بوابة الحركات الاسلامية : «طلاب الأزهر».. بوابة الصومال للخروج من بئر الإرهاب (طباعة)
«طلاب الأزهر».. بوابة الصومال للخروج من بئر الإرهاب
آخر تحديث: الإثنين 24/09/2018 08:42 ص أحمد عادل
«طلاب الأزهر».. بوابة
لم يقتصر دور الأزهر الشريف على الدعوة للدين الإسلامي، خصوصًا في المناطق التي توجد فيها صراعات كبيرة، مثل دولة الصومال؛ حيث كان له دور كبير في الوجود على الساحة الصومالية لمواجهة الحركات الإرهابية، وتأهيل وإعادة المنشقين عن الجماعات المتطرفة التي أغرقت الصومال في حروب وصراعات أهلية كبيرة.

تأهيل المنشقين
مع تزايد العمليات الإرهابية في الصومال مؤخرًا، لجأت الحكومة إلى الطلاب خريجي الأزهر الشريف للمساعدة في إيقاف نزيف العنف، إذ كان للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر في العاصمة الصومالية «مقديشو»، دور بارز في تأهيل المنشقين عن حركة الشباب الصومالية الإرهابية.

في هذا الإطار، عَقَد الخميس 21 سبتمبر 2018 فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر فى مقديشو، لقاءً مع زعماء وشيوخ القبائل الصومالية؛ لمناقشة كيفية مواجهة الفكر المتطرف، وخطورة الجماعات الإرهابية، وكيفية تصحيح المفاهيم المغلوطة.

وأشار «أحمد حرسي»، أحد أعضاء فرع المنظمة، إلى أهمية الوعي الثقافي في مواجهة الفكر الإرهابي، وخطورته على المجتمع الصومالي، مشددًا على ضرورة نشر وسطية الإسلام، ورسالة الأزهر الشريف القائمة على نبذ التعصب الديني.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يسعى فيها فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بمقديشو إلى مواجهة الإرهاب؛ حيث نَظَّم في أبريل الماضي سلسلة ندوات لتأهيل المنشقين عن حركة الشباب الإرهابية، بالتعاون مع وزارة الأوقاف بالصومال.

وخلال فعاليات الندوة التي أقيمت تحت عنوان: «الوسطية في بناء الشخصية الإسلامية»، بحضور 150 شابًّا من المنشقين عن حركة الشباب الإرهابية، أكد «نور حسين محمد ميدو»، أحد خريجي الأزهر، أن الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال في العلاقات بين البشر، مشيرًا إلى أن الوسطية هي منهج رباني راقٍ، يمنع العبد من الميل إلى أحد الطرفين، ويؤسس لمبدأ التوازن والاعتدال.

تعاون علمي
في سبتمبر 2017، قرر فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، زيادة عدد المنح التعليمية المقدمة من الأزهر لطلاب الصومال، وذلك خلال لقائه مع السفير وليد إسماعيل، سفير مصر لدى الصومال.

وطلب «وليد إسماعيل» تزويد الصومال بمكتبة إسلامية ترعى الفكر الوسطي المعتدل هناك، وأبدى «الطيب» وقتها، استعداد الأزهر لدعم الصومال في جميع المجالات الثقافية والدينية.

وفي أغسطس 2016، عقد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر آنذاك، جلسات مع وزير خارجية الصومال سعد علي شيري، وذلك لدعم التعاون مع الأزهر الشريف في المجالين العلمي والدعوي.

وأكد «شومان» دعم الأزهر لأبناء الصومال، مشيرًا إلى أنه لابد من زيادة المنح الدراسية وإرسال العلماء وتدريب الدعاة في الصومال؛ لمواجهة الأفكار المتطرفة وتصحيح المفاهيم المغلوطة.

للمزيد.. فتش عن قطر.. مخلب الشر وراء تصاعد عمليات «الشباب» في الصومال

«الطيب» وقادة الصومال
في أغسطس 2017، استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الرئيس الصومالي «محمد عبدالله فرماجو»، خلال زيارته للقاهرة.

وأكد «الطيب»، خلال اللقاء، أن الأزهر من خلال علمائه ومبعوثيه يسعى لنشر صحيح الدين، والتصدي للفكر المتطرف، وسُبل التعاون بين الأزهر والصومال في المجالات العلمية والدينية والثقافية.

للمزيد.. «الفوضى والحروب الأهلية».. طريق «داعش» لاختراق الصومال

وفي أكتوبر 2017، التقى شيخ الأزهر، البروفيسير محمد عثمان جواري، رئيس البرلمان الصومالي؛ حيث قال فضيلة الإمام الأكبر: إن الأزهر يحاول تحصين الشباب المسلم من الاستقطاب للفكر المتطرف، ويولي اهتمامًا خاصًّا بالصومال؛ نظرًا للظروف الاستثنائية التي يمرُّ بها.

