بوابة الحركات الاسلامية : «تظاهرات البصرة».. سيناريوهات تطور الأزمة في العراق (طباعة)
«تظاهرات البصرة».. سيناريوهات تطور الأزمة في العراق
آخر تحديث: الإثنين 10/09/2018 09:41 ص علي رجب
«تظاهرات البصرة»..
تطوراتٌ متلاحقةٌ تشهدُها محافظةُ البصرة الواقعة جنوبي العراق، بدأت باحتجاجات شعبيَّة ضد الفساد وتردي الخدمات الحكومية، وتحولت إلى اشتباكات مع قوات الأمن، على مدار الأيام الماضية، ما يشير إلى اتجاه الأوضاع للأسوأ إذا لم يتم احتواء الأزمة.

للمزيد.. حرق وقتل وحظر تجول.. أحداث البصرة تعمق آلام العراق والعبادي يتخبط



حرق البصرة

اقتحم محتجون القنصليَّة الإيرانيَّة في البصرة، وأضرموا فيها النيران أمس الجمعة، خامس أيام الاحتجاجات التي تشهدها المدينة، كما هاجم المئات من المتظاهرين البوابة الخارجيَّة لمقر هيئة «الحشد الشعبي» جنوب شرق المحافظة.

ويأتي تصاعد تظاهرات البصرة، وسط صراع سياسي؛ من أجل حسم الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي؛ لتشكيل الحكومة العراقية، ويمثل تيار «نوري المالكي- هادي العامري»، اللذان يتلقيان دعمًا من «طهران» في مواجهة تحالف «مقتدى الصدر- حيدر العبادي»، وهو ما يشير إلى أن هناك من يحرك أحداث البصرة ويستثمرها لصالحه.

وتزامن مع حرق القنصليَّة الإيرانيَّة في البصرة، إضرام النار في نحو 20 مقرًا للأحزاب والفصائل المسلحة الموالية لإيران، في مقدمتها مقرات حزب «الدعوة الإسلاميَّة»، الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، ومقرات «عصائب أهل الحق»، ومقر «سيد الشهداء» ومنظمة «بدر»، وكتائب «حزب الله العراقي» و«المجلس الإسلامي الأعلى».



للمزيد.. «الأرض المحروقة».. ورقة إيران الأخيرة للسيطرة على العراق



من المستفيد؟

على صعيد متصل، قال الباحث في الشأن العراقي «محمود جابر»: «إن ما يحدث في البصرة هو محاولة لاستغلال الأوضاع المعيشية والخدمية»، مؤكدًا أن الهدف من المظاهرات هو إسقاط العراق في مربع الفوضى.



وأضاف «جابر»، في تصريح لـ«المرجع»، أن هناك 3 سيناريوهات لمستقبل تظاهرات البصرة، في مقدمتها انتشار الفوضى والصراع المسلح بين طوائف الشعب.



للمزيد.. لصوص بغداد.. صراع «الحشد» و«العبادي» يسرق مستقبل العراق





وتابع: «السيناريو الثاني، هو الضبابية أي استمرار الأزمة دون حل، وبقاء الأوضاع على ما نشهده الآن من تظاهرات وحرق ثم هدوء، ثم تظاهرات وحرق وهكذا، دون التطور إلى مرحلة الصراع المسلح، أو الوصول إلى مرحلة الهدوء والاحتواء، الذي يعتبر السيناريو الثالث».



وأكد أنه على المسؤولين والقوى السياسية، والفصائل، ومشايخ العشائر، العمل على تهدئة الأوضاع؛ لأن تطور الأزمة يهدد العراق بالفوضى.

من جانبه، أبدى المحلل السياسي العراقي الدكتور «أحمد الميالي»، تخوفه من تطور المشهد في البصرة إلى الفوضى، إذا لم تقدم القوى السياسية حلولًا لإنهاء الأزمة.

وتابع «الميالي»، في تصريح لـ«المرجع»: «إذا لم تبتكر القوى السياسية أسلوبًا جديدًا للحكم والتدبير الصالح والرشيد واستحضار سيناريوهات التغيير والاستبدال الجاد، سنشهد مرحلة من العنف».

وأضاف المحلل السياسي العراقي: «سيناريو العنف يدق ناقوس الخطر المنذر بتبعات وآثار سلبية خطيرة على مستوى النظام السياسي والاجتماعي، في ظل شعب مازال يتطلع إلى معانقة الديمقراطية وإفرازاتها الإيجابية، وقد نعود إلى سلبيات المراحل الديكتاتورية السابقة».