بوابة الحركات الاسلامية : هجوم الأحواز.. خسائر جديدة لـ«داعش» بعد تبنيه عمليات لم ينفذها (طباعة)
هجوم الأحواز.. خسائر جديدة لـ«داعش» بعد تبنيه عمليات لم ينفذها
آخر تحديث: الأحد 23/09/2018 04:22 م عبدالرحمن صقر
هجوم الأحواز.. خسائر
يتكبد تنظيم «داعش» خسائر ماديَّة ومعنويَّة متتالية، فبعد الهزائم الكبيرة في ميادين المعارك، في كل من دول «العراق، سوريا، وليبيا»، يفقد التنظيم المتطرف مصداقيته بسبب كثرة تبنيه عمليات إرهابية لم يقم بتنفيذها، ويرى باحثون في الحركات الإسلاموية أن «داعش» أصبح يعتمد على البيانات الوهمية، ما يدل على ضعف التنظيم وانهياره الداخلي، وفشله في تنفيذ عمليات إرهابية.



وكان تنظيم «داعش» قد ادعى، أمس السبت، تنفيذه الهجوم المسلح على العرض العسكري للحرس الثوري الإيراني، في مدينة الأحواز، فيما أكدت «حركة النضال العربي لتحرير الأحواز» مسؤوليتها عن الهجوم.



ووقع صباح أمس، هجومًٌا مسلحًٌا شنه 4 متطرفين على عرض عسكري في مدينة الأحواز، جنوب غربي إيران، أسفر عن 11 قتيلًا وأكثر من 30 مصابًا، فيما قُتِل 2 من المهاجمين، وتم القبض على الآخرين، وبلغ عدد القتلى من العسكريين نحو 9.



وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن الهجوم استهدف منصة احتشد فيها المسؤولون لمتابعة الحدث الذي يقام سنويًّا؛ بمناسبة ذكرى بدء الحرب العراقية الإيرانية، التي دارت بين عامي 1980 و1988م.



هجوم الأحواز.. خسائر
· تضارب تبني العملية:
وحاول تنظيم «داعش» خطف الأنظار حيث سارع بتبني العملية، كعادته في الآونة الأخيرة، فيما أعلنت حركة «النضال العربي لتحرير الأحواز» مسؤوليتها عن استهداف العرض العسكري للحرس الثوري الإيراني، في مدينة الأحواز، بحسب وكالة «مهر» الإيرانية.



وجاء إعلان «داعش» عن تبني تلك العملية عبر بيان نشرته وكالة «أعماق»، الناطقة باسم التنظيم، وجاء في نص البيان: «إنغماسيون من التنظيم يهاجمون تجمعًا للقوات الإيرانية فى مدينة الأحواز الإيرانية أثناء وجود الرئيس الإيراني لحضور عرض عسكري».



ونفى كبير المتحدثين باسم القوات المسلحة الإيرانية، العميد أبوالفضل شكارجي، ما جاء في بيان «داعش»، قائلًا: إنهم «ليسوا من داعش»، مضيفًا:« لكنهم على صلة بأمريكا وجهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد» -يقصد من قاموا بالعملية-.




هجوم الأحواز.. خسائر
· استباقية «داعش» لتبني العمليات
لم تكن هذه أول عملية يتبناها تنظيم «داعش» بالتزامن مع إعلان تنظيمات أخري مسؤوليتها عن تلك العمليات، فقد تكرر ذلك أكثر من مرة؛ ففي يناير 2015، أعلن «داعش» مسؤوليته عن الهجوم على مقر صحيفة «شارلي إيبدو الساخرة»، في العاصمة الفرنسية باريس، فيما أعلن تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب- حينها- عن تبنيه الاعتداء، وقال نصر بن علي الآنسي (قيادي في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب)، في رسالة مصورة نشرت عبر الإنترنت بعنوان «ثأرًا لرسول الله رسالة بشأن غزوة باريس المباركة»: «إننا في تنظيم قاعدة الجهاد نتبنى هذه العملية ثأرًا لنبينا»، وشدد «الآنسي» على أنّ «الذي اختار الهدف ورسم الخطة وموّل العملية وانتدب قائدها هم قيادة التنظيم استجابة لأمر الله ونصرة لرسول الله، وتنفيذًا لأمر أميرنا العام أيمن الظواهري».



