء ومناطق في أفريقيا وجنوب روسيا. وأشار إبراهيم إلى أن «داعش» سيناء بدأ يكشف بعض أسراره، ما يدل على أن التنظيم يسعى إلى التماسك في مواجهة الضربات الأمنية المتلاحقة التي يتلقاها.

القضاء يلغي إدراج 97 «إخوانياً» ضمن قوائم الإرهاب

القضاء يلغي إدراج
قضت محكمة النقض المصرية أمس بإلغاء قرار إدراج 97 متهماً من عناصر لجان «العمليات النوعية» في جماعة «الإخوان المسلمين»، المصنفة إرهابية في محافظة الفيوم (جنوب القاهرة)، ضمن قوائم الإرهابيين، وأمرت المحكمة بإعادة النظر في هذا القرار أمام إحدى دوائر محاكم الجنايات غير التي سبق وقبلت تضمين أسماء المتهمين في قوائم الإرهاب.
وكانت محكمة جنايات القاهرة أمرت بإدراج 154 متهماً من عناصر الإخوان على لوائح الإرهاب، في ضوء الطلب المقدم بهذا الشأن من النيابة العامة والمرفق به تحقيقات تفيد ارتكاب المتهمين لجرائم تستوجب هذا الأمر.
وتقدم 97 من المدرجين بقوائم الإرهابيين في هذه القضية، بطعون أمام محكمة النقض على قرار محكمة جنايات القاهرة، مطالبين بإلغاء هذا القرار.
يشار إلى أن النيابة العامة كانت أرفقت بقرارها تحقيقات تفيد ارتكاب المتهمين جرائم القتل العمد والشروع في القتل العمد بقصد الإرهاب، وحيازة وإحراز أسلحة نارية وذخائر ومواد مفرقعة تنفيذاً لغرض إرهابي، واستهداف المؤسسات والمنشآت العامة للدولة، خصوصاً المنشآت الشرطية وتلك التابعة للقوات المسلحة، وتولي قيادة والانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون تستهدف المساس بمقدرات الدولة وتعريض حياة المواطنين والسلم للخطر.
في غضون ذلك، قضت محكمة النقض أمس برفض الطعون المقدمة من 8 متهمين في قضية أحداث العنف التي وقعت في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون في تموز (يوليو) 2013، والمعروفة بـ «أحداث ماسبيرو الثانية»، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي.
وأيدت الأحكام الصادرة ضدهم من محكمة الجنايات لاتهامهم بالانتماء لجماعة «الإخوان المسلمين».
وكانت محكمة جنايات القاهرة قضت في آذار (مارس) 2016، بمعاقبة 15 متهماً بالسجن المؤبد (25 عاماً)، والسجن المشدد 15 عاماً لـ3 متهمين آخرين، كما عاقبت 5 متهمين آخرين بالسجن المشدد 10 سنوات، وغرمت المحكمة كل متهم مبلغ 20 ألف جنيه (الدولار نحو 17.50 جنيه).
وواصلت محكمة جنايات القاهرة أمس إعادة محاكمة مرشد «الإخوان» محمد بديع و12 آخرين من قيادات الجماعة، في قضية «أحداث مكتب الإرشاد» واستمعت المحكمة إلى شهود عيان على أحداث العنف في محيط مقر مكتب الإرشاد في المقطم وداخله.
كما واصلت «جنايات القاهرة» محاكمة 21 متهماً من بينهم المستشار الاقتصادي للرئيس المعزول عبدلله شحاتة، في القضية المعروفة بـ «اللجان النوعية».
واستمعت المحكمة خلال الجلسة إلى مرافعة النيابة العامة، إذ وجهت للمتهمين في القضية اتهامات بـ «قيام التنظيم بإحياء الجهاد السري لتنظيم الإخوان، والاعتداء على منشآت الدولة، وقاموا بعمليات إرهابية تحت أسماء حركية»، مشيراً إلى تكوينهم محوراً عسكرياً لتنفيذ العمليات واتخذوا مقراً لهم في منطقة الكوم الأخضر في الجيزة (جنوب القاهرة).
من جهة أخرى، استقبل النائب العام المستشار نبيل صادق أمس نظيره السعودي الشيخ سعود بن عبدالله المعجب ووفداً مرافقاً له لبحث التعاون المشترك. وتأتي الزيارة وفق بيان للنيابة العامة في إطار «التعاون وتبادل الخبرات والمعلومات بين النيابة العامة المصرية ونظيرتها السعودية لتفعيل التعاون القضائي بين الدولتين في كل مجالات القانون الجنائي المختلفة».
 (الحياة اللندنية)

