بوابة الحركات الاسلامية : الترهيب والاغتيالات أدوات تركيا لتسوية القضايا الدولية العالقة (طباعة)
الترهيب والاغتيالات أدوات تركيا لتسوية القضايا الدولية العالقة
آخر تحديث: الثلاثاء 21/08/2018 08:45 ص نهلة عبدالمنعم
الترهيب والاغتيالات
تعرضت السفارة الأمريكية في أنقرة، اليوم الإثنين، لحادث إطلاق نار أدى إلى تهشم طفيف في زجاج إحدى نوافذ الحواجز الأمنية المحيطة بمقر السفارة، دون وقوع خسائر بشرية.

هذا التهشم الطفيف قد يكون علامة على مزيد من التوتر في العلاقات الأمريكية التركية، حيث تتزامن تلك الرصاصات مع الأزمة السياسية والدبلوماسية المتصاعدة بين البلدين، على خلفية احتجاز السلطات التركية للقس الأمريكي، أندرو برونسون.

وكانت الإدارة الأمريكية قد أصدرت عقوبات على بعض المسؤولين الأتراك، ردًا على احتجاز رعاياها بالبلاد، وصادرت وزارة الخزانة الأمريكية، في أوائل أغسطس الجاري، ممتلكات وزيري العدل والداخلية.

كما فرضت الولايات المتحدة مزيدًا من الضرائب والاستحقاقات على الواردات التركية من خام الصلب والألمونيوم، وتبع ذلك تدني حاد في أسعار الليرة التركية، وذلك لتضييق الخناق على الأجهزة التركية المعنية للإفراج عن القس الأمريكي، الذي تحتجزه أنقرة منذ أكتوبر 2016، بتهمة المشاركة في الانقلاب الفاشل على الرئيس التركي أردوغان. 

ونتيجة لتلك التوترات والأزمة المحتدمة بين البلدين، خاصة مع استدعاء بسيط للأمس الماضي عندما تم اغتيال السفير الروسي، أندريه كارلوف، في ديسمبر 2016، أثناء المناقشات الروسية – التركية حول القضايا المختلفة في سوريا، يشير البعض إلى أن التسويات السياسية التي ترعاها تركيا تتم في الغالب عن طريق ترهيب الدول المختلفة.

فالمشهد الشهير لعملية الاغتيال، التي تمت في العاصمة التركية أنقرة على يد أحد الضابط المسؤولين عن حماية السفير، يرسم بعض الخيوط، التي تشير إلى أن السفارات وتهديدها وطلقات الرصاص حولها، قد تكون حجر الزاوية في القضايا العالقة على الأجندة الدولية للدولة المسؤولة عن مرور الإرهابيين إلى مناطق الصراع المختلفة، كما أن الحادث الأخير قد يكون بمثابة تذكير ضمني.

علاوة على ذلك، كشفت الصحف الأمريكية، اليوم، عن مطالب تركية لإنهاء العقوبات المالية المقررة على «بنك هالك»، المتهم بتنفيذ عمليات غسيل أموال لصالح النظام الملالي، وبعض الجماعات الإرهابية، في مقابل الإفراج عن القس أندرو برونسون، وهو ما رفضته الإدارة الأمريكية.

وما يزيد المشهد تعقيدًا، أن تركيا تتهم الولايات المتحدة باحتواء فتحالله جولن، المعارض التركي الشهير، والذي تتهمه السلطات التركية بالتخطيط للانقلاب الفاشل الذي حدث في 15 يوليو عام 2016.

وألقى هذا الانقلاب بظلاله على توتر العلاقات بين البلدين، فعلاوة على اتهام القس الأمريكي بالضلوع به، تجرأت الإدارة التركية وامتدت إلى المقر الدبلوماسي لأمريكا، واعتقلت -في أكتوبر الماضي- أحد موظفي القنصلية الأمريكية باسطنبول، متين طوبوز، واتهمته أيضًا بالتجسس والمشاركة في الانقلاب.

يشار إلى أن مجهولين أطلقوا بعض الرصاصات، صباح اليوم، من سيارة بيضاء، تجاه مقر السفارة الأمريكية بالعاصمة التركية أنقرة، ثم فروا هاربين، ولم تستطع القوات اعتقالهم، لكنها أرسلت المزيد من التعزيزات الأمنية إلى المنطقة.

وبعدها بساعات، أصدر الناطق باسم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خطاب إدانة لواقعة السفارة-عبر تغريدة على تويتر-، فيما قامت السفارة الأمريكية على لسان المتحدث الرسمي، ديفيد جينر، بتوجيه الشكر للشرطة التركية على سرعة استجابتها، مؤكدًا أن الحادث لم يسفر عن أي إصابات.