بوابة الحركات الاسلامية : حفيد الخميني في «النجف».. هل هناك مخطط إيراني جديد ضد العراق؟ (طباعة)
حفيد الخميني في «النجف».. هل هناك مخطط إيراني جديد ضد العراق؟
آخر تحديث: الإثنين 05/11/2018 08:19 م علي رجب
حفيد الخميني في «النجف»..
سافر علي الخميني، حفيد مؤسس النظام الإيراني «روح الله الخميني»، إلى مدينة «النجف» العراقية، معقل «الحوزة الدينية»، ومقر إقامة المرجع الشيعي «علي السيستاني».



ويشهد العراق -حاليًّا- أزمة كبيرة في ظل مساعي إيران لتأمين منصب رئيس الوزراء العراقي؛ حيث يسعى تحالف «البناء» المحسوب على طهران، بقيادة رئيس ائتلاف«الفتح» هادي العامري، ورئيس ائتلاف «دولة القانون» رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، إلى تأمين منصب رئيس الوزراء العراقي لصالحهما؛ لتضمن طهران السيطرة بالكامل على القرار الرسمي العراقي، بعد نجاح «محمد الحلبوسي» المقرب من النظام الإيراني، في الفوز بمنصب رئيس مجلس النواب.



للمزيد.. اشتعال المعركة بين إيران وأمريكا على منصب رئيس وزراء العراق



حفيد الخميني في «النجف»..
على صعيد متصل، يشهد العراق أيضًا تراجعًا للحضور الإيراني على المستوى الشعبي، خاصة في المناطق الشيعيَّة العراقيَّة، إذ أن حرق القنصلية الإيرانية في البصرة، وتظاهر العراقيين هناك ضد الوجود الإيراني، يؤكد وجود أزمة ثقة في الشارع العراقي تجاه إيران.

توقيت الزيارة
ذكرت وكالة «خبر أون لاين»، أن «علي الخميني» (33 عامًا) غادر حوزة «قم» الإيرانية، متجهًا إلى حوزة «النجف»؛ لمواصلة نشاطه الديني والتدريس في الحوزة العراقيَّة.

وكشف «محمد رضا نائيني»، أحد رجال الدين المقربين من «علي الخميني»، أن الأخير سيبقى في «حوزة النجف» لسنوات طويلة، مضيفًا: «سافر علي الخميني إلى النجف، وربما سيبقى في هذه المدينة العراقيَّة لسنوات عدة، ونأمل أن يكون هذا المكان أكثر إشراقًا له».

للمزيد.. «الأرض المحروقة».. ورقة إيران الأخيرة للسيطرة على العراق

حفيد الخميني في «النجف»..
مراقبون رأوا أن زيارة حفيد «الخميني»، في ذلك التوقيت، تشير إلى العديد من الدلائل، على رأسها وجود مخطط إيراني يهدف إلى السيطرة على منصب «المرجع الشيعي الأعلي في النجف» خلفًا لـ«علي السيستاني»، المختفي عن الأنظار منذ فترة طويلة وسط أنباء عن متاعب صحيَّة كبيرة.

وحول رؤية صراع « آيات الله» في العراق وإيران، وخلافة المرجع الشيعي «علي السيستاني»، لفت تقرير لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أعده «علي المعموري»، أستاذ العلوم السياسيَّة في «جامعة سيدني»، بالتعاون مع «سوزان مالوني» نائبة مدير «برنامج السياسة الخارجية» في «معهد بروكينجز»، في 6 فبراير الماضي، إلى أن المركزين الرئيسيين للمرجعية الشيعية في العالم، هما مدينتا «قم» في إيران، و«النجف» في العراق، انطلاقًا من نموذجين مختلفين إلى حد كبير.

وذكر تقرير لصحيفة «الإيكونوميست» البريطانية، أن رفض «السيستاني» الاعتراف بشرعية ولاية الفقيه، أو مؤهلات «علي خامنئي»، المرشد الأعلى الإيراني حاليًّا؛ ليكون الفقيه الشيعي الرئيسي للمسلمين الشيعة، جعلت هناك نية من الأخير للسيطرة على خلافة «السيستاني»؛ ما يعني أيضًا فرض طهران سيطرتها على نحو مائتي مليون شيعي في العالم.
«يحيى بوزيدي»
«يحيى بوزيدي»
في السياق ذاته، قال الباحث الجزائري في الشأن الإيراني، «يحيى بوزيدي»: «إن العلاقة الدينيَّة بين إيران والعراق تضرب بجذورها في التاريخ، وطالما تفاعلت مع التطورات السياسيَّة التي يعقدها الجوار الجغرافي، وكان للمراجع دور محوري فيها، وكثير من أحداثها دارت في «النجف» بشكل خاص التي تعتبر الحوزة الأم -إن صح التعبير-، وكثيرًا ما سعى المراجع الفرس للسيطرة على المرجعية في النجف».


وأضاف «بوزيدي»، في تصريح لـ«المرجع»، أن «انتقال حفيد الخميني إلى النجف يفسر في سياق العلاقات الطبيعية التاريخية بين المدينتين، كما سبق الإشارة، ولكنه لا يخلو في الوقت نفسه من دلالات وأبعاد سياسيَّة، خاصة على المدى المتوسط والبعيد، كون الحديث منصبًا هنا عن حفيد أحد أهم المراجع الدينيَّة في التاريخ المعاصر عند الشيعة، كما أن حفيد الخميني كانت له مواقف سياسيَّة، ولديه طموحات قيادية سواء دينيّة أو سياسيّة».

للمزيد.. التدخل الإيراني وآليات السيطرة على العراق
«هشام البقلي»
«هشام البقلي»
خليفة «السيستاني»
بدوره، قال «هشام البقلي»، الباحث المتخصص في الشأن الخليجي والإيراني بمركز الكويت الإقليمي للدراسات السياسيَّة: «إن إيران تسعى خلال المرحلة الحالية إلى السيطرة على العراق بالكامل»، مضيفًا أن خلافة المرجع الشيعي الأعلى «علي السيستاني»، تشكل أهمية لدى النظام الإيراني.

وألمح «البقلي»، في تصريح لـ«المرجع»، إلى أن زيارة «حفيد الخميني»، قد تكون ضمن مشروع إيراني ليكون بديلًا لـ«السيستاني».

وتابع: أن «السيستاني أصبح ورقة محروقة بالنسبة لإيران، فلذلك تجهز دائمًا بديلًا من الممكن أن تحتاجه في ظل التغيرات السياسيَّة على الأرض».

وأوضح أن إيران تعمل من خلال زيارات «حفيد الخميني» للعراق، على إظهاره بقوة في الوضع الحالي كورقة رابحة، وتقول إنه شخصية لها رؤية واضحة لمستقبل العراق، مع العمل على تهميش «السيستاني» تدريجيًّا.