بوابة الحركات الاسلامية : عبدالعزيز مقرن.. أمير الإرهاب الدموي في السعودية (طباعة)
عبدالعزيز مقرن.. أمير الإرهاب الدموي في السعودية
آخر تحديث: الأربعاء 20/06/2018 01:10 م حور سامح
عبدالعزيز مقرن..
بدأ تنظيم «القاعدة» في المملكة العربية السعودية من 1995، وبرز دوره التخريبي، إثر حادث الهجوم بسيارة مفخخة على إدارة للحرس الوطني السعودي، ما أدى لمقتل ستة أشخاص بينهم 5 أمريكيين، ليتوالى بروز دور واحد من أكثر التنظيمات الدموية الإرهابية في المملكة.

ويُعَدُّ عبدالعزيز المقرن قائد التنظيم في السعودية، من أبرز الشخصيات الدموية، وتولى قيادة التنظيم لمدة ثلاثة أشهر، وكانت أكثر الفترات التي تعرضت فيها المملكة لهجمات إرهابية مُتلاحقة.

وأعلنت السلطات السعودية، مقتل «مقرن» يوم 19 يونيو 2004، بعد الكشف عن مكان وجوده بيوم واحد، خصوصًا أن الأجهزة الأمنيَّة السعوديَّة كانت في حالة استنفار قصوى للقبض عليه.

وُلِدَ مقرن في 1974 ولم يُكْمِل تعليمه، ولكنه انضم في صغره لجمعية تدعى التوعية الإسلامية، لينتقل بعدها لجماعات أكثر تطرفًا وتشددًا، وكان إضافة إلى هذا يمتلك مهارة لعب كرة القدم، لينتقل بعد ذلك لصحبة عدد من الشباب المتشدد، فيما أشارت تقارير أمنية سعودية لمشاركته في حرب أفغانستان ضد الاحتلال السوفييتى من الفترة 1990 ــــــ 1994، ليشارك منتصف 1995 في القتال مع الجبهة الإسلامية في الجزائر، ويقوم بتهريب الأسلحة من إسبانيا إلى الجزائر عبر المغرب.

وفي محاولات للقبض عليه هرب «مقرن» من الجزائر، وظل يتحرك بين السعودية وأفغانستان لفترة، ليشارك بعد ذلك فى حرب البوسنة والهرسك، ولكنه لم يكن مقاتلًا عاديًّا بل تطور وأصبح يدير ويدرب معسكرات للتدريب، ولم يمكث فترة طويلة في البوسنة، فعاد إلى السعودية مع عدد من المجموعات التابعة لــــ«القاعدة»، لينتقل إلى اليمن، ولم يلبث فيها كثيرًا كانت مجرد محطة ليمهد طريقه للانتقال للصومال.

وقاتل «مقرن» في الصومال ضد إثيوبيا، ووقع أسيرًا في قرية «أوجادين» مع عدد من عناصر مجموعات إرهابية أخرى، لتطالب السلطات السعودية فيما بعد بتسليمه، ويُحكم عليه بالسجن أربع سنوات، لكن الجهات المختصة فى وزارة الداخلية السعودية تدخلت لتخفيف مدة العقوبة للنصف، ليخرج بعد سنتين، لحسن أخلاقه، على حد تعبير السلطات وقتها.

تنوعت مهام عبدالعزيز مقرن، فكان يقوم بتدريب العناصر الحديثة في تنظيم القاعدة، وكذلك قيامه بالربط بين مجموعات الإرهاب محليًّا ودوليًّا، وهو ما يفسر سفره الكثير في فترات قصيرة، ما سمح له بأن يتبوأ سدة قيادة تنظيم القاعدة في السعودية.

بعد مقتل «يوسف العييري» مؤسس الفرع السعودي في تنظيم القاعدة الذي عُرِفَ باسم «جماعة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب»، مع عددٍ من قيادات تنظيم القاعدة في «القصيم» خلال عملية نوعية، جرى الإسراع بتهريب «مقرن» للسعودية عن طريق قطر، إذ كشفت السلطات السعودية بعد ذلك امتلاك مقرن جواز سفر قطريًا، ووجوده فعليًّا في مارس 2004، في تسجيل مصور يخفي وجهه، موجهًا تهديدًا للسلطات السعودية بضرورة خروج الأجانب من السعودية، لتتوالى بعد ذلك المقطع عدد من العمليات الإرهابية التى أربكت السعودية وقتها.

سدة قيادة الدمار
في منتصف أبريل 2004، وقع انفجار ضخمٌ بسيارة مفخخة بالعاصمة السعودية الرياض، مستهدفًا مبنى الأمن العام، الذي يضم الإدارة العامة للمرور، وقوات الطوارئ، والأدلة الجنائية، وخلَّف هذا العمل الإرهابي الذى سمع صداه على مسافة 10 كيلومترات أربعة شهداء، و148 مصابًا، ليعلن تنظيم القاعدة فى السعودية مسؤوليته عن الحادث، مشيرًا إلى أنه لن يكون الحادث الأخير.

وفي الأول من مايو 2004 شن «القاعدة» هجومًا بمدينة «ينبع» أدى لمقتل 6 من الأجانب الموجودين في المملكة، وفي الشهر نفسه اقتحم مسلح مجمعًا سكنيًّا، واحتجز عشرات الرهائن وقتها، وكان أغلب السكان من الموظفين في شركات نفط أجنبية، وأدت العملية لمقتل 19 غربيًّا وتمكن المسلح من الفرار وقتها.

إلى أن جاءت أكثر العمليات التي جعلت السلطات الأمنية في المملكة تفرض حالة استنفار قصوى، وهي عملية خطف وقتل أحد المقيمين الأجانب «بول مارشال جونسون الابن»، التي جرت عام 2003، ليصادف قتل «بول جونسون» اليوم نفسه الذي قتل فيه «مقرن» على يد السلطات السعودية بعد سنة من مقتل جونسون.

تم اختطاف «بول» فى نقطة تفتيش مزيفة، وبث وقتها «مقرن» مقطعًا مصورًا لجونسون يرتدي بذلة حمراء معصوب العينين وتظهر عليه علامات التعذيب التى تعرض لها، وطالب «مقرن» خلال المقطع الإفراج عن معتقلى «القاعدة» مقابل الإفراج عن «جونسون»، وفي الوقت التي استنفرت قوات الأمن للقبض على مقرن ومعاونيه، قام «مقرن» بذبح بول جونسون ووضع رأسه على جسده في مقطع فيديو مصور نشر بعد هروب مقرن من مكان وجوده، خصوصًا مع اقتراب نهايته.

وفي 17 يونيو لعام 2004، دخل «مقرن» مقهى «منزو» في حي«العليا» بالرياض الذي كانت يقدم خدمة الإنترنت للعامة، ما سهل تتبع مساره من قوات الأمن، وبتتبع مساره وُجِدَ في اليوم التالي بمحطة وقود في حي«الملز» لتقوم قوات الأمن بتطويق الموقع، وفي محاولة للقبض عليه، قام «مقرن» بتبادل إطلاق النار مع قوات الأمن، ما أدى في النهاية لمقتله، لتنتهي أسطورة «مقرن» الدموية.