«النقض» المصرية تقر الإعدام والسجن المشدد لـ«خلية أوسيم»

«النقض» المصرية تقر
قضت محكمة النقض المصرية أمس، برفض الطعن المقدم من 24 متهماً في القضية الإرهابية معروفة باسم «خلية أوسيم»، وأيدت العقوبات الصادرة ضد المتهمين من محكمة الجنايات بالإعدام والسجن المشدد. كانت محكمة جنايات الجيزة، أصدرت حكماً في فبراير الماضي بمعاقبة 4 متهمين في القضية بالإعدام، بعد استطلاع رأي المفتي بشأن إعدامهم. كما حكمت بمعاقبة 14 متهماً آخر حضورياً بالسجن المشدد 15 سنة، وغيابياً على 12 بالسجن المؤبد. ونسبت النيابة العامة للمتهمين قيامهم بـ «تأسيس وإدارة خلية إرهابية تهدف لتعطيل الدستور والقانون وتهدف للاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وتهديد رجال الضبط القضائي، مستخدمةً في ذلك العنف والإرهاب».
من جانب آخر، أعلن إرهابيو تنظيم «داعش» في سيناء، مسؤوليتهم عن هجوم أوقع 8 قتلى من أفراد الجيش المصري وأصاب 15 آخرين أمس الأول، دون أن يقدم التنظيم المتطرف دليلاً على مزاعمه.
 (الاتحاد الإماراتية)

قانون جديد لتنظيم التحفظ على أموال الإخوان

قانون جديد لتنظيم
وافقت لجنة الشؤون التشريعية والدستورية، بالبرلمان المصري، أمس، على مشروع قانون مقدم من الحكومة لتنظيم إجراءات التحفظ وإدارة أموال جماعة الإخوان المحظورة. 
ويتكون القانون من 18 مادة، يقضي بتشكيل لجنة قضائية من 7 شخصيات، يتم ندبهم بقرار من رئيس الجمهورية. 
ونص القانون على عقوبة الحبس سنة، وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، لكل من يمتنع عن إمداد اللجنة بالمعلومات اللازمة لأداء أعمالها.
 (الخليج الإماراتية)

قيادي إخواني عن معارضة إسطنبول: «قوادون ووكلاء حصريون للكذب»

