بوابة الحركات الاسلامية : باحث هندي لـ«المرجع»: المنظمات المتطرفة تعتمد التفسيرات الخاطئة للقرآن الكريم (طباعة)
باحث هندي لـ«المرجع»: المنظمات المتطرفة تعتمد التفسيرات الخاطئة للقرآن الكريم
آخر تحديث: الثلاثاء 26/06/2018 02:01 م حوار: عبدالهادي ربيع وحور سامح
باحث هندي لـ«المرجع»:
أثيرت في الآونة الأخيرة أزمة إعادة قراءة التراث الديني، بعد أن اعتمد العديد من الجماعات المتطرفة على كتب تراثية في إصدار فتاوى تكفيرية وإباحة الدماء، مستندة إلى كتب تفسير احتوت العديد من الآثار غير معروفة الأصل والإسرائيليات.
ولذلك، أجرى «المرجع» حوارًا مع «أفيتاب العيني»، باحث الدكتوراه في جامعة الأزهر الشريف، من جمهورية الهند، والمشارك ببحث عنوانه: «جهود المفسرين في تنقية التراث من الدخيل.. ابن عطية الأندلسي نموذجًا»، في المؤتمر العلمي الأول لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، الذي أقيم مؤخرًا تحت عنوان «قراءة التراث الإسلامي بين ضوابط الفهم وشطحات الوهم».

يقول الباحث: إن الإسرائيليات -مصطلح يُستخدم لوصف حديث نبوي ضعيف أو غير موثوق به- إحدى أبرز الإشكاليات التي تواجه المفسرين على مر التاريخ، وغالبية كتب التفسير تحوي هذه الإسرائيليات؛ ما يُعدُّ تحريفًا وزيادة على أصل الدين.

وتابع العيني: «تناول بحثي الذي تقدمت به عدة عناصر، أولها تعريف الإسرائيليات ووقفات منهجية معها، إضافة إلى تحرير مسألة توسع أخذ الصحابة لهذه الإسرائيليات، والرد على الطاعنين فيهم، كما تضمن البحث عدة مباحث أخرى تتناول ضرورة تنقية التراث وكتب التفسير من الدخيل، وأهمية تفسير ابن عطية للقرآن الكريم، وقيمته العلمية بالتخلي عن الإسرائيليات، انتهاءً بذكر نماذج تطبيقية لحيطة ابن عطية منها، والجهود المعاصرة لتنقية التراث الإسلامي من الدخيل».

كما أشاد «العيني»، بدور الأزهر الشريف في التنبه مبكرًا لخطورة هذا المبحث، والتصدي للفتاوى التكفيرية المنطلقة من بعض الآثار التراثية التي تحتاج إلى إعادة قراءة.
وأوضح: أن الجماعات المتطرفة تستخدم التفسيرات الخاطئة لإصدار الفتاوى الشاذة، التي تبيح الخروج على الأنظمة القانونية، وسفك الدماء باسم الدين، وظهرت في الفترة الأخيرة في الهند انطلاقًا من هذه التفسيرات الخاطئة كغالبية الدول الإسلامية منظمات إسلامية متطرفة، منها الجبهة الوطنية للتنمية «NDF».

فكر مقرب للإخوان
«NDF» في الهند، هي جماعة إسلامية مقربة من أفكار جماعة الإخوان، ويقف المجتمع الهندي منها موقف الضد والرفض، إذ تعتقد بلزوم الخروج عن القانون، متبنية مبادئ ضد الدين، وتنتهج العنف في التغيير، والرد على المتطرفين من الجانب الهندوكي.

وضرب «العيني» مثالًا لأفعال تلك المنظمة، قائلًا: «منذ فترة قام مسلحون منتمون لهذه المنظمة بذبح متطرف هندوكي قتل مسلمًا لذبحه بقرة، وذلك دون اتخاذ الطرق القانونية في التقاضي، ما يفتح الباب للعداء والفوضى وإسالة الدماء بين الطرفين».

وأعرب الباحث، عن رفض المسلمين في الهند للأعمال المتطرفة كافة التي تمارسها المنظمة، موضحًا أن الخطاب الديني في الهند عامة يلتزم بالحوار الودي المتفتح ونبذ الكراهية والعنف والتشدد، واحترام الآخر عبر المنصات والمنتديات تحت إشراف المؤسسات الدينية، التي تحرص على صورة الإسلام الوسطي، والحوار البنّاء، لا الجدلي القائم على انتقاد الديانات الأخرى، وهي متعددة في الهند، مثل مؤسسة «الحوار» في الجنوب الهندي.

وأشار إلى الاضطهاد الديني الذي يتعرض له المسلمون في بلاده، والذي زادت وطأته بعد ظهور جماعة «NDF» المتطرفة، قائلًا إن الشرطة الهندية حاليًّا تلقي القبض على كل من يتكلم باسم الدين الإسلامي.

وأضاف أن المسلمين في الهند يتعرضون لضغوط من المتطرفين المسلمين والهندوك، الذين يسيطرون الآن على دفة الحكم في الهند، بما يُعرف بمنظمة المتطوعين الوطنيين RSS الإرهابية، والتي تُمارس كل أنواع الاضطهاد الديني والعنف تجاه الأقليات المسلمة، خاصة عند إقامة الشعائر الدينية المسلمة، مثل ذبح البقر وغيرها، فيُقتل المسلمون على مرأى ومسمع القانون دون محاكمة.

وحذَّر من أن «مستقبل الإسلام في الهند مؤلم للغاية، نظرًا لمنع الدولة المسلمين من ممارسة دعوتهم، إضافة إلى حملات الاعتقالات ضد الدعاة المسلمين، فقبل أيام اعتقل الداعية «يمم أكبر»، فضلًا عن العديد من مذكرات الاعتقال الصادرة بحق الدكتور «ذاكر نايك» -داعية وخطيب ومُناظر إسلامي هندي من أهل السُّنة والجماعة- متسائلًا: «ألا تعرف الحكومة الهندية أنها باعتقالها للمسلمين المسالمين تفتح الباب واسعًا أمام المتطرفين؟!».

يشار إلى أن الإسلام دخل إلى الهند في وقت مبكر عن طريق التجار العرب، ويوجد في الهند أكثر من 400 مؤسسة وجمعية إسلامية، ما يُشكل تفتيتًا لوحدة المسلمين هناك، وعدم تكوينهم جبهة قوية تحميهم وتحافظ على هويتهم.

ووصلت نسبة المسلمين في الهند عام 2017 إلى 14.20%، وفقًا لموقع www.importantgk.com، من إجمالي عدد السكان، الذين وصلوا خلال العام نفسه لأكثر من مليار و300 مليون نسمة، وفقًا لموقع www.worldometers.infoar، أي بما يعادل 160 مليون مسلم.