بوابة الحركات الاسلامية : «سيليكا».. ذراع قطر الإرهابية في أفريقيا الوسطى (طباعة)
«سيليكا».. ذراع قطر الإرهابية في أفريقيا الوسطى
آخر تحديث: الخميس 09/08/2018 10:34 ص نورا بنداري
«سيليكا».. ذراع قطر
ركزت وسائل الإعلام الروسية خلال هذا الأسبوع على حادث مصرع ثلاثة صحفيين روس في جمهورية أفريقيا الوسطى؛ حيث أشارت صحيفة «كومسمولسكايا برافدا» الروسية إلى أن الصحفيين الثلاثة ذهبوا إلى هذه المنطقة، بناء على طلب من الإعلامي «ميخائيل خودروكوفسكي» الذي يمتلك منظمة تعرف باسم «مركز إدارة الأبحاث»، وكان هدفهم هو معرفة دور روسيا في هذه الجمهورية التي تمزقها الحرب الأهلية، خاصة البحث في وجود مرتزقة روس من مجموعة «فاجنر» التي أسستها روسيا؛ للقتال وتدريب المقاتلين في مناطق مختلفة من العالم، على غرار نظيرتها الأمريكية «بلاك ووتر».

وعند البحث عن الجماعة التي أطلقت النار على الصحفيين وأودتهم قتلى، أوضحت الصحيفة الروسية إلى أن كل الدلائل تشير إلى وقوع المجموعة الصحفية في أيدى مجموعة من المقاتلين الإسلاميين القادمين من مالي المجاورة، والتي تشهد اضطرابات وحروب أهلية، أما الليبراليون الروس فهم يشيرون إلى مرتزقة «فاجنر»، وأن الحكومة لها دور بسبب التحقيق الذي كان الصحفيون الثلاثة عازمين على القيام به.

رغم ذلك فإن التحقيقات الجارية، توصلت إلى أن المتهم بقتل الصحفيين الثلاثة حتى الآن هى مجموعة يُطلق عليها «سيليكا» عناصرها من الإسلاميين المتطرفين في جمهورية أفريقيا الوسطى، ولذلك صرح رئيس الشيشان «أحمد قاديروف» بأنه سينتقم للصحفيين الروس الثلاثة من هذه المجموعة.

«سيليكا».. نزاع مسلح وحرب أهلية وانقلاب على الحكم 
«سيليكا» «Séléka» هى جماعة مقاتلة فى جمهورية أفريقيا الوسطى، معظم مقاتليها من الشباب المسلمين المتطرفين، تأسست عام 2012 من المتمردين المعارضين لحكم الرئيس المسيحي «فرانسوا بوزيزى»، واستولت هذه الجماعة على السلطة في 24 مارس 2013، من خلال الانقلاب على «بوزيزيه» الذي وصل إلى الحكم عن طريق انقلاب على الرئيس الذي سبقه، وبعد فرار «فرانسوا»؛ أعلن زعيم الجماعة «محمد ميشال دجوكوديا» نفسه رئيسًا، ليكون أول رئيس مسلم لهذا البلد الأفريقي، وأعلن حل جماعته المسلحة.

لكن قبل أن تسيطر جماعة «سيليكا» على الحكم، كان لدى الرئيس «بوزيزيه» شعور بأن الجماعة تشكل خطرًا على كرسيه وسلطته؛ لذلك أخذ يحرض جماعة «انتي بليكا» (الجماعة المسلحة المسيحية التي كانت تضم أعدادًا كبيرة من الشباب المسيحي)؛ على قتال المسلمين بزعم أنهم من العرب المهاجرين ويريدون القضاء على الكنائس والسيطرة على البلاد، ودعا إلى قتالهم، ونتجت عن ذلك مواجهة بين الجماعتين المسلحتين (سيليكا، انتي بليكا)، أدت إلى مقتل المواطنين الأبرياء من المسلمين والمسيحيين في أفريقيا الوسطى، وأدخلت البلاد في نزاع مسلح وحرب أهلية.