قيادي إخواني عن معارضة
هاجم طارق قاسم، القيادي الإخواني، والإعلامي المفصول من قناة الشرق، ما تسمى بمعارضة إسطنبول، مؤكدًا أنهم وكلاء حصريون للكذب والتدليس والإدعاء، وأغلبهم قوادون بضاعتهم الزور وتجارة المواقف، بحسب وصفه.
وقال «قاسم»، في منشور مطول على حسابه، بموقع التواصل الاجتماعي: «عمري 34 سنة، لي هنا أربع سنوات تعلمت فيها - حسبما أزعم - ما يحتاج تعلمه لعقود، وأقوى وأقسى ما يعلم المرء، هو كشف الغطاء عن حقيقة ما آمن به، وانبرى له ودفع ثمنا لنصرته».
وتابع: «انكشف حقيقة إناس كنا نرى فيهم قدوة ونلتمس معهم الفهم والأمان، فإذا بكثير منهم سفراء للحيرة ووكلاء حصريون للكذب والتدليس والادعاء، وغلبهم نخاسون للأفكار، وقوادون للقيم بضاعتهم الزور وتجارة المواقف.
وأكمل: «في إسطنبول كانت الحقيقة سافرة في مظهرها، عاهرة في جوهرها، وهاهي التجربة تنتهي، تجربتنا نحن من نطلق على أنفسنا «ثوار»، على نحو درامي، وفضائح من كل لون، ومن كل نوع، نصب وسرقة وأكل حقوق، ومخاز ذات طابع جنسي أحيانا كثيرة. التجربة تنتهي إن لم تكن انتهت.
وأردف: لم يتبق من التجربة، سوى السحرة الذين عرفوا من أين تؤكل الكتف، ويسعى أغلبهم الآن لتتويج دعارتهم، التي مارسوها طوال سنوات أربع، بالحصول على الجنسية التركية، أو السفر لدول غربية لتأمين أنفسهم وأسرهم، بعدما أدركوا أن الأزمة لا أفق لحلها تاركين الآلاف ممن تبعوهم، عرايا في مهب كل احتمال وخطر، تلك هي الصورة باختصار. 
واختتم: على الجميع البحث عن حلول خارج تلك العصابات الآثمة، وبداية جديدة، خارج تلك الأماني المصنعة في معامل كل مخابرات الأرض، متابعا: ربيعنا الجماعي انتهى، والكل يعلم أنه انتهى، لأنه كان حلما بلا رجلين، ووهما بلا أدوات، وتجربة قتلتها الخيانة. 
(فيتو)

ملاحقة خلايا «داعش» في نينوى وصلاح الدين والأنبار

ملاحقة خلايا «داعش»
أعلن مركز الإعلام الأمني في العراق القيام بحملات أمنية في مناطق عدة بمحافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار بحثاً عن عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، فيما أكد «الحشد العشائري» في الأنبار اقتحام ثلاث مناطق تعد من أبرز أماكن خلايا التنظيم.
وقال الناطق باسم مركز الإعلام الأمني العميد يحيى رسول في بيان: «إنه وبإشراف قيادة العمليات المشتركة، باشرت قيادة عمليات نينوى بالاشتراك مع الحشدين الشعبي والعشائري بتطهير المناطق الواقعة غرب نينوى وهي المحلبية وجنوب تلعفر وسنجار وأم جريس والبعاج والقيروان والكراح».
وأضاف أن «قيادة عمليات صلاح الدين بدأت بعملية تطهير مناطق جنوب الحضر وشمال الصينية إلى وادي المعالف». وتابع أن «قوات عمليات الأنبار باشرت بتفتيش مناطق عكاشات والرطبة وشمال طريق الخط السريع، كما بدأت قيادة عمليات الجزيرة بعملية تفتيش مناطق أعالي الفرات الممتدة من راوة والرمانة على الحدود العراقية- السورية شمالاً إلى الحدود الفاصلة مع قيادة عمليات نينوى». وأوضح أن «عملية التفتيش شملت أيضاً مناطق وادي حوران وتمكنت من تدمير معسكر ومضافات لداعش».
وأكد رسول أن «عمليات شرق الأنبار تمكنت من تطهير 4 كيلومترات من الجسر الياباني وعثرت على عبوات ناسفة»، مضيفاً أن «القوات تمكنت من العثور على عبوتين ناسفتين ورمانة قاذفة خلال عملية تفتيش في منطقة اللهيب ونفذت عملية أخرى في منطقة المعامل فجرت خلالها 15 عبوة ناسفة وعثرت على 13 أخرى في منطقة المصالحة».
إلى ذلك، أعلن القيادي في «حشد» الأنبار قطري العبيدي اقتحام ثلاث مناطق غرب المحافظة تعد من أبرز مناطق اختباء خلايا «داعش». وقال في تصريحات إن «القوات الأمنية من الفرقة السابعة مسنودة بقوات من الحشد وبدعم من طيران الجيش بدأت بحملة أمنية استباقية واسعة النطاق تركزت على مناطق وادي حوران والمدهم وأم الوز الواقعة في الصحراء الرابطة بين أقضية الرطبة وحديثة والقائم غرب الأنبار، على خلفية معلومات استخباراتية تفيد بوجود معاقل وأنفاق سرية ومخابئ للأسلحة مدفونة تحت الأرض». وأضاف أن «القوات الأمنية استولت على آليات عسكرية تابعة للإرهابيين».
وفي كركوك، أكد «الحشد الشعبي» العثور على أنفاق ومضافات لـ «داعش» بعملية أمنية لتطهير قرى محيط الحويجة جنوب غربي كركوك. وأفاد بيان للحشد بأن «قوات اللواء 11 واصلت عمليات التطهير لقرى محيط الحويجة لملاحقة فلول داعش»، مشيراً إلى أن «القوات عثرت على نفقين ومضافات لعناصر التنظيم بتلك القرى».
 (الحياة اللندنية)

