بوابة الحركات الاسلامية : «مدخلية فلسطين».. تيار سلفي يُعادي حماس والإخوان والجهاد المسلح (طباعة)
«مدخلية فلسطين».. تيار سلفي يُعادي حماس والإخوان والجهاد المسلح
آخر تحديث: الجمعة 17/08/2018 04:02 م عبدالهادي ربيع
«مدخلية فلسطين»..
خلقت الأوضاع السياسية والإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حالةً من الرفض العام والثورة على مر تاريخه، وأخذت الثورة في غالبها الطابع الديني الذي تجسد في تيارات الإسلام السياسي المختلفة، بدءًا من الصوفية وانتهاءً بجماعات الجهاد، ولكن الغريب أن يستطيع التيار السلفي المدخلي، أن يوجد لنفسه أرضًا ينتشر عليها بين هذه التيارات؛ حيث إن معتقداته وركائزه لا تتناسب في الغالب مع حالة الثورة والسخط العام.

ويقود التيار السلفي المدخلي في فلسطين، مجموعة من الطلاب الذين تلقوا العلم على يد كبار مشايخ ورموز التيار، مثل: «ربيع بن هادي المدخلي، ومحمد بن هادي المدخلي، وعبيد الجابري، وحسن مرزوق بن عبدالوهاب البنا، والشيخ هشام العارف، ورائد عبدالجبار المهداوي، وسعد بن فتحي بن سعيد الزعتري».
أشهر مشايخ المدخلية
ويُعدُّ «هشام بن فهمي بن موسى العارف»، أشهر شيوخ السلفية المدخلية في فلسطين، المولود عام 1957 بالبلدة القديمة في القدس، وهو المؤسس والمشرف على موقع شبكة الدعوة السلفية من المسجد الأقصى.

جاء إلى مصر لاستكمال دراسته، فحصل على درجة البكالوريوس في التجارة من جامعة الإسكندرية عام 1979، فترة انتشار التيار الإسلامي فيها، ومع ذيوع أخبار كتابات الداعية محمد ناصر الدين الألباني، بدأ التوجه نحو السلفية؛ حيث عرّفه شاب أردني اسمه تامر فطين عساف، على «الألباني» في عمان الأردنية، ليتلقى على يديه المنهج السلفي.

تغرب إلى عدد من الدول العربية طلبًا للعمل، فالتقى الشيخين عبدالعزيز بن باز، والشيخ محمد صالح بن عثيمين، كما التحق بمعهد «الأوزاعي للدراسات الإسلامية» بالإمارات العربية المتحدة؛ حيث كُلّف بالخطابة والتدريس في مساجد مدينة العين.

وبدأ في 1996 العمل بوزارة الأوقاف لدى السلطة الفلسطينية في مديرية الشؤون المالية، مع تكليفه بالخطابة والتدريس في مساجد القدس إلى عام 2000؛ ليتفرغ من حينها للعمل الدعوي على المنهج السلفي المدخلي.

ويُعدُّ «العارف» أشهر شيوخ التيار في فلسطين؛ خاصة مع ثناءات وتزكية رموز التيار الكبار عليه من أمثال ربيع بن هادي المدخلي، ومحمد سعيد رسلان.

كما يُعدُّ الشيخ «أسعد بن فتحي الزعتري»، حلقة الوصل بين طلاب العلم في فلسطين، ومؤسس التيار ورموزه في المملكة العربية السعودية، الذين تعرف عليهم في أثناء حصوله على شهادة الدكتوراه من الجامعة الإسلامية بالمدينة، أمثال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، والشيخ محمد بن هادي.

ومن شيوخ السلفية المدخلية في فلسطين أيضًا، «أبي عبدالرحمن رائد بن عبدالجبار المهداوي»، إمام مسجد التقوى في «رام الله»، والذي قال فيه مؤسس التيار أمام طلبة علمه في السعودية مع رفيقه أسعد بن فتحي الزعتري: «شجعوهم واستقبلوهم».
معاداة الإخوان وحماس
يؤمن أبناء «المدخلي» في فلسطين، بجملة أفكار التيار من عدم الخروج على الحاكم، وتحريم المشاركة في العملية السياسية ضمن الديمقراطية الغربية التي يصفونها بمخالفة الشريعة الإسلامية التي تقوم على الشورى، وكذلك تبديع جماعة الإخوان وفروعها في جميع دول العالم، بما فيها حركة حماس، إلا أن التيار في فلسطين يزيد على غيره بأمور ينفرد بها.

ويؤمن التيار بضرورة التغيير الناعم والمقاومة السلمية، ويقف معاديًا لحركات المقاومة، وعلى رأسها حماس التي يقول فيها جملة مقالات أبرزها: «الذي تجريه حماس على أرض غزة يخالف شرع الله تعالى، وحماس جهادها مزعوم، وحماس من الخوارج، وحماس جسر واضح المعالم لتوسيع دائرة الفتن، وحماس ليست منصورة، ولا هي من الطائفة المنصورة، وفساد حماس أعظم من فساد العدو من أهل الحرب».

كما يرى التيار المدخلي أن الجهاد بالسلاح ضد الأوضاع في الأراضي المحتلة حرام شرعًا، وذلك ما أوضحه «رائد المهداوي» في كتابه «تعريف عام بالدعوة السلفية»، الذي يقول فيه: «وما أشبه واقع المسلمين اليوم بواقع الدعوة الإسلامية في الفترة المكية، واقع الاستضعاف وعدم التمكين؛ حيث أمر المسلمين بالصبر والصفح عمن آذاهم، وأمروا بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ونهوا عن مجادلة أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، ولم يؤمروا بالقتال والنزال حرصًا على جماعة المسلمين الفتية، ومصلحة الدعوة الناشئة العامة.. فواقعنا اليوم واجب الوقت فيه الجهاد بالحجة والكلمة واللسان وجهاد النفس لا الجهاد بالنفس».

وهذا ما يتوافق مع آراء «ربيع المدخلي» الذي يقول: إن «فلسطين ما فتحت إلا بالإسلام على يد فاروق الإسلام وجيوشه الإسلامية الفاروقية، ولن تحرر إلا بالإسلام الحق الذي فتحت به على يد الفاروق.. ولكن كثيرًا منكم لا يحمل عقيدة الفاروق ولا منهجه، ولو قام جهادكم على هذا حلت مشكلتكم، وأحرزتم النصر والظفر».