نتيجة لذلك؛ أعلن زعيم الجماعة «دجوكوديا» استقالته؛ لأنه لم يستطع السيطرة عليهم وكبح جماح نشوتهم بالوصول إلى السلطة، خاصة بعد أن انضم إلى هذه الجماعة أعداد من الشباب المسلمين؛ أخذوا يعتدون على المسيحيين وعلى كنائسهم، ويتفاخرون بأن المسلمين يسيطرون على البلاد وأنهم سوف يجعلونها بلدًا مسلمة، بالرغم من أن غالبية هؤلاء الشباب ليسوا ملتزمين بالأحكام الشرعية، وهم أقرب إلى العصابات.

وبعد دخول البلاد فى حرب عرقية بين المسلمين والمسيحيين؛ تدخلت القوات الفرنسية والأفريقية لإيقاف الحرب، وتعزيز الأمن والاستقرار، ونزع السلاح من الجماعات المسلحة، وتولّت الحكم الرئيسة المسيحية "سامبا بانزا" التي أعلنت رفضها للجرائم، ودعت العالم للوقوف معها في حربها ضد الجرائم البشعة التي تُرتكب ضد المسلمين والمسيحيين، على حدٍّ سواء.

رفض لممارستها
وقف أئمة المسلمين ورئيس الجالية المسلمة في أفريقيا الوسطى «إمام عمر كوباين لاياما» رافضًا الممارسات الإجرامية والاعتداءات التي تقوم بها الجماعة المتطرفة على المسيحيين، ولذلك تعرض «إمام عمر» للأذى والتهديد من قيادات الجماعة، إلا أنه أصرَّ على الدعوة إلى حماية المسيحيين وكنائسهم واتّحد هو والأسقف «وبانغي ديودوني انزابالاينغا» للعمل على دعوة المسلمين والمسيحيين للسلام، وتوجها إلى أوروبا لمخاطبة الساسة الأوروبيين في ضرورة العمل على استقرار البلاد والتوقف عن تسليح الجماعات المسلحة من المسلمين والمسيحيين.

إضافة إلى أن عددًا من الشباب المسلم الملتزم استجاب لدعوة «إمام عمر» فوقف 30 منهم في حي «كيلوميتر 5» في جنوب العاصمة لحماية الكنيسة الكاثوليكية، وكانوا يحاولون إقناع شباب الجماعة المسلحة، بأن الإسلام الذي يدعونه لا يجيز الاعتداء على الكنائس غير أن ذلك لم يفد بشيء مع قيادات وأعضاء الجماعة المسلحة.

قطر تدعم المسلحين لأهداف قذرة
في يناير 2017، أعلن الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة «كوفي عنان»، أن تحريات «الأمم المتحدة» تظهر أن 15 من قادة المجموعات المسلحة في دولة أفريقيا الوسطى قاموا بزيارات متعددة إلى الدوحة منذ 2003 حتى 2016، وأوضح أن قناة «الجزيرة القطرية»، تسعى إلى اختلاق الأزمات في الشرق الأوسط، وزج الشيعة والسنة في دوامة من الحروب من خلال التعاون مع المخابرات القطرية والموساد الإسرائيلي.

وأعلنت مصادر أممية، أن من بين الدلائل التي تؤكد دعم قطر للجماعات المسلحة في أفريقيا الوسطى؛ أنه حينما أرسلت منظمة «الأمم المتحدة» فريق من الخبراء لإعداد دراسة شاملة عن الوضع السائد في هذه المنطقة على إثر الاشتباكات الدامية بين المسلمين والمسيحيين، طالب الفريق من شركة «أوريد للاتصالات القطرية» بتقديم معلومات عن خط «الثريا» الذي تستخدمه المجموعات المسلحة في أفريقيا، وكانت النتيجة أن أكدت الشركة أن هذا الخط قد تم تسجيله بعنوان قناة «الجزيرة»؛ حيث انطلق تشغيله منذ يناير 2003.

وبالتالي؛ فإن بعض المراقبين، أشاروا إلى أن الدور القطري الداعم للجماعات المتطرفة في أفريقيا الوسطى، خاصة جماعة «سيليكا» التي أدخلت البلاد في حالة من الفوضى العارمة كان واضحًا، وأن الدعم القطري يدخل ضمن أهداف الدوحة للقيام بدور الوسيط بين فرنسا من جهة والقوى الإرهابية من جهة أخرى، للتمكن من إيجاد موطئ قدم لها في منطقة الساحل والصحراء ووسط القارة السمراء؛ لضمان مصالح مهمة في مناطق غنية بالثروات الباطنية مثل النفط والغاز والزنك والحديد.