خديعة الإسلام السياسي: انهيار الغرب فرصة للمسلمين

خديعة الإسلام السياسي:
انهيار الحضارة الغربية حتمية تاريخية ومصلحة إسلامية سرعان ما ينتقل من طور الانتظار إلى طور العمل لأجل تحقيق النتيجة بشتى الطرق والوسائل.
في العالم الإسلامي بدأت محاولات “التأصيل الفكري” لذلك الرهان المفلس من كتابات المفكر الجزائري مالك بن نبي. هذا الأخير يسرد أسبابا محددة لسقوط الحضارة الغربية لكي يزعم في الأخير بأن “قيام دولة إسرائيل في فلسطين… بداية مؤشر انهيار الحضارة الغربية بعد الحرب العالمية الثانية” (وجهة العالم الإسلامي – الجزء الثاني (المسألة اليهودية)، مكتبة الأسد، آفاق معرفة متجددة، الطبعة الأولى 2012، 
وقد أطلقت تيارات ما سمي بـ”الصحوة الإسلامية” خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي عدة شعارات تجييشية هيّجت النفوس وأشعلت نيران الفتن، واستندت في مجملها إلى عدة أفكار متهافتة وهدامة، من بينها أن انهيار الحضارة الغربية سيكون وشيكا، وسيحدث بسبب طابعها المادي وبسبب انحلالها الأخلاقي، وربما بسبب الحرب العالمية الثالثة أيضا. وفي الأخير سيعقب ذلك الانهيار المهول انتصارا مدويا للإسلام.
رحلة البحث عن الخدائع المؤسسة للإسلام السياسي، تؤدي إلى عدد مكثّف من الأفكار الجزئية التي قامت عليها خديعة أخرى من خدائع الإسلاميين، وتتعلق بخديعة قرب انهيار الحضارة الغربية، وهو الانهيار الذي سيكون لصالح الإسلام وفي مصلحة المسلمين أو هكذا يزعمون
بالإضافة إلى كل ذلك فقد حاول قادة ودعاة الإسلام السياسي إنتاج قاموس سياسي يقدم نفسه كبديل عن القاموس الموجود في العلوم السياسية الدولية، وذلك بدعوى التبيئة والأسلمة والتأصيل وما شابه، وهو الإجراء الذي بدأته الحالة الإيرانية حين استطاعت في أجواء ما سمي بالصحوة أن تُحدث انقلابا جذريا في مستوى الجهاز المفاهيمي ككل، من قبيل الحديث عن الاستكبار العالمي بدل الإمبريالية العالمية، وعن اليهود بدل الصهيونية، وعن الجهاد بدل النضال، وعن تغيير المنكر السياسي بدل الإصلاح السياسي، وعن الطاغوت بدل الاستبداد، وعن المستضعفين بدل الشعوب أو بدل شعوب العالم الثالث.
دون أدنى شك فإن المسلم الذي يقتنع بفكرة أن انهيار الحضارة الغربية حتمية تاريخية ومصلحة إسلامية سرعان ما ينتقل من طور الانتظار إلى طور العمل لأجل تحقيق تلك النتيجة بشتى الطرق والوسائل الممكنة وغير الممكنة. كما ليس مستغربا أن تنعكس تلك النزعة العدوانية على سلوك الكثير من المنظمات الإسلامية في ضواحي المجتمعات الغربية، والتي أصبحت حاضنة للإرهاب المعولم. فقد كان القائد الميداني لهجمات 11 سبتمبر 2001، محمد عطا، أحد أبناء تلك الحواضن ممن تنقلوا بين ألمانيا وأفغانستان قصد التدرب على التعجيل بسقوط الغرب، بعد أن شعر المخدوعون بأن سقوطه قد تأخر أكثر من اللازم.
