بوابة الحركات الاسلامية : 11 سبتمبر.. حقائق جديدة حول علاقة إيران بـ«القاعدة» (طباعة)
11 سبتمبر.. حقائق جديدة حول علاقة إيران بـ«القاعدة»
آخر تحديث: الإثنين 10/09/2018 03:55 م أحمد لملوم ونهلة عبدالمنعم
11 سبتمبر.. حقائق
قبل يومين من الذكرى السنوية لأحداث «11 سبتمبر»، كشفت دراسة أصدرها مركز «نيو أمريكا» البحثي، والذي يتخذ العاصمة الأمريكية، واشنطن، مقرًا له، اليوم الأحد، 9 سبتمبر 2018، عن استخدام الحكومة الإيرانية لتنظيم «القاعدة» والتعاون معه لخدمة مصالح طهران.



وتتضمن الدراسة ما يقرب من 300 وثيقة، رفعت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) عنها السرية، تم الحصول عليها خلال تنفيذ عملية قتل زعيم تنظيم «القاعدة»، أسامة بن لادن، في مخبئه بمدينة أبوت آباد الباكستانية.

تكشف هذه الوثائق عن مدى براجماتية تنظيم«القاعدة» في مساعيه، والتعامل مع جميع الأطراف، من أجل توفير مصادر تمويل وتأمين ملاذات آمنة لأعضائه وعائلاتهم، وتركز الدراسة على وثائق محورية، منها، وثيقة مكونة من 19 صفحة، تم إزاحة السرية عنها في نوفمبر 2017، من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية(CIA) ، ومذكرات «أسامة بن لادن» المكتوبة بخط يده.



وجاء في إحدى هذه الوثائق، أن إيران مستعدة لتوفير الدعم المالي والمساعدة «لأي شخص يريد مهاجمة أمريكا بدون تدخل صريح وواضح للدولة الإيرانية»، مضيفة أن الحكومة الإيرانية تمارس سياسة براجماتية تؤمن بمبدأ «الغاية تبرر الوسيلة» في تعاملها مع تنظيم «القاعدة».



يشار إلى أن إيران تتخذ المذهب الشيعي كمذهب ديني رسمي للبلاد، بينما ينتمي أعضاء تنظيم «القاعدة» للمذهب السني.

للمزيد: «القاعدة» وإيران.. مصالح مشتركة تتجاوز العداء المذهبي

وتذهب إحدى وثائق الدراسة إلى عرضٍ قدمته طهران على عدد من الإسلامويين الجهاديين، يضمن توفير دعم لوجيستي لهم وتدريبهم في معسكرات تابعة لـ«حزب الله» في لبنان: «الإيرانيون على استعداد لتوفير كل أنواع الدعم لمن يريد استهداف مصالح أمريكية في المملكة العربية السعودية والخليج العربي».



وأوضح خطاب مكتوب بخط اليد، تضمنته الدراسة، أن بداية تواصل إيران مع تنظيم «القاعدة» كانت في عام 2004، من أجل أن يمارس «ابن لادن» نفوذه على «أبو مصعب الزرقاوي» لوقف الهجمات ضد الشيعة والأماكن المقدسة التابعة لهم في العراق.



وفي وثيقة أخرى، تحدثت عن أن «القاعدة» اقتنع أن إيران بدأت في اتخاذ مسلك أكثر لينا مع التنظيم، حتى أن أعضاء من عائلة «ابن لادن» لم تتردد في البحث عن ملجأ في إيران، بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.



ولم تكن طهران حاضنة لعائلة «ابن لادن» فقط، بل كانت حاضنة لأبرز عناصر التنظيم، وأهمهم المصريان عبدالله أحمد عبدالله المعروف باسم « أبومحمد المصري»، وسيف العدل واسمه الحقيقي «محمد صلاح الدين الحليم زيدان»، وهو الأمر الذي كشفته صحيفة «واشنطن بوست»، بتأكيدها على أن الأجهزة قد أطلقت سراحهما في عام 2015 لتستبدلهما بمواطنين إيرانيين اختطفا في اليمن.



فيما تكمن خطورة كل من «عبدالله وسيف» في كونهما المخططين الرئيسيين لأغلب هجمات «القاعدة» في عدد من الدول، فالخلفية القتالية التي يتمتع بها «سيف العدل» نظرًا لعمله لفترة بالعسكرية المصرية أهلته لتولي مسؤولية التخطيط والتجهيز للعمليات الإرهابية.

للمزيد: المصريان الأخطر في العالم.. أمريكا تطلبهما وإيران تأويهما

وكانت الهجمات الإرهابية التي استهدفت مقر السفارة الأمريكية في كينيا وتنزانيا، في 7 أغسطس عام 1998، التي أسفرت عن مقتل 224 شخصًا وإصابة الآلاف، بالإضافة إلى سلسلة الهجمات التي وقعت بالعاصمة السعودية الرياض، في مايو وأبريل 2003، وأبريل 2004، من أخطر العمليات التي يتهم فيها «عبدالله وسيف العدل».



تجدر الإشارة إلى أن مكتب المكافآت من أجل العدالة، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، أعلن -في أغسطس 2018، عن مضاعفة المكافأة المالية التي سبق ووضعها المكتب لمن يقدم معلومات تقود للقبض على «عبدالله وسيف العدل»، وتصل المكافأة إلى 20 مليون دولار.



وتتعدد الوقائع والتقارير الصحفية التي سعت لكشف العلاقة بين إيران وتنظيم «القاعدة»، لا سيما المساهمات التي قدمها نظام الملالي لعناصر الجماعة الإرهابية حتى يتمكنوا من تنفيذ هجمات 11 سبتمبر.

المزيد: العلاقة المحرمة.. تفاصيل مساعدة إيران لـ«القاعدة» في هجمات 11 سبتمبر

حيث كشفت قناة العربية، في 8 يونيو 2018، عن تصريح لمعاون السلطة القضائية الإيرانية، محمد جواد لاريجاني، يفيد بأن الأجهزة المعنية في إيران قد سهلت مرور العناصر المتطرفة للمناطق التي قبعوا فيها حتى تنفيذ عمليتهم في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا: «زواج المتعة» بين تنظيم القاعدة والنظام الإيراني