وفي 23 أغسطس 2018، قتل شاب أمه وأخته في باريس بسكين، في ضاحية تراب في العاصمة الفرنسية باريس، وسارع «داعش» أيضًا بتبني هذه العملية، إلا أن المجلس المحلي للضاحية قال، في تدوينة عبر موقع التواصل «تويتر»: «إن عملية الشرطة انتهت بتحييد الشخص وموته»، وبعد ذلك أعلن مصدر قضائي فرنسي أنه لم يصدر طلب بعد من أى مسؤول بمكافحة الإرهاب الفرنسية للمشاركة في التحقيقات التي تجرى حول هذه الحادثة.



من جانبه، يقول هشام النجار، الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلاموية والإرهاب، إن «داعش» لا يزال تنظيمًا حديثًا بالمقارنة بـ«القاعدة»، الذي تأسس عام 1988م، فالأخير لديه ما يستند إليه من عمليات إرهابية كبيرة قام بتنفيذها، على رأسها تفجيرات سبتمبر 2001م، للترويج لنفسه وتجنيد أتباع جدد، مشيراً إلى أن التنظيمات الجهادية المتطرفة تعتبر عملياتها المنسوبة لها هي رأس مالها الأول، الذي تستخدمه في تجنيد العناصر والترويج والمنافسة على التمدد وفرض النفوذ في مواجهة التنظيمات الأخرى.



وتابع «النجار»، فى تصريحات لـ «المرجع»، أن «داعش»، طوال هذه السنوات، كان في حاجة لتنفيذ عمليات تخصه وتميزه عن تنظيم «القاعدة»، موضحًا أن التنظيمين متساويان في الفشل فيما يتعلق بتجربة الحكم، فـ«القاعدة» فشل في أفغانستان وسقطت إمارة «طالبان»، وكذلك فشل «داعش» في العراق وسقطت دولته المزعومة، لذا تبقى المنافسة الحقيقية والناجزة بينهما في ميدان العمليات الإرهابية سواء ضد المدنيين أو المؤسسات أو الأجهزة أمنية.



وأضاف الباحث فى شؤون الحركات الإسلاموية، أن «داعش» يحاول التميز بعملياته عن «القاعدة» من خلال استهداف الشيعة وخوض صراعات طائفية، ووضح ذلك جدًا في العراق وسوريا وحاليًا في أفغانستان وباكستان، معتبرًا أن هذا الصراع الطائفي تسبب في الخصم من حضور «داعش» وعجل تراجعه وضعفه، وهو ما اضطر «داعش» للتحول ومزاحمة «القاعدة» في طبيعة الأهداف والصراعات التي يخوضها.



وأوضح «النجار»: أن «هذا الارتباك الداعشي تسبب في تعطش التنظيم لأية عملية من شأنها أن ترفع من حضوره الإعلامي على حساب القاعدة، سواء في المنطقة العربية والشرق الأوسط أو في أوروبا، حتى لو كانت العملية التي تم تنفيذها لا تخص التنظيم من الأساس ولم ترتكب على خلفية أيديولوجية».



وفيما يخص عملية الأحواز وزعم «داعش» تبنيه لها، يقول «النجار»: «إن تنظيم داعش لديه رغبة في العودة للمشهد، ولديه رغبة في تثبيت أعضائه ومؤيديه، حتى لا يتحولوا عنه إلى تنظيمات أخرى، كما يسعى لتوسيع دائرة ونطاق الصراعات الطائفية ليتيح له ذلك مساحة من حرية المناورة عبر توسيع رقعة المواجهة».

واستبعد «النجار» وجود تعاون خفي بين «داعش» وتنظيمات أخرى، خاصة في أماكن الصراع الرئيسية في الشرق الأوسط، والمنطقة العربية، بسبب المواجهات المحتدمة وتناقض مصالح القوى الداعمة لهذه الجماعات.

اقرأ أيضًا:

عراق ما بعد «داعش».. كل الطرق تؤدي لعودة التنظيم من جديد

عناصر تنظيم «القاعدة» يسخرون من «داعش» بسبب حادث فرنسا