وأوضح أن الأزهر يدعم الشعب الصومالي، من خلال المنح المقدمة للطلاب الصوماليين الدارسين بالأزهر، واستيعاب الأئمة والخطباء في برنامج مخصص لتدريبهم على معالجة الأفكار والقضايا المعاصرة، إضافة إلى إرسال القوافل الطبية والإغاثية لمعالجة المرضى والمحتاجين من أبناء الصومال.

للمزيد.. على باب أفريقيا.. مؤامرة العنكبوت القطري وأذرعه الهشة في الصومال

من جانبه، قال رئيس مجلس الشعب الصومالي، إن الصومال ارتبط بالأزهر وبمنهجه الوسطي على مدى قرون عديدة، من خلال طلاب الصومال الذين يتنافسون على الالتحاق بالأزهر، وأيضًا عن طريق الدور الكبير لمبعوثي الأزهر إلى الصومال في نشر قيم السماحة والاعتدال في المجتمع الصومالي.

وأكد أن بلاده عانت في السنوات الأخيرة من اجتياح بعض الأفكار المتطرفة التي أثرت على استقرار المجتمع الصومالى، معلنًا أن الصومال يحتاج إلى دور الأزهر في مواجهة الأفكار المتطرفة، وتحقيق الاستقرار هناك.

الطلاب الصوماليون بالقاهرة
طالب الأزهر الشريف الطلاب الصوماليين الدارسين به من خلال رابطة الطلاب الصوماليين بالقاهرة، العمل على أداء دورهم في القضاء على العنف والفكر المتشدد الذي تتبناه بعض الجماعات المسلحة هناك.

وقال الدكتور محمد عبدالفضيل القوصي، نائب رئيس الرابطة، بحضور عدد من الطلاب الصوماليين من أعضاء مركز القرن الأفريقي، وأعضاء برابطة الطلاب الصومالية، خلال حفل للطلاب الوافدين الصوماليين الدارسين بالأزهر، بمناسة افتتاح فرع للرابطة بالصومال: «إن الأزهر الشريف يتطلع إليهم باعتبارهم اتجاهًا معتدلًا وسطيًّا يعيد للإسلام الروح الحضارية النقية الخالصة الحقيقية الذي يكون بمثابة الصورة المشرقة للأزهر والرابطة».

وشدد على أن الصومال منذ أمد بعيد تعتبر هي حلقة الوصل بين شمال القارة الأفريقية وجنوبها، وتتلمذ أبناؤها في الأزهر حتى أصبحوا علماء أجلاء نتذكرهم حتى اليوم، وكانوا هم الجسر الذي يصل علوم الأزهر إلى هذا البلد الشقيق.

ولفت «القوصي»، إلى أن مهمة أبناء الأزهر في الصومال أكثر صعوبةً، ولكن عليهم أن يعدلوا دفة العلم الإسلامي بالعلوم الأزهرية المختلفة لتمحو بها شتى أشكال التطرف والغلو والتشدد، مُشيرًا إلى أن الروح الصومالية بطبيعتها قادرةً على أن تنفي تلك الاتجاهات، وأن تعيد روح الاعتدال والوسطية التي انتشر بها الإسلام من قبل.

بدوره، أوضح الدكتور مختار محمد يوسف، رئيس فرع الرابطة بالصومال، خلال الحفل، أن الفرع يعد مؤسسة تعليمية ثقافية اجتماعية غير حكومية تضم خريجي الأزهر الشريف من أبناء الصومال تعمل في مجال الخدمات الاجتماعية كالتعليم والثقافة ومساعدة متضرري الكوارث الطبيعية والبشرية، مضيفًا أن الرابطة تهتم بنشر الفكر الإسلامي المعتدل وتتصدى الأفكار الدخيلة التي تحمل في طياتها التطرف بكل أشكاله وصوره.

كما قال رئيس الفرع، إنه من ضمن أنشطة الرابطة تنظيم العديد من المؤتمرات والندوات والمحاضرات وورش العمل والتدريب لنشر رسالتها وأهدافها لكل المسلمين بالصومال، مضيفًا أن الرابطة تسعى إلى إعادة تأهيل المعاهد الأزهرية في الصومال وإنشاء معاهد ومراكز تعليمية جديدة وفق منهج الأزهر في الأقاليم والمحافظات بالجمهورية الصومالية التي لا تتوافر فيها مدارس أو معاهد باللغة العربية.