بوابة الحركات الاسلامية : دراسة: اضطهاد مسلمي أمريكا يدفعهم للانضمام إلى «داعش» (طباعة)
دراسة: اضطهاد مسلمي أمريكا يدفعهم للانضمام إلى «داعش»
آخر تحديث: الجمعة 08/06/2018 01:59 م نهلة عبدالمنعم
دراسة: اضطهاد مسلمي
توصل فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا وجامعة «Duke»، من خلال دراسة نشرت الخميس 7 يونيو 2018، إلى أن كراهية المجتمع الأمريكي للمسلمين الأمريكيين قد تدفع الأخيرين إلى اللجوء لداعش.

واكتشف الباحثون أن المجتمعات التي يعبر فيها الناس عن مشاعر قوية معادية للمسلمين، قد تدفع بعض الأشخاص مباشرة إلى أحضان الجماعات المتطرفة، كما تجعلهم يهرعون إلى البحث على الإنترنت حول كيفية الانضمام إلى تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، ومن ثم العودة لأمريكا؛ بدافع الانتقام من كارهيهم.

كما كتب عالم الاجتماع الأمريكي، كريستوفر بيل وزملاؤه في ورقتهم البحثية بالدراسة، أن سياسات مكافحة الإرهاب التي تهدف إلى جعل الولايات المتحدة آمنة من الراديكالية الإسلامية المحلية قد تُحدث نتائج عكسية، وذلك نتيجة لترويج المسؤولين المنتخبين بشكل روتيني لاسترتيجيات مكافحة الإرهاب التي تستهدف المسلمين أكثر من المجموعات الأخرى؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى تأجيج حلقة مفرغة من الكراهية.

واعتمد العلماء في بحثهم على تمشيط مصطلحات البحث على الإنترنت؛ لتقييم ما يفكر فيه الناس؛ لأنه من غير المرجح أن يعترف المتطرفون المحتملون بذلك في استطلاعات الرأي العام العادية، وذلك عن طريق استخدام البيانات المتاحة للجمهور التي توفرها خدمة «Ad Words» على محرك البحث جوجل ومحركات أخرى، إضافة إلى معلومات عن التعداد السكاني الأمريكي.

وأجريت الدراسة عن طريق البحث عن المتوسط الشهري لعبارات، مثل: كيفية الانضمام إلى داعش بتفسيراتها المختلفة باللغة الإنجليزية، إضافة إلى بحثهم عن المشاعر المعادية للمسلمين، وذلك بعبارات بحث مثل: «المسلمون إرهابيون»، أو «المسلمون سيئون»، «المسلمون خطرون»، و«المسلمون أشرار».

فخلصت الدراسة إلى وجود ارتباط طردي قوي بين كراهية المسلمين واللجوء لداعش، فطبقًا لنتائج الدراسة فإن المجتمعات التي كانت فيها عمليات البحث المضادة للمسلمين شائعة، ارتفعت فيها أيضًا عمليات البحث عن الانضمام إلى داعش أو دعمه.

وقد دعمت دراسة نشرها مركز الاقتصاد والسلام البريطاني نتائج الدراسة الأخيرة لجامعة كاليفورنيا؛ حيث ذكرت أن طريقة التعامل مع اللاجئين من المسلمين تحدد أسلوب اندماجهم في المجتمع، أو تحولهم إلى إرهابيين.

أمريكا ليبرالية
وعن أسباب لجوء المسلمين في الولايات المتحدة إلى التنظيم يقول أحمد كامل البحيري، باحث متخصص في شؤون الإرهاب: إن الكراهية ضد المسلمين ليست هي السبب الرئيسي أو الأول في تطرف هؤلاء؛ حيث تعد الولايات المتحدة من الدول الليبرالية، وتسمح بتعدد الآراء، ويتعايش شعبها مع جميع العرقيات والأجناس والأديان.

وأشار «البحيري» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن اللاجئين في الدول العربية يَلْقَوْنَ معاملة أكثر قسوة مما يلقاه أقرانهم في أوروبا وأمريكا، في إشارة منه إلى موقف المجتمع اللبناني من اللاجئين السوريين، والتضييق عليهم.

وتتضارب البيانات حول العدد المحدد للأمريكيين في داعش، بينما قدر المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، جاكوب واليس عدد المواطنين الأمريكيين الذين التحقوا بالتنظيم بنحو 300 فرد.

وانخرط عدد منهم في تهديد الدولة مثل «أبوحمزة الأمريكي» الذي نشر عقب انضمامه إلى التنظيم في سوريا فيديو يهدد فيه بسحق الولايات المتحدة، باستخدام الأسلحة الجديدة التي حصل عليها التنظيم، والمضادة للطائرات.

وعلى ذكر فيديوهات التهديد التي كان أبطالها من الأمريكيين، انتشر فيديو في أغسطس 2017 يُظهر طفلًا أمريكيًّا يهدد الرئيس دونالد ترامب.

الذئاب المنفردة
ولا تنتهي ظاهرة إقبال الأمريكيين على التنظيم عند السفر إلى مراكز القتال فقط، بل بتبني وجهة النظر المتطرفة لداعش؛ ليشكلوا ذئابًا منفردة للتنظيم داخل أراضي الولايات المتحدة.

وتذكر دراسة لمركز مرجعية العدالة الجنائية الوطنية والمعروف بـ« NCJRS» أن العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها من خلال الذئاب المنفردة قد ارتفعت بعد أحداث 11 سبتمبر، فالفترة منذ 2001 حتى 2013 تم فيها ارتكاب 45 هجومًا أسفر عن مقتل 55 شخصًا.

ومن العمليات الأكثر دموية التي نفذها إرهابيون أمريكيون في الفترة الأخيرة، كانت حادث الهجوم على نادي للمثليين جنسيًّا في مدينة أورلاندو، ونفذه الأمريكي ذو الأصول الأفغانية «عمر متين» في 12 يونيو 2016.

وفي 28 نوفمبر 2016 نفذ أمريكي من أصول صومالية حادث دهس وطعن في جامعة أوهايو؛ ما خلف إصابة 10 أشخاص.

وتكثر في الأونة الأخيرة التوجيهات الصادرة من الجمعيات الإرهابية للذئاب، التي تحثهم على تنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة ومواطنيها.

ويُشار إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قد أعاد خلال شهر رمضان الحالي تقليد إفطار المسلمين في البيت الأبيض، الذي أوقفه من قبل، وهو تقليد اعتاد عليه الرؤساء الأمريكيون قبل ترامب.