وقد جاءت قبل ذلك إدانة عمر عبدالرحمن المحكوم حاليا بالمؤبد بعد إصداره لفتوى تحرض على القيام بهجمات إرهابية، في سياق دروس رمضانية كان يلقنها للجالية المسلمة في الولايات المتحدة. لقد تسربت العدوى إلى مسلمي أوروبا عبر بوابة “فقه المعاملات في بلاد الكفر”، وهي العدوى التي ساهم فيها شيوخ السلفية الجهادية، الفزازي، أبوحمزة، أبوقتادة، وغيرهم، خلال التسعينات من القرن الماضي.
وبدعوى حرية التعبير تم استصدار الكثير من الفتاوى المخالفة للقوانين والأخلاق، من قبيل جواز سرقة بعض المحلات التجارية، والتضييق على المارة في الطرقات وغيرها، في ذلك السياق وُضِع الشباب المسلم في أفق انتظار أسلمة وشيكة لأوروبا، سواء بالهجرة أو التناسل أو على الخصوص بفعل جهود التنظيمات السياسية التابعة لجماعة العدل والإحسان المغربية، وجماعة الإخوان المسلمين الدولية وغيرهما. الأمر الذي حوّل الكثير من ضواحي المدن الغربية إلى مجرد حواضن للمحبطين بسبب طول انتظار “انهيار الغرب” و”انتصار الإسلام”، فكان طبيعيا أن يقرر الشباب المبشّر بانهيار الغرب العمل بنفسه قصد التعجيل بـ”النبوءة”.
طبعا لن نتكلم عن الالتباس الذي وقع فيه الكثير من اليساريين، من حيث الخلط بين انهيار الرأسمالية الغربية وانهيار الحضارة الغربية، وهو الالتباس الذي ساهم في استقواء الإسلام السياسي في آخر المطاف. لكن ماذا عن تهافت الأفكار المكوّنة لخديعة الانهيار الوشيك للغرب؟
- أولا، فكرة أن الغرب سينهار قريبا: في أجواء الحربين العالميتين وأزمة 1929، تشكّلت فرضيات حول قرب انهيار الحضارة الغربية، فرضيات صاغها بعض المفكرين الغربيين بادئ الأمر، ثم سرعان ما استهوت الكثيرين ممن تداولوها كنبوءة “تشفي الغليل”، بل تداولوها على طريقة الرؤية القيامية، حيث ربط بعضهم بين علامات انهيار الحضارة الغربية من جهة، وعلامات الساعة من جهة ثانية (النساء الكاسيات العاريات، والتطاول في البنيان، إلخ). لكن بمعزل عن الأماني الوسواسية والتي باتت تحتاج إلى نوع من المقاربة العلاجية، لا توجد مؤشرات موضوعية لقرب انهيار حضارة ظلت منذ منتصف القرن العشرين إلى غاية اليوم هي الحضارة الأكثر احتراما للتعددية والتداول السلمي للسلطة ومناهج البحث العلمي والإبداع الفني وقضايا الحريات الفردية والمساواة الجنسية وحقوق الأقليات. وإلا فما هي مؤشرات انهيار حضارة لا تزال إلى غاية الآن تمثّل الأفق الكوني لكل الحالمين بالهجرة نحو حياة جديرة بالحياة؟ لعلها ثلاثة مؤشرات مزعومة: النزعة المادية والنزعة الإباحية والحرب العالمية الثالثة. لا بأس أن نناقشها تباعا.
