بوابة الحركات الاسلامية : الانتخابات العراقية تشعل أزمة عرقية "كردية - كردية" (طباعة)
الانتخابات العراقية تشعل أزمة عرقية "كردية - كردية"
آخر تحديث: الأربعاء 09/05/2018 03:14 م
الانتخابات العراقية
يبدو أن الإنتخابات  العراقية  سوف تشعل أزمة  عرقية  "كردية – كردية" وذلك بعدما اتهم مسؤول الأمن والمعلومات في إقليم كردستان لاهور شيخ جنكي، رئيس وزراء إقليم كردستان نيجرفان برزاني بممارسة الارهاب الفكرى بعد ان اتهمهم كأحزاب كردية  في السليمانية، بنفس التهمة وهى ممارسة الإرهاب الفكري.
وقال شيخ جنكي خلال مؤتمر انتخابي في منطقة دباشان في السليمانية: "إن من يتهمنا بالإرهاب الفكري فليضرب رأسه في أكبر صخرة بجبل ازمر الشامخ" وأضاف جنكي الذي كان له دور بارز في إخماد الحرب بين البيشمركة والجيش العراقي في كركوك عقب استفتاء استقلال كردستان إلى جانب بافل طالباني ابن الرئيس الراحل جلال طالباني بإعطاء أوامر الانسحاب للبيشمركة من كركوك: "نحن لن نخدع جماهيرنا ولكن هناك جهات قامت مراراً وتكراراً بخداع جماهيرها"، في إشارة إلى حزب الديمقراطي الكردستاني، الذي دائماً ما يعتبر بخطاباته أنه المدافع الأوحد عن حقوق الكرد.
يذكر أن نيجيرفان بارزاني اتهم يوم الجمعة الماضي، حزبي "اليكيتي" و"حركة التغيير" في السليمانية بمحاربة الحزب الديمقراطي الكردستاني من خلال تشويه الحزب أمام أهالي السليمانية وبالإرهاب الفكري.
وقال بارزاني: إن تواجد مسعود بارزاني والديمقراطي الكردستاني في بغداد أثبت أنه من أجل حماية حقوق الكرد وليس للحصول على المناصب، مضيفاً: إن محاولات فصل السليمانية عن إقليم كردستان لن تنجح، لأنهم لا يعرفون تاريخ هذه المدينة العريقة.
وفي الإطار نفسه، أعلنت عضو مجلس النواب العراقي عن حركة التغيير تافكة أحمد  فى وقت سابق عن مطالبة نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، نيجيرفان بارزاني، بتوضيح أقواله حول عبارة الإرهاب الفكري.
وأضافت تافكة أحمد: ليس من حق أي أحد التجاوز على محافظة السليمانية، مشيرة إلى أنه في الوقت الحالي فقد فقدت الأحزاب الكردية مصداقيتها لدى الشارع الكردي، ما دفع بعض الأحزاب إلى سياسية كسر العظم لغرض جمع الأصوات.
وأوضحت أحمد أن "الأحزاب الكردية طوال الدورات الماضية في البرلمان لم تكن موحدة بل مشتتة، وأن وجود تحالف كردي داخل قبة البرلمان ليست سوى كذبة، لاسيما أن همهم الوحيد كان الحصول على المناصب والوظائف في بغداد دون مراعاة مصلحة المواطن الكردي"، لافتة إلى أنهم "لم يتفقوا على أي مادة دستورية تخدم مصالح الكرد، مرجحة وباعتقادها الشخصي أن "25% إلى 30% من الناخبين الكرد لن يشاركوا في الانتخابات".
 وكانت أوساط سياسية وشعبية كردية قد أبدت تخوّفها من عودة الصراع الكردي-الكردي المسلح بين بعض الفصائل والقوى الكردية، كما كانت عليه الحال خلال تسعينيات القرن الماضي.
وبرزت تلك المخاوف على إثر نشوب اشتباكات مسلحة بين قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، وعناصر من حزب العمال الكردستاني التركي المعارض، الذي يتزعمه عبد الله اوجلان، المعتقل في تركيا منذ ما يقارب العشرين عاماً.
ونشبت الاشتباكات المسلحة بين الطرفين قبل يومين في مناطق تابعة لقضاء سنجار، بعد تحرك قوات البيشمركة لفرض سيطرتها على مواقع خاضعة لسيطرة حزب الـ(PKK) منذ نحو عامين.
وجاءت تلك التطورات متزامنة مع قيام عناصر تابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني بالسيطرة على مقر شركة نفط الشمال في مدينة كركوك، مطالبة الحكومة الاتحادية بإنشاء مصفى نفطي في المدينة يتيح لابنائها الاستفادة من الموارد المالية للنفط المنتج في مدينتهم.
وبينما شنت وسائل الاعلام الكردية التابعة لحزب البارزاني حملات اعلامية حادة ضد حزب العمال الكردستاني (PKK)، أصدرت رئاسة اقليم كردستان بيانا اكدت فيه انه “لا يمكن لأي طرف التدخل في شؤون الإقليم أو إعاقة تحركات البيشمركة” وبحسب مصادر كردية خاصة، فان تشكيلات من قوات البيشمركة التابعة لاكراد سوريا المعروفة باسم “روج افا” شاركت في الاشتباكات الى جانب قوات البارزاني.

من جانبها اصدرت وحدات الحماية الكردية التابعة لـ(PKK) بياناً طالبت فيه بانسحاب قوات “روج افا” من سنجار، مؤكدة ان مناطق خانة سور تحررت من قبلهم، وهي تحت سيطرتهم الآن ولن ينسحبوا منها.
وكانت العلاقات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني، وحزب العمال الكردستاني متوترة على الدوام، بسبب الدعم الذي يحظى به الديمقراطي الكردستاني من تركيا، ناهيك عن القاعدة الجماهيرية التي يتمتع بها حزب العمال في الشارع الكردي العراقي، وكذلك علاقاته الجيدة مع خصوم الحزب الديمقراطي، كحزب الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير ، الامر الذي يثير حفيظة حزب البارزاني.
وقد استغل حزب العمال الكردستاني التركي بروز تنظيم داعش في محافظة نينوى ومناطق اخرى في صيف عام 2014، ليعزز وجوده هناك بعد طرد داعش من قضاء سنجار، وهو ما اوجد قلقا كبيرا لدى الحزب الديمقراطي الكردستاني وحليفته انقرة.
مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان الإنتخابات  العراقية  سوف تشعل أزمة  عرقية  " كردية – كردية" وأن التطورات الاخيرة في الساحة الكردستانية،  سوف تعمق مأزق  الاكراد داخليا ، وسوف تزيد من حجم الضغوط الموجهة بينهما  سياسيا واقتصاديا وامنيا.