بوابة الحركات الاسلامية : «ترينيداد وتوباجو».. بؤرة الإرهاب الداعشي في «الكاريبي» (طباعة)
«ترينيداد وتوباجو».. بؤرة الإرهاب الداعشي في «الكاريبي»
آخر تحديث: الثلاثاء 14/08/2018 09:17 ص ياسمين حمدي
«ترينيداد وتوباجو»..
تعد جمهورية «ترينيداد وتوباجو» (تقع في جنوب البحر الكاريبي، على بعد 11 كيلومترًا من فنزويلا) إحدى أكثر دول العالم بمعدلات تدفق المنضمين إلى صفوف تنظيم «داعش» منذ عام 2014، حيث بلغ عددهم 180 شخصًا من أصل 1.3 مليون شخص إجمالى سكان الدولة، خلال أربعة أعوام، وهو ما جعل البعض يصفها ببؤرة الإرهاب في «البحر الكاريبي».

تقع الدولة في مواجهة الساحل الشمالي الشرقي لجمهورية فنزويلا وأمام مصب نهر أورينكو وهو أهم أنهار فنزويلا، وتبعد جزيرة «توباجو» عن جزيرة «ترينيداد» بحوالي 32 كم نحو الشمال، حيث تعتبر الدولة أرخبيلًا مكونًا من جزيرتين رئيسيتين إضافة إلى 21 جزيرة صغيرة.

تم اكتشافها خلال رحلة المستكشف «كريستوفر كولومبوس»، وعاصمتها «بورت أوف سبين»، وأعلنت استقلالها عام 1962، وتبلغ مساحتها 5128 كم، ويعتنق الغالبية العظمى من السكان المسيحية، فيما تضم 18% من الهندوس، ويشكل المسلمون 8% من السكان، وغالبيتهم من أصول هندية شرقية، ويقدر عددهم بــ 100 ألف مسلم، والأغلبية منهم تعيش في «ترينيداد»، كما يلعب المسلمون دورًا سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا مهمًا في هذه الدولة، حيث إن العديد من الشركات مملوكة لهم. 

تشهد الدولة تاريخًا ثريًا بنشاطات إسلامية متشددة، رغم تمثيلهم نسبة قليلة من السكان تبلغ 8%، لكنهم أسسوا حركة راديكالية تحت اسم «جماعة المسلمين»، بقيادة ياسين أبوبكر، وهي الحركة التي قامت بمحاولة انقلاب فاشلة عام 1990 نتيجة تصدي جيش الدولة لها، بالإضافة للقبض على أحد أعضائها داخل الأراضي الأمريكية عام 2007 بتهمة تخطيطه لهجوم يستهدف مطار «كينيدي» الدولي وتم الحكم عليه بالسجن مدي الحياة.

يوجد أكثر من 24 مؤسسة وهيئة إسلامية في 13 مدينة رئيسية، ومنها جمعية تقوية الاسلام والتي تعد أول جمعية إسلامية في ترينيداد ظهرت عام 1923، ثم جمعية أهل السنة والجماعة عام 1935، ثم جمعية الدعاة المسلمين عام 1975، وجمعية الحزب الإسلامي عام 1977، وأخرها جمعية شبان ترينيداد وتوباجو لنشر الدعوة.

انضم عدد من مسلمي «ترينيداد» إلى تنظيم «داعش»، خاصة أولئك الذين يرون أن التنظيم يعمل على ترسيخ مفهوم الدولة الإسلامية في تلك المنطقة، كما شبّه البعض عمليات «داعش» بنضال «مارتن لوثر كينج» من أجل حرية السود في الولايات المتحدة الأمريكية. 

ويري البعض أن المنضمين إلي «داعش» من الدولة كانوا أصلا مجرمين، وبالتالي جعلهم هذا يرون أن في الانضمام للتنظيم موافقة لسلوكهم الإجرامي، فيما يستغل «داعش» الدين لاستقطاب أفراد العصابات للانضمام إلى صفوفه بواسطة أعضاء «جماعة المسلمين» داخل السجون.

أيضا مثلت العوامل الاقتصادية ووعود التنظيم الشباب بالمال أهم أسباب الانضمام أيضًا، حيث يرجع ذلك إلي انخفاض سعر النفط الذي يمثل 80% من اقتصاد الدولة، وبالتالي تزايد نسب الفقر والبطالة، ما دفع الشباب إلي اللجوء إلي أموال الجماعات المتطرفة.

كما يعد الانضمام إلى التنظيم وسيلة للهروب من القانون، فعلي سبيل المثال انضم من يسمى «أبوسعد الترينيدادي» (شين كروفور سابقًا) لـ«داعش»، حتي يتهرب من العقاب، وذلك بعدما تم اعتقاله عدة مرات بتهم من بينها الاشتباه بالتخطيط لاغتيال رئيس الوزراء في حينها.

وفي إطار دور الحكومة لمواجهة الإرهاب اتخذت العديد من الإجراءات ومنها: سن قوانين تفرض ضوابط جديدة على السفر وتمويل الإرهاب، وهو ما يزيد من صعوبة تكوين أي مشروع يسلك مسلك التطرف، كما تعمل علي تتبع العائدين من صفوف «داعش»، كما بدأت السلطات تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وإسرائيل، حول عناصر الإرهاب.