بوابة الحركات الاسلامية : 11 سبتمبر.. فوبيا الإرهاب تصيب موظفي مركز التجارة العالمي «الجديد» (طباعة)
11 سبتمبر.. فوبيا الإرهاب تصيب موظفي مركز التجارة العالمي «الجديد»
آخر تحديث: الثلاثاء 11/09/2018 01:43 م نهلة عبدالمنعم
11 سبتمبر.. فوبيا
في سبتمبر 2011، أي بعد عشرة أعوام من الهجوم الإرهابي الذي استهدف برجي التجارة العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية، والمعروفة إعلاميًّا بأحداث سبتمبر أو الثلاثاء الأسود، أعلنت الأجهزة المعنية بشكل متتابع عن افتتاح ناطحات سحاب جديدة تسكن في المكان الذي دُمر أغلبه بعد سقوط البرجين في عام 2001.



فأصبح على العاملين في عدد من الهيئات المختلفة أن يعودوا ليعملوا في المكان ذاته الذي سبق وتعالت صرخاتهم للنجاة من الأهوال التي طالته، بالإضافة إلى أن تلك المنطقة قد شهدت وفاة الآلاف من الموظفين والمواطنين الذين تصادف وجودهم وقت التفجيرات.

فوبيا العودة

فكانت عبارة «لا لبرج الحرية» هي عنوان لحملة مذعورة قادها الموظفون الذين طُلب منهم العودة للعمل في أطول ناطحة سحاب أعيد بناؤها في مكان الحادث، والمعروفة اختصارًا بـ«1WTC».



فالبرج الذي يحمل اسم برج الحرية أو «one world trade center» والذي تم افتتاحه في 3 نوفمبرعام 2014 قد واجه بعض الرفض من قِبَل موظفي مؤسسات الدولة والهيئات الفيدرالية التي تمتلك مكاتب عمل بداخل المبنى، حيث إنهم قادوا حملات استهجان موسعة ترفض الوجود مرة أخرى في نفس المكان الذي احتضن جثث زملائهم.



حيث عبر أحد موظفي هيئة الضرائب بنيويورك ويُدعى إيلي يولمان عن رفضه العودة مجددًا لبرج الحرية قائلًا «لن استطيع العمل هناك»، فالهيئة خسرت نحو 40 شخصًا من موظفيها في يوم 11 سبتمبر الأسود، بينما نجا يولمان لأنه لم يذهب إلى العمل في ذلك اليوم.



فيما بكت مواطنة أخرى وهي جولييت بيرجمان، موظفة في إحدى هيئات النقل العام معربةً عن خوفها من العودة مجددًا إلى المبنى الذي تكلفت إعادة بنائه حوالي 3.8 مليار دولار، حيث إنها لا تتخيل أن تعمل يوميًا في مكان تعلم أن أرواح زملائها لا تزال موجودة به، كما أنها مازالت تحتفظ بصورتها وهي تحاول الهروب من المبنى بعد الانفجار.

بينما قالت إحدى المواطنات المكلفات بالعودة للعمل في أبراج مركز التجارة العالمي، أليشيا فيرير إنها ستترك العمل حتى ولو كانت حياتها متوقفة عليه، فإن هذا الأمر يعد بمثابة تذكير يومي بالجثث والأشلاء المتناثرة التي ملأت المكان حينها.

علاج نفسي

فيما دفعت تلك الحالة النفسية الصعبة إلى قيام بعض الهيئات المعنية بدراسة وعلاج هؤلاء، ممن عانوا من اضطراب ما بعد الصدمة المرتبطة بـ 9/11 الذين شهدوا هجمات مركز التجارة العالمي « WTC »؛ حيث اعتنى برنامج دراسات القلق والإجهاد «PATSS» التابع لقسم الطب النفسي بكلية طب وايل كورنيل بالناجين من الحادث الإرهابي (أي الذين شاهدوا الطائرات وهي تضرب الأبراج أو شهدوا انهيارها).



وذلك في محاولة لعلاج أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) الناتجة من 9/11، مع تقديم العلاج لكل فرد منهم لمدة 12-14 جلسة أسبوعية لمدة 75 دقيقة تقريبًا، ويهدف هذا العلاج المعرفي السلوكي إلى إدخال المهارات والتقنيات التي من شأنها تقليل الأعراض وتحسين نوعية الحياة، والمساهمة في تخطي الحاجز النفسي لدى هؤلاء الضحايا النفسيين.



ووفقًا للأرقام التي جمعتها برامج الصحة في مدينة نيويورك فأن 10.000 من رجال الإطفاء وضباط الشرطة والمدنيين الذين شاهدوا الهجوم الإرهابي لديهم اضطراب ما بعد الصدمة، والعديد منهم لم يتعافوا بعد.

أعراض نفس اقتصادية

قد يتساءل البعض حول ماهية الحديث عن الفوبيا حاليًا طالما أن بعض الأبراج قد بنيت من سنوات يتجاوز بعضها السبع والثماني سنوات إلا أن مطالعة الموقع الإلكتروني الرسمي لمركز التجارة العالمي والمعروف باسم «World Trade Center» تعطي بعض المؤشرات عن وجود مخاوف فعلية لا تزال عالقة بالأذهان ولم تنته بعد.



فمثلًا البرج المسمى بمركز التجارة العالمي 7 أو «7 World trade Center»، والذي تم افتتاحه في 23 مايو عام 2006 لا يزال لليوم يعلن عن أدوار كاملة لم تستأجر بعد، مثل الدور 33 و39، فهل كان من الممكن أن تبقى هذه الأدوار والمكاتب التي تحتل قلب نيويورك غير مأهولة لو لم تصدعها الانفجارات ذات يوم.



أما بالنسبة إلى «1WTC» أو برج الحرية فنشرت جريدة الجارديان منذ عامين أن المبنى الأعلى في نيويورك – والذي يصل طوله نحو 541 مترًا فوق سطح الأرض- نصفه تقريبًا فارغ على الرغم من أن سعره القديم يبلغ نحو 69 دولار، كما أن الأدوار التي استأجرتها إحدى وكالات النشر الشهيرة قد تمكنت من الحصول عليها بعد عدد من الحوافز الضريبية.



وفيما يخص المبنى الأحدث «3 WTC »، والذي افتتح في يونيو هذا العام فيه ما يقرب من 32 طابقًا خاويًا لا يزال الموقع الرسمي يحاول بيعها، وعلى الرغم من إن مجموع أدواره 80 طابقًا فإن خبراء العقارات قد يرون أن مبنى كهذا في هذه المنطقة كان سيؤجر قبل أن يكتمل بناؤه لو لم تكن الحادثة.

إقرأ أيضًا: «مترو مانهاتن» يداوي جراح الأمريكيين في ذكرى 11 سبتمبر

إقرأ أيضًا: والدة أسامة بن لادن تكشف علاقته بـ«11 سبتمبر».. وزيارتها لأفغانستان