بوابة الحركات الاسلامية : «الشباب المجاهدين» والعنف المتزايد في الصومال (طباعة)
«الشباب المجاهدين» والعنف المتزايد في الصومال
آخر تحديث: الجمعة 10/08/2018 09:41 ص آية عز- أحمد عادل
«الشباب المجاهدين»
يشهد الصومال، في الوقت الحالي، زيادة كبيرة في وتيرة العنف، بسبب الهجمات الإرهابية المتكررة التي تقوم بها ما تُعرف بـ«حركة الشباب المجاهدين»، ففي الأسبوعين الماضيين قامت هذه الحركة بشن ما يقرب من 10 هجمات إرهابية على محال تجارية ومطاعم ومؤسسات حكومية ودوريات شرطة، أسفرت عن عشرات القتلى والمصابين.

وظهرت «حركة الشباب المجاهدين» عقب التدخل العسكري الإثيوبي في الصومال، المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، في ديسمبر عام 2006، حيث جاء هذا التدخل بغرض حماية الحكومة الصومالية الانتقالية، برئاسة عبدالله يوسف، والقضاء على المحاكم الإسلامية التي تمكنت من فرض سلطتها على العاصمة «مقديشو» وعدد من المدن الصومالية خلال النصف الثاني من العام نفسه.

وخلال تلك الفترة قامت «حركة الشباب» بدور كبير في مقاومة الوجود الإثيوبي في الصومال، وحققت الكثير من النجاحات التي ساهمت في التعجيل بانسحاب القوات الإثيوبية من الصومال، ولكنها عقب خروج قوات إثيوبيا، انشقت الحركة عن اتحاد المحاكم الإسلامية بعد انضمامه إلى تحالف إعادة تحرير الصومال وتوصله إلى اتفاق مع الحكومة الإثيوبية، تحت رعاية الأمم المتحدة، وانتخاب رئيسه «شريف أحمد» كرئيس للحكومة الصومالية الانتقالية، وكان ذلك في يناير 2009.

وفي نهاية عام 2010، استطاعت «حركة الشباب» أن تسيطر على العديد من المناطق الصومالية، من بينها العاصمة مقديشو، وأصبح المشهد الأمني والسياسي في الصومال أكثر تعقيدًا، خاصة أن الحركة حاولت بكل الطرق إسقاط الحكومة.

وفي النصف الثاني من عام 2011، شهدت الحركة تراجعًا ملحوظًا؛ حيث إن قوات الاتحاد الأفريقي، الداعمة للقوات الحكومية الصومالية، استطاعت إجبار الحركة على الانسحاب من مقديشو، وكبدت «الشباب المجاهدين» الكثير من الخسائر المادية والاستراتيجية، كما أنها خسرت الكثير من الأراضي التي كانت تُسيطر عليها. ولكن سرعان ما استطاعت أن تستعيد الحركة عافيتها من جديد، إذ طورت من العمليات الإرهابية التي تقوم بها، واختارت الأهداف اللينة مثل المطاعم والفنادق، كما قامت باغتيال المسئولين الحكوميين، وتمكنت من استرداد أراض وموانئ من القوات الوطنية المدعومة من القوات الأفريقية.

وتعليقًاعلى زيادة وتيرة العنف من قبل «حركة الشباب المجاهدين»، قال أبوالفضل الإسناوي، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن الحركة في الوقت الحالي تحاول نشر الفوضى في المجتمع الصومالي، لأنها تريد إسقاط الحكومة الحالية.

وأكد الإسناوي، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن توالي الضربات التي تقوم بها حركة الشباب الصومالية، في الفترة الحالية، جاءت كرد فعل على الضربات التي تشنها القوات الأمريكية الموجودة في الصومال ضد الحركة.

وتابع الباحث في شؤون الحركات الإسلامية: «على الحكومة الصومالية أن توخي الحذر، خاصةً أن الحركة لن تهدئ من عملياتها الإرهابية في الفترة المقبلة».