بوابة الحركات الاسلامية : «أبوبكر الجزائري».. 50 عامًا في خدمة المسجد النبوي (طباعة)
«أبوبكر الجزائري».. 50 عامًا في خدمة المسجد النبوي
آخر تحديث: الخميس 16/08/2018 11:25 ص آية عز
«أبوبكر الجزائري»..
مارس التدريس بالمسجد النبوي الشريف لمدة تجاوزت خمسين عامًا، ما أكسب دروسه، وكتبه زخمًا كبيرًا، ومتابعين أكثر، إذ يعد كتابه «منهاج المسلم» من أكثر مصنفاته انتشارًا في الوطن العربي، إلا أن هذه الرحلة الطويلة مع العلم توقفت اليوم بوفاته التي ستبلي جسده، لكن يبقى علمه ممتدًا.

الشيخ أبوبكر الجزائري، المدرس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والمسجد النبوي الشريف سابقًا، الذى توفي فجر اليوم الأربعاء عن عمر ناهز 97 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، إذ تعرض العام الماضي لالتهاب رئوي حاد نقل على أثره إلى مستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز بمدينة الرياض لتلقي العلاج به.

اسمه الحقيقي «أبوبكر جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر»، هو الاسم الحقيقي للشيخ أبوبكر الجزائري، ولد عام 1921، في قرية «ليوة» القريبة من طولقة الواقعة في ولاية بسكرة جنوب الجزائر.

بدأ الجزائري حياته العلمية بحفظ القرآن الكريم، وبعض المتون في اللغة والفقه المالكي، ثم انتقل للعيش في مدينة «بسكرة»، ودرس هُناك على يد مشايخ المدينة العلوم الفقهية والعلمية والدينية التى أهلته ليكون شيخًا في المستقبل.

وخلال الفترة التي عاش فيها في الجزائر، انخرط في العمل السياسي وكان عضوًا في حزب البيان، كما شارك في تأسيس حركة «شباب الموحدين» التي عُرفت بتوجهها الإسلامي، وبعد ذلك انتقل مع أسرته للعيش في المدينة المنورة بالسعودية، وعندما وصل للمدينة المنورة استأنف طريقه العلمي هُناك، وحرص على الذهاب بصفة مستمرة إلى المسجد النبوي في المدينة المنورة، وكان يجلس مع كبار المشايخ ليتلقى منهم العلم، حتى حصل على إجازة من رئاسة القضاء بمكة المكرمة للتدريس في المسجد النبوي، وأصبحت له حلقة دينية في المسجد يُدرس تفسير القرآن الكريم والحديث الشريف، وجميع أمور الشريعة الإسلامية.

وخلال الفترة التي عاش فيها بالمملكة العربية السعودية، أعلن معارضته لتكفير الحكام المسلمين والخروج عليهم، وأكد أن تكفير أي حاكم ذلك لا يتحقق إلا على ضوء الكتاب والسنة والرجوع إليهما، إضافة إلى ذلك أيد انخراط الشباب العربي والإسلامي في الجهاد ضد روسيا في أفغانستان.

ولم يكتف الشيخ الجزائري بهذا القدر من النجاح والتطور، حيث عمل مدرسًا في بعض مدارس وزارة المعارف السعودية، وكذلك عمل في «دار الحديث» بالمدينة المنورة، وظل يدرس ويُدرس في المسجد خمسين عامًا، حتى فتحت الجامعة الإسلامية بالسعودية أبوابها له، وكان من أوائل أساتذتها والمدرسين فيها، وبقي فيها حتى أحيل إلى التقاعد، إضافة إلي العمل الدعوى الذي قام به في كثير من البلدان التي زارها.