- ثانيا، فكرة أن الغرب سينهار بسبب ماديته: ليس هناك من شك في أن توصيف الغرب بأنه مجرّد حضارة مادية خالية من الروح هو أكبر خديعة من خدائع الإسلام السياسي. بالعقل السليم يمكننا أن نتساءل: كيف لحضارة تقود العالم في مجالات الإبداع الموسيقي والفلسفي والفني والمعماري والأدبي والجمالي أن تكون حضارة مادية بلا روح؟ وإذا لم تتجلَّ الروح في تلك المجالات فأين ستتجلى إذن؟
حتى وإن سقطت الحضارة الغربية لأي سبب من الأسباب فلن تنهض أي حضارة أخرى دون الاعتماد على مكتسبات الحداثة والتنوير
- ثالثا، فكرة أن الغرب سينهار بسبب انحلاله الأخلاقي: في ما يخص هذا الادعاء تكفي مقارنة بسيطة بين مظاهر التحرّش الجنسي في كل من المجتمعات الغربية والمجتمعات ذات الغالبية المسلمة حتى تنكشف أوهامنا المثيرة للسخرية. وهذا دون التطرق إلى مختلف المظاهر التي تحمل المعنى الحقيقي للفساد الأخلاقي: الرشوة، التهرب الضريبي، الغش، الكسل، الكذب. وهنا بالذات لسنا مؤهلين لإعطاء الدروس للآخرين.
- رابعا، فكرة أن الغرب سينهار بسبب الحرب العالمية الثالثة: لا شك أن هذا الرهان السوداوي قد انتهى مباشرة عقب سقوط جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفييتي، مخلّفا وراءه ذكرى سيئة لذهنية تنتظر انهيار الآخر لكي تقتات على جثثه مثل الضباع الخاملة، مقابل شعوب أخرى انطلقت قبل نصف قرن فقط من نقطة الصفر وصارت اليوم تنافس الغرب في مختلف الميادين والمجالات دون أن تنتظر انهياره. عموما ثمة شيء مؤكد، إن الانفعالات السلبية لا تصنع الحضارة، بل تبدّد كل الفرص الممكنة لبناء الحضارة.
- فكرة أن الإسلام سينهض عقب انهيار الغرب: في ما اصطلح عليه البعض باسم سنّة التدافع الحضاري، استنادا إلى الآية التي أسيئ استعمالها، “لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض”، وهي الآية التي يقدّمها التيار الجهادي لتبرير عنفه، ويقدمها التيار الإخواني لتبرير شموليته. فالإسلام عندهم هو الأحق بقيادة البشرية، لا لسبب مقنع سوى لأنه “خاتم الرسالات”، ولا لمبرر معقول سوى لأن الأمة الإسلامية هي “خير أمة أخرجت للناس″. لكن في الوقت الذي كان فيه أنصار ما يسمى بالصحوة الإسلامية يرقبون انهيار الغرب كما لو أنهم يرقبون شهر رمضان، كانت شعوب أخرى مثل اليابان والصين والهند تشق طريق الصعود من دون حاجة لانتظار سقوط الغرب أو غير الغرب.
عموما حتى وإن سقطت الحضارة الغربية لأي سبب من الأسباب فلن تنهض أي حضارة أخرى دون الاعتماد على مكتسبات الحداثة والتنوير، بكل ما يعنيه ذلك من قدرة وجرأة في استيعاب قيم العقل، والمساواة والحريات الفردية وحقوق الإنسان وروح البحث العلمي والتطلع إلى إعمار الفضاء وتحسين نوعية الحياة وحماية التنوع البيولوجي وترسيخ وحدة النوع البشري. عدا كل ذلك، سيكون انهيار الحضارة الغربية في حال حدوثه مجرد تدهور مجاني في الحضارة الإنسانية بأسرها.
 (العرب اللندنية)